خـــــاطـــــرة فـــــي زمـــــن الـــــصـــــداقـــــة!!!

[أبو حمزة 90]

خاطرة

إلى كل من عاش في حياتي....
وكان صفحة من كتابي....
سواء كانت صفحة بيضاء.... أم سوداء....
ها قد حان الرحيل , واقترب الأجل....
وسار كل منا في طريقه....
فإلى الذين كانوا صفحة بيضاء.... أقول لهم:
" لو كنت تعلم كم أحبك يا أخي, لرأيت قتلي أن يكون بعيدا"
أقول لهم:
لقد كنتم ذاك السنا الذي ما زال يضيء دنياي المظلمة....
لقد كنتم ذلك النور اللامع الذي كنت لا أزال أعلق عليه الأمل المنقطع بأن الفجر آت لا محالة....
سأحيا وفي قلبي حبكم....
وسأموت وفي قبري حبكم....
فأنتم رفقاء الدرب....
وصحبة المجد....
إنها والله مشاعر صادقة أبثها إليكم....
فوالله إن الحب الذي أحويه لكم بين جنباتي لا يستطيع قلم أن يصفه....
ولا يستطيع شاعر أن يصيغه....
ولا يستطيع كاتب أن يكتبه....
وأرجو أن تكون لديكم مثل هذه المشاعر تجاهي....
فإن سر الحياة هي المحبة التي نكنها في صدورنا لمن نحب....

أما إلى الذين كانوا صفحة سوداء في كتابي....
فأقول لهم:
ها قد حان اليوم الذي كنتم تتمنوه....
واقترب الأجل الذي كنتم ترقبونه....
ولكن قبل الرحيل....
ما زالت هناك خواطر في قلبي تراودني....
وكلمات على شفتيّ تسارع في الخروج....
نعم... إنها تسارع في الخروج....
فلطالما كنت أكتم تلك الكلمات....
ولم أكن أحب يوما أن أنطق بها ....
إلا أنها أبت إلا الخروج....
فلقد ملت أن تتصادم تلك الكلمات وفي جوفي....
وملت أن تسمع صداها في فكري....
فأقول لكم من كل قلبي...
نعم.. من كل قلبي:
كرهت هذه الدنيا لأجلكم....
وكرهت العيش بسببكم....
فأنتم الذين كنتم صخرة على صدري, تضايقني في كل زمان ومكان....
ولكن اليوم الذي حان أن أرتحل عنكم, وترتحلوا عني قد أتى....
كنت أعتقد أنكم أنتم الذين بقيتم لي من لعاع هذه الدنيا....
ولكني أيقنت بعدها بأنه لم يبق لي من دنياي إلا همي وأحزاني, وحقدي وأشجاني....
أعلم أن كلماتي قاسية, ولكنها الحقيقة المرة....
فإما أن أعيش في حال من حالين, أحلاهما علقم....
إما أن أعيش بهمي وبحزني, وأكتم كلماتي لأجلكم....
أو أن أطلق العنان لكلماتي كي تغرد في هذه الدنيا العقيمة, علها ترى بريق نور فتؤنسني به....
إنني في هذا الوقت أيقنت بأنه لا يوجد شيء في الدنيا اسمه صديق يستحق التضحية....
أو رفيق يؤنسني في غربتي ....

وأخيرا أقول: هذه كلمات أردت أن أنثرها إلى من عشت معهم ....

علهم يدرون أي صفحة كانت من حياتي!!!

محبكم/ أبو حمزة