فضل ماء زمزم وحكم استعماله في الطهارة من الحدث أو الخبث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اللاجئون في العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حفظ القرآن حصن لأبنائنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          وصفة إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          متى يبدأ الحج ومتى ينتهي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          هل يحتج بكلام العلماء في اللغة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          عرض كتاب: (الفتيا المعاصرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الخشوع في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 4180 )           »          المنافسة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شهر رمضان.. كيف يستقبله الأزواج ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2020, 08:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,483
الدولة : Egypt
افتراضي فضل ماء زمزم وحكم استعماله في الطهارة من الحدث أو الخبث

فضل ماء زمزم وحكم استعماله في الطهارة من الحدث أو الخبث
عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني









إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.







وبعدُ:



أخي الحبيب، من كرم الله سبحانه وتعالى على الأمة أنه أنعَم عليها نعمًا كثيرة، ومن أجَلِّ هذه النعم التي لا يستطيع الإنسان الاستغناءَ عنها: نعمة الماء؛ فبالماء يَحيا كلُّ شيء في هذه الحياة؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]، لكن الله عز وجل خصَّ نعمته هذه بماء خاص يأتيه كل المسلمين من كل فجٍّ عميق؛ لعِلمهم واعتقادهم بإعجاز الله سبحانه وتعالى في هذا الماء المُخصص.



هذا الماء الذي خصَّه الله عز وجل هو: (ماء زمزم).







فهو ماء شريف مبارك، ومُحبب إلى النفوس؛ لأنه طعام طُعمٍ وشفاء سُقم؛ قال ابن القيم رحمه الله: "سيدُ المياه وأشرفُها، وأجلُّها قدرًا، وأحبُّها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفَسُها عند الناس، وهو هَزمة جبريل، وسُقيا الله إسماعيلَ"[1]؛ ا. هـ.







ومن الأحاديث التي وردت في ماء زمزم ما يلي:



1- عن عبدالله بن الصامت رضي الله عنه عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر زمزم، فقال: ((إنها مُباركة، إنها طعام طُعم))[2]، وفي لفظ بزيادة: ((وشفاء سُقم))[3].



2- عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ماء زمزم لِما شُرِب له))[4].



3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم...))[5].







وقد اختلف العلماء في حُكم استعمال هذا الماء الشريف المُبارك في الطهارة به من الحدث أو الخبث على النحو التالي:



أولًا: حُكم استعماله في الطهارة من الحدث:



اختلف العلماء في حُكم استعمال ماء زمزم في الطهارة من الحدث على قولين:



القول الأول:



يجوز استعماله من غير كراهة، وهو مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، والمشهور عند الحنابلة، واستدلوا بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بِسَجْلٍ من ماء زمزم، فشرِب منه وتوضَّأ[6].



وقالوا: إن شرف ماء زمزم وبركته لا يُوجب كراهة استعماله، ولأنه يدخل في عموم النصوص الواردة في جواز التطهر بالماء الطَّهُور، بلا فرقٍ بين زمزم وغيرها.







القول الثاني:



يُكره استعمالُه في الاغتسال فقط دون الوضوء، وهو رواية عند الحنابلة، واستدلوا بما رُوِي عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أنه قال - وهو قائم عند زمزم وهو يرفع ثيابه بيده -: (اللهم إني لا أُحلها لمُغتسلٍ، ولكن لشاربٍ، ومُتوضِّئٍ، حِلٌّ وَبِلٌّ)[7].



وقوله: "حِلٌّ وبِلٌّ"؛ أي: مُباح بلغة حمْيَر.



وأجاب النووي رحمه الله عن ذلك، فقال: "وأما زمزم فمذهب الجمهور كمذهبنا أنه لا يُكره الوضوء والغسل به، وعن أحمد رواية بكراهته؛ لأنه جاء عن العباس رضي الله عنه أنه قال وهو عند زمزم: "لا أُحله لمُغتسلٍ، وهو لشاربٍ حِلٌّ وَبِلٌّ".



ودليلُنا النصوصُ الصحيحة الصريحة المُطلقة في المياه بلا فرق، ولم يزل المسلمون على الوضوء منه بلا إنكارٍ، ولم يَصِحَّ ما ذكروه عن العباس، بل حُكِي عن أبيه عبدالمطلب، ولو ثبت عن العباس لم يَجُز ترك النصوص به، وأجاب أصحابنا بأنه محمول على أنه قاله في وقتِ ضيق الماء لكثرة الشاربين"[8]؛ ا. هـ.







ثانيًا: حُكم استعماله في الطهارة من الخبث (النجاسة):



اختلف العلماء في حُكم استعمال ماء زمزم في الطهارة من الخبث (النجاسة) على قولين:



القول الأول:



يجوز استعماله ولا يُكره، وهو مذهب المالكية، وقال الشافعية: هو خلاف الأولى.



وقالوا: لا يوجد دليل يمنع من ذلك، فهو ماء كسائر المياه، إلا أن له شرفًا لبركته التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يُوجب المنع من استعماله في إزالة النجاسة ولا كراهته.







القول الثاني:



يُكره استعماله، وهو مذهب الحنفية، والمشهور عند الحنابلة.



وقالوا: لا يُستعمل ماء زمزم في مواضع الامتهان، ولا يُستعمل إلا على شيء طاهر؛ فلا ينبغي أن يُغسل به ثوبٌ نجسٌ، ولا في مكان نجس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمله للتبرك به بشُربه والوضوء به، والاستشفاء به، وصبِّه على المرضى، ونحو ذلك من الاستعمالات التي فيها كل تكريم واحترام، وتشريف لماء زمزم، فينبغي أن يُصَان عن صَبِّه على النجاسات!







الترجيح:



الراجح في هذه المسالة هو جواز استعمال ماء زمزم في الطهارة من الحدث أو الخبث بلا كراهة إذا دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن الأصل في المياه الطهورية، وماء زمزم داخل تحت هذا الأصل، فمن أخرجه عن كونه رافعًا للحدث، أو مُزيلًا للخبث، فعليه الدليل، ولا يُوجد دليل صحيح يُفيد ذلك، وكونه شريفًا لا يَمنع ذلك مِن استعماله، فالنبي صلى الله عليه وسلم نبع من بين أصابعه ماء شريف، وهذه مُعجزة من مُعجرات النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فقد توضأ به أصحابه؛ كما في حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بإناء من ماء، فأُتِي بقَدحٍ رَحْراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه، قال أنس: "فجعلت أنظر إلى الماء يَنبُع من بين أصابعه"، قال أنس: "فحَزَرْتُ مَن توضَّأ ما بين السبعين إلى الثمانين"[9].







قال ابن قدامة رحمه الله: "فصل: ولا يُكره الوضوء والغُسل بماء زمزم؛ لأنه ماء طهور، فأشبه سائرَ المياه، وعنه: يُكره لقول العباس: لا أُحلها لمغتسلٍ، لكن لمحرمٍ حِلٌّ وَبِلٌّ، ولأنه يُزيل به مانعًا من الصلاة، أشبه إزالة النجاسة به.







والأول أَولْى، وقول العباس لا يُؤخذ بصريحه في التحريم، ففي غيره أَولى.







وشرفه لا يُوجب الكراهة لاستعماله؛ كالماء الذي وضَع فيه النبي صلى الله عليه وسلم كفَّه، أو اغتسل منه"[10]؛ ا. هـ.



قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله عندما سُئل: هل يجوز الاستنجاء بماء زمزم؟



الجواب: "ماء زمزم قد دلَّت الأحاديث الصحيحة على أنه ماء شريف مُبارك، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم: ((إنها مُباركة، إنها طعام طُعم))، وزاد في رواية عند أبي داود بسند جيد: ((وشفاء سُقم))، فهذا الحديث الصحيح يدل على فضل ماء زمزم، وأنه طعام طُعم وشفاء سُقم، وأنه مُبارك، والسُّنة: الشرب منه كما شرِب النبي صلى الله عليه وسلم منه، ويجوز الوضوء منه والاستنجاء، وكذلك الغسل من الجنابة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.







وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نبع الماء من بين أصابعه، ثم أخذ الناس حاجتهم من هذا الماء؛ ليشربوا ويتوضَّؤوا، وليغسلوا ثيابَهم، وليَستنجوا، كل هذا واقع!







وماء زمزم إن لم يكن مثل الماء الذي نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن فوق ذلك، فكلاهما ماء شريف، فإذا جاز الوضوء والاغتسال والاستنجاء، وغسل الثياب من الماء الذي نبَع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، فهكذا يجوز من ماء زمزم، وبكل حال فهو ماء طهور طيب، يُستحب الشرب منه، ولا حرج في الوضوء منه، ولا حرج في غسل الثياب منه، ولا حرج في الاستنجاء إذا دعت الحاجة إلى ذلك كما تقدَّم، وقد روِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ماء زمزم لِما شُرِب له))؛ أخرجه أحمد وابن ماجه، وفي سنده ضَعف، ولكن يشهَد له الحديث الصحيح المُتقدم، والحمد لله"[11]؛ ا. هـ.







أخي الحبيب، أكتفي بهذا القدر وفيه الكفاية إن شاء الله، وأسأل الله عز وجل أن يكون هذا البيان شافيًا كافيًا في توضيح المراد، وأسأله سبحانه أن يرزقنا التوفيقَ والصواب في القول والعمل. وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ أو زللٍ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، والله الموفق، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.



وفي الختام أسأل الله عز وجل لي ولكم ولجميع المسلمين - العلمَ النافع والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.











[1] زاد المعاد في هدي خير العباد، ج1، ص359.




[2] رواه مسلم (6513).




[3] رواه البيهقي (9659)، والطبراني في المعجم الصغير (295)، والبزار (3929).




[4] رواه ابن ماجه (3062)، والبيهقي (9660)، وأحمد (14849)، وابن أبي شيبة (14137)، والطبراني في المعجم الأوسط (849).




[5] رواه الطبراني في المعجم الكبير (11167).




[6] رواه أحمد (564)، وحسَّنه الشيخ الألباني رحمه الله في (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل)، (ح13).





[7] رواه عبدالرزاق (9114)، والفاكهي في أخبار مكة (1154)، وصحَّح إسناده ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية، ج2، ص305.




[8] المجموع شرح المهذب للنووي، ج1، ص91.




[9] رواه البخاري (200)، ومسلم (6080).




[10] المغني لابن قدامة، ج1، ص 16.




[11] مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، ج10، ص27.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.37 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]