القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1517 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 9996 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 11791 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2020, 11:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي

القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي














أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة



أولاً: معنى التوسُّل:


قال الشيخ الفوزان في "عقيدة التوحيد": التوسُّل هو التقرُّب إلى الشيء والتوصُّل إليه، والوسيلة: القربة؛ قال تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35].





أي: القربة إليه - سبحانه - بطاعته واتِّباع مرضاته.





وقال الشيخ الجبرين في "تسهيل العقيدة"، ص (172):


"التوسل في اللغة: هو التقرُّب إلى الشيء، ومنه أن يتقرَّب شخص إلى شخصٍ بعملٍ معيَّن، أو بهَدية معينة، أو بقُربة معينة، أو غيرها؛ ليَحصل له ما يريد منه.





والتوسل في الاصطلاح له تعريفان:


الأول: تعريف عام، وهو التقرُّب إلى الله تعالى بفعْل المأمورات وترْك المحرَّمات.





الثاني: تعريف خاص بباب الدعاء، وهوأن يَذكر الداعي في دعائه ما يرجو أن يكون سببًا في قَبول دعائه، وأن يطلب من عبدٍ صالح أن يدعوَ له.





وقال الشيخ العزازي في "ماذا يعني انتمائي لأهل السنة والجماعة؟"، ص (67): معنى التوسل: طلب الوسيلة والقُربة؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]".





وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة"؛ تحقيق عبدالقادر الأرناؤوط، ص (83)، فصل في معاني الوسيلة والتوسل: إذا عُرِف هذا، فقد ثبت أن لفظ (الوسيلة) و(التوسل) فيه إجمال واشتباه، يجب أن تُعرف معانيه، ويُعطى كل ذي حقٍّ حقَّه، فيُعرَف ما ورد به الكتاب والسُّنة من ذلك ومعناه، وما كان يتكلَّم به الصحابة ويفعلونه، ومعنى ذلك، ويُعرَف ما أحدثه المُحدِثون في هذا اللفظ ومعناه؛ فإن كثيرًا من اضطراب الناس في هذا الباب، هو بسبب ما وقَع من الإجمال والاشتراك في الألفاظ ومعانيها؛ حتى تجدَ أكثرهم لا يَعرف في هذا الباب فصل الخطاب، فلفظ الوسيلة مذكور في القرآن في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]، وفي قوله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56 - 57].





فالوسيلة التي أمَر الله أن تُبتغَى إليه وأخبر عن ملائكته وأنبيائه أنهم يَبتغونها إليه، هي ما يُتقرَّب به إليه من الواجبات والمُستحبات، فهذه الوسيلة التي أمَر الله المؤمنين بابتغائها، تتناول كل واجب ومستحبٍّ، وما ليس بواجبٍ ولا مُستحب، لا يدخل في ذلك؛ سواء كان محرَّمًا، أو مكروهًا، أو مباحًا، فالواجب والمستحب هو ما شرَعه الرسول، فأمَر به أمْرَ إيجابٍ أو استحبابٍ، وأصل ذلك الإيمانُ بما جاء به الرسول، فجماع الوسيلة التي أمر الله الخلق بابتغائها، هو التوسل إليه باتِّباع ما جاء به الرسول، لا وسيلة لأحدٍ إلى الله إلا ذلك.





والثاني: لفظ الوسيلة في الأحاديث الصحيحة؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَلوا الله الوسيلة؛ فإنها درجة من الجنة لا تَنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمَن سأل الله لي الوسيلة، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))؛ رواه مسلم (384)، الترمذي (3619)، النسائي (2/ 25)، أحمد (2/ 168).





وقوله: ((مَن قال حين يسمع النداء: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابْعَثه مقامًا محمودًا الذي وعَدته - حلَّت له الشفاعة))؛ رواه البخاري (2/ 77 - 78)، وأبو داود (529)، والترمذي (211).





فهذه الوسيلة للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، وقد أمرنا أن نسألَ الله هذه الوسيلة، وأخبر أنها لا تكون إلا لعبدٍ من عباد الله، وهو يرجو أن يكون ذلك العبد، وهذه الوسيلة أمرنا أن نَسألها للرسول، وأخبرنا أن مَن سأل له الوسيلة، فقد حلَّت له الشفاعة يوم القيامة؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فلما دَعَوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - استحقوا أن يدعوَ هو لهم؛ فإن الشفاعة نوعٌ من الدعاء؛ كما قال: ((فإنه مَن صلَّى عليَّ مرة، صلى الله عليه بها عشرًا)).





وأما التوسُّل بالنبي والتوجُّه به في كلام الصحابة، فيُريدون به التوسل بدعائه وشفاعته، والتوسلُ به في عُرف كثيرٍ من المتأخرين يُراد به الإقسام به والسؤال به، كما يُقسمون بغيره من الأنبياء والصالحين، ومَن يُعتقَد فيه الصلاحُ.





وحينئذٍ، فلفظ "التوسل" به معنيان صحيحان باتِّفاق المسلمين، ويُراد به معنًى ثالث لم تَرِد به سُنة، فأما المعنيان الأَوَّلان الصحيحان باتِّفاق العلماء، فأحدُها هو أصل الإيمان والإسلام، وهو التوسُّل بالإيمان به وبطاعته، والثاني دعواه وشفاعته كما تقدَّم؛ فهذان جائزان بإجماع المسلمين، ومن هذا قول عمر بن الخطاب: "اللهمَّ إنَّا كنَّا إذا أجْدَبنا توسَّلنا إليك بنبيِّنا، فتَسقينا، وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا، فاسْقِنا"؛ رواه البخاري، (4/ 413) في الاستسقاء؛ أي: بدعائه وشفاعته.





وقوله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ [المائدة: 35]؛ أي: القُربة إليه بطاعته وطاعة رسوله؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].





فهذا التوسُّل الأول هو أصل الدين، وهذا لا يُنكره أحد من المسلمين، وأما التوسُّل بدعائه وشفاعته - كما قال عمر - فإنه توسُّل بدعائه لا بذاته؛ ولهذا عَدَلوا عن التوسُّل به إلى التوسل بعمِّه العباس، ولو كان التوسل هو بذاته، لكان هو أَوْلى من التوسل بالعباس، فلما عَدلوا عن التوسل به إلى التوسل بالعباس، عُلِمَ أن ما يفعل في حياته قد تعذَّر بموته، بخلاف التوسل الذي هو الإيمان به والطاعة له، فإنه مشروع دائمًا.





فلفظ التوسل يُراد به ثلاثة معانٍ:


أحدها: التوسُّل بطاعته، فرْضٌ لا يتم الإيمان إلا به.





والثاني: التوسل بدعائه وشفاعته، وهذا في حياته، ويكون يوم القيامة يتوسَّلون بشفاعته.





والثالث: التوسُّل به، بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال، فهذا هو الذي لم يكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه؛ لا في حياته، ولا بعد مماته، لا عند قبره، ولا غير قبره، ولا يُعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، ولم يُنقل شيءٌ من ذلك في أحاديثَ ضعيفة مرفوعة أو موقوفة، أو عمَّن يُعتدُّ بقوله؛ كما سنذكر ذلك - إن شاء الله تعالى.





وهذا هو الذي قال أبو حنيفة وأصحابه: إنه لا يجوز؛ أي: نَهوا عنه؛ حيث قالوا: لا يسأل بمخلوقٍ، ولا يقول آخر: أسألك بحقِّ أنبيائك.





قال أبو الحسين القُدُورِي في كتابة الكبير في الفقه المسمى بـ"شرح مختصر الكرخي" في باب الكراهة:


وقد ذكر هذا غير واحدٍ من أصحاب أبي حنيفة، قال بشر بن الوليد: حدثنا أبو يوسف، قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحدٍ أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: "بمعاقد العز من عَرشك"، أو "بحق خَلقك"، وهو قول أبي يوسف، قال أبو يوسف: بمَعقد العز من عرشك، هو الله، فلا أكْرَه هذا، وأكره أن يقول: بحقِّ فلان، أو يقول: بحقِّ أنبيائك ورُسلك، وبحق البيت الحرام، والمَشعر الحرام.





قال القدوري:


المسألة بخلقه لا تجوز؛ لأنه لا حقَّ للخلق على الخالق، فلا تجوز وفاقًا، وهذا الذي قاله أبو حنيفة وأصحابه من أن الله لا يُسأل بمخلوقٍ.





أقسام التوسل: التوسُّل أصله ينقسم إلى قسمين:


1- التوسل المشروع:


وهذا القسم يشمل أنواعًا كثيرة، أجمعها فيما يلي:


أ- التوسُّل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].





وذلك بأن يدعو الله تعالى بأسمائه كلها؛ كأن يقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى، أن تغفِر لي، أو أن يدعو الله تعالى باسم معيَّن من أسمائه تعالى، يُناسب ما يدعو له؛ كأن يقول: اللهم يا رحمن، ارْحَمني، أو أن يقول: اللهم إني أسألك بأنَّك أنت الرحمن الرحيم، أن ترحمني، أو أن يدعو الله تعالى بجميع صفاته؛ كأن يقول: اللهم إني أسألك بصفاتك العُليا أن تَرزقني رزقًا حلالاً، أو أن يدعوه بصفة واحدة من صفاته تعالى، تُناسب ما يدعو به؛ كأن يقول: اللهم إنَّك عفوٌّ تحب العفو، فاعفُ عني، أو يقول مثلاً: اللهمَّ انصُرنا على القوم الكافرين؛ إنك قوي عزيز.





ب- الثناء على الله تعالى والصلاة على نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - في بداية الدعاء؛ لِما ثبت عن فضالة بن عبيد عن النبي أنه سمِع رجلاً يدعو في صلاته، لم يَحمَد الله، ولم يصلِّ على النبي، فقال: ((عَجِل هذا))، ثم دعاه، فقال له: ((إذا صلَّى أحدكم، فليَبدأ بتمجيد الله والثناء عليه، ثم ليُصلِّ على النبي، ثم ليَدْعُ ما يشاء))، قال: وسمِع رسول الله رجلاً يصلي، فمجَّد الله وحمِده، وصلَّى على نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ادعُ، تُجَبْ، وسَلْ تُعْطَ))؛ صحَّحه العدوي، وأخرَجه أبو داود (1481)، الترمذي (3477) واللفظ له، وغيرهم.





ومن ذلك أن يُثني على الله تعالى بكلمة التوحيد: "لا إله إلا الله"، التي هي أعظم الثناء على الله تعالى؛ كما توسَّل بها يونس - عليه السلام - في بطن الحوت، ثم يصلي على النبي، فيقول في توسُّله مثلاً: "لا إله إلا الله، اللهمَّ صلِّ على محمد، اللهم اغفِر لي".





ومن ذلك سورة الفاتحة، فشَطرها الأول ثناءٌ على الله تعالى، وآخرها دعاءٌ.





ج- التوسُّل إلى الله تعالى بذِكره وحده - جلَّ وعلا - كما في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ﴾ [آل عمران: 194]، ومنه أن يقول الداعي: اللهم إنك وعَدت مَن دعاك بالإجابة، فاستجِب دعائي.





د- التوسُّل إلى الله تعالى بأفعاله - جلَّ وعلا - كأن يقول: اللهم يا مَن نصَرت محمدًا يوم بدرٍ، انصُرنا على القوم الكافرين.





هـ- أن يتوسَّل العبد إلى الله تعالى بعباداته القلبية أو الفعلية، أو القولية أو غيرها؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [المؤمنون: 109].





وكما في قصة أصحاب الغار، فأحدهم توسَّل إلى الله تعالى ببرِّه لوالديه، والثاني توسَّل إلى الله تعالى بإعطاء الأجير أجرَه كاملاً بعد تَنميته له، والثالث توسَّل إلى الله تعالى بتَرْكه الفاحشة، وقال كل واحدٍ منهم في آخر دعائه: "اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك، ففَرِّج عنَّا ما نحن فيه"؛ البخاري (4650)، مسلم (2743)، ومن ذلك أن يقول الداعي: "اللهمَّ إني أسألك بمحبَّتي لك، ولنبيِّك محمدٍ، ولجميع رُسلك وأَوليائك - أن تُنجِّني من النار"، أو يقول: "اللهمَّ إني صُمت رمضان ابتغاءَ وجهك، فارزُقني السعادة في الدنيا والآخرة".





و- أن يتوسَّل إلى الله تعالى بذِكر حاله، وأنه يحتاج إلى رحمة الله وعونه؛ كما دَعا موسى - عليه السلام -: ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].





فهو - عليه السلام - توسَّل إلى ربه - جلَّ وعلا - باحتياجه للخير، أن يُنزل عليه خيرًا، ومن ذلك قول الداعي: "اللهمَّ إني ضعيف لا أتحمَّل عذاب القبر ولا عذابَ جهنم، فأنْجِني منهما، اللهم إني قد آلَمني المرض، فاشْفِني منه".





ويدخل في ذلك: الاعتراف بالذنب وإظهار الحاجة إلى رحمة الله ومغفرته؛ كما قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].





ز- التوسُّل بدعاء الصالحين؛ رجاء أن يَستجيب الله دعاءهم، وذلك بأن يطلب من مسلم حاضرٍ أن يدعو له؛ كما في قول أبناء يعقوب - عليه السلام - له: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 97].





وكما في قصة الأعرابي الذي طلَب من النبي - عليه الصلاة السلام - أن يدعو له بنزول المطر، فدعا النبي؛ أخرجه البخاري (1933)، وكما في قصة المرأة التي طلَبت منه - عليه الصلاة والسلام - أن يدعو الله لها بألاَّ تتكشَّف؛ البخاري (5652)، مسلم (1576)، وكما طلب عمر ومعه الصحابة في عهد عمر من العباس أن يَستسقي لهم؛ أي: أن يدعو لهم بنزول المطر؛ البخاري (1010)، (3710).





فهذه التوسُّلات كلها صحيحة؛ لأنه قد ثبت في النصوص ما يدلُّ على مشروعيَّتها، وأجمَع أهل العلم على ذلك؛ نقلاً عن كتاب "تسهيل العقيدة الإسلامية"؛ للشيخ الجبرين؛ تحقيق الشيخ العدوي، ص (175)، (176).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-02-2020, 11:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي

القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

وقال الشيخ الفوزان: التوسُّل المشروع: وهو أنواع:



أ- النوع الأول:


التوسُّل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته؛ كما أمر الله تعالى بذلك في قوله: ï´؟ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ï´¾ [الأعراف: 180].





ب- النوع الثاني:


التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة التي قام بها المتوسِّل؛ كما قال تعالى عن أهل الإيمان: ï´؟ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ï´¾ [آل عمران: 193].





وكما في قصة الثلاثة الذين انطبَقت عليهم الصخرة.





ج- النوع الثالث:


التوسُّل إلى الله تعالى بتوحيده؛ كما توسَّل يونس - عليه السلام -: ï´؟ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾ [الأنبياء: 87].





د- النوع الرابع:


التوسُّل إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف والحاجة، والافتقار إلى الله تعالى؛ كما قال أيوب - عليه السلام -: ï´؟ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ï´¾ [الأنبياء: 83].





هـ- النوع الخامس:


التوسُّل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين الأحياء؛ كما كان الصحابة إذا أجدَبوا يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوَ لهم، ولَما تُوفِّي، صاروا يطلبون من عمِّه العباس - رضي الله عنه - أن يدعو لهم"؛ البخاري.





و- النوع السادس:


التوسل إلى الله تعالى بالاعترافبالذنب؛ كما قال تعالى: ï´؟ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ï´¾ [القصص: 16]؛ نقلاً عن "عقيدة التوحيد"؛ للشيخ الفوزان، (ص142 - 143).





وقال الشيخ العزازي: أمَّا التوسُّل المشروع، فأنواعه كما يلي:


1- التوسل بأسماء الله وصفاته؛ قال تعالى: ï´؟ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ï´¾ [الأعراف: 180].





2- التوسل بالأعمال الصالحة؛ كتوسُّل الثلاثة الذين انطبَق عليهم الغار، فدعوا الله بصالح أعمالهم، حتى فرَّج الله عنهم؛ البخاري (2272)، مسلم (2748).





3- التوسل بدعاء الصالحين؛ كقول عمر في عام القحط: "اللهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا، ونحن نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا، فقام العباس، فدعا الله تعالى"؛ البخاري (1010)، الطبراني (1/ 72).





وقال الشيخ الألباني: أما الأنواع المشار إليها من التوسل المشروع، فهي:


[1] التوسُّل إلى الله تعالى باسمٍ من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا:


كأن يقول المسلم في دعائه: اللهمَّ إني أسألك بأنَّك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير، أن تُعنِّي، أو يقول: أسألك برحمتك التي وَسِعت كلَّ شيءٍ، أن تَرحمني وتغفِر لي، ومثله قول القائل: اللهم إني أسألك بحبِّك لمحمدٍ؛ فإن الحب من صفاته تعالى.





ودليل مشروعية هذا التوسُّل: قوله - عز وجل -: ï´؟ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ï´¾ [الأعراف: 180].





والمعنى: ادعوا الله تعالى متوسِّلين إليه بأسمائه الحسنى، ولا شك أن صفاته العليا - عز وجل - داخلة في هذا الطلب؛ لأن أسماءَه الحسنى - سبحانه - صفاتٌ له خُصَّت به - تبارك وتعالى ... إلخ.





[2] التوسُّل إلى الله تعالى بعملٍ صالحٍ قام به الداعي:


كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك واتِّباعي لرسولك، اغفِر لي، أو يقول: اللهم إني أسألك بحبِّ محمدٍ، وإيماني به، أن تُفرِّج عني، ومنه: أن يَذكر الداعي عملاً صالحًا ذا بالٍ، خاف الله تعالى فيه.





وهذا توسُّل جيد وحميد، قد شرَعه الله تعالى وارتضاه، ويدل على مشروعيَّته قوله تعالى: ï´؟ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ï´¾ [آل عمران: 16]، وقوله: ï´؟ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَï´¾ [آل عمران: 53]، وأمثال هذه الآيات الكريمات المباركات.





وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسُّل: ما رواه بُريدة بن الحَصيب - رضي الله عنه - حيث قال: سمِع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أَشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: ((قد سأَلَ الله باسْمه الأعظم، الذي إذا سُئل به أَعطى، وإذا دُعي به أجاب))؛ رواه أحمد (5/ 349 -350)، أبو داود (1493)، وغيرهما، وإسناده صحيح؛ (القائل: الألباني).





ومن ذلك ما تضمَّنته قصة أصحاب الغار؛ كما يرويها عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - كما عند البخاري وغيره.





[3] التوسُّل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:


كأن يقع المسلم في ضِيق شديدٍ، أو تَحُلُّ به مصيبة كبيرة، ويَعلم من نفسه التفريط في جَنب الله تعالى، فيَجب أن يأخذ بسبب قويٍّ إلى الله، فيَذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسُّنة، فيطلب منه أن يدعوَ له ربَّه؛ ليُفرِّج عنه كَرْبَه، ويُزيل عنه همَّه، فهذا نوع آخر من التوسل المشروع، دلَّت عليه الشريعة المطهرة، وأرشدت إليه، وقد وردَدت أمثلة منه في السنة الشريفة، كما وقَعت نماذجُ منه من فعْل الصحابة الكِرام - رضوان الله تعالى عليهم - فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - حينما قال: "أصاب الناسَ سنةٌ على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما النبي يخطب - (على المنبر 2/22) - قائمًا في يوم الجمعة، قام - (وفي رواية: دخل 2/16) - أعرابي من أهل البدو (2/20) من باب كان وِجاهَ المنبر، (وفي رواية: نحو دار القضاء)، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائم، فاستقبَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا (2/17)، فقال: يا رسول الله، هلَك المال....))؛ الحديث.





ومن ذلك أيضًا ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قُحِطوا، استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتَسقينا، وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا، فاسْقِنا، قال: فيُسْقَون".





ومعنى قول عمر:


إنا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - وإنا نتوسَّل إليك بعم نبيِّنا: أننا كنا نقصد نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - ونطلب منه أن يدعوَ لنا، ونتقرَّب إلى الله بدعائه؛ نقلاً عن كتاب "التوسُّل أنواعه وأحكامه"؛ آلف بينها ونسَّقها: محمد عيد العباسي، بحوث كتَبها وألَّفها الألباني، ص (32 إلى 46)؛ بتصرُّف قليل.





إشكال يسير:


قال الألباني: بطلان التوسل بما عدا الأنواع الثلاثة السابقة:


فمما سبَق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلَّت عليه نصوص الكتاب والسُّنة، وجرى عليه عمل السلف الصالح، وأجمَع عليه المسلمون - هو:


1- التوسُّل باسْمٍ من أسماء الله تعالى، أو صفة من صفاته.


2- التوسل بعملٍ صالح قام به الداعي.


3- التوسل بدعاء رجلٍ صالح.





فلقائلٍ أن يقول: كيف يستقيم هذا الكلام مع أن الكلام المذكور للجبرين والفوزان يزيد عن ثلاثة؟!


فنقول وبالله التوفيق:


قلت - أبو البراء -: كل ما ذكَره الفوزان والجبرين يندرج تحت هذه الأنواع الثلاثة، التي ذكرها الألباني والعزازي.





القسم الثاني: التوسل الممنوع:


قال الجبرين: لَما كان التوسل جزءًا من الدعاء، والدعاء عبادة من العبادات؛ كما ثبَت في الحديث: ((الدعاء هو العبادة))؛ أخرجه أبو داود والترمذي، وصحَّحه العدوي، وقد وردَت النصوص الصحيحة الصريحة بتحريم إحداث عبادةٍ لمتَرِد في النصوص الشرعية، فإن كان توسُّلٌ لم يَرِد في النصوص ما يدل على مشروعيَّته، فهو توسُّل بِدعيٌّ محرَّم.





ومن أمثلة هذه التوسُّلات المحرَّمة:


1- أن يتوسَّل إلى الله تعالى بذات نبي أو عبدٍ صالح، أو الكعبة، أو غيرها من الأشياء الفاضلة؛ كأن يقول: اللهمَّ إني أسألك بذات أبينا آدمَ - عليه السلام - أن ترحمني....".





2- أن يتوسَّل بحقِّ نبي أو عبدٍ صالح، أو الكعبة أو غيرها.





3- أن يتوسَّل بجاه نبي أو عبدٍ صالح، أو بركته أو حُرمته، أو بحقِّ غيره، ونحو ذلك، فلا يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بشيء من هذه التوسُّلات؛ ولذلك لم يَثبُت في رواية صحيحة صريحة أن أحدًا من الصحابة والتابعين توسَّل إلى الله تعالى بشيء منها، ولو كان خيرًا، لسبَقونا إليه، ولقد نُقِلت عنهم أدعية كثيرة جدًّا، وليس فيها شيء من هذه التوسلات، وهذا إجماع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعين على عدم مشروعيَّة هذه التوسلات"، وقال العدوي في الهامش: وقد حكَى إجماعَ الصحابة والتابعين على ترْك هذه التوسُّلات - جمْعٌ من أهل العلم؛ منهم شيخ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى: (1/202، 27/ 83، 85/ 133)، وقال الشيخ محمد الشقيري المصري في "القول الجلي في حكم التوسل بالنبي والولي"، ص (55): "التوسُّل بحق النبي أو الولي، أو بجاهه أو ببركته، أو بحق قبره أو قُبَّته، وهذا مفهوم منهي عنه بلا نزاعٍ".





وقد ذكر الشيخ جيلان العروسي السوداني ما يقرب من خمسة عشر دليلاً لتحريم هذا التوسل البدعي في كتاب "الدعاء"، ص (636، 647).





وقد نصَّ على تحريم هذه التوسُّلات أو بعضها، جَمٌّ غفيرٌ من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة وغيرهم، وفي مقدمتهم أبو حنيفة وأبو يوسف؛ يُنظر على سبيل المثال لا الحصر: كتاب "بداية المبتدي" مع شرحه "الهداية" وشرحهما البناية في الفقة الحنفي، كتاب الكراهية (11/ 277 - 281)، و"صيانة الإنسان عن وسوسة الشيطان"؛ للسهسواني الهندي، ص (187- 206، 273 - 274)، و"الشرك ومظاهره"؛ للميلي الجزائري، ص (213).





ثم قال الجبرين:


وهذا لا يدل على نقص مكانة أو جاه أحدٍ من الأنبياء والصالحين بوجه من الوجوه، ومَن شكَّ في ذلك، فقد وهم، فمكانة الأنبياء والصالحين كبيرة، وجاهُهم عظيم، ولكن جاههم منزلة لهم خاصة بهم، وهم يشفعون في حياتهم في الدنيا وفي الآخرة لمن شاء، وليس هناك دليلٌ على أن غيرهم يتوسَّل إلى الله بذَواتهم أو بجَاههم.





ثم نقل العدوي في الهامش كلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى (27 / 133 - 9/ 134):


"التوسل إلى الله بالنبيين: هو التوسُّل بالإيمان بهم وبطاعتهم؛ كالصلاة والسلام عليهم، ومحبَّتهم ومُوالاتهم، أو بدعائهم وشفاعتهم، وأما نفْس ذواتهم، فليس فيها ما يَقتضي حصول مطلوب العبد، وإن كان لهم عند الله الجاه العظيم، والمنزلة العالية"، ثم قال الجبرين: "وليس للذين أجازوا التوسُّلات البِدعية دليلٌ صحيح يُعتمد عليه، وقد احتجُّوا ببعض الأحاديث والآثار التي فيها الحثُّ بالتوسُّل بجاه النبي أو بجاه غيره من الأنبياء، ولكنها كلها موضوعة أو واهية".





وقال العدوي في الهامش:


ومن ذلك حديث: ((إذا سألتُم الله، فاسألوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم))، وهو حديث موضوع لَم يَرِد في شيءٍ من كُتب المسلمين التي يُعتمَد عليها في رواية الحديث، ويُنظر: "الشرك ومظاهره"؛ للميلي الجزائري، ص (38 - 144)، و"التوصل إلى حقيقة التوسُّل"؛ للرفاعي الحنبلي، ص (246، 331).





كما احتجُّوا ببعض الأحاديث الصحيحة، ولكنها غير صريحة؛ مثل: توسُّل عمر والصحابة بالعباس؛ قال العدوي في الهامش: وهذا الحديث يدل على عدم مشروعيَّة هذا التوسُّل؛ لأنه لو كان جائزًا، لَما عدَل عمر عن التوسُّل بجاه النبي إلى جاه العباس؛ لأن جاه النبي أعظمُ، ولأن جاهه لا يَنقص بعد موته؛ نقلاً عن كتاب "تهذيب تسهيل العقيدة الإسلامية"؛ للجبرين؛ تحقيق العدوي، ص (176 إلى 179).





وقال الشيخ الفوزان:


التوسُّل غير المشروع: هو التوسُّل بما عدا الأنواع المذكورة في التوسُّل المشروع؛ كالتوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات، والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - والتوسل بذات المخلوقين أو حقِّهم؛ نقلاً عن كتاب "عقيدة التوحيد"؛ للفوزان.





وقال العزازي:


أما التوسل غير المشروع، فهو التوسل بالأولياء والصالحين؛ كأن يتوسَّل بالنبي وبجاه النبي، فكل ذلك باطلٌ لا يَصِح، وليس مع الذين يُجيزون هذا التوسل دليلٌ صحيح صريحٌ في جوازه؛ نقلاً عن كتاب "ماذا يعني انتمائي لأهل السنة والجماعة؟"؛ للعزازي، ص (67).





قلت - أبو البراء -: هناك شُبهات كثيرة لا يتَّسع المجال لذِكرها هنا وقد قُمت بذِكر بعضها في البحث، وقد أوردها الشيخ الألباني كاملةً في كتابه "التوسل".





وأخيرًا، هذا ما تيسَّر لي جمْعه في هذا الموضوع الشائك، الذي ضلَّ فيه كثيرٌ من غير مُلتزمي السنة من أهل زمننا، فأسأل الله - عز وجل - أن يُثبِّتنا على الحق، ويَرزقنا الفَهم والعلم الصحيح، وأن يَهديَ بنا.





هذا، وما كان من توفيقٍ، فمن الله وحْده، وما كان من نقصٍ، فمني ومن الشيطان، والله منه بَراء.





ï´؟ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ï´¾ [آل عمران: 138- 139].






وصلى الله على محمدٍ وآل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-10-2021, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القول السوي في التوسل بالأولياء والنبي

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 90.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.88 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]