مجاهد بن يوسف العامري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 9438 )           »          ضبط أقل مدة الحمل بين حكم نكاح السر وإعلان الزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأسس المفاهيمية والتقنية للذكاء الاصطناعي وتطوره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الوهن الذي أصاب الأمــة جعلهــا تخشى قوة الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »          وسواس بسبب صدمة في الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أريد التخلص من الأفكار السلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وهم الخيانة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مشكلة بطء الاستيعاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2020, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,637
الدولة : Egypt
افتراضي مجاهد بن يوسف العامري

مجاهد بن يوسف العامري
شريف عبدالعزيز الزهيري




أسطورة البحر المتوسط



فتنة الأندلس:
عاشت دولة الأندلس أيامًا سعيدة تحت الحكم الموحد للخلافة الأموية التي أسسها عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش منذ سنة 138هـ، وظلت آمنة مطمئنة يأتيها رغدها ورزقها من كل مكان حتى آل الأمر للتفرق وفساد ذات بين المسلمين واقتتلوا فيما بينهم على الحكم، وسقطت الخلافة القوية وسقطت معها وحدة المسلمين وقوتهم، وتحول جسد الأمة المسلمة الكبير بالأندلس إلى أشلاء ينتهب كل طامع نهبته ويقضم من أجزائها قضمه.
وكانت قواعد الأندلس الشرقية عند اضطرم الفتنة من نصيب الفتيان العامرين موالي القائد العظيم "المنصور بن أبي عامر"، وكان معظم أولئك الفتيان من الصقالبة من أصول أجنبية كالألمان والفرنسيين والإيطاليين وأهل البلقان يؤتى بهم أطفالًا، ويربون في البلاط تربية إسلامية خالصة.

من هو مجاهد العامري؟
هو أبو الجيوش "مجاهد بن يوسف بن علي" الملقب بـ"مجاهد العامري" نسبة إلى أستاذه ومعلمه الأول "المنصور بن أبي عامر" والذي اعتنى به عناية خاصة لما رآه فيه من خلال وصفات باهرة؛ من قوة وشجاعة إلى نسك وورع وتضلع في علم اللغة والقرآن؛ وهي صفات رشحته لأن يكون واليًا على حكم "دانية" ومنطقة الجزائر الشرقية، وظل عليها واليًا حتى اضطرمت الفتنة بالأندلس بعد وفاة المنصور بن أبي عامر وما تبعه من سقوط الخلافة الأموية التي كان مجاهد العامري من أشد مؤيديها، فرأى مجاهد أن من المصلحة أن يستقل بحكم منطقة الجزائر الشرقية ويبحث عن رجل من بني أمية ينصبه خليفة من جديد على أمل إحياء الخلافة الإسلامية من جديد بالأندلس، ووجد ضالته في رجل من أهل العلم يلقب بـ "المعيطي" ينتسب إلى بني أمية، وبالفعل نصبه خليفة على المسلمين بشرق الأندلس وذلك سنة 405هـ.

صفات مجاهد العامري:
كان مجاهد العامري نسيجًا وحده، جمع بين كثير من الخصال والصفات الحميدة وذلك في مجالات شتى؛ فهو بطل شجاع من أعظم فرسان عصره لا يباريه في المبارزة والرماية إلا القليل، يباشر القتال بنفسه، وكثيرًا ما كان يخرق صفوف العدو أثناء القتال، وكان لا ينضم لكتيبته الخاصة إلا أعاظم الفرسان.
وفي التجارة كان مجاهد من أذكى ملوك الطوائف وأحذقهم بالشؤون المالية والتجارية، وأنشأ أسطولًا من السفن التجارية حقق من ورائه ثروة طائلة أحسن استغلالها في زيادة قوة ومناعة وعمران شرق الأندلس.
ولكن أعظم صفات مجاهد العامري كانت تتمثل في حبه للقرآن وعلوم القراءات والتفسير واللغة العربية؛ فقد كان مجاهد رغم أنه من الموالي إلا أنه شديد العروبة، محبًا للقرآن منذ صباه، صيتًا به، معنيًا بعلومه؛ حتى صار في المعرفة نسيجٌ وحده، وجمع من كتب العلم خزائن جمة، فأمه جل العلماء وأنسوا بمكانه، وخيموا في ظل سلطانه؛ فانتشر العلم في دولته وقصده أكبر العلماء في القرآن واللغة أمثال "أبو عمرو بن سعيد الداني" صاحب القراءات الشهير و"أبو عمر بن عبد البر" صاحب كتاب الإجماع، و"ابن معمر" اللغوي، و"ابن سيده" صاحب كتاب المحكم، وغيرهم كثير حتى فشا العلم بين الجواري والغلمان وصارت الجزائر الشرقية منارة العلم والقرآن بالأندلس.

مجاهد أسطورة البحر المتوسط:
كان مجاهد العامري من أعظم بحارة الإسلام في هذا العصر ومن أكثرهم تمرسًا بالحروب والغارات البحرية حتى أصبح أسطورة البحر المتوسط وأحيطت شخصيته في المراجع الأجنبية بالكثير من الخيال والروعة، بل إن تفاصيل كثير من حملاته البحرية على أوروبا نجد ذكرها في المراجع الإيطالية واليونانية، ولا نجد لها ذكرًا في الكتب الإسلامية، وقد أطلق عليه المؤرخون الغربيون اسم "موجتيوس" وهو اسم كان كفيلًا أن يلقي الرعب والفزع في قلوب سكان إيطاليا وفرنسا لفترة تزيد عن ثلاثين سنة، وكانت غزوة جزيرة "سردانية" هي أعظم معاركه وغزواته البحرية، والسبب الرئيسي كان لشهرة مجاهد في أوروبا وحوض البحر المتوسط الغربي.

غزوة جزيرة سردانية [ربيع الثاني 406هـ]:
بينما كانت دول الطوائف الأخرى تخوض غمار المنازعات والحروب المحلية الصغيرة، كان مجاهد العامري يفكر في مشروع ضخم ربما كان أعظم مشروع فكر فيه أمير من الأمراء في دولة الأندلس، ذلك هو غزو جزيرة سردانية وافتتاحها، وقد كان مجاهد زعيمًا قوي النفس، خبيرًا بحريًا، يرى أن إمارته الساحلية وأملاكه البحرية تقتضي أن يكون اعتمادها في القتال على الأساطيل قبل كل شيء، فاهتم بتقوية الأسطول؛ فجدد دار الصناعة القديمة التي كانت بدائية واستكثر من شراء السفن والمعدات الحربية حتى صار عنده خلال فترة وجيزة أقوى أساطيل البحر المتوسط، واستعد لمشروعه الخطير، فحشد أسطولًا قوامه مائة وعشرون سفينة مشحونة بالأبطال والعتاد الحربي البحري، وأقلعت الحملة البحرية من "دانية" في ربيع الأول سنة 406هـ (أغسطس 1015م) وكانت جزيرة سردانية موضع اهتمام المسلمين منذ فتح الأندلس وقد غزاها المسلمون عدة مرات سنة 711م، 752م، 813م، 816م، 817م، 838م، بيد أن هذه الحملات كلها من الغزوات عارضة، لا تخطط للبقاء بالجزيرة، وكانت هذه الجزيرة تحت حكم الدولة البيزنطية ثم حكم الإفرنج ولكنها كانت مستقلة ذاتيًا يحكمها قادة محليون، وكانت طبيعتها الوعرة وشجاعة أهلها الجبليين واعتزازهم بحرياتهم مما يعاون على دفع الغزاة ورد الحملات الغازية العارضة.

كانت حملة مجاهد العامري على جزيرة سردانية كبيرة قوية تخطط للبقاء بالجزيرة وإقامة سلطان الإسلام فيها بكل عزم وقوة، ووصلت الحملة إلى الجزيرة بعد ثمانية أيام ورست في خليج كالياري في جنوب الجزيرة ثم انساح الغزاة المسلمون إلى داخل الجزيرة بمنتهى القوة كالسيل الهادر ووقعت بينهم وبين أهل الجزيرة معارك دموية قتل فيها جم غفير، في مقدمتهم قائد الجزيرة "مالوتو" وأسر المسلمون جموعًا غفيرة وأصبحت الجزيرة تحت حكم المسلمين.
شرع مجاهد في توطيد وضع المسلمين بالجزيرة فأنشأ بها مدينة واسعة ونقل أهالي المجاهدين والمسلمين الفاتحين إليها واستقدم هو زوجته وولده الوحيد عليًا وباقي أسرته.
كان لهذه الغزوة الجريئة رد فعل عنيف وقوي لدى البابوية والدول الإيطالية القريبة خاصة أن مجاهد العامري جعل جزيرة سردانية قاعدة انطلاق جهادية على شواطئ إيطاليا خاصة "جنوه" و"بيزا" وكلاهما من أقوى الدول البحرية في البحر المتوسط، وفي الحال أعلن البابا "بندكتوس الثامن" الحرب الصليبية ضد المسلمين وكوَّن أسطولًا ضخمًا أضعاف أضعاف الأسطول المسلم، وقرر الهجوم على سردانية لتحريرها من المسلمين.

وصلت أخبار الحملة الصليبية البحرية لمجاهد العامري فقرر الاستعداد لها بقوة وبالغ في تحصين الجزيرة ولكن تضافرت عليه عوامل كثيرة أدت في النهاية لهزيمة المسلمين؛ منها مقاومة أهل الجزيرة من الداخل، وسآمة الجنود المسلمين من رداءة الطقس وقلة الغنائم والبعد عن الأوطان وهبوب الرياح والعواصف العاتية على الأسطول المسلم الراسي في خليج كالياري مما أدى لغرق الكثير من سفن الأسطول المسلم.
كانت الهزيمة التي حلت بالمسلمين من الشدة بمكان أن أسرة مجاهد نفسه قد وقعت في الأسر كلها ولم ينج من الأسطول الضخم البالغ مائة وعشرين سفينة سوى بضع سفن فقط عادت إلى الأندلس تجتر هزيمة شنيعة وتبكي قتلى وأسرى بالآلاف، وهكذا تحطم هذا المشروع الضخم ولم يتح للمسلمين أن يستقروا في سردانية كما أتيح لهم من قبل أن يستقروا في صقلية، ولو نجح مجاهد العامري في مشروعه واستقر المسلمون في سردانية لكان مرجعًا أن تزدهر بها حضارة إسلامية كبيرة تشع على ظلمات أوروبا ولربما صارت أوروبا بعدها كلها مسلمة.
ولكن هذه الهزيمة الفادحة لم تمنع مجاهد العامري من أن يواصل حملاته البحرية القوية في حوض البحر المتوسط مما جعله أسطورة البحار وكابوسًا يقلق كرسي البابوية سنوات طويلة.

المصادر والمراجع:
1– نفح الطيب.
2– الحلة السيراء.
3– روض القرطاس.

4– جذوة المقتبس.
5– المعجب في أخبار الأندلس والمغرب.
6– البيان المغرب.

أبطال سقطوا من الذاكرة، دار الصفوة بالقاهرة، 1427 هـ، 2006 م






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.53 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]