|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم . قبل البدء أود تنبيهكم إلى أنني سوف أتحدث اليوم إليكم بصفتي من بلد عربي مسلم وليس بصفتي جزائري[1] فقد كان صديقي دائما يحدثني بتشاؤم عن انتشار الفساد والمنكرات في المجتمع. ومن أقواله : "لقد انعدمت الأخلاق , ونُزع الحياء , وقل المصلحون بل عُدِموا وكثر المفسدون وغَلبوا................... " الى آخر كلامه في هذا السياق . وكثيرا ما يردد علي آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ليؤيد حديثه ويرسخ لدي فكرته , مثل قوله تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ.....)[2] سورة الروم لقد كان متذمرا إلى حد بعيد بل كان حاقدا على هذا المجتمع , يلعن البلد وأهله ونظامه وكل ما له علاقة بالبلد والحكومة خاصة . وأحيانا يصارحني بأنه يرغب في الهجرة إلى بلد آخر. ثم يستدرك قائلا : "وأين سأذهب ؟ فالبلاد العربية أو الإسلامية كلها ليست بأحسن حالا من هنا , فكلهم في الشر والفساد سواء ." لم أستطع أن أقول له:"صدقت" ولا: "كذبت" لما تحمله كل واحدة من الكلمتين من خطر علي أوعليه . وإنما آثرت أن أذكر له قصة صديق أخر لي كان أيضا مثله ناقدا أو ناقما على المجتمع والبلد والحكومة وكل ما هو موجود , لدرجة أنه كان يقول عنهم أو يلقبهم ب : "اليهود[3]" أو "الكفار" . ولم يسبق لهذا الرجل أن سافر إلى الخارج , ثم شاء الله U له أن يسافر , فزار عدة دول وتجول في عدة عواصم في شرقها وغربها. ورأى الفساد هناك والمنكرات الحقيقية , رأى كل شيء . ولما رجع من رحلته تلك قال لنا :" إنكم في جنة الدنيا , غير أننا لم نكن ندري , أنكم لم تروا شيئا من المنكرات , فاحمدوا الله U." إخواني الكرام ليس هدفي أو قصدي أن أقول لكم إن هذا المكان أو ذاك فيه فساد أكثر أو صلاح أكثر , ليس قصدي أن أشكر بلدا أو أذم آخر , وإنما قصدي أن أقول مهما كان المكان الذي أنت فيه فإن فيه الصلاح وفيه الفساد , فيه الخير وفيه الشر[4], ومهمتك أنت هي فعل الخير والدعوة إليه والابتعاد عن الشر والتحذير منه. أما التذمر والتشاؤم وتأجيج الفتن والتحريض فلا يجدي نفعا , بل يزيد الأمر سوءا ويزيدك أنت إثما وتذكر معي ـ أخي الحبيب ـ قول النبي r عندما قال ![]() ورد في رواية (أهلكُهم) بضم الكاف صيغة تفضيل أي هو أكثرهم هلاكا. وورد (أهلكََهم) بالفتح فعل ماض أي هم ليسوا كذلك وإنما هو الذي ادعى الهلاك , وكذب في دعواه . الخلاصة : أنه في كل زمان وكل مكان وجد أخيار وهم قلة[5] كما وجد أشرار وهم كثر[6] , وأنت حاول أن تكون من الأخيار لا من الأشرار . وكما ذكرت سابقا : (هناك محكمة عليا تنتظر الجميع) . فمحاكمة الناس ليست من مهامك ولا من اختصاصاتك ولا من صلاحياتك . فالله U هو وحده الرقيب وهو الحسيب . إخواني هل أذكركم بما قلته وأقوله دائما :إنني في انتظار إضافاتكم وانتقادكم , وإني مستعد في أي لحظة للتراجع والاعتذار عن أي خطاء وقع منى إذا نبهتموني إليه ؟ أم حفظتم ذلك عني ولا داعي للتكرار؟ أختم كلامي بأحسن الكلام: ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) الســـــــــــــــــلام عليكم. [1] وهذا حتى لا تذهبوا بعيدا وتأولوا كلامي إلي معان لم أقصدها . [2] أتمنى أن نوفق يوما للحديث في هذه الآية التي هي أيضا وظفت توظيفا سيئا وخاطئا [3] ربما يقصد الصهاينة . [4] نعم , قد تختلف النسبة [5] قال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور) . [6] قال الله تعالى : (وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله). |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |