حكم اللحية والغناء والتصوير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139941 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-04-2010, 12:48 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي حكم اللحية والغناء والتصوير

بسم الله الرحمن الرحيم


أولاً/حكم اللحية في الإسلام

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.
روى البخاريُّ ومسلمٌ في "صحِيحَيْهما"، وغيرُهما عن عبدِالله بنِ عُمرَ - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خالفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحَى، وأَحْفُوا الشَّوارب))، ولهما عنه أيضًا: ((أحْفُوا الشَّواربَ، وأعْفُوا اللِّحَى))، وفي رواية: ((انهكوا الشوارب، وأعْفُوا اللِّحى)).
واللحيةُ: اسمٌ للشعر النابت على الخدَّيْن والذَّقَن؛ قال ابنُ حجر: "وفِّروا - بتشديد الفاء -: من التوفير وهو الإبقاء؛ أي: اتركوها وافرة، وإعفاء اللحية تركُها على حالها".
ومخالفة المشركين يُفسِّرُه حديثُ أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((أنَّ أهل الشرك يُعفُون شواربَهم، ويُحْفُون لِحاهم، فخالفوهم، فأعفوا اللحى، وأحفوا الشوارب))؛ رواه البزَّار بسندٍ صحيح، ولمسلم عنه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خالفوا المجوسَ؛ لأنهم كانوا يُقصِّرون لِحَاهم، ويُطوِّلون الشوارب)).
قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية – رحمه الله -: "يَحرُم حلقُ اللحية"، وقال القرطبيُّ: "لا يجوز حلقُها، ولا نتفُها، ولا قصُّها"، وحكى ابنُ حزم: "الإجماع على أنَّ قصَّ الشارب وإعفاء اللحية فرضٌ"؛ واستدلَّ بحديث ابنِ عُمَرَ: ((خالفوا المشركين؛ أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى))، وبحديث زيدِ بنِ أرقمَ - المرفوع -: ((مَن لم يأخذْ شاربَه فليس منَّا))؛ صحَّحه الترمذي.
والله - تبارك وتعالى - جمَّل الرجال باللِّحَى، ويُروي من تسبيح الملائكة: "سبحان مَن زيَّن الرجال باللحى"، وقال - في "التمهيد" -: "ويَحرُمُ حلقُ اللحية، ولا يفعلُه إلاَّ المخنَّثون من الرجال[1]". اهـ.
فاللحية زينةُ الرجال، ومِن تمام الخلق، وبها ميَّز اللهُ الرجالَ من النساء، ومِن علامات الكمال، ونتفُها في أوَّل نباتها تشبُّهٌ بالمرأة، ومن المنكرات الكبار، وكذلك حلقُها، أو قصُّها، أو إزالتها بالنورة - من أشدِّ المنكرات، ومعصيةٌ ظاهرةٌ، ومخالفة لأمر رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – ووقوعٌ فيما نهى عنه؛ قال الإمام أبو شامة: "وقد حدث قوم يحلقون، وهو أشدُّ مما نُقِل عن المجوس من أنَّهم كانوا يَقصُّونها، وهذا في زمانه - رحمه الله - فكيف لو رأى كثرة من يفعله اليوم؟! أمرهم الله بالتأسي برسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخالفوه وعصَوْه، وتأسَّوا بالمجوس والكفرة، وأمرهم اللهُ بطاعة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَعْفُوا اللِّحى))، ((أَوْفُوا اللحى))، ((أَرْخُوا اللحى))، ((أَرْجُوا اللحى))، ((وفِّرُوا اللحى))، فعصَوه وعمَدُوا إلى لِحَاهم فحلقوها، وأمرهم بحلق الشوارب فأطالوها، فعكسوا القضيةَ وعصوا الله جهارًا بتشويه ما جمَّل الله به أشرفَ شيءٍ من ابن آدم وأجملَه؛ ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [فاطر: 8]، اللهم إنا نعوذ بك من عمى القلوب، ورين الذنوب، وخزي الدنيا وعذاب الآخرة".
وإعفاءُ اللحية من ملَّة إبراهيم الخليل التي لا يرغبُ عنها إلا مَن سَفِهَ نفسَه، ومِن سنَّة محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم – التي تَبْرَأُ ممن رغِبَ عنها بقوله: ((ومَن رغب عن سنَّتي فليس مني))؛ متفق عليه.
فالواجب على كلِّ مسلم أن يسمع ويطيع لأمر الله وأمر رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم – وأن يتَّبع ولا يبتدع، وألاَّ يكون من الذين قالوا: سمعنا وعصينا، إنَّ جمال الرجولة وكمالَها في إعفاء اللحية، والهيبة والوقار هما وشاح الملتحي، والحليق ليس له منهما نصيبٌ.
أيُّها المسلم، إنَّ اللِّحى جمالُ الرجال، وشعار المسلمين، وحلقُها شعار الكفار والمشركين، وتوفيرُها من سنن الأنبياء والمرسلين، وعبادِ الله الصالحين، وقد ميَّز الله بها بين الذكور والإناث، وأكرم بها الرجال، وقد نصَّ العلماء على أنَّ من جَنَى على لِحيَةِ أخيه فأزالها على وجهٍ لا يعود، فعليه الدِّيةُ كاملةً، ثم هو بعد ذلك يَجني على نفسه، ويُذهبُ جمالَ وجهه، وقد يكون إعفاءُ اللحية في هذا الوقت شاقًّا على كثير من الناس؛ لمخالفته عاداتِ المجتمع، وعلى الأخصِّ الزملاء والنظراء، ولكنَّ الأمرَ يسهُلُ إذا قورن بين مصلحة إعفائِها ومضرَّة حلقِها، ومجاملةُ المخلوقين في معصية الخالق استسلامٌ للهوى والنفس الأمَّارة بالسوء، وضعفٌ في الإيمان والعزيمة، وسوف يموتُ الإنسان فينفردُ في قبره بعمله ولا ينفعُهُ أحد، فكنْ - أخي المسلم - قدوةً حسنة لأبنائك وغيرِهم، وكنْ عبدًا لله، لا عبدًا للهوى، وقد يَظنُّ بعضُ الناس أن إعفاء اللحية وحلقَها من الأمور العاديَّة التي يتبع فيها عادات المجتمع والبيئة، التي يعيش الإنسان فيها، وليس الأمرُ كذلك؛ فأمر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم – للوجوب، ونهيه للتحريم.
وصفوةُ القول: أنَّ الوقوف عند حدِّ الأمر والنهي هو وصفُ المسلم المؤمنِ الراضي بأحكام الله، الراجي رحمتَه، الخائفِ من عذابه، أمَا يخشى حالقُ اللحية إذا سُئِل في قبره: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ ألاَ يعرفُ الجواب؟ أمَا يخاف أن يُطرد في القيامة عن حوض نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَا يخشى أن يُحرمَ من شفاعته؛ لأنه خالف سنته؟
أيها المسلم:
إنَّ توفيرَ اللحية وحرمةَ حلقها من دين الله وشرعه، الذي لم يَشرعْ لخلقه سواه، والعملُ على غير ذلك سَفَهٌ وضلالة، وفسقٌ وجهالة، وغفلةٌ عن هَدْي سيد المرسلين - صلَّى الله عليه وسلَّم.
على أن هناك فوائدَ صحيَّة في إعفاء اللحية؛ فإن هذا الشعر تجري فيه مُفرزَاتٌ دُهنِيَّة من الجسد يلين بها الجلد ويبقى مشرقًا نَضِرًا، تلوح عليه حيوية الحياة وطراوتها، وإشراقُها ونضرتُها، كالأرض الخضراء، وحلُق اللحية يُفوِّت هذه الوظائف الإفرازية على الوجه، فيبدو قاحلاً يابسًا، وفيها فائدةٌ صحية أخرى، وهي حماية لِثَةِ الأسنان من العوارض الطبيعية، فهي لها وقاءٌ منها كشعر الرأس للرأس، والإسلام يُريدُ أنْ يجعل لأتباعه كيانًا خاصًّا، وعلامة فارقةً تُميِّزهم عن سائر الناس، فلا يَذوبُون في غيرِهم؛ اضمحلالاً وتقليدًا وتبعيةً، فيكونوا: ((إمَّعَةً))، فكيف يَسوغُ لمسلم يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يخالفَ سنَّة نبيِّه، وهو يتلو ويسمعُ الأوامرَ والنواهي القرآنية والنبوية؟! وكيف يجترئُ المسلم على ارتكاب ما نهي عنه، وهو يقرأ ويسمعُ قولَ الله – تعالى -: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: 36]؟! فليس المؤمن مُخيَّرًا بين الفعل والترك: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63]، وفي إعفاء اللحية طاعةٌ لله، واقتداء بسُنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – ومخالفةٌ لهدي الكفار والمشركين والمجوس، وفي حقلها معصيةٌ لله، ومخالفةٌ لسنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – وتَشَبُّهٌ بالنساء، الملعون فاعلُه، وتشبُّهٌ بأعداء الله من الكفرة والمشركين، وقد نُهينا عن مشابهتهم، وأُمرْنا بمخالفتهم.
هذا؛ وقد اتَّفق العلماء من الصَّحابة والتابعين، والأئمة الأربعة وغيرهم، على وجوب توفير اللحية وحُرمة حلقِها؛ عملاً بأمر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم – وفعلِه، فكيف تطمئن نفس مسلم بمخالفة أمر الله ورسوله؟! وهو يزعُمُ أنه يؤمن بالله وأمره ونهيه، ووعده ووعيده، وثوابه وعقابه، ويؤمن بالبعث بعد الموت والجزاء والحساب، والجنة والنار، فالعجبُ كلُّ العجبِ ممن ينتسبُ إلى العلم والدِّين! كيف يخالف سنة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم – بحلق لحيته بلا مبالاة بما جاء عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – تقليدًا وتبعيةً لأهل الأهواء؟! أين الإسلام؟! وأين الإيمان؟! وأين الحياء؟! وأين العقول؟! وأين الخوف والرجاء؟! وأين المحبة لله ورسوله المقتضية للطاعة والاستسلام؟! وأين تحقيق "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بالمحبة وامتثال الأوامر واجتناب النواهي؟!
أيُّها المسلم، إن التأسِّي برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – هو الصراط المستقيم الذي سار عليه سلفنا الصالح وتمسَّك به المؤمنون، وإنْ خالفهم الأكثرون؛ ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-04-2010, 12:49 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم اللحية والغناء والتصوير

ثانياً/حكم الغناء في الإسلام
الحمد لله الذي أمرَنا بذكره وشكره، وحُسنِ عبادته وتلاوة كتابه الكريم، وتدبُّره والعمل بما فيه، ورتَّب على ذلك الأجرَ والثواب العظيم، وتكفيرَ السيئات، ومضاعفةَ الحسنات ورفعَ الدرجات، ونَهانا عن مجالس اللَّهو واللَّغو والغفلة؛ لأنها تُورثُ الحسرةَ والنَّدامة والعذابَ الأليم، وتصُدُّ عن الصراط المستقيم، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، الحقُّ المبين، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، الصادق الأمين، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعد:

فيا عبادَ الله، اتقوا اللهَ – تعالى - بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وتعرَّضوا لأسباب رضاه، وابتعدُوا عن حرماته ومعاصيه، وإنَّ من أعظم المصائب وأقبح المعايب ما انتشر بين الناس اليوم من آلات اللهو والطرب، واستماع الأغاني والمزامير، والرَّبَاب [آلة لهو، لها أوتار موسيقية] والأعواد، من الإذاعات والتلفزيون، والأسطوانات والبكمات، وغيرها، وإنَّ استعمال هذه الأشياء والاستماع إليها من المحرَّمات التي تصُدُّ عن ذكر الله وعن الصلاة، وتزرعُ النفاقَ في القلب، وتُذهبُ الغَيْرة من القلب، وتُذهبُ نورَ الإيمان، وتُقرِّبُ أهلَها من الشيطان، وتبعدهم عن الرحمن – عزَّ وجلَّ - وتبغِّضُ إليهم القرآن، وإن الغناء وآلاتِ اللَّهو من مصايد الشيطان ومكايده، التي كاد بها مَن قَلَّ نصيبُه من العلم والعقل والدين؛ فإنها تصدُّ القلوبَ عن القرآن وتجعلُها عاكفةً على الفسوق والعصيان، وإنَّ الغناء قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن، كاد به الشيطان النفوسَ المبطلة؛ مكرًا منه وغرورًا، وأوحَى إليها الشُّبَهَ الباطلة على حسنه، فقبلت وحيَه واتَّخذت لأجله القرآن مهجورًا، وقد نهى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – عن الغناء وسمَّاه: ((الصوت الأحمق والصوت الفاجر))، وأخبر أنه ملعونٌ في الدنيا والآخرة، وقَرَنَ تحريمَه بتحريم الزِّنا وشربِ الخمر ولبس الحرير - في حقِّ الرجال - فقال: ((ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحِلُّون الحِرَ والحريرَ والخمرَ والمعازف))؛ رواه البخاري، وليس على الناس أضرُّ من سماع آلات اللهو والغناء، ولا أفسدُ لعقولهم وقلوبهم، وأديانهم وأموالهم وحريمهم منه، وقد شاهد الناسُ أنه ما اعتاد الغناءَ صبِيٌّ إلاَّ فسد، ولا امرأةٌ إلاَّ بَغَتْ، ولا متدينًا عاقلاً إلاَّ نقص عقلُه وقلَّ حياؤه، وذهبتْ مروءتُه وضعُفَ دينه.

وإن الغناء من أعظم الأسباب لوقوع الفواحش والزنا، يكون الرجل أو المرأة في غاية الصيانة والعفة، حتى يحضر الغناء فتنحلَّ نفسُه، وتسهُلَ عليه الفاحشةُ، ويميلَ إليها، إنَّ الغناءَ يُفسد العقل، ويُنقص الحياء، ويَهدمُ المروءة؛ ولذلك يرقصُ أهلُه كما ترقصُ القرود، ويتمايلون كتمايل المجانين، ويصفِّقون كما تُصفِّق النساء، إن الغناء يسخط الله – تعالى- لأنَّه يصدُّ عن ذكره وطاعته، إن الغناء سببٌ لأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة؛ قال – تعالى -: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان: 6].

وفسَّر الصحابة لهو الحديث بالغناء؛ وقال – تعالى - مخاطبًا إبليسَ: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾ [الإسراء: 64]؛ قال المفسرون: صوتُ الشيطان: الغناء والمزامير.

وقد مدح الله المؤمنين، وأثنى عليهم في إعراضهم عن اللَّغو - ومنه الغناء - وأنهم يُكرمُون أنفسَهم ويُنَزِّهونها عن سماعه؛ قال – تعالى -: ﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 1 – 3]، وقال – تعالى -: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ [القصص: 55]، ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72]، وعنه - صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: ((إنما نُهيتُ عن صوتين أحمقين فاجرين: صوتٌ عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوتٌ عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة الشيطان...))[1]؛ رواه الترمذي وحسَّنه، فسمَّى الغناء صوتًا أحمقَ، ولم يقتصرْ على ذلك حتى وصفه بالفجور، ولم يقتصرْ على ذلك حتى سمَّاه مزاميرَ الشيطان، فكيف يستَحِلُّ المسلم إباحةَ ما نهى عنه رسولُ الله - صلَّى
الله عليه وسلَّم - وسمَّاه صوتًا أحمقَ فاجرًا ومزامير شيطان، وجَعَلَه والنِّياحةَ - التي لُعنَ فاعلُها - أخوين، وأخرج النهيَ عنهما مخرجًا واحدًا، ووصفه بالحمق وصفًا واحدًا؟! وعنه - صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: ((إنَّ الله بعثني هدىً ورحمةً للعالمين، وأمرني أن أمْحَقَ المزاميرَ والمعازفَ والأوثانَ التي تُعبد في الجاهلية))[1]، ومن المُجْمع عليه أن المغني من الرجال يُطلق عليه اسم (المخَنَّث)، وكفى به خزيًا وعارًا أن يقال: إنه مُخَنَّث[2]، وقد قال بعضُ أمراءِ بني أمية: "يا بني أمية، إياكم والغناءَ؛ فإنه يُنقص الحياء، ويهدم المروءة، ويزيد في الشهوة، وإنه لَيَنُوبُ عن الخمر، ويفعل ما يفعل السُّكْر، فإنْ كنتم لابُدَّ فاعلين، فجنِّبوه النساء؛ فإنَّ الغناء داعيةُ الزنا[3]"
ولا ريبَ أنَّ كلَّ غيورٍ يجنِّبُ أهلَه سماع الغناء كما يجنبهن أسباب الريب؛ فإن المرأة سريعة الانفعال إلى الصوت جدًّا، فإذا كان الصوت بالغناء صار انفعالها من جهتين: من جهة الصوت، ومن جهة معناه؛ فكم من حرة صارت بالغناء من البغايا! وكم من حر أصبح به عبدًا للصبيان والصبايا! وكم من غيور تبدل به اسمًا قبيحًا بين البرايا! فاتقوا الله - عبادَ الله - ونزِّهوا أنفسكم وأكرموها عن هذه الفتن القبيحات، وصونوا ألسنتَكم وأسماعَكم وأبصارَكم عن هذه المحرمات، وجنِّبُوها أولادَكم ونساءَكم؛ فإنهم أماناتٌ عندكم، فاحذروا خيانتها؛ قال – تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ﴾ [التَّحريم: 6]؛ وذلك بطاعة الله وتقواه، وامتثال ما أمر، واجتناب ما نهى، وبتعليم الأهل والأولاد، وتربيتهم وتنشئتهم على الخير في القول والعمل والاعتقاد، والحب والبغض، والفعل والترك؛ فإنكم مسؤولون عنهم أمام الله؛ ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتَّه))[4] ولا تطيعوهم في معصية الله، ألاَ هلكت الرجال حين أطاعوا النساء في معصية الله؟!
قال الله – تعالى -: ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التغابن: 14]، إن الغناء بريدُ الزنا، ووسيلة إليه، والجنة حرام على الدَّيُّوث الذي يُقِرُّ السوء في أهله ويسكت؛ ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ [النساء: 34]، إنه لا يجتمع حبُّ القرآن وحبُّ الغناء في قلب إنسان أبدًا؛ إن الغناء يُفسدُ قلوبَ المفتونين به ويفسد أخلاقَهم ودينهم ودنياهم، ولا سيما النساء والأولاد؛ إنهم إذا نشِّئوا عليه أَلِفُوه وأحبوه، وعكفوا عليه ولازموه واشتغلوا به عن طاعة الله وذكره.
إن تأثير الغناء في القلوب والإيمان كتأثير السُّمِّ في الأبدان، أيُّها المسلمون، اشغلوا عقولَكم وألسنتَكم، وأسماعكم وأبصاركم فيما خُلقت له، في التفكُّر في خلق الله، اشغلوها بذكر الله؛ فبذكر الله تطمئنُّ القلوب، اشغلوها بالتسبيح، والتهليل، والاستغفار في الليل والنهار والسرِّ والجهار، إنَّ هذه الحواسَّ مسؤولة عن عملها ووظيفتها، ومعذَّبةٌ على غفلتها ومعصيتها؛ ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36]، إن هذه الجوارح والحواسَّ سوف تشهد على أهلها يوم القيامة؛ ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور: 24]، ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يس: 65].
فاتَّقوا الله - عباد الله - وحاسبوا أنفسكم قبل يوم الحساب، واعتبروا بعاقبة العاصين من الأولين والآخرين، فالسعيد من وُعِظ بغيره، ولا تتركوا الحقَّ لقلة السالكين، ولا تغترُّوا بالباطل لكثرة الهالكين؛ ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 116]، ولا تكونوا إمَّعة؛ تقولون: إنْ أحسن الناس أحسنَّا، وإنْ ظلموا ظلمْنَا، وإن أطاعوا أطعنا، وإنْ عصوا عَصَيْنَا، بل وطِّنُوا أنفسَكم على حبِّ الخير والعمل به، إنْ أحسن الناس فأحسِنُوا، وإنْ ظلموا فلا تظلموا؛ فإنَّ كلَّ عاملٍ سيلقى عمله ويُجزى به، وكلَّ زارع سيحصد ما زرع؛ ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمُ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33]، واحمدوا ربَّكم الذي عافاكم مما ابتَلَى به كثيرًا من الناس وفضَّلكم على كثير ممن خلق تفضيلاً، وسَلُوا ربَّكم الاستقامةَ على دينه والثبات عليه حتى تموتوا؛ ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ [التَّحريم: 8].
أعانني اللهُ وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وثبَّتَنا على دينه وطاعته، وأعاذنا من مضلاَّت الهوى والفتن، ما ظهر منها وما بطن، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف:96 – 99]، ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 45 – 47].
وإليكم هذه المسائلَ مما ذكره العلماء مما يتعلَّق بتحريم الغناء؛ انظر: "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/224- 268).
قال العلماء – رحمهم الله – كما في: "فصل الخطاب في الرد على أبي تراب" للشيخ حمود التويجري:
1- لا يجوز التداوي بسماع آلات اللهو والغناء والطرب.
2- وإذا كانت الأغاني محرَّمة، فيحرُمُ تسجيلها وبيعها وشراؤها وثمنها؛ لأن الله إذا حرَّم شيئًا حرَّم ثمنه، وفي الحلال كفاية عن الحرام.
3- لا يجوز الاستئجار على الزمر والغناء والضرب بالعود، وغيره من آلات اللهو والطرب.
4- لا ضمانَ في إتلاف آلات اللهو.
5- ولا يجوز حضور الوليمة إذا كان فيه غناء أو شيءٌ من آلات اللهو.
6- ولا قطع على سارق آلات اللهو.
7- ولا تقبل شهادة المغني والرقَّاص وصانع آلات اللهو، متخذها والمتظاهر بسماع الغناء وآلات اللهو، كل هؤلاء محكوم بفسقهم وعدم قبول شهادتهم[5].

[1]- رواه أحمد.

[2]- والمخنث هو المتشبه بالنساء، وانظر: "الإعلام بأن الغناء والعزف حرام": لأبي بكر الجزائري، ص23.

[3]- رواه ابن أبي الدنيا.

[4]- متفق عليه.

[5]- انظر: "فصل الخطاب في الرد على أبي تراب": للشيخ/ حمود بن عبدالله التويجري (ص105- 126).



[1]
- رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-04-2010, 12:54 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم اللحية والغناء والتصوير

بيان ما في الغناء والمعازف من أنواع المضرات والمفاسد
1- الغناء يُنبِتُ النفاق في القلب.
2- محبة الغناء والمعازف تطرد محبة القرآن من القلب.
3- الغناء والمعازف مسخطةٌ للرب - تبارك وتعالى.
4- الغناء والمعازف ينافي الشكر.
5- الغناء والمعازف سبب العقوبات في الدنيا والآخرة.
6- الغناء واستعمال المعازف مجلبة للشياطين ومطردة للملائكة.
7- الغناء رُقْيَةُ الزنا.
8- الغناء واستعمال المعازف يُغيِّر العقل وينقص الحياء ويهدم المروءة.
9- الغناء واستعمال المعازف ينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السُّكْر.
10- الغناء وآلات اللهو تصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
وعلى مَن كان يسجِّل الأغاني ويبيعها أن يتوب إلى الله من ذلك، وأن يُسجِّل ما هو حلال ونافع ومفيد؛ كالقرآن الكريم، والمحاضرات، والندوات، والخطب، والأناشيد؛ حتى يأكل حلالاً ويساهمَ في بناء المجتمع، وعلى مَن كان يستمع الأغاني ويشتريها أن يتوب إلى الله – تعالى - وأن يشتري لأسرته ولنفسه الأشياء النافعة المفيدة المتقدمة[1] "، وبالله التوفيق.

حكم التصوير
قال النَّووي في: "رياض الصالحين": "بابُ تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب، أو درهم أو دينار أو مخدَّة، أو وِسادة أو غير ذلك، وتحريمُ اتِّخاذ الصورة في حائط أو ستر، أو عِمامة أو ثوب ونحوها، والأمر بإتلاف الصورة".
عن ابن عمر – رضي الله عنهما –: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((إنَّ الذين يصنعون هذه الصور يُعذَّبون يوم القيامة، يقال لهم: أَّحْيُوا ما خلقتم))؛ متَّفق عليه.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((كلُّ مصوِّرٍ في النار، يُجعل له بكل صورة صوَّرها نفسٌ يُعذَّب بها في جَهنَّم)).
قال ابنُ عبَّاس: ((فإنْ كنتَ لابدَّ فاعلاً فاصنع الشجر وما لا روحَ فيه))؛ متفق عليه.
وعنه قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن صوَّر صورةً في الدنيا كُلِّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ))؛ متفق عليه.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه – قال: سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إن أشدَّ الناس عذابًا يوم القيامة المصورون))؛ متفق عليه.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله - تعالى -: ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فلْيخلُقوا ذرةً، أو ليخلقوا حبَّةً، أو ليخلقوا شعيرة))؛ متفق عليه.
وعن أبي طلحة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورة))؛ متفق عليه.
وعن أبي التياح حيان بن حصين قال: قال لي عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ((ألا أبعثُكَ على ما بعثني عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ألاَّ تَدَعَ صورةً إلا طمسْتَها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سوَّيْتَه))؛ رواه مسلم[2].
وقال الشيخ محمدُ بنُ عبد الوهاب في: "كتاب التوحيد" بعد أن ذكر الأحاديث المتقدمة:
"فيه مسائل:
الأُولى: التغليظ الشديد في المصوِّرين.
الثانية: التنبيه على العلة وهي ترك الأدب مع الله؛ لقوله: ((ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)).
الثالثة: التنبيه على قدرته وعجزهم؛ لقوله: ((فلْيخْلُقوا ذرة أو حبة أو شعيرة)).
الرابعة: التصريح بأنهم أشدُّ الناس عذابًا.
الخامسة: أن الله يخلق بعدد كلِّ صورة نفسًا يُعذِّب بها المصوِّرَ في جهنم.
السادسة: أنه يُكَلَّف أن يَنفخَ فيها الروح.
السابعة: الأمر بطمسها إذا وجدت". اهـ.
فالمصوِّر لما صوَّر الصورة على شكل ما خلقه الله – تعالى - من إنسان وبهيمة، صار مُضَاهِيًا لخلق الله، فصار ما صوَّره عذابًا له يوم القيامة وكُلِّف أن يَنفُخَ فيها الروح، وليس بنافخ، فكان أشدَّ الناس عذابًا؛ لأنَّ ذنبه من أكبر الذنوب[3].
وقال الذهبيُّ في: "الكبائر": "الكبيرة الثامنة والأربعون: التصوير في الثياب والحيطان، والحجر والدراهم وسائر الأشياء، سواء كانت من شمع أو عجين، أو حديد أو نحاس، أو صوف أو غير ذلك، والأمر بإتلافها؛ قال - تعالى -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [الأحزاب: 57].
قال عكرمة: "هم الذين يصنعون الصور"، ثم ذكر نحو ما تقدَّم من الأحاديث... إلى أن قال: "وأما الصُّور فهي كلُّ مصوَّر من ذوات الأرواح، سواءٌ كانت لها أشخاصٌ منتصبةٌ، لو كانت منقوشةً في سقفٍ أو جدار، أو موضوعةً في نمط، أو منسوجة في ثوب، أو ما كان؛ فإن قضية العموم تأتي عليه فلْيتَجَنَّب، ويجبُ إتلاف الصور لمن قَدَرَ على إتلافها أو إزالتها[4]". اهـ.
وقال النَّووي في: "شرح صحيح مسلم": باب تحريم تصوير صورة الحيوان، وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه، وإن الملائكة - عليهم السلام – لا يدخلون بيتًا فيه صورة أو كلب.
"قال أصحابنا وغيرُهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرامٌ شديدُ التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه مُتَوَعَّد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواءٌ صنعه بما يُمْتَهن أو بغيره، فصنعتُهُ حرام بكلِّ حال؛ لأنَّ فيه مضاهاةً لخلق الله - تعالى - وسواء ما كان في ثوب أو بساط، أو درهم أو دينار، أو فلس أو إناء، أو حائط أو غيرها.
وأما تصويرُ صورةِ الشجر ورحال الإبل، وغير ذلك مما ليس فيه صورةُ حيوان - فليس بحرام، هذا حكم نفس التصوير، وأما اتخاذ المصوَّر فيه صورة حيوان، فإنْ كان مُعلَّقًا على حائط، أو ثوبٍ ملبوس، أو عمامة، ونحو ذلك مما لا يُعدُّ مُمْتَهَنًا - فهو حرام.
وإن كان في بساط يُداس، ومخدة أو وسادة ونحوها مما يمتهن، فليس بحرام"... إلى أن قال: "ولا فرقَ في هذا كلِّه بين ما له ظِلٌّ وما لا ظلَّ له، هذا تلخيصُ مذهبِنا في المسألة، وبمعناه قال جماهير العلماء مِن الصحابة والتابعين ومَن بَعدَهم، وهو مذهب الثوري ومالك وأبي حنيفة وغيرهم[5]".
وقال بعضُ السلف: "إنما يُنهى عما كان له ظلٌّ، ولا بأسَ بالصور التي ليس لها ظلٌّ، وهذا مذهبٌ باطل؛ فإنَّ الستر الذي أنكر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الصورةَ فيه لا يَشكُّ أحدٌ أنه مذموم، وليس لصورته ظلٌّ، مع باقي الأحاديث المطلقة في كلِّ صورة[6]".
وقد ألَّف الشيخ/ حمُّود بن عبدالله التويجري في هذا الموضوع كتابًا سمَّاه: "إعلان النكير على المفتونين بالتصوير"، قدَّم له الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وأيَّد ما فيه، ونَصَحَ بقراءته والعمل به، وإليك - أيُّها القارئ - بعضَ عناوين الكتاب:
1- بدء الشرك في بني آدم كان بسبب الصور كما حصل لقوم نوح.
2- غالب كفر الأمم كان من جهة الصور.
3- الصور داخلة في مسمَّى الأصنام.
4- تحريم بيع الصور وثمنها؛ لأن الله إذا حرَّم شيئًا حرَّم ثمنه.
5- التصوير من الكبائر.
6- لا فرقَ في التصوير بين ما له ظِلٌّ وما لا ظلَّ له.
7- لا تُقبلُ شهادة المصور.
8- التصوير من أظلم الظلم.
9- مُتَّخذُ الصور أَولى بالوعيد من صانعها.
10- الصور لها تأثير في القلوب.
11- لعْنُ المصوِّرين.
12- المصوِّرون شرار الخلق عند الله.
13- متخذ الصورة شريكٌ لصانعها في الوزر واللعنة.
14- التسوية بين الصور المجسَّدة وغير المجسدة في الإنكار والتغيير.
15- يجب طمس الرأس المصور وحده؛ لأن تصوير الرأس هو أعظم مقصود بالنهي.
16- يجب طمس الوجه المصور وحده؛ لأنه يسمى صورة شرعًا ولغةً، ويحرم تصويره". اهـ. وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز في: "الجواب المفيد في حكم التصوير": "جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصحاح والمسانيد والسنن دالةً على تحريم تصوير كلِّ ذي روح، آدميًّا كان أو غيرَه، وهتْكِ الستور التي فيها الصور، والأمرِ بطمس الصور، ولعْنِ المصورين، وبيانِ أنهم أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة"، ثم ذكر جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب ثم قال:
"وهذه الأحاديث وما جاء في معناها دالَّةٌ دلالةً ظاهرة على تحريم التصوير لكلِّ ذي روح، وإن ذلك من كبائر الذنوب المتوعَّد عليها بالنار، وهي عامة لأنواع التصوير، سواءٌ كان للصورة ظلٌّ أم لا، وسواء كان التصوير في حائط أم ستر أم غيره، بل لَعَنَ المصوِّر وأخبَرَ أنَّ المصوِّرين أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة، وأنَّ كلَّ مصوِّرٍ في النار، وأطلق ذلك ولم يستثنِ شيئًا"... إلى أن قال: "وبذلك يتبيَّن لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخلٌ في التحريم والمنع؛ لأنَّ الأحاديث الصحيحة المتقدمة تَعمُّهُ، وليس لأحد أن يستثني من عمومها إلا ما استثناه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم"... إلى أن قال:
"وبما ذكرناه في هذا الجواب يتبيَّن لمريد الحقِّ أنَّ توسُّع الناس في تصوير ذوات الأرواح في الكتب والمجلات، والجرائد والرسائل خطأٌ بيِّن، ومعصيةٌ ظاهرة يجب على مَن نصح نفسَه الحذرُ منها، وتحذير إخوانه من ذلك، بعد التوبة النَّصوح مما قد سلف، ويتبين له أيضًا مما سلف من الأدلة أنه لا يجوز بقاءُ هذه التصاوير المشار إليها على حالها، بل يجب قطع رأسِها أو طمسُها، ما لم تكن في بساط ونحوه مما يُداس ويُمتهن؛ فإنه لا بأسَ بتركها على حالها". اهـ.
وقال ابن حجر الهيتمي: "الكبيرة الثامنة والستون بعد المائتين: تصوير ذي روح على أيِّ شيء كان، من معظَّم أو مُمْتَهن، بأرضٍ أو غيرها، ولو صورةً لا نظيرَ لها؛ كفرس لها أجنحة"... ثم ذكر الأدلة الواردة في تحريم التصوير، ثم قال: "(تنبيه): عَدُّ ما ذُكِر كبيرةً هو صريحُ هذه الأحاديث الصحيحة، ومن ثَمَّ جزم به جماعةٌ، وهو ظاهر، وجرى عليه في شرح مسلم، وتعميمي في الترجمة الحرمةَ، بل والكبيرةَ لتلك الأقسام التي أشرتُ إليها - ظاهر أيضًا؛ فإن الملحظ في الكل واحد"... إلى أن قال: "والمراد بالصورة: كلُّ مصوَّر من ذوات الأرواح، سواء كانت أشخاصًا منتصبة، أو كانت منقوشةً في سقف أو جدار، أو منسوجةً في ثوب أو غير ذلك" . اهـ.[7]
خلاصة: التصوير ينقسم إلى أقسام:
1- جائز عند الجمهور كالشجر وما لا روحَ فيه.
2- الصور والتماثيل المجسَّمة، وذلك محرَّم بالإجماع.
3- ما لا ظِلَّ له وليس بجسم كالتصوير بالكمرة ونحو ذلك، وهذا محرَّم[8].
4- يرى البعضُ التَّسامحَ فيما عمَّت به البلوى: من إثبات الشخصيات؛ كصور حفائظ النفوس والجوازات، والجنسية وحفظ الأمن والحقوق، وذلك بمقدار ما يفي بالغرض للضرورة[9].
وأما التصوير في الحفلات والرحلات وللذكريات، فهو من المحرَّمات المتوعَّد عليها بالوعيد الشديد لِمَا تقدَّم في أوَّل البحث من الأحاديث.
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
والله أعلم، وصلَّى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

مَن تَرَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه
"ما حرَّم الله على عباده شيئًا إلا عوَّضهم خيرًا منه، كما حرَّم الاستقسام بالأزلام وعوَّضهم عنه الاستخارة، وحرَّم الربا وعوَّضهم عنه التجارة الرابحة، وحرَّم القِمَار وأعاضهم عنه المسابقة، وحرَّم عليهم الحرير وعوضهم عنه أنواع الملابس الفاخرة، وحرَّم الزنا واللواط وأعاضهم عنها بالنكاح والتسري بالنساء الحسان، وحرَّم آلات اللهو وعوَّضهم عنها سماع القرآن، وحرم عليهم شرب الخمر وأعاضهم عنه الأشربة اللذيذة المتنوعة، وحرَّم عليهم الخبائث من المطاعم وغيرها وعوَّضهم عنها الطيبات، فمَن تلمَّح هذا وتأمَّله هان عليه تركُ الهوى المردِي واعتاض عنه بالنافع المُجدي، وعَرَفَ حكمةَ الله ورحمته في الأمر والنهي". اهـ، من: "روضة المُحبِّين" لابن القيم[10]، "وهذه القاعدة وردتْ في القرآن في مواضعَ كثيرةٍ، منها: ما ذكره الله عن المهاجرين الأوَّلين، الذين هجروا أوطانَهم وأموالَهم وأحبابَهم لله، فعوَّضهم الله الرزقَ الواسع في الدنيا والعزَّ والتمكين، وإبراهيم الخليل - عليه السلام - لما اعتزل قومَه وأباه، وما يدعون مِن دون الله، وهَبَ له إسحاقَ ويعقوب والذريةَ الصالحين، ويوسفُ – عليه السلام – لما امتنعَ خوفًا من الله عن الوقوع مع امرأة العزيز، مع ما كانت تُمنِّيه به من الحُظوَة وقوة النفوذ في قصر العزيز ورياسته، وصبر على السجن وأحبَّه وطلبه؛ ليبعدَ عن دائرة الفساد والفتنة - عوَّضه الله أنْ مكَّن له في الأرض يتبوَّءُ منها حيث يشاء، ويستمتعُ بما يشاء مما أحلَّ الله له من الأموال والنساء والسلطان، وأهلُ الكهف لما اعتزلوا قومَهم وما يعبدون من دون الله، نَشَرَ لهم من رحمته وهيَّأ لهم أسبابَ المرافق والراحة، وجعَلَهم سببًا لهداية الضَّالِّين، ومريمُ ابنةُ عمران لما أحصنتْ فرجَها أكرَمَها الله ونَفَخ فيه من روحه، وجعلها وابنَها آيةً للعالمين". انتهى، من: "القواعد الحسان في تفسير القرآن": للشيخ/ عبدالرحمن السعدي، (ص198).
وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم.


[1]- انظر: "فصل الخطاب في الرَّدِّ على أبي تراب" للشيخ/ حمُّود بن عبدالله التِّويجْري (ص105- 126).
[2]- انظر: "رياض الصالحين" (ص698- 700).
[3]- انظر: "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" (ص438، 444).
[4]- انظر كتاب: "الكبائر" للذهبي (ص176- 178).
[5]- انظر صحيح مسلم بشرح النووي (14/81).
[6]- المصدر السابق (ص82).
[7]- "الزواجر عن اقتراف الكبائر"، (2/25- 27).
[8]- عند جمهور العلماء لعموم الأدلة الصحيحة الصريحة الثابتة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
[9]- "مقرر التوحيد للصف الثالث المتوسط"، (ص71).
[10]- "روضة المحبين"، ص9، لابن القيم.


من جهازي إليكم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16-04-2010, 12:54 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم اللحية والغناء والتصوير

بيان ما في الغناء والمعازف من أنواع المضرات والمفاسد
1- الغناء يُنبِتُ النفاق في القلب.
2- محبة الغناء والمعازف تطرد محبة القرآن من القلب.
3- الغناء والمعازف مسخطةٌ للرب - تبارك وتعالى.
4- الغناء والمعازف ينافي الشكر.
5- الغناء والمعازف سبب العقوبات في الدنيا والآخرة.
6- الغناء واستعمال المعازف مجلبة للشياطين ومطردة للملائكة.
7- الغناء رُقْيَةُ الزنا.
8- الغناء واستعمال المعازف يُغيِّر العقل وينقص الحياء ويهدم المروءة.
9- الغناء واستعمال المعازف ينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السُّكْر.
10- الغناء وآلات اللهو تصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
وعلى مَن كان يسجِّل الأغاني ويبيعها أن يتوب إلى الله من ذلك، وأن يُسجِّل ما هو حلال ونافع ومفيد؛ كالقرآن الكريم، والمحاضرات، والندوات، والخطب، والأناشيد؛ حتى يأكل حلالاً ويساهمَ في بناء المجتمع، وعلى مَن كان يستمع الأغاني ويشتريها أن يتوب إلى الله – تعالى - وأن يشتري لأسرته ولنفسه الأشياء النافعة المفيدة المتقدمة[1] "، وبالله التوفيق.

حكم التصوير
قال النَّووي في: "رياض الصالحين": "بابُ تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب، أو درهم أو دينار أو مخدَّة، أو وِسادة أو غير ذلك، وتحريمُ اتِّخاذ الصورة في حائط أو ستر، أو عِمامة أو ثوب ونحوها، والأمر بإتلاف الصورة".
عن ابن عمر – رضي الله عنهما –: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((إنَّ الذين يصنعون هذه الصور يُعذَّبون يوم القيامة، يقال لهم: أَّحْيُوا ما خلقتم))؛ متَّفق عليه.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((كلُّ مصوِّرٍ في النار، يُجعل له بكل صورة صوَّرها نفسٌ يُعذَّب بها في جَهنَّم)).
قال ابنُ عبَّاس: ((فإنْ كنتَ لابدَّ فاعلاً فاصنع الشجر وما لا روحَ فيه))؛ متفق عليه.
وعنه قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن صوَّر صورةً في الدنيا كُلِّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ))؛ متفق عليه.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه – قال: سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إن أشدَّ الناس عذابًا يوم القيامة المصورون))؛ متفق عليه.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قال الله - تعالى -: ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فلْيخلُقوا ذرةً، أو ليخلقوا حبَّةً، أو ليخلقوا شعيرة))؛ متفق عليه.
وعن أبي طلحة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورة))؛ متفق عليه.
وعن أبي التياح حيان بن حصين قال: قال لي عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ((ألا أبعثُكَ على ما بعثني عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ألاَّ تَدَعَ صورةً إلا طمسْتَها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سوَّيْتَه))؛ رواه مسلم[2].
وقال الشيخ محمدُ بنُ عبد الوهاب في: "كتاب التوحيد" بعد أن ذكر الأحاديث المتقدمة:
"فيه مسائل:
الأُولى: التغليظ الشديد في المصوِّرين.
الثانية: التنبيه على العلة وهي ترك الأدب مع الله؛ لقوله: ((ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)).
الثالثة: التنبيه على قدرته وعجزهم؛ لقوله: ((فلْيخْلُقوا ذرة أو حبة أو شعيرة)).
الرابعة: التصريح بأنهم أشدُّ الناس عذابًا.
الخامسة: أن الله يخلق بعدد كلِّ صورة نفسًا يُعذِّب بها المصوِّرَ في جهنم.
السادسة: أنه يُكَلَّف أن يَنفخَ فيها الروح.
السابعة: الأمر بطمسها إذا وجدت". اهـ.
فالمصوِّر لما صوَّر الصورة على شكل ما خلقه الله – تعالى - من إنسان وبهيمة، صار مُضَاهِيًا لخلق الله، فصار ما صوَّره عذابًا له يوم القيامة وكُلِّف أن يَنفُخَ فيها الروح، وليس بنافخ، فكان أشدَّ الناس عذابًا؛ لأنَّ ذنبه من أكبر الذنوب[3].
وقال الذهبيُّ في: "الكبائر": "الكبيرة الثامنة والأربعون: التصوير في الثياب والحيطان، والحجر والدراهم وسائر الأشياء، سواء كانت من شمع أو عجين، أو حديد أو نحاس، أو صوف أو غير ذلك، والأمر بإتلافها؛ قال - تعالى -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [الأحزاب: 57].
قال عكرمة: "هم الذين يصنعون الصور"، ثم ذكر نحو ما تقدَّم من الأحاديث... إلى أن قال: "وأما الصُّور فهي كلُّ مصوَّر من ذوات الأرواح، سواءٌ كانت لها أشخاصٌ منتصبةٌ، لو كانت منقوشةً في سقفٍ أو جدار، أو موضوعةً في نمط، أو منسوجة في ثوب، أو ما كان؛ فإن قضية العموم تأتي عليه فلْيتَجَنَّب، ويجبُ إتلاف الصور لمن قَدَرَ على إتلافها أو إزالتها[4]". اهـ.
وقال النَّووي في: "شرح صحيح مسلم": باب تحريم تصوير صورة الحيوان، وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه، وإن الملائكة - عليهم السلام – لا يدخلون بيتًا فيه صورة أو كلب.
"قال أصحابنا وغيرُهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرامٌ شديدُ التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه مُتَوَعَّد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواءٌ صنعه بما يُمْتَهن أو بغيره، فصنعتُهُ حرام بكلِّ حال؛ لأنَّ فيه مضاهاةً لخلق الله - تعالى - وسواء ما كان في ثوب أو بساط، أو درهم أو دينار، أو فلس أو إناء، أو حائط أو غيرها.
وأما تصويرُ صورةِ الشجر ورحال الإبل، وغير ذلك مما ليس فيه صورةُ حيوان - فليس بحرام، هذا حكم نفس التصوير، وأما اتخاذ المصوَّر فيه صورة حيوان، فإنْ كان مُعلَّقًا على حائط، أو ثوبٍ ملبوس، أو عمامة، ونحو ذلك مما لا يُعدُّ مُمْتَهَنًا - فهو حرام.
وإن كان في بساط يُداس، ومخدة أو وسادة ونحوها مما يمتهن، فليس بحرام"... إلى أن قال: "ولا فرقَ في هذا كلِّه بين ما له ظِلٌّ وما لا ظلَّ له، هذا تلخيصُ مذهبِنا في المسألة، وبمعناه قال جماهير العلماء مِن الصحابة والتابعين ومَن بَعدَهم، وهو مذهب الثوري ومالك وأبي حنيفة وغيرهم[5]".
وقال بعضُ السلف: "إنما يُنهى عما كان له ظلٌّ، ولا بأسَ بالصور التي ليس لها ظلٌّ، وهذا مذهبٌ باطل؛ فإنَّ الستر الذي أنكر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الصورةَ فيه لا يَشكُّ أحدٌ أنه مذموم، وليس لصورته ظلٌّ، مع باقي الأحاديث المطلقة في كلِّ صورة[6]".
وقد ألَّف الشيخ/ حمُّود بن عبدالله التويجري في هذا الموضوع كتابًا سمَّاه: "إعلان النكير على المفتونين بالتصوير"، قدَّم له الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وأيَّد ما فيه، ونَصَحَ بقراءته والعمل به، وإليك - أيُّها القارئ - بعضَ عناوين الكتاب:
1- بدء الشرك في بني آدم كان بسبب الصور كما حصل لقوم نوح.
2- غالب كفر الأمم كان من جهة الصور.
3- الصور داخلة في مسمَّى الأصنام.
4- تحريم بيع الصور وثمنها؛ لأن الله إذا حرَّم شيئًا حرَّم ثمنه.
5- التصوير من الكبائر.
6- لا فرقَ في التصوير بين ما له ظِلٌّ وما لا ظلَّ له.
7- لا تُقبلُ شهادة المصور.
8- التصوير من أظلم الظلم.
9- مُتَّخذُ الصور أَولى بالوعيد من صانعها.
10- الصور لها تأثير في القلوب.
11- لعْنُ المصوِّرين.
12- المصوِّرون شرار الخلق عند الله.
13- متخذ الصورة شريكٌ لصانعها في الوزر واللعنة.
14- التسوية بين الصور المجسَّدة وغير المجسدة في الإنكار والتغيير.
15- يجب طمس الرأس المصور وحده؛ لأن تصوير الرأس هو أعظم مقصود بالنهي.
16- يجب طمس الوجه المصور وحده؛ لأنه يسمى صورة شرعًا ولغةً، ويحرم تصويره". اهـ. وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز في: "الجواب المفيد في حكم التصوير": "جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصحاح والمسانيد والسنن دالةً على تحريم تصوير كلِّ ذي روح، آدميًّا كان أو غيرَه، وهتْكِ الستور التي فيها الصور، والأمرِ بطمس الصور، ولعْنِ المصورين، وبيانِ أنهم أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة"، ثم ذكر جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب ثم قال:
"وهذه الأحاديث وما جاء في معناها دالَّةٌ دلالةً ظاهرة على تحريم التصوير لكلِّ ذي روح، وإن ذلك من كبائر الذنوب المتوعَّد عليها بالنار، وهي عامة لأنواع التصوير، سواءٌ كان للصورة ظلٌّ أم لا، وسواء كان التصوير في حائط أم ستر أم غيره، بل لَعَنَ المصوِّر وأخبَرَ أنَّ المصوِّرين أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة، وأنَّ كلَّ مصوِّرٍ في النار، وأطلق ذلك ولم يستثنِ شيئًا"... إلى أن قال: "وبذلك يتبيَّن لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخلٌ في التحريم والمنع؛ لأنَّ الأحاديث الصحيحة المتقدمة تَعمُّهُ، وليس لأحد أن يستثني من عمومها إلا ما استثناه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم"... إلى أن قال:
"وبما ذكرناه في هذا الجواب يتبيَّن لمريد الحقِّ أنَّ توسُّع الناس في تصوير ذوات الأرواح في الكتب والمجلات، والجرائد والرسائل خطأٌ بيِّن، ومعصيةٌ ظاهرة يجب على مَن نصح نفسَه الحذرُ منها، وتحذير إخوانه من ذلك، بعد التوبة النَّصوح مما قد سلف، ويتبين له أيضًا مما سلف من الأدلة أنه لا يجوز بقاءُ هذه التصاوير المشار إليها على حالها، بل يجب قطع رأسِها أو طمسُها، ما لم تكن في بساط ونحوه مما يُداس ويُمتهن؛ فإنه لا بأسَ بتركها على حالها". اهـ.
وقال ابن حجر الهيتمي: "الكبيرة الثامنة والستون بعد المائتين: تصوير ذي روح على أيِّ شيء كان، من معظَّم أو مُمْتَهن، بأرضٍ أو غيرها، ولو صورةً لا نظيرَ لها؛ كفرس لها أجنحة"... ثم ذكر الأدلة الواردة في تحريم التصوير، ثم قال: "(تنبيه): عَدُّ ما ذُكِر كبيرةً هو صريحُ هذه الأحاديث الصحيحة، ومن ثَمَّ جزم به جماعةٌ، وهو ظاهر، وجرى عليه في شرح مسلم، وتعميمي في الترجمة الحرمةَ، بل والكبيرةَ لتلك الأقسام التي أشرتُ إليها - ظاهر أيضًا؛ فإن الملحظ في الكل واحد"... إلى أن قال: "والمراد بالصورة: كلُّ مصوَّر من ذوات الأرواح، سواء كانت أشخاصًا منتصبة، أو كانت منقوشةً في سقف أو جدار، أو منسوجةً في ثوب أو غير ذلك" . اهـ.[7]
خلاصة: التصوير ينقسم إلى أقسام:
1- جائز عند الجمهور كالشجر وما لا روحَ فيه.
2- الصور والتماثيل المجسَّمة، وذلك محرَّم بالإجماع.
3- ما لا ظِلَّ له وليس بجسم كالتصوير بالكمرة ونحو ذلك، وهذا محرَّم[8].
4- يرى البعضُ التَّسامحَ فيما عمَّت به البلوى: من إثبات الشخصيات؛ كصور حفائظ النفوس والجوازات، والجنسية وحفظ الأمن والحقوق، وذلك بمقدار ما يفي بالغرض للضرورة[9].
وأما التصوير في الحفلات والرحلات وللذكريات، فهو من المحرَّمات المتوعَّد عليها بالوعيد الشديد لِمَا تقدَّم في أوَّل البحث من الأحاديث.
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
والله أعلم، وصلَّى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

مَن تَرَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه
"ما حرَّم الله على عباده شيئًا إلا عوَّضهم خيرًا منه، كما حرَّم الاستقسام بالأزلام وعوَّضهم عنه الاستخارة، وحرَّم الربا وعوَّضهم عنه التجارة الرابحة، وحرَّم القِمَار وأعاضهم عنه المسابقة، وحرَّم عليهم الحرير وعوضهم عنه أنواع الملابس الفاخرة، وحرَّم الزنا واللواط وأعاضهم عنها بالنكاح والتسري بالنساء الحسان، وحرَّم آلات اللهو وعوَّضهم عنها سماع القرآن، وحرم عليهم شرب الخمر وأعاضهم عنه الأشربة اللذيذة المتنوعة، وحرَّم عليهم الخبائث من المطاعم وغيرها وعوَّضهم عنها الطيبات، فمَن تلمَّح هذا وتأمَّله هان عليه تركُ الهوى المردِي واعتاض عنه بالنافع المُجدي، وعَرَفَ حكمةَ الله ورحمته في الأمر والنهي". اهـ، من: "روضة المُحبِّين" لابن القيم[10]، "وهذه القاعدة وردتْ في القرآن في مواضعَ كثيرةٍ، منها: ما ذكره الله عن المهاجرين الأوَّلين، الذين هجروا أوطانَهم وأموالَهم وأحبابَهم لله، فعوَّضهم الله الرزقَ الواسع في الدنيا والعزَّ والتمكين، وإبراهيم الخليل - عليه السلام - لما اعتزل قومَه وأباه، وما يدعون مِن دون الله، وهَبَ له إسحاقَ ويعقوب والذريةَ الصالحين، ويوسفُ – عليه السلام – لما امتنعَ خوفًا من الله عن الوقوع مع امرأة العزيز، مع ما كانت تُمنِّيه به من الحُظوَة وقوة النفوذ في قصر العزيز ورياسته، وصبر على السجن وأحبَّه وطلبه؛ ليبعدَ عن دائرة الفساد والفتنة - عوَّضه الله أنْ مكَّن له في الأرض يتبوَّءُ منها حيث يشاء، ويستمتعُ بما يشاء مما أحلَّ الله له من الأموال والنساء والسلطان، وأهلُ الكهف لما اعتزلوا قومَهم وما يعبدون من دون الله، نَشَرَ لهم من رحمته وهيَّأ لهم أسبابَ المرافق والراحة، وجعَلَهم سببًا لهداية الضَّالِّين، ومريمُ ابنةُ عمران لما أحصنتْ فرجَها أكرَمَها الله ونَفَخ فيه من روحه، وجعلها وابنَها آيةً للعالمين". انتهى، من: "القواعد الحسان في تفسير القرآن": للشيخ/ عبدالرحمن السعدي، (ص198).
وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم.


[1]- انظر: "فصل الخطاب في الرَّدِّ على أبي تراب" للشيخ/ حمُّود بن عبدالله التِّويجْري (ص105- 126).
[2]- انظر: "رياض الصالحين" (ص698- 700).
[3]- انظر: "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" (ص438، 444).
[4]- انظر كتاب: "الكبائر" للذهبي (ص176- 178).
[5]- انظر صحيح مسلم بشرح النووي (14/81).
[6]- المصدر السابق (ص82).
[7]- "الزواجر عن اقتراف الكبائر"، (2/25- 27).
[8]- عند جمهور العلماء لعموم الأدلة الصحيحة الصريحة الثابتة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
[9]- "مقرر التوحيد للصف الثالث المتوسط"، (ص71).
[10]- "روضة المحبين"، ص9، لابن القيم.


من جهازي إليكم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-04-2010, 04:31 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,017
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم اللحية والغناء والتصوير

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
ما شاء الله نقل مدقن بعنايه
لا حرمكِ الله الاجر اختى الحبيبه
ام عبــد الله
ونفع الله بكِ الاسلام
واثابكِ الفردوس الاعلى ورضى رب العباد
ودمتم فى طاعه الرحمن
__________________

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-05-2010, 06:11 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم اللحية والغناء والتصوير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يكرمك يا غالية دائماً اسعد بمرورك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-05-2010, 02:11 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,794
افتراضي رد: حكم اللحية والغناء والتصوير

جزاكِ الله كل خير على هذا الموجهود
اسأل الله لكِ العفو والعافيه في الدين والدنيا والاخره
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.79 كيلو بايت... تم توفير 4.40 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]