شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 24 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من مائدة الصحابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1606 )           »          القاضي عياض (ت 544 هـ) وجهوده من خلال كتابيه: «مشارق الأنوار» و«إكمال المعلم» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 530 )           »          سيرة المحدث المربي فضيلة الشيخ الدكتور خلدون الأحدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ذواقة العربية ... وهب رومية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكاية لا تصح مذكورة في ترجمة العلامة ابن باز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخلاصة النافعة في التعريف بابن تيمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مفهوم الإنسانية الحقة، في ميزان الله والخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الإعلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العلم والتقنية؛ أية علاقة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2021, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(171)


- (باب ترك قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في فاتحة الكتاب) إلى (باب فضل فاتحة الكتاب)

بيّن الشرع الحكيم وجوب قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من كل صلاة، وبطلان صلاة من لم يقرأها؛ لأنها ركن من أركان الصلاة، وفي هذا دلالة على عظم شأن الفاتحة، كما أنها أيضاً من النور الذي أوتيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يؤته أحدٌ من الأنبياء قبله.
ترك قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في فاتحة الكتاب

شرح حديث أبي هريرة في ترك قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في فاتحة الكتاب
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب.أخبرنا قتيبة عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج.. هي خداج.. هي خداج غير تمام، فقلت: يا أبا هريرة، إني أحياناً أكون وراء الإمام؟ فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا، يقول العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، يقول الله عز وجل: حمدني عبدي، يقول العبد: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]، يقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، يقول العبد: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4]، يقول الله عز وجل: مجدني عبدي، يقول العبد: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل)].يقول النسائي رحمه الله: ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب. هذه الترجمة أورد تحتها حديث أبي هريرة الحديث القدسي الذي فيه: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، فإذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، قال: حمدني عبدي)، ولم يأت قبلها: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا هو وجه إيراد المصنف هذا الحديث تحت هذه الترجمة، لكن الحديث ليس بواضح الدلالة على الترك، وعلى أنها لا تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم؛ لأن بسم الله الرحمن الرحيم هي آية، وهي قرآن، وقد أثبتها الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم في المصحف، وهم لا يثبتون شيئاً في المصحف وهو ليس من كتاب الله عز وجل، وإنما كل ما أثبتوه في داخل المصحف فإنما هو كلام الله عز وجل، ومن ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم قبل الفاتحة، وقبل غيرها من سور القرآن، وإنما جعل المصنف يقول هذا؛ لأن هذا الحديث قال فيه: فإذا قال عبدي: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، ولم يقل: بسم الله الرحمن الرحيم، وهذا لا يدل على أن بسم الله الرحمن الرحيم أنها لا تقرأ، وأنها ليست من القرآن، وإنما الحديث القدسي: يقول الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، فإذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فأتى بالشيء الذي اختصت به سورة الفاتحة، وأما بسم الله الرحمن الرحيم فإنها يؤتى بها في أول كل سورة، وهي من القرآن، ولكن ليس متفقاً على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن، وفي ذلك خلاف بين أهل العلم، ولهذا لو لم يأت بهذا لا يقال: إن الصلاة لا تصح، وأنها تبطل، ولكن كون الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ بها كما جاء في الحديث الذي مر، سورة بسم الله الرحمن الرحيم، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1]، فجعلها من السورة، فهنا قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، يعني القراءة، فذكر الذي هو خاص بسورة الفاتحة، ولا يوجد في غيرها، أما بسم الله الرحمن الرحيم فإنها توجد فيها، وفي غيرها، وكل سورة من سور القرآن فأولها بسم الله الرحمن الرحيم إلا سورة براءة، فإنها خالية من كونه يأتي بين يديها بسم الله الرحمن الرحيم.فإذاً: ليس في الحديث دليل على ترك القراءة؛ لأن الحديث جاء في بيان ما اختصت به سورة الفاتحة، ولا يوجد في غيرها، وهو ما بدئ بالحمد لله رب العالمين، وأما بسم الله الرحمن الرحيم فليس خاصاً بالفاتحة، بل فيها وفي غيرها، والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ما كانوا ليدخلوا في المصحف شيئاً ليس من القرآن، حاشهم من أن يحصل منهم ذلك رضي الله عنهم وأرضاهم، بل كل ما في المصحف فهو من القرآن، ولهذا سورة: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1]، لما قام من إغفاءته قال: أنزلت علي سورة: بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] .. إلخ، وأتى في أولها ببسم الله الرحمن الرحيم، فكذلك بسم الله الرحمن الرحيم هي من الفاتحة، لكن الشيء الذي جاء في الحديث القدسي، ونص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي اختصت به الفاتحة.والحديث يدل على عظم شأن الفاتحة، وعلى قراءتها في الصلاة، وأن قراءتها وصفت بأنها الصلاة، فلهذا: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي)، يعني: القراءة، فدل على أن الصلاة لابد فيها من هذه القراءة التي هي قراءة الفاتحة، كما أن فيها قراءة شيء آخر غير الفاتحة وهو: السورة، لكن المتعين واللازم هو سورة الفاتحة، ولهذا جاء فيها أحاديث تخصها، وهي التي ستأتي: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وهنا وصفت قراءة الفاتحة بأنها صلاة، وذلك لعظم شأنها، وتعين هذه القراءة فيها، وأن الصلاة لابد فيها من هذه القراءة التي هي قراءة الفاتحة.قوله: [أخبرنا قتيبة عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خداج، هي خداج، هي خداج غير تمام)].هذه الجملة كررها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، (من صلى صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج) وتفسيرها غير تمام، أي: أنها ناقصة، ولما قال ذلك أبو هريرة لهذا الرجل الذي هو أبو السائب، قال: (إنني أحياناً أكون وراء الإمام، قال: فغمز في ذراعي وقال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي)، ثم تلا عليه الحديث القدسي الذي سمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذي يدل على أن الإنسان في قراءته للفاتحة يكون مثنياً على الله، ومعظماً له، وممجداً له، وسائلاً لحاجته ومطلوبه، وأن القراءة هي قراءة هذه الفاتحة، وهي على قسمين: قسم لله عز وجل، وقسم للعبد، قسم لله يعني ثناء عليه وتعظيم له، وقسم للعبد وهو طلب ورجاء من الله عز وجل، والله عز وجل يعطي عبده ما سأله.

قسمة الله سبحانه وتعالى الفاتحة بينه وبين عبده

قال: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني). أي: القراءة، قراءة الفاتحة، الصلاة هي خاصة بالله عز وجل، وكذلك قراءة القرآن يرجى ثوابه من الله عز وجل، لكن هذه القسمة المقصود بها أن الفاتحة مشتملة على شيء هو تعظيم لله، وعلى شيء هو طلب للعبد، وحاجة للعبد، وهو أحوج ما يكون إليها، وهي الهداية إلى الصراط المستقيم، ويسأل هذا الأمر العظيم الذي هو أحوج ما يكون إليه، والله تعالى يعطيه سؤله، فلهذا قال: (ولعبدي ما سأل). فإذاً: هذا يدل على أهميتها، وعلى عظم شأنها، وأنه لا يفرط فيها، ولا تترك في أي ركعة من ركعات الصلاة؛ لأنها مشتركة، أو لأن هذه القراءة، أو هذه السورة ما جاء فيها مشترك بين العبد وبين ربه، ثناء على الله عز وجل، وتعظيم له في أولها، وطلب من العبد شيئاً من الله عز وجل هو أعظم ما يكون إليه حاجة، وحاجته إليه أعظم من حاجته إلى الشراب، والطعام، يعني: حاجته إلى الهداية إلى الصراط المستقيم؛ لأن الحاجة إلى الطعام، والشراب إقامة لهذا الجسد في هذه الحياة التي لابد أن تنتهي، وأما الهداية إلى الصراط المستقيم هي سبب للحياة الباقية في نعيم مقيم، وهي الهداية إلى الصراط المستقيم، فالعبد أحوج ما يكون إلى هذه الهداية أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب، ولهذا جاء في هذه السورة هذا الطلب، والعبد يقرؤها في كل ركعة من ركعات الصلاة، ويكررها، ويسأل الله عز وجل هذا المطلب الذي هو في أشد الحاجة إليه، وفي أمس الحاجة إليه، وهو الهداية إلى الصراط المستقيم.ثم بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذه القسمة بقوله: ( يقول العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فيقول الله عز وجل: حمدني عبدي، فإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]، قال: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4]، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، قال: هذه بيني وبين عبدي )، يعني: أولها لله عز وجل وآخرها للعبد، (إياك نعبد) هي حق لله، (وإياك نستعين) هي للعبد، يعني: يطلب الإعانة، معناه أنه يسأل الإعانة من الله عز وجل، ولا يحصل شيئاً، ولا يدرك أمراً من الأمور التي يريدها ويقصدها إلا بمعونة الله عز وجل، ولهذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال في الحديث الصحيح: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. ثم قال: احرص على ما ينفعك، ثم قال: واستعن بالله)، فالعبد يفعل الأسباب، ولكنه يعول على مسبب الأسباب، والاستعانة به سبحانه وتعالى، يجتهد في طلب حاجته من الطرق المشروعة، ولكنه لا يعول على الأسباب، وإنما يسأل مسبب الأسباب أن ينفع بتلك الأسباب، ولهذا قال: (واستعن بالله)، فلابد من الأمرين: أخذ بالأسباب، والاستعانة بالله، ولهذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، (إياك نعبد) هذه حق لله عز وجل، العبادة حق الله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، (وإياك نستعين)، يعني: نطلب العون، وأنت المستعان الذي تطلب منك الحوائج، ويطلب منك المطلوب، قال: (هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)، يعني: إياك نعبد لله، وإياك نستعين هذه للعبد، فهي مقسومة بين الله وبين العبد، هذه الآية نصفها الأول لله، وهو تابع لما تقدم، والنصف الثاني الذي هو: (إياك نستعين)، للعبد، وهو تابع لما وراءه؛ لأنه ما وراءه مطلوب العبد من ربه.ثم قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، طلب الهداية إلى الصراط المستقيم يشتمل على طلب التثبيت على الهداية الحاصلة، والمزيد من الهداية، يعني: يطلب التثبيت على ما هو موجود، وطلب تحصيل هداية زائدة على ما هو موجود، يعني: والله عز وجل يزيد هدى إلى هدى، وَزِدْنَاهُمْ هُدًى [الكهف:13]، يعني: يطلب التثبيت على ما هو موجود، وطلب المزيد، مزيد الهداية، ولا يقال: إنه قد اهتدى فكيف يطلب الهداية؟ فإنه من المهتدين، بل هو أحوج ما يكون إلى هذه الهداية؛ لأن الهداية إذا ما حصل التوفيق بثباتها تزول، وكذلك هو أيضاً بحاجة إلى المزيد من الهداية، الذي يزيده سمواً، ويزيده علواً، ويزيده رفعة عند الله عز وجل.ومن المعلوم أن الناس يتفاوتون في درجاتهم، ومنازلهم، بتفاوتهم في الهداية، والناس ليسوا على حد سواء في الهداية، فهم متفاوتون فيها، ولهذا فالعبد عندما يسأل الله عز وجل الهداية يسأله التثبيت على ما هو موجود، والمزيد من الهداية، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6].ثم بين أن هذا الصراط بصراط المنعم عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، ثم بعض العلماء استنبط من هذه الآية صحة إمامة أبي بكر الصديق وخلافته، وذلك أن الله عز وجل في هذه السورة قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، ومن المعلوم أن المنعم عليهم منهم الصديقون، وأبو بكر من الصديقين، والسؤال هو سؤال أن يهديه الله صراط المنعم عليهم، ومن المنعم عليهم أبو بكر الصديق؛ لأنه من الصديقين، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأبو بكر رضي الله عنه هو من الصديقين.فإذاً يدل على أن إمامته إمامة حق، وأنه إمام هدى، وأنه من الصديقين الذين نسأل الله عز وجل أن يسلك بنا طريقهم، نسأله في كل ركعة من ركعات صلاتنا أن يسلك بنا طريق هؤلاء الذين ثبتوا على الصراط المستقيم، ومنهم الصديقون وفيهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهذا ذكره شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في أضواء البيان عند سورة الفاتحة، وقال: إن هذه الآية دالة على صحة ولاية أبي بكر الصديق، وصحة خلافته؛ لأن المسلمين يسألون الله عز وجل أن يهديهم الصراط المستقيم الذي هو صراط المنعم عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وفيهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7]، يعني: يسأل الإنسان ربه أن يهديه صراط المنعم عليهم، وأن يحفظه من أن يقع في ما وقع فيه من حاد عن الصراط المستقيم، وهم المغضوب عليهم والضالون، والمغضوب عليهم هم: اليهود، والضالون هم: النصارى، وإن كان كل من النصارى مغضوب عليهم، واليهود ضالون، إلا أن اليهود غلب عليهم ذلك؛ لأنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى غلب عليهم الضلال؛ لأنهم يعبدون الله على جهل وضلال، ولهذا يقول بعض السلف: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. اليهود عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى يعبدون الله على جهل وضلال.وهذا الحديث من الأحاديث القدسية التي ترجع الضمائر فيها إلى الله عز وجل، والتي هي كلامه سبحانه وتعالى، ومن المعلوم أن الأحاديث القدسية هي:

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-06-2021, 10:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

كلام الله لفظاً ومعنى إذا تحقق بأن الحديث ما روي بالمعنى، أما إذا كان مروياً بالمعنى، أو دخلته الرواية بالمعنى فلا يصلح أن يقول: أنه لفظ الله، وأنه لفظه من الله عز وجل؛ لأنه من المعلوم أن الإنسان عندما يتقن المعنى ولا يتقن اللفظ، فإنه يرويه على ما قدر أن يرويه عليه، وإذا عجز عن اللفظ وقدر على المعنى يرويه بالمعنى، وهذا سائغ كما هو معروف في الأحاديث، لكن إذا تحقق وكان الحديث ما فيه رواية بمعنى، وجاء على هيئة واحدة، ولم تأت فيه روايات تدل على أنه مروي بالمعنى، فإن لفظه ومعناه من الله عز وجل، والضمائر فيه ترجع إلى الله، يقول: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين).ثم الحديث كما قلت يدل على عظم شأن قراءة الفاتحة، وأنها وصفت بأنها الصلاة وهي جزء من الصلاة، فكل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي غير صلاة، غير صحيحة.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في ترك قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في فاتحة الكتاب
قوله: [أخبرنا قتيبة].قتيبة، هو: ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن مالك بن أنس]. إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، وهو: من أئمة أهل السنة وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد. وقد ذكرت مراراً أن هذه المذاهب ليست هي مذاهب أهل السنة وحدها، وأنه ليس هناك لأهل السنة شيء غير هذه المذاهب، بل هذه حصل لها عناية من أتباع لهؤلاء الأئمة عنوا بجمعها، وترتيبها، وتنظيمها، وهناك فقهاء مثل الأئمة الأربعة قبلهم، وبعدهم، وفي زمنهم، لكنهم ما حصل لهم ما حصل لهؤلاء الأئمة من وجود أصحاب يعنون بجمع أقوالهم والعناية بها.ومن المعلوم أن الأئمة الأربعة أولهم أبو حنيفة، وكانت ولادته سنة ثمانين، وآخر الأئمة الأربعة الإمام أحمد، ووفاته سنة مائتين وإحدى وأربعين، وقبل أن يكون الأئمة الأربعة، وقبل أن يوجدوا، الذي كان الناس عليه قبل وجودهم هو الذي يجب أن يكون الناس عليه بعد وجودهم، وذلك أن هذا هو مقتضى وصاياهم، ومقتضى توجيهات هؤلاء الأئمة الأربعة، يوجهون هذه التوجيهات، بمعنى أنه يؤخذ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صح، ولا يؤخذ بقوله حيث يوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقابله، وهذا هو اللائق بالأئمة وبفضلهم وعملهم ونبلهم، أنهم يحثون على اتباع السنن، والأخذ بالحديث، وأنهم اجتهدوا، وهم لا يعدمون الأجر أو الأجرين في اجتهادهم، لكنهم يخطئون، ويصيبون، وليسوا بمعصومين، وهم مأجورون على كل حال، إن أصابوا وإن أخطأوا، إن أصابوا فلهم أجران على اجتهادهم وإصابتهم، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، لكن لا يجوز أن يقول أحد: إن الحق مع فلان، وأن الإنسان يتعبد الله بقول فلان، نعم من لا يستطيع أن يصل إلى الحق، وأن يعرفه بنفسه أو بسؤال من عنده علم، فإنه يدرس مذهب من المذاهب ويتعبد الله به، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، لكن إذا كان الإنسان عنده قدرة على معرفة الحق بدليله، أو عنده من يسأله ويرجع إليه؛ فإن هذه هي الطريقة التي كان يفعلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من عنده علم أخذ به، ومن ليس عنده علم سأل غيره ممن عنده علم، وأخذ بما يفتيه به ذلك العالم من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الذي يجب أن يكون الناس عليه دائماً وأبداً. ولا يعني هذا أن يتهاون الناس، وأن يتساهل الناس بكلام الأئمة، لا أبداً، طلب العلم بحاجة إلى كلام العلماء، والرجوع إلى فقههم، والاستفادة منهم، لكن إذا تبين الدليل فإن هذا هو مقتضى توجيهات الأئمة، ولهذا يقول ابن القيم رحمة الله عليه في كتاب الروح: إن الإنسان يرجع إلى كلام أهل العلم، ويستفيد من علمهم، ويستعين بهم في الوصول إلى الدليل، وإلى معرفة الحق، ولكن إذا وصل إلى الدليل ليس بحاجة إلى من يدله؛ لأن هذه هي الغاية المطلوبة، وهذه البغية المقصودة.ثم ضرب لذلك مثلاً قال: فإن الإنسان عندما يكون في الفلاة يهتدي إلى القبلة عن طريق نجم، يعني يستطيع أن يهتدي إلى جهة القبلة بالنجوم، لكن إذا وصل الإنسان إلى القبلة، وصار عند الكعبة تحتها، هل يبحث في النجوم يبحث عن القبلة؟ القبلة أمامه ينظر إليها، فكذلك كلام العلماء يرجع الإنسان إلى كلامهم، لكن إذا وجد أن الدليل مع أحدهم، أو اهتدى إلى الدليل بواسطتهم، أو بواسطة أحدهم، أو بعضهم، فإنه يأخذ بالدليل؛ لأن هذا هو مقتضى توجيهات الأئمة، كل الأئمة الأربعة أوصوا بهذه الوصايا، وأرشدوا إلى هذا العمل الذي يعمله المسلم، وهو الأخذ بالدليل.فكذلك العلماء ما دام الإنسان ما اتضح له الحق يستفيد من كلام العلماء، ويرجع لهم، لكن إذا وجد الدليل هو المطلوب وهو الغاية، وهو ما كان يريده الأئمة، والذي يعمل هذا هو الذي أخذ بتوجيهات الأئمة، والذي يستطيع أن يعرف الحق بدليله، أو يعرف الحق ولكنه يقول: أنا آخذ بكلام فلان؛ لأنه أعلم ولأنه لو كان الحديث موجود لما خفي عليه، فهذا من الغلو الذي لا يرضاه الأئمة، والذي وجه الأئمة إلى خلافه، ولهذا فإن الناس بالنسبة للأئمة بين إفراط وتفريط، من الناس من يجفو ويقول: نرجع إلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، ولا ننظر إلى كلام العلماء، هذا جفاء، ومن الناس من يقول: نلتزم بكلام الأئمة ولا نخرج عنه، ولو كان فيه شيء لم يخف على الإمام، وما يخفى على الإمام من السنة شيء، وهذا غلو ومجاوزة للحدود، والحق هو تعظيمهم والثناء عليهم وتوقيرهم والأخذ بوصاياهم، والاستفادة من علمهم، لكن إذا اتضح الدليل فإن هذا هو الغاية المقصودة، والبغية المنشودة التي هم طلبوها، وأرشدوا إلى طلبها والوصول إليها.والإمام [مالك] رحمه الله هو أحد هؤلاء الأئمة الأربعة، أصحاب المذاهب المشهورة من مذاهب أهل السنة، والإمام أحمد تلميذ للشافعي، والشافعي تلميذ لـمالك، يعني: ثلاثة من الأئمة الذي هم: مالك، والشافعي، وأحمد، وجاء في بعض الروايات وجودهم في إسناد واحد، في مسند الإمام أحمد حديث يرويه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي، والإمام الشافعي يرويه عن الإمام مالك، وهو حديث: (نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة)، وقد أورد هذا الحديث ابن كثير في تفسير قول الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] في تفسير سورة آل عمران، وذكر هذا الحديث، وقال: هذا إسناد عزيز فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة يروي بعضهم عن بعض، الإمام أحمد يروي عن الشافعي، والشافعي يروي عن مالك، والإمام مالك حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن العلاء بن عبد الرحمن].وهو الحرقي المدني، والحرقة من جهينة، وهو صدوق ربما وهم، خرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[أنه سمع أبا السائب].هو المدني مولى بني زهرة، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.وأبو السائب مثل العلاء بن عبد الرحمن.فإذا كان ذكره المزي في تهذيب الكمال فالمعتمد ما قاله المزي، البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، يعني: يكون مثل تلميذه الذي روى عنه، العلاء بن عبد الرحمن الحرقي المدني. [سمعت أبا هريرة].أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديثه عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه.
إيجاب قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة

شرح حديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [إيجاب قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة.أخبرنا محمد بن منصور عن سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي إيجاب قراءة الفاتحة في الصلاة، وأورد فيه حديث عبادة بن الصامت: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وهو واضح الدلالة على ذلك؛ لأنه قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، يعني: لا صحة للصلاة التي لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، وهو مطابق للترجمة، فالترجمة: إيجاب القراءة، والحديث يدل على أن الصلاة لا تعتبر صلاة حتى يكون قرئ فيها بفاتحة الكتاب، (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
تراجم رجال إسناد حديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].محمد بن منصور وهو الجواز المكي، وهو ثقة خرج حديثه النسائي، وقد سبق أن مر بنا أن محمد بن منصور من شيوخ النسائي اثنان: محمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن منصور الذي هو الجواز المكي، وكل منهما روى عن السفيانين، إلا أنه إذا جاء محمد بن منصور يروي عن سفيان، فإنه يحمل على أنه المكي؛ لأن ابن عيينة مكي، وهذا الذي هو محمد بن منصور مكي، وإذا كان الأمر مشتبهاً، يعني: بين راويين فأكثر، فإنه يحمل على من يكون للراوي عنه خصوصية وملازمة، وكونه من أهل بلده، ومما يؤيد ذلك أن محمد بن منصور هو المكي، وأن سفيان بن عيينة هو الذي يروي عن الزهري، والحديث عن الزهري، والثوري ليس معروفاً في الرواية عن الزهري، بل قال الحافظ ابن حجر: إنه يروي عنه بواسطة، وأنه ما روى عنه مباشرة.فإذاً: سفيان هو: ابن عيينة من جهة أنه مكي، ومحمد بن منصور مكي، ومن جهة أن ابن عيينة هو الذي معروف بالرواية عن الزهري، وسفيان بن عيينة، وهو ثقة، حجة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري].هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وهو إمام، جليل، ومحدث، فقيه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن محمود بن الربيع].محمود بن الربيع، وهو من صغار الصحابة، صحابي صغير، وأكثر روايته عن الصحابة؛ لأنه صغير السن، وهو الذي قال: عقلت مجة مجها علي رسول الله عليه الصلاة والسلام، يعني معناه أنه صغير، يعني: يدرك هذا الذي حصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، فهو من صغار الصحابة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عبادة بن الصامت الأنصاري] رضي الله عنه.وهو صحابي مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح حديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً)].ثم أورد النسائي حديث عبادة بن الصامت من طريق أخرى وبلفظ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً)، يعني: مع الفاتحة غيرها، وهذا لا يدل على وجوب قراءة شيء غير الفاتحة، أو على تعين شيء، وأنه لا تصح الصلاة لو لم يقرأ مع الفاتحة غيرها؛ لأنه ما جاء شيء مثلما جاء في الفاتحة، فممكن أن يكون المعنى: أنه أقل شيء فاتحة الكتاب، (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، يعني: أقل شيء يقرأ هو فاتحة الكتاب، ويضاف إليها ما يضاف مما تيسر من القرآن، لكن لو قرأ الإنسان بالفاتحة، ولم يقرأ بغيرها لا يقال: إن صلاته لا تصح، بل صلاته صحيحة، وإنما الفاتحة هي التي يقال فيها هذا: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، فليس معنى هذا أن من قرأ بفاتحة الكتاب فقط، ولم يقرأ معها شيء أن صلاته باطلة، بل إن قراءة الفاتحة هي أقل شيء، ويضاف إليها ما يضاف.

تراجم رجال إسناد حديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً)

قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].سويد بن نصر وهو المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.[أخبرنا عبد الله].هو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، عابد، جمعت فيه خصال الخير، هكذا قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن معمر].هو معمر بن راشد الأزدي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت].وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
فضل فاتحة الكتاب

شرح حديث: (... أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل فاتحة الكتاب.أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل عليه السلام، إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل عليه السلام بصره إلى السماء فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ حرفاً منهما إلا أعطيته)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي: فضل فاتحة الكتاب، وأورد فيها حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما الذي فيه: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان عنده جبريل فسمع نقيضاً من السماء، يعني: صوت، فرفع جبريل بصره فقال: هذا باب فتح من السماء لم يفتح قط قبل ذلك، فنزل منه ملك وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ).ومحل الشاهد من ذلك كونه قال في آخره: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما أحد قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة) يعني: كونها وصفت بهذا الوصف، وأنها نور، ومن المعلوم أن القرآن كله نور، وقد وصف القرآن بأنه نور، ووصفت سورة الفاتحة بأنها نور، وخواتيم سورة البقرة وصفت بأنها نور، فهذا يدلنا على وصف القرآن كله، وبعضه بالنور، وهو في الحقيقة نور؛ لأنه نور يستضاء به في ظلمات الجهل، ويهتدى بهذا النور إلى الصراط المستقيم، ولا وصول إلى السعادة إلا عن طريق هذا الوحي الذي هو نور، وقد جاء في القرآن في سورة التغابن: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا [التغابن:8]، وصف القرآن بأنه النور الذي أنزله الله على رسوله محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.والحديث يدل على فضل الفاتحة كما ترجم له المصنف، أيضاً يدل على أن الوحي لا يختص بنزوله جبريل، وأنه قد ينزل به بعض الملائكة الآخرين، كما جاء في هذا الحديث الذي جاء فيه أن هذا الملك نزل بهذه البشارة، وهي ما أوتيه عليه الصلاة والسلام من هذه السورة وخواتيم سورة البقرة، فيدل على أن بعض الملائكة قد ينزل بشيء من القرآن، وأن ذلك لا يختص بجبريل، وإن كان جبريل هو المعروف بأنه هو الملك الموكل بالوحي، إلا أن ذلك لا يختص به دائماً، بل قد يحصل من غيره أن ينزل بالوحي كما جاء في هذا الحديث الذي معنا.
تراجم رجال إسناد حديث: (... أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة)
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك]. محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.[حدثنا يحيى بن آدم].يحيى بن آدم الكوفي، وهو ثقة، حافظ، فاضل، وهو صاحب كتاب الخراج، وحديثه أخرجه أ صحاب الكتب الستة.[قال: حدثنا أبو الأحوص].أبو الأحوص، وهو: سلام بن سليم، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن عمار بن رزيق].عمار بن رزيق، وهو لا بأس به، خرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه .[عن عبد الله بن عيسى].عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، جده عبد الرحمن بن أبي ليلى المشهور الذي يروي عن الصحابة، الذي هو: محدث، فقيه، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثقة فيه تشيع، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن سعيد بن جبير].سعيد بن جبير، وهو محدث، فقيه، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.عن عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد العبادلة الأربعة في الصحبة، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-06-2021, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(172)


- باب تأويل قول الله عز وجل (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)

بيّن الشرع الحكيم فضل سورة الفاتحة وأنها مقسمة بين العبد وربه، وأن الله جل وعلا ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها، وأنها السبع المثاني والقرآن العظيم.
تأويل قول الله عز وجل: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)

شرح حديث أبي سعيد بن المعلى في فضل السبع المثاني
قال المصنف رحمه الله تعالى: [تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87].أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي، فدعاه، قال: فصليت ثم أتيته، فقال: ما منعك أن تجيبني؟ قال: كنت أصلي، قال: ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]؟ ألا أعلمك أعظم سورة قبل أن أخرج من المسجد؟ قال: فذهب ليخرج، قلت: يا رسول الله، قولك، قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هي السبع المثاني الذي أوتيت، والقرآن العظيم)].يقول النسائي رحمه الله: تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]. التأويل: يراد به التفسير، وعندما يأتي ذكر التأويل، يعني: تأويل قول الله عز وجل كذا، أي: تفسيره، وهي مرادفة للتفسير، ويستعملها كثيراً بعض العلماء مثل: ابن جرير الطبري رحمه الله، فإنه كثيراً ما يستعمل التأويل بدل التفسير في كتابه: تفسير القرآن، والتأويل يأتي بمعنى التفسير، ويأتي بمعنى آخر وهو ما يؤول إليه الكلام من الحقيقة، فما يؤول إليه الكلام من الحقيقة هذا يقال له: تأويل، ومن ذلك قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، يعني: مآلاً وعاقبة، فما يؤول إليه الكلام، وينتهي إليه، هذا من معاني التأويل، ومن ذلك تأويل الرؤيا، وهو الحقيقة التي وقعت هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ [يوسف:100]، رأى رؤيا ولما حصل وقوع ما هو تأويل قال: هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا [يوسف:100]، فالتأويل يأتي بمعنى ما يؤول إليه الكلام من الحقيقة، ويأتي بمعنى التفسير.وهنا قول النسائي: تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، المراد به تفسير قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، وهو مثل عمل ابن جرير، والنسائي في زمن واحد؛ لأن النسائي توفي سنة 303هـ، وابن جرير سنة 310هـ أو 311هـ، وكل منهما يستعمل التأويل بمعنى التفسير.وقد مر بنا بعض الآيات التي فيها هذا، ومنها أول باب في سنن النسائي: تأويل قول الله عز وجل: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [المائدة:6]، وهنا تأويل قول الله عز وجل: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، وقد أورد تحتها أحاديث، منها تفسير السبع المثاني بأنها الفاتحة، وبعضها يدل على أن السبع المثاني هي السبع السور الطوال من القرآن، يعني: بعد الفاتحة، وسيأتي ذكر هذه الأحاديث.
ذكر فضل سورة الفاتحة والمراد بالسبع المثاني
وقد أورد النسائي الحديث الأول وهو حديث أبي سعيد بن المعلى المتعلق بسورة الفاتحة، وذلك أنه كان يصلي فمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أي: بـأبي سعيد بن المعلى فدعاه، وكان يصلي فاستمر في صلاته حتى فرغ منها، فلما فرغ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما منعك أن تجيبني؟ فقال: لأني كنت في صلاة، قال: ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]؟ ثم قال: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)، ثم إنه لما أراد أن يخرج جاء إليه وذكره، وقال: (قولك يا رسول الله)، يعني: أذكرك قولك الذي قلته، وأنك ستعلمني أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فقال: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هي: السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته)، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن سورة الفاتحة هي السبع المثاني، أي: سبع آيات مثاني، يعني: تثنى في كل ركعة، كل ركعة من ركعات الصلاة تثنى فيها، تتكرر هذه السورة، تثنى في كل ركعة من ركعات الصلاة، وهذا هو معنى كونها مثاني؛ ويؤتى بها قراءة بعد قراءة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وقيل: إنها مثاني لأنه يثنى على الله عز وجل بها، لكن كونها مثاني بمعنى أنها تثنى بها القراءة، هذا هو الأوضح، والقرآن وصف بأنه مثاني كله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ [الزمر:23]، يعني: تثنى فيه العبر والقصص، وتثنى فيه قصص الأنبياء، وقصص الملائكة، وقصص الأمم السابقة، يعني: تكرر فتثنى فيكون فيها عبر وعظات.والحديث يدل على فضل سورة الفاتحة، وعلى أنها أعظم سورة في القرآن؛ ولهذا الله تعالى فرض قراءتها في الصلاة، وتقرأ في كل ركعة من ركعاتها، وهي مشتملة على ثناء، ودعاء، ثناء على الله ودعاء من العبد لربه، يسأله أن يحقق له ما يريد من الإعانة والهداية إلى الصراط المستقيم، صراط المنعم عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهو غير طريق المغضوب عليهم والضالين، وهم اليهود والنصارى الذين عرفوا الحق، ولم يعملوا به، والذين يعبدون الله على جهل وضلالة، فالحديث يدل على فضلها، وعلى عظم شأنها.ثم إن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)، ولم يعلمه في الحال ليستعد، ويتهيأ، وليشغل باله في التفكير، والاستعداد، والتهيؤ، ثم إنه لما أراد أن يخرج جاء وذكره، وقال: قولك يا رسول الله، يعني: أذكرك قولك يا رسول الله، أنك ستعلمني أعظم سورة قبل أن تخرج، فأخبره أنها الفاتحة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هي: السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.وقيل: سبع مثاني لأنها مشتملة على سبع آيات، وقد عدت البسملة آية من الآيات السبع، ومن العلماء من قال: إنها سبع، وأن السابعة هي الآية الأخيرة تكون آيتين، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، آية، ثم: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ، آية أخرى، لكن المشهور أن البسملة هي الآية الأولى؛ ولهذا عندما رقمت الآيات أعطيت البسملة الرقم الأول، أي: الآية الأولى بعد بسم الله الرحمن الرحيم رقم (1)، ثم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] رقم (2) التي هي الآية الثانية، فهي سبع آيات قيل لها: السبع المثاني، وهي مثاني كما عرفنا؛ لأنها تثنى فيها القراءة.وقوله: هو القرآن العظيم، قيل: أن هذا وصف للفاتحة، وأنها أطلق عليها القرآن العظيم لعظمها ولعظم شأنها، وهو من إطلاق الكل على البعض، وقيل: إنها معطوفة والعطف للمغايرة، أي: أنها عاطفة، يعني: والقرآن العظيم هو ما أعطيته وهو غير الفاتحة، أعطيت السبع المثاني، وأعطيت القرآن العظيم، يعني: ما عداها، وهي من القرآن، أو تكون ذكرت مرتين مرة على سبيل الاستقلال، ومرة على سبيل دخولها تحت اللفظ العام، ويكون من جنس: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ [القدر:4]، يعني: يكون جبريل جاء مفرداً، وجاء مندرجاً تحت اللفظ العام، فيكون عطف القرآن العظيم عليها من عطف العام على الخاص، والفاتحة داخلة في ذلك العام، ولكنها أفردت ونص عليها بإفرادها لأهميتها، فيكون إما أن يكون القرآن العظيم يراد به الفاتحة مع السبع المثاني، ويكون من إطلاق الكل على البعض، وذلك لأهمية هذه السورة، أو يكون المراد به الفاتحة وما عداها، أي: أعطيت الفاتحة، وأعطيت ما عداها الذي هو غير الفاتحة، أو أن عطف القرآن العظيم على الفاتحة من عطف العام على الخاص، الذي يكون الخاص فيه ذكر مرتين، مرة بانفراده، ومرة باندراجه تحت اللفظ العام.وفي هذا الحديث دليل على أن السنة تفسر القرآن وتبينه؛ لأن هذه الآية: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]، جاء هذا الحديث بأن المراد بها سورة الفاتحة، وهذا فيه تفسير القرآن بالسنة، وأن السنة تفسر القرآن وتبينه، وتدل عليه.ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي سعيد بن المعلى مناداته له وهو في الصلاة، ثم أبو سعيد رضي الله تعالى عنه لم يجب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه في صلاة، فظن أن إجابته إنما تكون بعد الفراغ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال له: لماذا لم تجبني؟ قال: كنت في صلاة، قال: ألم يقل الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] قالوا: وهذا من خصائصه أنه لو دعا أحداً، وهو في الصلاة، فإنه يجيبه ولو كان في الصلاة؛ لأن أبا سعيد لما اجتهد ورأى أنه يستمر في الصلاة، ثم يجيبه بعد الصلاة أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال بعد أن قال له: إني كنت في صلاة، قال: ألم يقل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] قالوا: وهذا من خصائصه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
تراجم رجال إسناد حديث أبي سعيد بن المعلى في فضل السبع المثاني
قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].إسماعيل بن مسعود، وهو: أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.[حدثنا خالد].خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا شعبة].شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن خبيب بن عبد الرحمن].خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.[حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب].وهو ثقة، خرج له أصحاب الكتب الستة.[عن أبي سعيد].أبو سعيد بن المعلى صحابي، قيل: اسمه رافع وهو من الأنصار، وأخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه ، والبخاري لم يخرج له إلا هذا الحديث الواحد، الذي رواه النسائي، والصحابي هو: أبو سعيد بن المعلى.
شرح حديث أبي هريرة في فضل السبع المثاني
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)].أورد النسائي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أنزل الله عز وجل في التوراة، ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي)، يعني: يقول الله عز وجل: (وهي مقسومة بيني وبين عبدي) وهذا حديث قدسي، يعني: مثل ما جاء في حديث أبي هريرة المتقدم: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين)، (وهي مقسومة بيني وبين عبدي)، والحديث دال على ما دل عليه حديث أبي سعيد بن المعلى من تفسير السبع المثاني بأنها أم القرآن، فتفسير السبع المثاني التي جاءت في سورة الحجر بأن المقصود بها الفاتحة أم القرآن، فهي السبع المثاني. وفيه تفسير القرآن بالسنة كما في الذي قبله، وتوضيح السنة للقرآن كما دل عليه الحديث الذي قبله.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في فضل السبع المثاني
قوله: [أخبرنا الحسين بن حريث].الحسين بن حريث المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه ، فإنه لم يخرج له شيئاً.[الفضل بن موسى المروزي].وهو ثقة، ثبت، خرج له أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الحميد بن جعفر].عبد الحميد بن جعفر، وهو صدوق ربما وهم، خرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن العلاء بن عبد الرحمن].العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي الجهني المدني، وهو صدوق ربما وهم، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبيه].هو عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي الجهني، والحرقة من جهينة، المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أيضاً البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، أي: أن الذين خرجوا له كالذين خرجوا لابنه.[عن أبي هريرة].أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.[عن أبي بن كعب].أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، وأبي بن كعب صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو سيد القراء، وهو: الذي أمر الله نبيه أن يقرأ سورة: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [البينة:1]، قال: وسماني لك يا رسول الله؟! قال: نعم، فبكي أبي ؛ لأن الله تعالى أمر نبيه أن يقرأ سورة: (لم يكن) على أبي، وذلك من الفرح، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-06-2021, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (أوتي النبي سبعاً من المثاني السبع الطوال)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني محمد بن قدامة حدثنا جرير عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني السبع الطوال)].أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم.(أوتي النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني السبع الطوال).يعني: السبع السور الطوال، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة، أو يونس، يعني: ما ذكرت الأنفال؛ لأنها ليست طويلة فهي ليست من الطوال، ومن العلماء من قال: إن الاثنتين هما تابعات للسبع الطوال، يعني: الأنفال والتوبة؛ لأنه ما فصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم.فهما بمثابة السورة الواحدة فيكونان هما جميعاً السبع الطوال، أي: السابعة في السبع الطوال، وقيل: إن السابعة هي التوبة وقيل: إنها يونس.إذاً: فهذا تفسير للسبع المثاني بأنها السبع الطوال، وهذا من كلام ابن عباس رضي الله عنه، ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي السبع المثاني التي هي السبع الطوال.
تراجم رجال إسناد حديث: (أوتي النبي سبعاً من المثاني السبع الطوال)
قوله: [أخبرني محمد بن قدامة].محمد بن قدامة، وهو: المصيصي، أخبرني الفرق بينها وبين أخبرنا: أن الراوي عندما يسمع من الشيخ وهو وحده يقول: أخبرني، وعندما يسمع ومعه غيره يقول: أخبرنا، يفصلون بين ما إذا سمع وحده يقول أخبرني وإذا سمع ومعه غيره يقول: أخبرنا. وهو ثقة، خرج له أبو داود، والنسائي.[حدثنا جرير].جرير، وهو: ابن عبد الحميد، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن الأعمش].الأعمش، وهو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، ولقبه الأعمش واسمه: سليمان، وقد ذكرت مراراً أن معرفة ألقاب المحدثين من الأمور المهمة في علم مصطلح الحديث، وفائدة معرفة هذا النوع من أنواع علوم الحديث: حتى لا يظن الشخص الواحد شخصين، إذا ذكر باسمه مرة وذكر بلقبه مرة أخرى، فمن لا يعرف يظن أن هذا شخص وهذا شخص، ومن يعلم لا يلتبس عليه الأمر فيعلم أن سليمان بن مهران لقبه الأعمش، فإذا جاء بلقبه هو هو، وإذا جاء باسمه فهو هو، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن مسلم].مسلم بن عمران البطين، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن سعيد بن جبير].سعيد بن جبير، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن ابن عباس].ابن عباس، عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، وأحد السبعة المكثرين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
حديث ابن عباس: (في قوله عز وجل: (سبعاً من المثاني) قال: السبع الطوال) وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن حجر حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي [الحجر:87]، قال: السبع الطول)].أورد النسائي طريقاً أخرى عن ابن عباس، وفيها قوله: إن السبع المثاني هي السبع الطول، وهو مثل الذي قبله.قوله: [أخبرنا علي بن حجر].هو: ابن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.[حدثنا شريك].شريك، وهو: ابن عبد الله القاضي النخعي الكوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبي إسحاق].أبو إسحاق، وهو: السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن سعيد بن جبير عن ابن عباس].وقد مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.والله تعالى أعلم.
الأسئلة

ضابط الانتماء إلى منهج أهل السنة والجماعة
السؤال: هل هناك ضابط في الدخول أو الخروج من منهج أهل السنة والجماعة؟الجواب: منهج أهل السنة والجماعة معلوم، هو ما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)، فمن التزم هذا المنهج كان من أهل السنة والجماعة، ومن خرج عن هذا المنهج لم يكن منهم، ومن كان عنده موافقة ومخالفة فهو مصيب ومحسن فيما وافق، ومسيء ومخالف فيما خالف.
تفسير معنى الاتكاء في الأكل
السؤال: هل هناك حديث جاء فيه كراهية الأكل متكئاً، وما هو الاتكاء؟ هل هو الجلوس متربعاً أم ماذا؟الجواب: جاء تفسير الاتكاء بأنه الجلوس متربعاً، وذلك أنه يكون فيه توسع في الأكل، وانهماك فيه، وتلك الجلسة تكون غالباً جلسة الذي يكثر من الأكل، وقيل: إن المراد به أن يكون متكئاً على يده، وقيل: إن المراد به أن يكون متمايلاً على شيء يتكئ عليه، وهذا في الغالب يكون فيه شيء من التكبر والاستكبار، وهذا هو المراد بالاتكاء في الأكل، والذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعله.
بيان عطف القرآن على السبع المثاني وما المقصود بها
السؤال: لو أعيد بيان عطف القرآن على السبع المثاني؟الجواب: القرآن عطفه على السبع المثاني إما أن يكون المراد بذلك أن السبع المثاني هي الفاتحة، والقرآن إما أن يراد به الفاتحة نفسها، وعلى هذا يكون من إطلاق العام على الخاص، فتكون الفاتحة ذكرت مرتين، مرة بالسبع المثاني، ومرة بالقرآن العظيم، فيكون من إطلاق الكل على البعض؛ اهتماماً بذلك الجزء أو البعض، والقول الثاني: أن السبع المثاني هي الفاتحة، والقرآن العظيم هو ما سواها، يعني: أوتي الفاتحة وغيرها، أعطي الفاتحة وغيرها الذي هو ما عداها، فيكون عطف مغايرة، أو يكون من عطف العام على الخاص، بمعنى: أن الفاتحة ذكرت وحدها، ثم ذكر القرآن العظيم الذي منه الفاتحة، فيكون من عطف العام على الخاص، ويكون ذلك فيه عناية، وبيان عظم شأن ذلك الخاص حيث ذكر مرتين، مرة بانفراده والتنصيص عليه، ومرة بدخوله دحت اللفظ العام، وهذا من جنس: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ [القدر:4]، فإن الروح المراد به جبريل، وجبريل من الملائكة، فيكون جبريل مذكور مرتين، مرة ضمن الملائكة، ومرة بالتنصيص عليه واحدة.
حال حديث أبي بن كعب بين القدسي والنبوي
السؤال: حديث أبي بن كعب رضي الله عنه هل هو حديث نبوي أو قدسي؟الجواب: الذي في آخره قوله: (بيني وبين عبدي)، طبعاً هذا قدسي، (بيني وبين عبدي)، هذا ما يقوله إلا الله عز وجل، الذي هو آخره.
تنفيذ الوصية بمبلغ من المال في بناء مسجد
السؤال: قبل خمس سنوات، وضعت والدتي عندي مبلغ خمسة آلاف ريال، وقالت لي: هي أمانة عندك، وإن مت ضعها في بناء أحد المساجد، والآن وقد توفيت رحمها الله، فهل أتصدق بالمال كما أوصت قبل الموت أم يكون من ضمن التركة؟الجواب: طبعاً هو ليس صدقة، يعني: سيجعل في مسجد؛ لأنها عينت المكان، فكما هو معلوم كونها قالت: إذا مت تكون كذا، فهي تعتبر من المال الذي يخلفه الميت، وإذا كان المال كثيراً، وتكون الوصية في حدود الثلث يمكن أن تنفذ، أما إذا كان المال قليلاً ما عندها إلا خمسة آلاف، فإذا كانت قد أوصت بالثلث يؤخذ ثلثها، ويوضع في المسجد، والباقي يكون ميراث؛ لأن الوصية تكون في حدود الثلث إلا إن أجاز الورثة الذين يرثونها أنها تصرف كلها، وأنهم لا يريدون أخذ شيء من الميراث، فعند ذلك تنفذ الوصية بإقرار الورثة، أما إذا لم يوافق الورثة على أن يتنازلوا عن ما يستحقونه مما زاد على الثلث، ففي هذه الحالة يأخذون نصيبهم، وثلث هذا المال -الذي هو خمسة آلاف- هو الذي ينفذ، أو تنفذ فيه الوصية بجعله في مسجد.
بيان أنصباء الأنعام من الغنم والبقر والإبل
السؤال: ما أنصباء بهيمة الأنعام؟الجواب: بهيمة الأنعام هي الإبل، والبقر، والغنم، فالإبل أول نصاب فيها خمس من الإبل، وزكاتها ليست من جنسها، بل من جنس الغنم في كل خمس شاة، يعني: خمس من الإبل إذا مضى عليها سنة يكون فيها شاه، فإذا بلغت عشر يكون فيها شاتين، وإذا بلغت خمسة عشر يكون فيها ثلاث شياه، وإذا بلغت عشرين يكون فيها أربع شياه، وإذا بلغت خمساً وعشرين يبدأ يخرج من جنسها، فيخرج عنها بنت مخاض وهي التي: أكملت السنة الأولى ودخلت في السنة الثانية، إلى خمس وثلاثين، فإن زادت واحدة وصلت ستاً وثلاثين يكون فيها بنت لبون، وهي: التي أمضت السنة الثانية ودخلت في الثالثة، فإذا بلغت ستاً وأربعين يكون فيها حقة، وهي: التي أكملت ثلاث ودخلت في الرابعة، فإذا بلغت إحدى وستين يكون فيها جذعة، وهي: التي أمضت السنة الرابعة ودخلت في الخامسة، إلى ست وسبعين فيكون فيها بنتا لبون، إلى إحدى وتسعين فيكون فيها حقتان، ثم إذا بلغت مائة وإحدى وعشرين يكون فيها في كل أربعين بنت لبون، وفي كل خمسين حقة، وهكذا بعد ذلك، إن كانت مثلاً مائة وثلاثين يكون فيها بنتا لبون وحقة، مائة وأربعين ثلاث بنات لبون، مائة وخمسين ثلاث حقاق، مائة وستين أربع بنات لبون، وهكذا كل أربعين فيها بنت لبون، وكل خمسين فيها حقة.أما البقر، فإذا بلغت ثلاثين يكون فيها تبيع أو تبيعة، وهو: ما أكمل السنة الأولى ودخل في الثانية، فإذا بلغت أربعين يكون فيها مسنة، وهي: التي مضى لها سنتان، ثم في كل ثلاثين تبيع وكل أربعين مسنة، ففي ستين مثلاً تبيعان، في سبعين تبيع ومسنة، في ثمانين مسنتان، في تسعين ثلاثة أتبعة، المائة فيها تبيعان ومسنة وهكذا.وأما الغنم فإذا بلغت أربعين ففيها شاة، وإذا بلغت المائة وإحدى وعشرين يكون فيها شاتان، وإذا بلغت مائتين وواحد يكون فيها ثلاث شياه، وإذا وصلت أربعمائة يكون فيها أربع شياه، ثم في كل مائة شاه.هذه أنصباء بهيمة الأنعام.
بيان درجة حديث السوق وحديث طلب العلم في المدينة من ناحية الصحة والضعف
السؤال: الحديث الذي يقال في السوق، ما درجته؟ وحديث: (طلب العلم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جهاد)؟الجواب: حديث السوق أو الدعاء الذي عند دخول السوق صححه بعض العلماء، وتكلم فيه بعضهم، بعض العلماء صححه وقال: إنه صحيح، وبعضهم تكلم فيه، ولم يره ثابتاً.وطلب العلم في هذا المسجد ورد فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على فضله، ما أذكر لفظه الآن، وهو موجود ضمن كتاب فضائل المدينة الذي عمله الشيخ صالح الرفاعي، وطبع في مطابع الجامعة.
مدة الإقامة للمسافر في غير بلده التي يجوز له فيها القصر
السؤال: إني شاب في المدينة النبوية لمدة أكثر من سبعة أشهر، مع العلم بأنني متردد، هل أسافر أم لا بعد السبعة، فهل لي حفظكم الله القصر أم لا؟ يعني: يقصر الصلاة هذه المدة.الجواب: وهو مقيم سبعة أشهر؟ لا يقصر، فإذا دخل بلداً وهو يريد أن يجلس فيه أربعة أيام فأكثر .. فإنه يتم، ويكون حكمه حكم المقيمين، ليس عليه مشقة، ولا مظنة مشقة، والسفر مظنة المشقة، والجالس حكمه حكم أهل البلد، المشقة التي على أهل البلد هي عليه، فلا يقصر إذا نوى أكثر من أربعة أيام.
تفصيل ما ينقض الوضوء وما لا ينقضه من النوم
السؤال: فضيلة الشيخ حفظكم الله إذا نام الإنسان في الحرم مستلقياً على ظهره قبل الأذان، هل ينتقض وضوءه أم لا؟الجواب: نعم، إذا كان الإنسان نام وهو مضطجع أو مستلقي، لا شك أن نومه ينقض الوضوء، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (العين وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء)، فإذا نام وحصل منه النوم، سواء مضطجعاً على جنبه أو مستلقياً، فإنه ينتقض وضوءه، وإنما الذي لا ينتقض به الوضوء النوم في حال الجلوس الذي يكون فيه الإنسان متمكن بحيث أنه لا يخرج منه شيء، كأن يخفق رأسه ثم يستيقظ، إذا خفق رأسه، أما لو تسند على شيء ثم نام يغط، فهو مثل المضطجع، وإنما الذي يأتيه النعاس فيخفق رأسه ثم ينتبه إذا خفق رأسه ويصحو، فهذا لا ينتقض وضوءه؛ لأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يجلسون في انتظار الصلاة فتخفق رءوسهم، ثم يقومون للصلاة ولا يتوضئون.
تعريف الحديث القدسي
السؤال: ما هو التعريف الصحيح للحديث القدسي؟الجواب: الحديث القدسي: هو الحديث الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنداً إياه إلى ربه، هذا هو الحديث القدسي، يعني: الحديث الذي يقول فيه الرسول: قال الله تعالى كذا.. أو يقول الصحابي: عن رسول الله فيما يرويه عن ربه أنه قال كذا، فتعريفه هو: ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أسنده إلى ربه.
كيفية التحلل من مظالم وحقوق الآدميين
السؤال: ظلم رجل شخصاً آخر ثم تاب إلى الله عز وجل، وطلب من المظلوم العفو، والصفح فلم يعف عنه، ولم يسامحه، فهل على الرجل الظالم بعد ذلك إثم؟الجواب: إذا كانت المظلمة تتعلق بمال فإنه يعيد المال، وإذا كانت ليست في مال كأن يكون في كلام، وفي جرح فهذا يتحلل منه، فيطلب منه العفو، وإذا حصل أنه طلب منه ولم يسامحه فيوسط من يعز على ذلك الرجل، وتكون شفاعته عنده لها قيمة، ولها شأن، فيجعله وسيطاً ويطلب منه الشفاعة عنده بأن يعفو عنه ويتجاوز.والحاصل: أن حقوق الآدميين هي يكون الخلاص منها برد الحقوق إلى أهلها، أو بالتحلل من أهلها، والإنسان يحرص على طلب التحلل، والتوسط لدى من يستطيع الوساطة، وإذا ما حصل لا هذا، ولا هذا، يكثر من الدعاء لذلك الشخص، ولعل الله عز وجل أن يعوض ذلك المظلوم، ويعفو عن الظالم.
تخصيص الفاتحة وأواخر البقرة بالنورين
السؤال: لماذا سميت الفاتحة وأواخر البقرة بالنورين مع أن القرآن كله نور؟الجواب: ليس هناك تنافٍ، يعني: كما يطلق على القرآن كله بأنه نور، يطلق على بعضه بأنه نور، هذا نور وكله نور، هذان نوران وهو كله نور، فالإطلاق على الفاتحة وعلى آخر سورة البقرة أنها نور لا يتنافى، يطلق على القرآن كله بأنه نور، ويطلق على بعضه أنه نور.
من طاف وبقي عليه شوطان بسبب عدم القدرة
السؤال: إذا طاف شخص خمسة أشواط وبقي عليه شوطان، هل يطاف عنه ما بقي عليه، علماً بأن هذا الشخص لا يستطيع الإكمال؟الجواب: يطاف به محمولاً، إذا كان لا يستطيع يركب، إذا كان لا يستطيع يمشي يحمل، ولا يطاف عنه، وإنما هو يطوف بنفسه إما ماشياً، وإما محمولاً.
الخروج من مكة قبل الطواف
السؤال: إذا خرج من مكة قبل أن يطوف ماذا عليه؟الجواب: إن كان طواف الوداع فإن عليه دم، وإن كان طواف الإفاضة يرجع ويطوف، أو طواف العمرة يرجع ويطوف.
الأولى بالإمامة بين من لا يحسن القراءة ومن يترك بعض الصلوات
السؤال: أيهما أفضل: إمامة العامي الذي لا يحسن القراءة، أم إمامة الشخص الذي يترك بعض الصلوات؟الجواب: إن كان يترك بعض الصلوات في الجماعة فالأمر أهون، يمكن أن يصلي..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15-06-2021, 10:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(173)

- (باب ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر فيه) إلى (باب تأويل قوله عز وجل: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) )

الواجب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به والإنصات لقراءته، باستثناء سورة الفاتحة؛ لأنها ركن من أركان الصلاة فتجب قراءتها على الإمام والمأموم والمنفرد.
ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به

شرح حديث عمران بن حصين في ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به.أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: (صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل خلفه: (سبح اسم ربك الأعلى) فلما صلى، قال: من قرأ (سبح اسم ربك الأعلى)؟ قال رجل: أنا، قال: قد علمت أن بعضكم قد خالجنيها)].يقول النسائي رحمه الله: ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به. في الصلاة السرية، في غير الصلاة الجهرية، وأورد النسائي في هذا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بهم صلاة الظهر، فقرأ رجل بـ(سبح اسم ربك الأعلى)، ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته، قال: أيكم قرأ بـ(سبح اسم ربك الأعلى)؟ قال رجل من القوم: أنا، فقال: قد علمت أن بعضكم خالجنيها ) أي: نازعنيها، حصل منازعة في القراءة، ومن المعلوم أن هذا إنما حصل برفع صوته، أي: هذا الرجل، حصل منه رفع الصوت، هذا الذي فيه منازعة وفيه مخالجة.والحديث ليس فيه دلالة على ما ترجم له النسائي من ترك القراءة، ولكنه ترك الجهر، الحديث يدل على أن الإنسان لا يجهر، ولا يظهر شيئاً من القراءة في الصلاة السرية، وليس فيه دلالة على ما ترجم له من أن المأموم يترك القراءة في الصلاة السرية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر، أو ذكر هذه المخالجة والمنازعة التي حصلت من ذلك الرجل، حيث سمع منه قراءة (سبح اسم ربك الأعلى) يقرأ لكن لا يجهر، لا يظهر منه صوت يشوش على الإمام ولا على المأمومين، وإنما يقرأ سراً في نفسه ولا يترك القراءة خلف الإمام، وعلى هذا فالقراءة خلف الإمام في الصلاة السرية، يقرأ الإمام الفاتحة والسورة، ولا يرفع صوته بالقراءة بحيث يشوش على أحد من الناس، سواء الإمام أو المأمومين.
تراجم رجال إسناد حديث عمران بن حصين في ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].هو العنزي، كنيته أبو موسى ولقبه الزمن، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ووفاته سنة 252هـ وهو قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، وهو يعتبر من صغار شيوخ البخاري الذين أدركهم وأدركهم من بعد البخاري، بخلاف الشيوخ الكبار الذين ما أدركهم من بعد البخاري، فهؤلاء كبار، أدركهم في آخر حياتهم وهو في أول حياته، وأما الذين أدركهم في معظم حياته، ووفاتهم قريبة من وفاته، فهؤلاء يعتبرون من صغار شيوخه الذين أدركهم من بعده.[حدثنا يحيى].وهو ابن سعيد القطان المحدث، الناقد، الثقة، الثبت، المعروف كلامه الكثير في الرجال في نقدهم وتوثيقهم وتجريحهم، وهو الذي سبق أن ذكرت عن الذهبي كلمة عنه وعن ابن مهدي أنه قال: إذا اجتمع يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي على جرح شخص فهو لا يكاد يندمل جرحه. أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا شعبة].وهو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، أمير المؤمنين في الحديث، وهو وصف عال رفيع من أرفع صيغ التعديل، وأعلى صيغ التعديل، وهو الوصف بأمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن قتادة].هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن زرارة].هو زرارة بن أوفى العامري البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكان ثقة عابداً، وكان قاضياً في البصرة، وكان يصلي بالناس الصبح، ففي يوم من الأيام قرأ بهم في سورة المدثر، فلما جاء عند قوله: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، شهق شهقة ثم سقط ومات وهو في صلاته عندما قرأ هذه الآية، وقد ذكر هذا ابن كثير عند تفسير هذه الآية في سورة المدثر، وذكر هذا غيره، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: مات فجأة في الصلاة.[عن عمران بن حصين].هو عمران بن حصين الصحابي المشهور، أبو نجيد، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. وهذا الإسناد: محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة بن الحجاج عن قتادة بن دعامة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين، ستة كلهم حديثهم عند أصحاب الكتب الستة، وكلهم بصريون إلا عمران، لا أدري هل هو بصري أم لا؟ محمد بن المثنى بصري، ويحيى بن سعيد القطان بصري، وشعبة بن الحجاج واسطي، ثم بصري، وقتادة بصري، وزرارة بن أوفى بصري، وعمران بن حصين لا أدري.فإذا صح أنه مات في البصرة فهو بصري، وإذاً هذا إسناد مسلسل بالبصريين، رجاله بصريون.
شرح حديث عمران بن حصين في ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الظهر أو العصر ورجل يقرأ خلفه، فلما انصرف قال: أيكم قرأ بسبح اسم ربك الأعلى؟ فقال رجل من القوم: أنا، ولم أُرد بها إلا الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد عرفت أن بعضكم قد خالجنيها)].أورد النسائي حديث عمران بن حصين من طريق أخرى، وهو بمعنى وبلفظ الحديث المتقدم، وفيه اعتذار الصحابي الذي قرأ بـ(سبح) قال: أنا، وما أردت إلا الخير، وهو دال على ما دل عليه الذي قبله، وكما قلت: هو لا يدل على ترك القراءة في الصلاة السرية من المأموم، وإنما يدل على ترك الجهر، وعلى أن المأموم لا يجهر؛ لأنه لو جهر يشوش على المأمومين وعلى الإمام، فالصلاة السرية لا يجهر بها لا من الإمام ولا من المأموم، لكن الإمام إذا سمع منه قراءة جزء من الآية في بعض الأحيان، لا بأس بذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحياناً يقرأ، أو يسمع منه جزءاً من الآية، فيعرفون السورة التي يقرأ بها في الصلاة السرية، لكونهم سمعوا منه بعض آية، فكان يظهر صوته أحياناً في بعض الآيات أو في بعض آية، يسمعهم إياها فيعلمون ما يجهر به، أو ما يقرأ به السورة التي يقرأ بها.
تراجم رجال إسناد حديث عمران بن حصين في ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر به من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا قتيبة].هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا أبو عوانة].وهو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وذكرت فيما مضى أن (أبا عوانة) كنية اشتهر بها الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو من طبقة شيوخ البخاري ومسلم، وممن اشتهر بكنية (أبي عوانة) رجل متأخر، هو صاحب المستخرج على صحيح مسلم الذي يقال له: كتاب المستخرج، ويقال له: الصحيح، ويقال له: المسند، فذاك متأخر وهذا متقدم.[عن قتادة عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين]. وهؤلاء تقدم ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به

شرح حديث أبي هريرة في ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به.أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفاً؟ قال رجل: نعم يا رسول الله، قال: إني أقول: ما لي أنازع القرآن؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلاة حين سمعوا ذلك)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به. يعني: ترك المأموم القراءة خلف الإمام فيما جهر به الإمام، وأورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة -يعني: صلاة جهرية- فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفاً؟ فقال رجل: أنا. فقال: إني أقول مالي أنازع القرآن. فانتهى الناس عن القراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله عليه الصلاة والسلام )، وهذا يدل على أن المأموم لا يقرأ وراء الإمام فيما جهر به، يعني: قراءة السورة، أما قراءة الفاتحة فإنه يقرؤها؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث ما يدل على استثنائها، حيث قال: (لا تقرءوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، وأما غيرها فهو الذي يمنع منه، وهو الذي لا يجوز للإنسان أن يقرأ خلف الإمام، في الجهرية طبعاً، المأموم يقرأ السورة والفاتحة في الصلاة السرية، وأما في الجهرية فيقرأ الفاتحة فقط ولا يقرأ السورة، بل يستمع لقراءة الإمام.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به
قوله: [أخبرنا قتيبة].وقد مر ذكره.[عن مالك].وهو إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة؛ مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن شهاب].وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، ينتهي نسبه إلى جده زهرة بن كلاب أخو قصي بن كلاب، وهو إمام محدث فقيه، وإمام جليل، وهو من صغار التابعين، روى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي كلفه عمر بن عبد العزيز بجمع السنة وتدوينها، وقال فيه السيوطي في الألفية: أول جامع الحديث والأثرابن شهاب آمر له عمر[عن ابن أكيمة الليثي].وهو عمارة بن أكيمة الليثي، وهو ثقة، صدوق، خرج حديثه مسلم والأربعة، وهو ثقة في التقريب.وهناك ابن أكيمة آخرون أيضاً من أولاد هذا، لكن هذا هو عمارة بن أكيمة، ثقة، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبي هريرة]. وهو عبد الرحمن بن صخر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر به الإمام
‏ يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-06-2021, 10:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر به الإمام.أخبرنا هشام بن عمار عن صدقة عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم عن نافع بن محمود بن ربيعة عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه أنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فقال: لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن)].أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: (قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر به الإمام) وهذه الترجمة تعتبر استثناء من الترجمة السابقة؛ لأن الترجمة السابقة ترك القراءة، وهي مطلقة، وهنا القراءة بأم القرآن، يعني: ترك القراءة في غير أم القرآن، أما أم القرآن فإنه يُقرأ بها وراء الإمام سراً، وقد مر بنا حديث أبي هريرة الذي قال فيه للرجل الذي سأله قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي. وذلك عندما ذكر حديث: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين...) قال: اقرأ بها في نفسك. فهناك استدل بها أبو هريرة على أن الإنسان يقرأ بها في نفسه؛ لأن الله تعالى يقول: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين)، وذكر ما يخص الله وما يخص العبد، فـأبو هريرة استدل بذاك الحديث على قراءة الفاتحة سراً وراء الإمام، وذلك أن الصلاة قسمت بين الله وبين العبد قسمين، فيحافظ عليها.ثم أيضاً ما جاء في الحديث من استثناء قراءة الفاتحة وراء الإمام: (لا تقرءوا إلا بفاتحة الكتاب).قوله: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، فقال: لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن)، جاء في بعض الروايات قال: (ما لي أنازع القراءة؟ فلا تقرءوا وراء إمامكم إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، وهذا يدلنا على استثناء قراءة الفاتحة، وأن المأموم يقرأ بها في السرية والجهرية، وفي السرية يقرأ معها سورة، وفي الجهرية لا يقرأ معها شيئاً، وهذا هو الذي رجحه الإمام البخاري وكثير من المحدثين، على أن قراءة الفاتحة تلزم المأموم في الصلوات كلها سريها وجهريها، وإنما الذي يمنع من قراءته في الجهرية هو قراءة ما عدا الفاتحة؛ لأن ذلك داخل في قوله: (لا تقرءوا إلا بفاتحة الكتاب)، وأيضاً داخل في قوله: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]، وهذه الآية المراد بها في الصلاة، ومعنى هذا أن غير الفاتحة لا يقرأ المأموم وراء الإمام شيئاً بل يسمع، وأما الفاتحة فإنه يقرأ بها ولو كان الإمام يقرأ.
تراجم رجال إسناد حديث: (لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن)
قوله: [أخبرنا هشام بن عمار].هو هشام بن عمار الدمشقي، وهو صدوق، خرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [عن صدقة].هو صدقة بن خالد الدمشقي، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه .[عن زيد بن واقد].وهو -أيضاً- ثقة، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. مثل الذي قبله تماماً، وهو دمشقي أيضاً.[عن حرام بن حكيم].وهو دمشقي أيضاً، وهو ثقة خرج له البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.[عن نافع بن محمود بن ربيعة].قال عنه الحافظ: إنه مشهور، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأبو داود، والنسائي. و(مشهور) معناها مجهول الحال، يعني: حاله مجهول الحال، والحديث ثبت من طرق أخرى، وبعض العلماء قال: إنه منسوخ، يعني: أن قراءة المأموم الفاتحة وراء الإمام منسوخ بالحديث الذي قال: (فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام)، لكن هذا لا يدل على النسخ، وإنما انتهوا عن الشيء الذي هو خارج عن الفاتحة، وأما الفاتحة فإن الاستثناء جاء فيها، وجاء ما يخصها. قوله: [عن عبادة بن الصامت].هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
تأويل قوله عز وجل: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)

شرح حديث: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [تأويل قوله عز وجل: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204].أخبرنا الجارود بن معاذ الترمذي حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد)].أورد النسائي هذه الترجمة وهي: تأويل قول الله عز وجل: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]. وأورد تحت ذلك حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي يقول فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد)، ومحل الشاهد منه قوله: (وإذا قرأ فأنصتوا)، والمقصود من قوله: (تأويل) أن هذا محمول على أنه في الصلاة؛ أن قوله: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]، على أنه في الصلاة، وأنه يجب على المأموم إذا قرأ الإمام في الصلاة الجهرية أن يستمع، ولا يقرأ إلا بفاتحة الكتاب، وأما في غير الصلاة، فإذا كان في مجلس يقرأ فيه القرآن، فلا يتشاغل عن القرآن بحديث أو بكلام، والتشاغل عن القرآن مع وجوده عمل غير طيب، فإذا كان -مثلاً- عند الإنسان مسجل فلا يفتحه والقرآن يقرأ ويسمع القرآن وهو متشاغل عنه، بل يغلقه ويتحدث بما شاء، أما كون القرآن يسمع والقراءة مرتفعة والصوت يسمع، ثم يتشاغل الإنسان عنه، فهذا عمل غير حسن، لكن العلماء قالوا: إن هذه الآية محمولة على أن المراد بها القراءة في الصلاة، فلهذا أورد النسائي هذه الترجمة، وأورد الحديث تحتها تفسيراً لها، يعني: أن القراءة إنما هي في الصلاة: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204].
تراجم رجال إسناد حديث: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا...)
قوله: [أخبرني الجارود بن معاذ الترمذي].وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.[حدثنا أبو خالد الأحمر].هو سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، وهو ثقة، وهو صدوق يخطئ، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن محمد بن عجلان].وهو صدوق، خرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن زيد بن أسلم].وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي صالح].وهو ذكوان السمان، اسمه ذكوان ولقبه السمان، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة رضي الله عنه].وقد مر ذكره.
شرح حديث: (إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا...) من طريق أخرى
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا محمد بن سعد الأنصاري حدثني محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا)، قال أبو عبد الرحمن: كان المخرمي يقول: هو ثقة، يعني: محمد بن سعد الأنصاري].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وفيه: (إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا)، والمقصود منه: وإذا قرأ فأنصتوا، فهو دال على ما دلت عليه الرواية السابقة من إنصات المأموم وراء الإمام، ولكن ذلك في غير الفاتحة، أما الفاتحة فإن المأموم يقرأ بها، ثم قال النسائي: قال المخرمي وهو: محمد بن عبد الله بن المبارك: إنه ثقة، يعني: محمد بن سعد الأنصاري شيخه، يعني شيخ المخرمي، فـالمخرمي يحكي عن شيخه، ويصفه بأنه ثقة.
تراجم رجال إسناد حديث: (إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا...) من طريق أخرى
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].هو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي البغدادي، وهو ثقة حافظ، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.[حدثنا محمد بن سعد الأنصاري].وهو صدوق، قال الحافظ عنه: أنه صدوق، والمخرمي -تلميذه- يقول عنه: أنه ثقة كما ذكر النسائي هنا، وحديثه أخرجه النسائي وحده.[حدثني محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة].وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

الأسئلة


حكم من رأى المني عند وضوئه لصلاة الضحى بعد اغتساله عند صلاة الصبح من الجنابة
السؤال: إذا احتلم الرجل ثم اغتسل للصبح ونام أو لم ينم، ثم عند وضوئه لصلاة الضحى وجد ماء، فهل يعيد الاغتسال؟ وما حكم صلاة الصبح؟الجواب: ما دام أنه اغتسل لصلاة الصبح، ثم بعد ذلك نام بعد صلاة الصبح ووجد ماء بعدما قام، فهذا لا علاقة له بصلاة الصبح، يعني كان عنده جنابة واغتسل لها، ثم بعدما صلى الصبح نام، ولما استيقظ وإذا ثوبه فيه بلل، فإنه يغتسل لهذا الذي رآه في منامه، أو الذي حصل له في منامه، وأما صلاة الصبح فقد انتهت، والغسل قد حصل لها، وهذا إنما حصل في النوم.
الحكم على الحديث الوارد في غمز الشيطان للمولود
السؤال: ما صحة الحديث الذي فيه (أن المولود عندما يولد يغمزه الشيطان في آخر السرة، أو في آخر أضلاعه)؟الجواب: الحديث ثابت في الصحيح، يعني: كونه يغمز- يطعن فيه- فيصرخ، هذا ثابت في الصحيح، وأظنه في الصحيحين أو في أحدهما.
القائل لعبارة: (فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه الرسول)
السؤال: ورد في الرواية: (قال: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلاة حين سمعوا ذلك). بعض أهل العلم قال: أن قوله: (قال) يعود على الزهري، وقال بعضهم: عائد إلى أبي هريرة، فما هو الصحيح؟الجواب: لا أدري، لكنه لا شك أنه كلام أحد الرواة، لكن هذا إخبار بالواقع، لكن كما هو معلوم الانتهاء عن الشيء الذي ينتهى عنه، أما قراءة الفاتحة فالرسول صلى الله عليه وسلم استثناها، فقال: يقرأ بها ولو كان الإمام في الصلاة الجهرية؛ لأنه ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )، وأبو هريرة قال للرجل الذي سأله: اقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ).
حكم الأخذ برخص السفر في حق من يخرج مسافة مائة كيلومتر
السؤال: هناك بعض طلبة العلم يخرجون إلى بعض القرى المجاورة للمدينة، والتي تبعد مائة كيلو وأكثر، فهل هم في حكم المسافرين؟الجواب: نعم، من خرج إلى مكان يبعد مائة كيلومتر فهو في حكم المسافر بلا شك.مداخلة: وهل يخطبون يوم الجمعة؟الشيخ: ما فيه بأس، ما دامت المسافة مائة كيلو فهم في سفر، سواء سيخطب أو لأي حاجة أخرى.
حكم الأخذ من اللحية ما جاوز القبضة استناداً إلى فعل ابن عمر
السؤال: هل يجوز تقصير اللحية مقدار قبضة في اليد بدليل أثر ابن عمر رضي الله عنه؟الجواب: لا يجوز أخذ شيء من اللحية، والدليل على هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يتعين على الناس اتباعه، والرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يأخذ من لحيته شيئاً.مداخلة: هل ثبت عن ابن عمر هذا الفعل؟الشيخ: نعم، جاء عنه ولكنه في النسك، فكان في النسك يأخذ ما زاد عن القبضة، يقبض على لحيته بيده وما خرج عن يده أخذه، وكان هذا عند الانتهاء من النسك، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء عنه هذا، لا في النسك ولا في غيره.
ضابط قبول الحديث الذي في سنده (مقبول الحديث) أو من قيل فيه: (لا بأس به)
السؤال: هل الحديث الذي في سنده (مقبول الحديث) أو (صدوق) أو (لا بأس به) يقبل إذا لم يكن له شاهد يقويه؟الجواب: نعم الصدوق يقبل، وأما الذي هو مقبول فهذا يحتاج إلى من يعضده ويساعده.

كيفية معرفة أحوال رجال السند عند المتقدمين ممن صنف في علم الجرح والتعديل وأحوال الرجال

السؤال: كيف عرف أول من دون أحوال رواة الحديث؟الجواب: عرف عن طريق الرجال، يعني: إن كان يتحدث عن إنسان يعرفه يقول: هو كذا وكذا، وإن كان بواسطة يقول: قال فلان، حدثني فلان قال: فلان ثقة، وهذا موجود في بعض الكتب التي تعنى بالأسانيد، مثل الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد، عندما يذكر التوثيق يقول: حدثني فلان، قال: حدثني فلان، قال: حدثني فلان، قال: فلان ثقة، إسناد ينتهي بأن يقال: (قال: فلان ثقة)، أو (قال: فلان ضعيف)، أو (قال: فلان فيه كذا)، فإذا كان ممن أدركه يقول: فلان كذا - يعني يعرفه - مثلما قال النسائي : كان المخرمي يقول: محمد بن سعد الأنصاري ثقة؛ لأنه شيخه، يعني: يخبر عن شيخه بأنه ثقة، يعني إخباراً عن معرفة وعن مشاهدة ومعاينة، وإذا كان ما أدركه يقول: قال فلان كذا، مثلما قال النسائي عن المخرمي؛ لأنه يروي عن المخرمي أن محمد بن سعد الأنصاري وهو شيخ المخرمي أنه ثقة، فمن كان مدركاً إياه يعرف حاله، ويتكلم عن المشاهدة والمعاينة، وإذا ما كان أدركه يروي بالإسناد، وأحياناً يكون الإسناد الذي حصل فيه التضعيف ما هو صحيح، يعني: في الطريق من هو ضعيف لا يحتج بروايته لو جاء عنه الحديث، فكذلك لا يحتج بروايته فيما جاء في التضعيف أو التوثيق.
ما يدل عليه حديث: (من عصى الله في الإسلام أخذ بالأول والثاني)
السؤال: الحديث: ( من عصى الله في الإسلام أخذ بالأول والثاني )، يدل على أنه من تاب من الذنوب الماضية ثم عاد إليها أنه يؤاخذ بالذنوب الماضية التي تاب منها والذنوب الجديدة، أم أنه يؤاخذ بالذنوب الجديدة كما رجح ابن كثير المؤاخذة بالذي تاب منها؟الجواب: من المعلوم أن الكافر إذا أسلم فالإسلام في حقه يجب ما قبله، هكذا جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، لما جاء عمرو بن العاص رضي الله عنه ليبايع مد يده للرسول صلى الله عليه وسلم فمد الرسول يده، فقبضها عمرو فقال: ( لماذا يا عمرو؟ فقال: أردت أن أشترط، قال: وماذا تشترط؟ قال: أن يغفر لي، قال: أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما كان قبله )، هكذا جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويقول الله عز وجل: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38]، فالإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي، الشرك وغير الشرك، لكن إذا عمل الإنسان سيئة في الإسلام فإنه يؤاخذ بها.

الجمع بين حديثي: (من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج)، و(من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة)

السؤال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج )، وقال: ( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة )، فهل يجمع بين هذين الحديثين بأن لا يقرأ المأموم في الصلاة الجهرية؟الجواب: صلاته خداج، يعني: غير تمام، لكن أبا هريرة رضي الله عنه استدل على القراءة بحديث القسمة، قال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين )، يعني أنك تقرأ بها، وتأتي بنصيبك الذي هو في آخرها الدعاء، وفي أولها الثناء على الله عز وجل، لكن قالوا في الجمع بين هذا الحديث وبين حديث: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ): إن من كان له إمام فقراءته قراءة له، فيكون المأموم ليس عليه قراءة، لكن فيما يتعلق بالفاتحة فعليه قراءتها؛ لأنه جاء حديث يخصها، وأن المأموم يستمع لغير الفاتحة، وأما الفاتحة فإنه عليه أن يقرأ وإن كان الإمام يقرأ، فقوله: ( من كان له إمام فقراءته قراءة له )، المراد منه أنه لا يحتاج إلى أن يقرأ غير الفاتحة، أما الفاتحة فقد جاء حديث يخصها وأنه يقرأ بها، لكن غيرها من القرآن التي هي السورة وهي القراءة الطويلة والكثيرة، فهذه تكفي قراءة الإمام وهي قراءة عن المأمومين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15-06-2021, 10:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(174)


- (باب اكتفاء المأموم بقراءة الإمام) إلى (باب جهر الإمام بآمين)

يكتفي المأموم بقراءة الإمام في الصلاة الجهرية فيما عدا فاتحة الكتاب والصلاة السرية، ومن عجز عن قراءة الفاتحة قال: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويستحب الجهر بالتأمين للإمام والمأموم.
اكتفاء المأموم بقراءة الإمام

شرح حديث أبي الدرداء في اكتفاء المأموم بقراءة الإمام
قال المصنف رحمه الله تعالى: [اكتفاء المأموم بقراءة الإمام.أخبرني هارون بن عبد الله حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح حدثني أبو الزاهرية حدثني كثير بن مرة الحضرمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعه يقول: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. قال رجل من الأنصار: وجبت هذه، فالتفت إلي وكنت أقرب القوم منه فقال: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم)، قال أبو عبد الرحمن: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ هذا مع الكتاب].يقول النسائي رحمه الله: اكتفاء المأموم بقراءة الإمام. مراده بهذه الترجمة أن قراءة الإمام قراءة للمأموم، وأن المأموم يكتفي بقراءة الإمام، وقد عرفنا فيما مضى أنه في حال السرية يقرأ المأموم الفاتحة والسورة، وفي الصلاة الجهرية أنه يقرأ الفاتحة ولا يقرأ غيرها، وأنه يكتفي بقراءة الإمام لما عدا الفاتحة، فلا يقرأه المأموم بل يستمع للإمام، وهذا هو أرجح الأقوال، وأصح الأقوال في هذه المسألة.والنسائي هنا عقد هذه الترجمة للاستدلال بهذا الحديث على هذه الترجمة، وهي: اكتفاء المأموم بقراءة الإمام. يعني: أن قراءة الإمام قراءة للمأموم، فالإمام إذا قرأ فإن ذلك يكفي عنه وعن المأمومين، وعرفنا أن الراجح هو أن قراءة الفاتحة لازمة للمأموم في جميع الأحوال، وأن قراءة الإمام قراءة للمأموم في غير الفاتحة، فعليه الاستماع وليس عليه أن يقرأ شيئاً غير الفاتحة.ويقول النسائي في آخر الحديث: قال: (هذا خطأ)، يشير في ذلك إلى ما جاء في آخر الحديث من قوله: (ما أرى الإمام إذا قرأ إلا وقد كفاهم) أي: فعل المأمومين، إن هذا من كلام أبي الدرداء، وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: أن آخره موقوف، وأن أوله هو الموصول المضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما آخره فليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما هو من كلام أبي الدرداء، يعني النسائي: أن آخر الحديث موقوف وأوله مرفوع، لكن تبويب النسائي لاكتفاء المأموم بقراءة الإمام، إنما يتعلق بما جاء في آخره، وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة: (من كان له إمام فقراءته قراءة له)، ولكن -كما ذكرت- هذا محمول على غير الفاتحة، أما الفاتحة فإنه يجب على المأموم أن يقرأها، ولا يكفي قراءة الإمام عن المأموم في هذه بالنسبة للفاتحة، وإنما يكفي في غيرها.
تراجم رجال إسناد حديث أبي الدرداء في اكتفاء المأموم بقراءة الإمام
قوله: [أخبرني هارون بن عبد الله].وهو البغدادي الملقب الحمال، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[حدثنا زيد بن الحباب].وزيد بن الحباب صدوق، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، مثل تلميذه: هارون بن عبد الله البغدادي، أخرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة.[حدثنا معاوية بن صالح].وهو صدوق، له أوهام، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[حدثني أبو الزاهرية].وهو حدير بن كريب، وهو صدوق، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأبو داود، والنسائي وابن ماجه ، ولم يخرج له الترمذي، ولا البخاري في الصحيح، بل خرج له في جزء القراءة أبو الزاهرية مشهور بكنيته.[حدثني كثير بن مرة الحضرمي].وهو ثقة، خرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبي الدرداء].وهو عويمر بن زيد الأنصاري، صحابي مشهور بكنيته أبو الدرداء، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وآخر الحديث موقوف عليه؛ من كلامه وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي يقول: إنه عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، والصحيح أنه موقوف على أبي الدرداء رضي الله عنه، ولم يُقرأ ذلك مع الكتاب، على أنه مرفوع، ولكنه معه على أنه موقوف؛ لأن قوله: (ما أرى الإمام إذا قرأ إلا يكون قد كفاهم)، هذا من كلام أبي الدرداء، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا المعنى الذي قاله أبو الدرداء جاء في حديث: (من كان له إمام فقراءته قراءة له)، لكن عرفنا أن هذا في غير الفاتحة، وأما الفاتحة فلا بد من قراءتها للمأموم.
ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن

شرح حديث ابن أبي أوفى فيما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن.أخبرنا يوسف بن عيسى ومحمود بن غيلان عن الفضل بن موسى حدثنا مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئاً من القرآن، فعلمني شيئاً يجزئني من القرآن، فقال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)].أورد النسائي هذه الترجمة هنا وهي: ما يجزئ من القراءة من لا يحسن القرآن. ما الذي يجزئه عن القراءة حتى يتعلمها، وأقل شيء من ذلك هو الفاتحة التي لا بد منها، لكن الإنسان إذا دخل في الإسلام، ولم يتمكن من حفظ الفاتحة، وجاء وقت الصلاة، فإنه يصلي ويأتي بهذا الذكر الذي هو: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)، فهذا يجزئ عن قراءة القرآن، لكن عليه أن يتعلم القرآن، ولا يكتفي بهذا ويقول: أن هذا يكفي فلا يقرأ، وإنما حتى يقرأ وحتى يحفظ يأتي بهذا الذكر؛ لأن الصلاة لا تؤخر، من كان مسلماً وجاء وقت الصلاة فعليه أن يؤديها، وإذا كان في وقت تلك الصلاة غير حافظ للفاتحة، أو لشيء من القرآن، فإنه يأتي بهذا الذكر الذي هو: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله). فإنه قد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وسأله عن ما يجزئه؛ لأنه لم يحفظ شيئاً من القرآن، فأخبره أنه يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تراجم رجال إسناد حديث ابن أبي أوفى فيما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن
قوله: [أخبرنا يوسف بن عيسى].وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.[ومحمود بن غيلان].ويوسف بن عيسى هو مروزي، ومحمود بن غيلان أيضاً مروزي، وقد عرفنا فيما مضى أن مروزي بالزاي: هذه نسبة إلى مرو الشاهيجان، أتت الزاي أضيفت من أجل أن تميز عن مرو الروذ، الذي يقال فيه: المروذي، وأنه نسبة إلى مرو الروذ، والذي فيه الزاي: نسبة إلى مرو الشاهيجان، وهما بلدتان من بلاد خراسان، أو مدينتان من مدن خراسان، أو قريتان من قرى خراسان، كل واحدة منهما مرو إلا أن هذه مرو الشاهيجان، والثانية مرو الروذ، فمرو الروذ ينسب إليها: مروذي، ومرو الشاهيجان ينسب إليها: مروزي، يعني بإضافة زاي من أجل التمييز، وإلا فإنها لا وجود لها في الاسم الذي هو مرو، وإنما زيدت للتمييز.محمود بن غيلان كما قلت: هو مروزي، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له شيئاً.[عن الفضل بن موسى].هو الفضل بن موسى السيناني المروزي، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا مسعر].هو مسعر بن كدام، وهو ثقة، ثبت، فاضل، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن إبراهيم السكسكي].هو إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، وهو صدوق، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.[عن ابن أبي أوفى].هو عبد الله بن أبي أوفى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو آخر من مات بالكوفة من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد مر بنا قريباً في مبحث الصحابة الذين يعتبرون من آخر من مات من الصحابة في البلدان، وأن الكوفة قيل: أن آخر من مات فيها ابن أبي أوفى، وقيل: إنه أبو جحيفة، وقيل: إنه عمرو بن حريث، هؤلاء الثلاثة كل واحد منهم قيل فيه: أنه آخر من مات بالكوفة، والحافظ ابن حجر في ترجمته في التقريب قال: وهو آخر من مات من الصحابة بالكوفة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
جهر الإمام بآمين

شرح حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [جهر الإمام بآمين.أخبرنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية عن الزبيدي أخبرني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمن القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)].ترجم النسائي هنا بقوله: جهر الإمام بآمين، وجاء هنا برواية: (إذا أمن القارئ فأمنوا)، وفي بعض الروايات: (إذا أمن الإمام فأمنوا)، وفي بعضها: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين)، وليس فيها ذكر تأمينه، لكن قوله: (إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه). يدل على الجهر؛ لأن المأمومين يعلمون تأمينه بجهره، وبحصول التأمين منه، يسمعونه فيؤمنون، والمراد من ذلك أنهم يؤمنون إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فيقولون: آمين، وهو يقول: آمين، ولا يتعين عليهم أن يسكتوا حتى يفرغ هو من التأمين فيؤمنوا؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين)، معناه أنهم يقولون: آمين مباشرة بعد: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والإمام يؤمن عندما يقول: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فيوافق تأمينه تأمين الإمام وتأمين المأمومين يكون في وقت واحد، وأيضاً الملائكة تؤمن، (فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، وهذا يدلنا على أن الإمام يجهر بالتأمين، وهذا هو الذي ترجم له المصنف، ووجه الاستنباط أن علمهم بتأمينه لكونه يؤمن ويسمعون منه آمين فيؤمنون.(إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن الملائكة تؤمن).(فإن الملائكة تؤمن) هذا إخبار عن أمر مغيب، وهو أن الملائكة تؤمن عندما يقول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، وأن المأمومين مطلوب منهم أن يؤمنوا، وأن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، بحيث يكون أهل السماوات يؤمنون، والمأمومون يؤمنون، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن المعلوم أن الإمام إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والملائكة تقول: آمين عندما يقول: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والمأمومون يقولون: آمين، فإنه يوافق تأمين المأمومين تأمين الملائكة، وفي ذلك الأجر العظيم وهو حصول المغفرة لما تقدم من الذنوب.وفيه أن المأمومين يؤمنون، الإمام يؤمن، فالتأمين من الإمام ومن المأموم.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15-06-2021, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (...من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)
قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، خرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .[حدثنا بقية].هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، يدلس أو كثير التدليس عن الضعفاء، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن الزبيدي].وهو محمد بن الوليد الحمصي، وهو ثقة، ثبت، من أكبر أصحاب الزهري، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، فإنه لم يخرج له شيئاً.[أخبرني الزهري].وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وهو ثقة، إمام، حجة، محدث، فقيه، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي سلمة].هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الفقهاء السبعة في المدينة مشهورين بهذا اللقب، وهم من فقهاء التابعين، كانوا موجودين في المدينة في عصر التابعين، وكانوا في زمن متقارب، وأدركوا كثيرين من الصحابة ورووا عنهم، وحديثهم عند أصحاب الكتب الستة الذين هم الفقهاء السبعة، وهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار الهلالي، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسعيد بن المسيب، هؤلاء ستة اتفق على عدهم في البخاري، والسابع فيه ثلاثة أقوال:قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فالسابع فيه ثلاثة أقوال، وهذا أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع من الفقهاء السبعة.[عن أبي هريرة].هو عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه.
شرح حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثانية
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمن القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، لكنه هنا أورده للاستدلال به على فضل التأمين، وذلك في قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، الاستدلال به على فضل التأمين، لكون من فضله أن من وافق تأمينه تأمين الملائكة فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه.
تراجم رجال إسناد حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثانية
قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].وهو الجواز المكي الذي يمر بنا ذكره كثيراً.[حدثنا سفيان].وهو ابن عيينة، وسفيان هنا غير منسوب والمراد به ابن عيينة، وابن عيينة مكي، ومحمد بن منصور الجواز مكي، ومحمد بن منصور الجواز أخرج حديثه النسائي وحده، وهو ثقة.وإذا جاء محمد بن منصور يروي عن سفيان يحمل على ابن عيينة ؛ لأن ابن عيينة مكي، ومحمد بن منصور الجواز مكي، فيحمل على من كان من أهل بلده؛ لأن له به علاقة وارتباط واتصال، وسفيان بن عيينة حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري].وقد مر ذكره.[عن سعيد بن المسيب].وهو أحد الفقهاء السبعة، وهو من فقهاء التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة].وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
شرح حديث: (... من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثالثة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا يزيد بن زريع حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين، وإن الإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي هو بمعنى ما تقدم: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين)، والمأمومون يقولون: آمين، (فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، وفضل التأمين موجود لقوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، فهذا يدلنا على فضل التأمين، وهو قول: (آمين) عندما يقول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7].
تراجم رجال إسناد حديث: (...من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق ثالثة
قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].وهو: أبو مسعود البصري، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.[حدثنا يزيد بن زريع].وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثني معمر].هو: معمر بن راشد الأزدي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة].وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
حديث: (...من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أنهما أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمن الإمام فأمنوا، فأنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].وحديث أبي هريرة هذا أيضاً هو بمعنى الأحاديث المتقدمة إلا أنه جاء من طريق أخرى.قوله: [أخبرنا قتيبة].وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن مالك].وهو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة].وقد مر ذكرهم جميعاً.سعيد وأبي سلمة، اثنين، وهما من فقهاء التابعين السبعة، سعيد بن المسيب باتفاق، وأبو سلمة على أحد الأقوال في السابع، وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
الأسئلة

حكم صلاة من لبس المشلح واليدين خارجة عن الكمين
السؤال: هل تصح الصلاة والرجل لابس للمشلح (البشت)، وهو غير مدخل يديه في كمين البشت أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.الجواب: تصح الصلاة، أقول: كونه يلبس المشلح واليدين ليست في الكمين تصح ما فيها شيء، الصلاة صحيحة.
عدة الزوجة المطلقة رجعياً
السؤال: طلق رجل زوجته طلقة واحدة، فمتى تخرج من عدته؟الجواب: المعتدة على حسب حالها، إن كانت من ذوات الحيض -ممن يحيض- وطلقها ثم حاضت بعد تطليقها ثلاث حيضات، وطهرت من الحيضة الثالثة فإنها تنتهي عدتها بذلك، وإن كانت صغيرة أو آيسة من الحيض، فعدتها ثلاثة أشهر، وإن كانت ذات حمل فتنتهي من العدة بوضع الحمل.
المراد باليد في قول الله تعالى: (يد الله فوق أيديهم)
السؤال: ما معنى قوله عز وجل: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10]، هل الأمر على حقيقته أم أنه يحتاج إلى تأويل؟الجواب: أبداً، يد الله عز وجل صفة من صفاته، وهذه الآية من آيات الصفات، ومن المعلوم أن كون اليد فوق اليد ليس معناه المماسة والمخالطة، فالله عز وجل فوق العرش وهو فوق العباد، فهو فوقهم، ويده فوق أيديهم، فلا يفهم منه أن فيه مخالطة وملاصقة وما إلى ذلك أبداً، بل الله عز وجل فوق العرش بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، وهو فوقهم ويده فوق أيديهم، هذا هو معناه، وهي من آيات الصفات، يثبت لله صفة اليد، لكن ليس معنى ذلك أن فيه مخالطة، وفيه اتصال بين يد الله ويد المخلوقين، بل الله عز وجل بذاته وصفاته فوق عرشه بائن من خلقه، وكونه فوق عباده وفوق عرشه، يده فوق أيديهم، الله تعالى فوقهم ويده فوق أيديهم وهو على العرش، هذا هو معنى الآية.
كيفية الاستدلال على إثبات الوجه لله تعالى
السؤال: كيف نستدل على إثبات الوجه لله؟الجواب: نستدل بالآيات والأحاديث الكثيرة منها: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27]، وغيرها من الآيات، وكذلك الأحاديث: منها: (أعوذ بنور وجهك)، وغيرها أحاديث كثيرة، وآيات كثيرة، في القرآن كلها تدل على إثبات صفة الوجه لله عز وجل على ما يليق به سبحانه وتعالى.قوله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [الرحمن:27]، فيه إثبات صفة الوجه وإثبات البقاء لله عز وجل بذاته وصفاته التي منها الوجه، وليس معنى أن (يبقى وجه ربك) أنه يفهم منه أن غير الوجه لا يكون كذلك، بل البقاء لله عز وجل بذاته وصفاته، هذا هو معناه.
كيفية موافقة المأمومين للملائكة في التأمين
السؤال: كيف تكون موافقة المأمومين للملائكة في التأمين؟الجواب: كون الملائكة إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، قالوا: آمين، والمأمومون مطلوب منهم أن يقولوا: آمين، فإذا قالوا: آمين بعد قول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، والملائكة قالت: آمين، حصلت الموافقة، والملائكة كما هو معلوم يؤمنون ويدعون ويستغفرون للمؤمنين، وتأمينهم هو دعاء.
حكم المتاجرة بالذهب والزكاة إذا حال عليها الحول
السؤال: أمي أمرتني أن أشتري لها ذهباً كل سنة، وأن أبيع الذهب إذا ارتفع ثمنه، فهل يجوز ذلك؟ وهل في ذلك زكاته؟الجواب: نعم، إذا اشترى ذهب أو غير ذهب، ثم باعه برخص أو بغلاء على حسب وجود الأسعار وقيم السلع، لا بأس في ذلك، وفيه زكاة إذا حال عليه الحول فيه زكاة.
حكم حجز الأماكن في المسجد
السؤال: ما حكم من يحجز الأماكن في المسجد في جميع الصلوات، وخاصة في رمضان، فمهما حاول الإنسان أن يجد في الصف الأول مكاناً لا يجد؛ لأن كل الأماكن محجوزة؟الجواب: لا يجوز للإنسان أن يحجز مكاناً في الصف الأول أو الصفوف الأُولى إلا إذا كان هناك ضرورة، بأن يكون الإنسان جاء مبكراً واحتاج أن يخرج للوضوء فيتوضأ ويعود، فإن له أن يحجز؛ لأنه جاء مبكراً، ولكنه اضطر للخروج للوضوء، أو يذهب يشرب من الترمس مكان الماء، فيضع شيء حتى يشرب ويرجع، بدل أن يأتي أحد يجلس في مكانه وهو أتى مبكراً، هذا لا بأس به، أما كونه يضع الحاجز الذي يحجز به ثم يذهب يبيع ويشتري، أو يذهب يزور بعض الناس، أو يذهب إلى أي جهة لغير ضرورة، فهذا ليس له أن يفعل ذلك، بل الصف الأول يكون لمن يأتي مبكراً، الإنسان يسبق إلى المكان بنفسه، ويجلس يذكر الله عز وجل ويقرأ القرآن، وهو في صلاة ما دام ينتظر الصلاة.
حقيقة ظن السوء
السؤال: ما هو ظن السوء؟الجواب: يعني ظن السوء: أن يظن الناس أن الله لا ينصر عباده، ولا يؤيدهم، وأنه يخذلهم، وظن السوء أنواع كثيرة، أمثلته كثيرة هذا منه.أما الخطرات التي تأتي على بال الإنسان -إذا كانت جاءت على باله ودفعها- فهذه ليست ظن سوء، ولكن المقصود هو الذي يبقى مع الإنسان ويفكر فيه ويبقى عليه، وأما إذا دفعه بمجرد ما يخطر الأمر السيئ في نفسه، فإنه يدفعه ويتعوذ بالله من الشيطان، فإن هذا لا يضره، بل هذا جاء فيه أنه صريح الإيمان، كون الشيطان يوقع في ذهنه شيء، ومن حين ما يقع يصرفه ويبتعد عنه ويتعوذ بالله منه، هذه علامة خير، لكن علامة الشر كونه يشغل باله، ومتنبه لهذا الشيء، ويستمر عليه، ويفكر فيه، ويشغل باله عليه، ويعقد قلبه عليه، هذا هو السيئ والعياذ بالله.
حكم حجز الأماكن للآخرين مع أخذ مقابل آخر الشهر
السؤال: بعض الناس يحجزون أماكن لغيرهم، وفي آخر الشهر يأخذون هدايا، فما حكم ذلك؟الجواب: والله هذا سوء إلى سوء، هذا مثل الأول وزيادة كونه يبحث عن الدنيا بهذا العمل.
درجة حديث من وصف بأنه صدوق
السؤال: ما درجة حديث صدوق، ضعيف الحفظ، مثل إبراهيم السكسكي ؟الجواب: صدوق كما هو معلوم حديثه يعتبر من قبيل الحسن لذاته، لكن إذا كان أضيف إليه شيء، فإنه إذا جاء شيء يقويه ويساعده، فإنه يكون ثابتاً، ومن المعلوم أن الحديث الذي ورد عن إبراهيم السكسكي جاء من طرق كثيرة عن غيره.
كيفية النطق بكلمة آمين
السؤال: كيف يقرأ: آمين، هل يمد الألف أم الميم؟ وكم مقدار مدها؟ وهل يشدد الميم؟الجواب: لا ما تشدد الميم، آمّين هذا من الأم، آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ [المائدة:2]، يؤمه، وأما آمين فهي بمعنى: اللهم استجب، هذا هو معنى آمين، وكما هو معلوم يأتي بها ويمدها لكن لا يزيد ولا يقطعها، ما يقول: آمين كذا باختصار، ولا يمدها حتى يطول، وإنما يتوسط.
حكم إجارة البيوت وزكاتها
السؤال: لدي فلة في الرياض أجرتها لمدة خمس سنوات تدفع فوراً، أو على ثلاثة سنوات، فهل يجوز ذلك أم لا؟الجواب: الأجرة إذا قبضتها وحال عليها الحول تزكيها.
حكم من نسي آية الفاتحة ولم يتذكرها إلا بعد الصلاة
السؤال: كيف يفعل من نسي آية من الفاتحة ولم يتذكرها إلا بعد انتهائه من الصلاة؟الجواب: إذا كان كذلك فإنه يأتي بركعة، أي: إذا كان نسيها من ركعة واحدة، فإنه يأتي بركعة.
الأفضلية في صلاة الرجل بالحذاء أو بدونه
السؤال: هل تفضل صلاة الرجل بالحذاء على صلاته بدونها أم لا؟الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر أوقاته يصلي بدون حذاء، والناس يصلون بدون أحذية، لكنه جاء مشروعية الصلاة بالأحذية، طبعاً هذا في بعض الأحيان، لكن لا يقال: إنه إذا صلى بدون حذاء أن صلاته تكون دون صلاته بحذاء، لا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-07-2021, 08:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب الافتتاح)
(175)


- (باب الأمر بالتأمين خلف الإمام) إلى (باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام)

لقد دلت السنة على أن للمأموم أن يؤمن إذا أمن الإمام، لأن في هذا فضل عظيم، وهو: أن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، هذا ويجوز أن يحمد العاطس ربه وهو في الصلاة.
الأمر بالتأمين خلف الإمام

شرح حديث أبي هريرة في الأمر بالتأمين خلف الإمام
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الأمر بالتأمين خلف الإمام.أخبرنا قتيبة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].يقول النسائي رحمه الله: باب الأمر بالتأمين خلف الإمام.ذكر تأمين الإمام، وأنه إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فإنهم يقولون: آمين، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (وإذا أمن فأمنوا)، ففيه إخبار عن الإمام بأنه يؤمن، وأمر للمأمومين بأن يؤمنوا فيقولوا: آمين، وهذه الترجمة معقودة بما يتعلق بالمأمومين، وأنهم يؤمنون كما يؤمن الإمام، فإذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، يقولون: آمين، ومعنى آمين: اللهم استجب، يعني: هذا الدعاء الذي دعا به الإمام وهو: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، فيؤمن على هذا الدعاء، الذي العبد أحوج ما يكون إليه، وهو الهداية إلى الصراط المستقيم؛ لأن حاجته إلى الهداية وإلى الصراط المستقيم أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب لأن حاجته إلى الطعام والشراب، فيهما قوامه في هذه الحياة الدنيا، وأما الهداية إلى الصراط المستقيم فهي سبب حياته الحياة السعيدة؛ حياة السعادة في الدار الآخرة، وإنما تكون بالهداية إلى الصراط المستقيم حيث يوفقه الله عز وجل ليعمل الأعمال الصالحة في الدنيا، وإذا انتقل من هذه الدنيا، إلى الآخرة يجد الأعمال الصالحة أمامه، فيكون ذلك سبباً في سعادته في دنياه وأخراه.وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، ففي ذلك الدلالة على ما ترجم له المصنف، وعلى أن المأموم يؤمن بعدما يقول الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7].وما جاء في بعض الروايات: (إذا أمن فأمنوا)، ليس معنى ذلك أنه لا يؤمنون إلا إذا فرغ من التأمين؛ لأن قوله عليه الصلاة والسلام: (فإذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين)، أي: أنهم يقولون ذلك مباشرة، فيتفق تأمين الإمام، وتأمين المأمومين، ومعنى (إذا أمن الإمام) يعني: إذا وجد منه التأمين فيوجد منكم التأمين، وبهذا يتفق مع قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] فقولوا: آمين)، فهذا هو التوفيق بين الروايتين، أعني: ما جاء: (إذا أمن فأمنوا)، وما جاء من وقوله: (إذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، فقولوا: آمين).وفي ذلك فضل التأمين؛ لأن من أمن بعد فراغ الإمام من قراءة الفاتحة -فإذا قال: آمين- ووافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي ذلك دلالة على فضل التأمين، وعلى عظيم أجره عند الله عز وجل، وأن الملائكة تؤمن، وتدعو للمؤمنين؛ لأن قولهم: آمين بعد: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، هي تأمين على قول الإمام: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، فالملائكة تؤمن وتدعو للمؤمنين، وتستغفر لهم، كما جاءت بذلك نصوص الكتاب والسنة.وقوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، المقصود من ذلك الصغائر، وأما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة، وإلى إقلاع عنها، وندم عليها، وعزم على ألا يعود إليها.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في الأمر بالتأمين خلف الإمام
قوله: [ أخبرنا قتيبة].وهو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن مالك].وهو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن سمي].وسمي هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي صالح]وأبو صالح هو ذكوان السمان، كنيته أبو صالح، واسمه ذكوان ولقبه السمان، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه].وهو عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.وهذا الإسناد، رجاله كلهم خرج حديثهم أصحاب الكتب الستة، قتيبة بن سعيد، ومالك بن أنس، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو صالح السمان، وأبو هريرة، فهؤلاء الخمسة حديثهم عند أصحاب الكتب الستة.
فضل التأمين

شرح حديث أبي هريرة في فضل التأمين
قال المصنف رحمه الله تعالى: [فضل التأمين.أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)].هنا أورد النسائي هذه الترجمة وهي فضل التأمين، وهو: أن الله تعالى يغفر به الذنوب، وذلك إذا وجد التأمين من المأموم، ووافق تأمينه تأمين الملائكة، فالملائكة تؤمن إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، قالوا: آمين، والإمام يقول: آمين، والمأمومون يقولون: آمين، ففي ذلك الأجر العظيم، وذلك في قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، فهذا يدل على فضله، وعلى الترغيب فيه؛ لأن من فعله يحصل على هذا الأجر العظيم؛ الذي هو غفران الذنوب ما تقدم منها، وكما ذكرت هي الذنوب الصغائر، وأما الكبائر فتحتاج إلى توبة، ومغفرتها إنما تكون بالتوبة منها، فالحديث دال على الترجمة، وهي فضل التأمين، وذلك في قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه).
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في فضل التأمين
قوله: [قتيبة ومالك].مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.[عن أبي الزناد].و أبو الزناد، هو عبد الله بن ذكوان، وأبو الزناد لقب على صورة الكنية أو على صيغة الكنية، وكنيته هي أبو عبد الرحمن، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن الأعرج].والأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني، وهو مشهور بلقبه الأعرج، ويأتي ذكره أحياناً باسمه وأحياناً بلقبه، وفائدة معرفة ألقاب المحدثين: حتى لا يظن الشخص الواحد شخصين، إذا ذكر مرة باسمه، وذكر مرة بلقبه، فإن من لا يعرف يظن أن الأعرج غير عبد الرحمن بن هرمز، وعبد الرحمن بن هرمز غير الأعرج، ومن يعرف ذلك لا يلتبس عليه الأمر، بل يعرف أن هذا هو هذا، وهذا هو هذا، ذكر مرة باسمه، وذكر مرة بلقبه، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة].وقد تقدم ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.والإسناد أيضاً رجاله أخرج لهم أصحاب الكتب الستة؛ لأنهم هم نفس رجال الإسناد الأول، إلا أن فيه أبا الزناد والأعرج.
قول المأموم إذا عطس خلف الإمام

شرح حديث رافع بن عفراء في قول المأموم إذا عطس خلف الإمام

قال المصنف رحمه الله تعالى: [قول المأموم إذا عطس خلف الإمام.أخبرنا قتيبة حدثنا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه أنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يكلمه أحد، ثم قالها الثانية: من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها)].هنا أورد النسائي هذه الترجمة وهي: قول المأموم إذا عطس خلف الإمام، يعني: أنه يحمد الله، ولكنه لا يرفع صوته بحيث يشوش على الناس، ولا يجيبه أحد إذا حمد الله، فلا يخاطبه ويقول: يرحمك الله، وإنما هو يحمد الله، وغيره لا يجيبه، وحمده لله عز وجل لا يجهر به بحيث يشوش على الناس، فالحمد هو من الثناء والدعاء، فيأتي به العاطس، ولكن سامعه لا يشمته؛ لأنه لا يخاطب غيره وهو في الصلاة، ولكن كون المصلي يحمد الله ويثني على الله، وإذا عطس قال: الحمد لله، له ذلك، وقد جاءت بهذا السنة، ولا يخاطب أحداً وهو في الصلاة، إلا الإمام إذا فتح عليه، وأما كونه يرد السلام بالإشارة جاءت السنة بهذا ولكن لا يتكلم، فهذا هو مقصود الترجمة، وقد أورد النسائي فيه حديث رفاعة بن رافع الأنصاري رضي الله تعالى عنه، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعطست فقلت: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه، ولما فرع رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: من المتكلم؟ فلم يجبه أحد، ثم أعادها قال: من المتكلم؟ فقلت: أنا، فقال: (لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يصعد بها)، يعني: كل واحد يريد أن يصعد بها أولاً، وأن يبادر إلى رفعها إلى الله عز وجل، وإلى الصعود بها؛ لأن هذا عمل يرضاه الله عز وجل؛ لأنه ثناء عليه، فدل هذا على أن العاطس عندما يعطس له أن يحمد الله، ولكن ليس على سامعه أن يشمته، بل هو يحمد، ولا أحد يجيبه ويتكلم معه، فهذه هي السنة في ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.ثم قوله: (لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يصعد بها) يدل على عظم أجرها، وعلى عظم شأن هذا الذكر الذي يُذكر الله به عز وجل عند العطاس في الصلاة، ولكنه -كما ذكرت- لا يرفع صوته بحيث يشوش فيه، وغيره لا يجيبه، وإنما هو يحمد الله ويثني عليه، وهذا الحديث دليل واضح الدلالة على ذلك.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-07-2021, 08:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,236
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث رافع بن عفراء في قول المأموم إذا عطس خلف الإمام
قوله: [أخبرنا قتيبة].قد مر ذكره.[حدثنا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع].ورفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الأنصاري صدوق، خرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.[عن عم أبيه معاذ بن رفاعة].لأنه هو رفاعة بن يحيى بن عبد الله، وأبو أبيه عبد الله، وعبد الله أخوه معاذ؛ لأنه معاذ بن رفاعة بن رافع فهو يروي عن عم أبيه، وليس عمه أخا أبيه، فهو يروي عن عمه عم أبيه، وعم أبيه معاذ بن رفاعة صدوق، خرج حديثه البخاري. وأبو داود، والنسائي.أي: الذين خرجوا لرفاعة بن يحيى هم الذين خرجوا له، يضاف إليهم البخاري.[عن أبيه].أبوه رفاعة، صاحب رسول الله، بدري من أهل بدر، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
شرح حديث وائل بن حجر في قول المأموم إذا عطس خلف الإمام
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الحميد بن محمد حدثنا مخلد قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنه قال: (صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كبر رفع يديه أسفل من أذنيه، فلما قرأ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، قال: آمين، فسمعته وأنا خلفه، قال: فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال: من صاحب الكلمة في الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله! وما أردت بها بأساً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما نهنهها شيء دون العرش)].وهنا أورد النسائي حديث وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أنه رفع يديه إلى أسفل أذنيه، وقد سبق أن مر أنه جعل إبهاميه عند شحمة أذنيه، وهنا رفع يديه عند أسفل إذنيه، قال: (رفع يديه أسفل من أذنيه، فلما قرأ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، قال: آمين).وهو دال على أن الإمام يقول: آمين.قال: (فسمعته وأنا خلفه، قال: فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم).(فسمعته وأنا خلفه)، يعني: يؤمن؛ يقول: آمين، وهذا دليل على أن الإمام يجهر بالتأمين؛ لأن قوله: سمعته وأنا خلفه، يعني: يؤمن؛ يقول: آمين، فهذا يدل على الجهر بالتأمين من الإمام.قال: (فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال: من صاحب الكلمة في الصلاة؟).أي: الذي تكلم بهذه الكلمة؟فقال الرجل: (أنا)، يعني: أنا الذي قالها.قال: (فقال: يا رسول الله! ما أردت بها بأساً).اعتذر عن قوله إياها، وقال: ما أردت بها بأساً، وإنما أردت خيراً بقولها.قال: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما نهنهها شيء).(لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً)، يعني: يريدون أن يكتبوها، ويرفعوها إلى الله عز وجل، ثم قال: (فما نهنهها شيء دون العرش)، يعني: ما منعها شيء دون العرش، ولا حال دون وصولها إلى هناك شيء، ومعنى ذلك: أن الملائكة رفعوها.وهذا الحديث من رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه، وهو لم يسمع منه كما سبق أن مر بنا، ولكن الحديث جاء عن غير عبد الجبار، فله شاهد، وحديث أبي هريرة الذي قبل هذا هو شاهد له، إلا في قوله: (فما نهنهها شيء دون العرش)، فهذه زيادة ليس لها شاهد من الروايات الأخرى، فيكون الضعف بها.وهذا قد ذكره الشيخ الألباني، في صحيح النسائي، كذلك في ضعيف النسائي؛ لأن ما عدا (فما نهنهها) له شواهد، وهذه ليس لها شواهد، والإسناد بمفرده فيه انقطاع، فما لم يكن له شواهد لا يثبت.
تراجم رجال إسناد حديث وائل بن حجر في قول المأموم إذا عطس خلف الإمام
قوله: [أخبرنا عبد الحميد بن محمد].هو عبد الحميد بن محمد بن المستام الحراني، وهو ثقة، خرج حديثه النسائي.[حدثنا مخلد].وهو ابن يزيد القرشي الحراني، وهو صدوق، له أوهام، خرج حديثه الجماعة إلا الترمذي.[حدثنا يونس].يونس هو يونس بن أبي إسحاق، وهو السبيعي، وهو أبو إسرائيل، وهو صدوق، يهم قليلاً، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبيه].أبوه، هو أبو إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الجبار بن وائل].عبد الجبار بن وائل بن حجر، ثقة، ولكن روايته عن أبيه مرسلة؛ لأنه لم يسمع منه، بل ذكر بعض العلماء أنه لم يدركه، فروايته عنه من قبيل المرسل، إلا إذا وجد له شواهد، فإنه يعتبر بتلك الشواهد، ويكون صحيحاً بتلك الشواهد التي تشهد له، وقد جاء لهذا الحديث شواهد تشهد له إلا جملة: (فما نهنهها شيء دون العرش) كما ذكرت.وحديث عبد الجبار، أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[عن أبيه].أبوه، هو وائل بن حجر، رضي الله تعالى عنه، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
الأسئلة

معنى اسم الله الباطن
السؤال: ما هو تفسير السلف رحمهم الله تعالى لاسم الله الذي هو الباطن؟الجواب: الباطن فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (وأنت الباطن فليس دونك شيء)، فالباطن: الذي علم بواطن الأمور، ولم يخف عليه شيء، يعني: الباطن ليس دونه شيء، والظاهر ليس فوقه شيء، هكذا فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مدى دخول شعر الخدين في اللحية
السؤال: هل شعر الخدين من اللحية، وكذلك الشعر الذي تحت الذقن مباشرة؟الجواب: الإنسان لا يتعرض للشعر الذي في وجهه، ولا يأخذ شيئاً منه؛ لا الذي على الخدين، ولا الذي على الذقن، كل ذلك لا يأخذه، ولا يتعرض له، والإنسان إذا أتى بالموس إلى لحيته فإنه يكون عرضة للشر، وعرضة للضرر، فليس للإنسان أن يأخذ شيئاً من شعر وجهه إلا شاربه.وكذلك الشعر الذي تحت الذقن مباشرة، وليس في الرقبة.
مرتبة قتل النفس بين الذنوب
السؤال: هل الذي يقتل نفسه مخلد في نار جهنم؟ وإذا كان مخلداً في النار كيف نجيب عن الحديث الذي في صحيح مسلم: (أن رجلاً هاجر إلى المدينة فاجتواها فأخذ مشخصاً، فقطع براجمه فمات، فدخل الجنة إلا يديه، فقد بقيت كما هي، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر ليديه)؟الجواب: الذي يقتل نفسه ارتكب أمراً كبيراً، وهو تحت مشيئة الله عز وجل، ودخوله النار لا يخلد فيها إذا دخلها؛ لأنه داخل تحت قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فكل ذنب دون الشرك، هو تحت مشيئة الله، وهذا دون الشرك، وهذا من الذنوب ومن الكبائر، فأمره إلى الله عز وجل، ودخوله النار إذا دخلها لا يخلد فيها أبداً، ولا يخلد في النار أبداً إلا الكفار، الذين هم أهل النار، والذين لا سبيل لهم إلى الخروج منها.أما من لم يكن كافراً فإنه إذا دخل النار لابد أن يأتي عليه وقت يخرج منها، ويدخل الجنة، ولا يبقى في النار إلا الكفار الذين هم أهلها الدائمون بها، والمقيمون فيها أبد الآباد، ولا يخرجون منها بأي حال من الأحوال، والحديث الذي أشار إليه هو في صحيح مسلم، حديث الطفيل بن عمرو؛ أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة وأسلم وطلب منه أن يهاجر إلى بلاده بلاد دوس، فأمره بأن يذهب إلى قومه ويدعوهم، وقال: هل لك في بلاد دوس؟ فإن لك فيها منعة، يعني: يمنعونه ويحمونه، فأمره أن يذهب إلى بلده ويدعو، واختار الله تعالى له أن يهاجر إلى المدينة، وأن تكون هجرته إلى المدينة، فهاجر إليها، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، جاء الطفيل بن عمرو ومعه صاحب له، فأصابه شيء، فقطع أصابع براجمه فمات، فرآه الطفيل في المنام وسأله: ما حالك؟ قال: غفر لي بسبب الهجرة، ورأى يديه يعني: قد لفت أصابعه، قال: ما هذا؟ قال: إنه قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى السماء فقال: (اللهم وليديه فاغفر).فالحديث -كما هو معلوم- يدل على أنه غفر له، ولكنه قيل له: لن نصلح منك ما أفسدت، ولكن دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يغفر الله ليديه، وأن يصلح من يديه ما فسد، فدل ذلك على أن الله يغفر كل ذنب دون الشرك لقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] فهو تحت مشيئة الله، ومن ذلك قاتل نفسه.
زغردة النساء في الأفراح
السؤال: ما حكم زغردة النساء في الأعراس وعند الفرح؟الجواب: هذا من السفه والجهل، يعني: المشروع هو الضرب بالدف، وأما هذه التي يسمونها الزغردة وما إلى ذلك فهذا من السفه.
حكم أخذ البضاعة على التصريف
السؤال: ما حكم من أخذ بضاعة على التصريف؟الشيخ: ما فيه بأس، يعني: كونه يأخذ البضاعة ويبيع منها، ويوفيه عند تصريفها لا بأس بذلك، ثم أيضاً الذي يبقى يرجعه فلا بأس بذلك؛ لأن هذا من قبيل الإقالة في البيع.
الجمع بين رواية: (ابتدرها اثنا عشر ملكاً) ورواية: (ثلاثين ملكاً)
السؤال: كيف الجمع بين رواية: (لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً)، وبين الرواية الأخرى: (لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً)، مع أن القصة واحدة؟الجواب: لأن هذا حديث، وهذا حديث، وليست قصة واحدة، يعني: لأن ذاك الذي عطس وحمد الله هو رفاعة بن رافع، وأما هنا ما ذكر الرجل، فيحتمل أن يكون هو، وأن تكون قصتين، ويحتمل أن تكون قصة واختلفت الروايات، يعني: في عدد الملائكة، ويحتمل أن تكون قصتين لرجلين.
توقف تكفير الصغائر على اجتناب الكبائر
السؤال: هل مغفرة الذنوب الصغائر متوقفة على ترك العبد للكبائر، كما جاء ذلك في الحديث؟الجواب: نعم، ترك الكبائر يكفر الله به الصغائر، كما قال الله عز وجل: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]، وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر).
موضع أثر يحيى بن أبي كثير في صحيح مسلم
السؤال: تحت أي حديث ذكر مسلم قول يحيى بن أبي كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسم؟الجواب: ذكره في أوقات الصلاة، في أبواب أوقات الصلاة، عندما ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طرق متعددة أتى بهذا الأثر بإسناده إلى يحيى بن أبي كثير، قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم.
الحزن بسبب تذكر الذنب
السؤال: إني أذنبت ذنباً قبل سنوات، وكلما أتذكره، أو يخطر ذلك الذنب في بالي يجعلني أحزن كثيراً ويقلق قلبي، ولا أطمئن حتى يذهب ذلك الذكر، فكيف طريق الخلاص من هذا؛ حتى أنسى ذلك الذنب ولا يحزنني؟الجواب: كون الإنسان يتذكر الذنب ويندم عليه هذا هي التوبة النصوح، فالتوبة النصوح هي أن يقلع الإنسان من الذنب، ويندم على ما مضى، ويعزم على ألا يعود إليه في المستقبل، فتذكره إياه وندمه عليه علامة خير.
المستحق لراتب الموظف بعد موته
السؤال: مات رجل وكان موظفاً في الحكومة، وكان من عادة الحكومة إذا مات أحد من موظفيها لا يقطع عنه راتبه الشهري، والسؤال: هل هذه الرواتب يرثه الورثة أم ماذا؟الجواب: هذه الرواتب أو الأموال التي تعطى من جهة الدولة لمن يموت تصرف وفقاً لتنظيمها، فإذا قالت: إنها تكون للورثة تكون للورثة، وإذا قالت: إنها تكون لفلان الفلاني من الورثة، أو لأحد معين من الورثة فإنها تكون له؛ لأن هذه عطية، وهذه منحة تكون له، ولمن ترى أن تكون له من بعده.
الاستدلال بحديث رفاعة على رفع الصوت بالذكر
السؤال: حديث رفاعة بن رافع فيه دلالة على أنه رفع صوته بذلك الذكر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو -الإمام- قد سمعه، ولذا قال: من المتكلم في الصلاة؟ فهل يجوز لنا أن نرفع الذكر؟الجواب: لا، ما يرفع، يعني: يمكن أن يرفع بحيث يسمع، ولكن كونه يرفع صوته بحيث يشوش على الناس، فلا، وكما هو معلوم السماع يسمع ولو كان ما يوجد رفع شديد، يعني: الإنسان إذا قال كلمة، ورفع صوته بها قليلاً فإنك طبعاً تسمع منه ولو لم يكن هناك جهر، ثم أيضاً المطلوب هو عدم التشويش على الناس في الصلاة؛ لأنه لا يجهر بقراءة أو بغيرها، ولكن كونه يحصل أحياناً بعض الكلمات التي تظهر فهذا لا يؤثر، ولا يكون فيه تشويش، وليس معنى ذلك أن الإنسان يرفع صوته مثلما يرفع صوته إذا عطس وهو خارج الصلاة؛ يسمع الناس ليقولوا له: يرحمك الله.
حكم استعمال المحرم للصابون المعطر
السؤال: هل يجوز للمحرم أن يغتسل بالصابون المعطر؟الجواب: لا، لا يستعمل المحرم الصابون المطيب، ولا يستعمل الطيب لا في غسل، ولا أكل، ولا لبس، ولا أي شيء.
دعاء العاطس خارج الصلاة بدعاء رافع عند عطسه في الصلاة
السؤال: هل دعاء العاطس خارج الصلاة كذلك كما ورد في الحديث؟الجواب: نعم، يمكن الدعاء به، يمكن أن يقول: الحمد لله، أو الحمد لله رب العالمين، أو الحمد لله على كل حال، أو الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً، يعني: ورد صيغ متعددة.ولكن هل تبتدرها الملائكة كما في هذا الحديث؟الله تعالى أعلم.
تخصيص ابتدار الملائكة برفع الكلمة في حديث رافع بالصحابة
سؤال: هل الفضيلة المذكورة في حديث رافع خاصة بالصحابة، يعني: ابتدار الملائكة، ورفعه إلى السماء؟الجواب: الملائكة ترفع الأعمال الصالحة إلى الله عز وجل، فأي عمل من الأعمال الصالحة ترفعها إلى الله عز وجل، ولكن كونه يختص بالصحابة لا يوجد شيء يدل عليه، فهناك ملائكة يتعاقبون في الليل والنهار، ويصعد أناس وينزل أناس، والأعمال الصالحة ترفع.
أقرباء الميت الذين يسن تعزيتهم
السؤال: من هم أقرباء الميت الذين يسن عزاؤهم؟ فصلوا القول في ذلك، جزاكم الله خيراً.الجواب: كما هو معلوم التعزية لا تكون خاصة بأقرباء الميت، بل حتى في الناس الآخرين الذين يصيبهم حزن، ويحصل لهم أسى بفقده فإنهم يعزون به، ولو كانوا ليسوا أقرباء له، فليست القضية خاصة بالأقرباء. والأقرباء كما هو معلوم من يكون له قرابة به، سواء كانت القرابة قريبة أو بعيدة، فكلها يقال لها: قرابة، ولكن التعزية ليست مقيدة بقرابة، حتى الإنسان يبحث عن من يعزى ومن لا يعزى، أبداً، بل يعزى غير القريب.
صحة اشتراط سماع شاهدي العقد لرضا المرأة المعقود عليها
السؤال: هل يلزم شاهدي عقد النكاح أن يسمعا من المرأة المعقود عليها في موافقتها وقبولها على الزوج المعقود له؟الجواب: لا، أبداً، يعني: لا يلزم أن يشهدا على رضاها، بل يكفي إذا أخبر الولي بأنها راضية، طبعاً، العاقد هو الذي يتولى ذلك، فيقف على الرضا، ولا يلزم الشهود أن يكونوا على علم برضاها.وبعض المأذونين يتوسط في المسألة؛ لأنه أحياناً يوجد من لا يصدق، فالأولياء إذا كانوا مجهولين -أي: أمرهم يكون فيه خفاء- قد يكون إخبارهم غير صحيح، ولكن إذا كان الشخص معروفاً ومأموناً، وأخبر عنها الخبر، وأنها موافقة، وأنها راضية فلا يحتاج أن يذهب الشهود ليسمعوا رضاها.
الاغتسال للمني الخارج بعد الغسل من الجنابة
السؤال: ما حكم المني الخارج بعد الغسل؟ نرجو التفصيل.الجواب: الإنسان إذا اغتسل حصل منه إزالة الجنابة، وإذا ظهر منه شيء، أو تبين على ذكره شيء بعد ذلك لا يلزمه الغسل؛ لأن الغسل لهذه الشهوة التي حصلت من الجسد كله، ويعني: يأتي الماء على الجسد كله، لكن بعد الغسل، إذا تبين أن فيه شيئاً -يعني: في الذكر- أو رأى فيه بللاً، بسبب مني خرج لا يلزمه إعادة الاغتسال؛ لأن الاغتسال كان لهذه اللذة التي غمرت الجسد كله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 484.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 478.86 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (1.21%)]