|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم أخواني وأخواتي الأعزاء .
هذه القضية تشغل بالي منذ مدة , ولم أجد لها حلا حتى الساعة. أطرحها عليكم ثم نناقشها . يدخل الطفل الى المدرسة ويتلقى عددا لا بأس به من المواد في مختلف المجالات : تربية رياضية , تربية وطنية , تربية فنية , يتعلم كيف يتعامل مع الآلات كيف يتعامل مع الحديد والصخور والأحجار .... الخ وما إن يتخرج من الجامعة حتى يكون قد تلقى المئات والآلاف من الدروس في كل مادة , ما عدا مادة واحدة لم يتناولها , ودرسا واحدا لم يسمع عنه :التربية الأسريةلم يتعلم كيف يتعامل مع زوجته ومع أبنائه وأسرته. هذا هو الدرس الغائب كيف يتعامل الإنسان ليس مع الصخور والحديد وإنما مع الإنسان ! وليس أيَّ إنسان وإنما مع شريك حياته!ومع أبنائه؟ نعم كيف يربي أطفاله كيف ينَشّئ جيلا , كيف يكوّن أسرة سعيدة , وليس مجرد أسرة. فحتى الحيوانات لديها أسر, وهي في كثير من الأحيان أسعد مما عليه بنو الإنسان كثير من الأزواج يشكون لي , هم غاضبون من زوجاتهم , يقول لك أحدهم هي لا تقوم بواجباتها . ولكن ما أدراك أيها الزوج أنها تعرف واجباتها؟ فهي والله في أغلب الحالات لا تعرف ما هي هذه الواجبات ولم تسمع عنها. خاصة إذا كانت ممن لا يرتادون المساجد . وما أقل من يرتاد المساجد من بناتنا ونسائنا ! بل ما أقل مساجدنا التي خصصنا بها أماكن لنسائنا[1]. فهل يمكن إيجاد طريقة يستطيع الأب أو الأم أو المدرس من خلالها تعليم الأبناء التربية الأسرية ؟ بحيث يتحدث معهم في هذا المجال ويُفهم الابن أو البنت أنهاـ إن شاء الله ـ ستصبح زوجة أو يصبح زوجا وأن عليه أن يتصرف بهذه الطريقة أو تلك مع الزوج أو الزوجة المستقبَلة . ونعطيهم بعض القواعد الأساسية في التعامل بين الزوجين وفي التربية الأسرية عموما ونبين لهم ما ينبغي فعله وما ينبغي الحذر منه, ونزودهم ببعض الخبرات والتجارب من عندنا أو ممن سبقونا وعاشوا حياة سعيدة . أرى أن هذا أفضل من أن يترك الأمر للصُّدف وكل واحد يتصرف بما يحلوا له أو بما يتلقاه من الشارع,وأنتم على علم بما يوجد في الشارع. وأحيانا يسمع أحدنا في الشارع آراء متضاربة ولا يدري أيها يطبق. كما وقع لي. فمثلا أحدهم يقول لك : الزوجة عاملها بحزم وشدة من البداية ولا تُظهر لها أي لين أو عطف حتى تبقى تهابك , تخاف منك , لا تتجرأ عليك أو ترفع صوتها بحضرتك . وإن لم تفعل فسوف تتسلط هي عليك وتصبح أنت المرأة الخاضعة الذليلة , وهي الرجل المتسلط , الآمر الناهي, والقاهر أيضا . والمثل العامي الذي يقول ):اضرب القطوسة[2] تخاف العروسة) مشهور جدا لدينا . بينما آخر يقول لك: الزوجة كالمرآة العاكسة , فهي تعكس ما يوجه نحوها فإن قابلتها بالمودة والإحسان والرحمة واللطافة انعكس ذلك عليك أنت ...... وربما ردد عليك الحكمة القائلة : (لا تضرب المرأة ولو بزهرة ) ولا زلت أذكر آخر عبارة سمعتها في هذا المجال قبل أيام فقط من أحد زملائي حيث قال لي : (إذا أردت أن تعيش سعيدا مع أسرتك فأسعد زوجتك , وبقدر ما تُسعِدها تسعد أنت ). ولا أخفي عليكم أخواني الكرام , أعجبتني هذه العبارة , خاصة وأنها متوافقة مع آية من القرآن الكريم .حيث قال الله تعالى ):وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً.. ) فقلت لم لا نجعل ـ نحن الأزواج ـ هذه الكلمة شعارا:(أسعد زوجتك تسعد أنت) ؟ ولم لا نشتق منها شعارا آخر لنسائنا ـ إن رضين به ـ وهو : أسعدي زوجك تسعدين أنت ؟ ويمكن دمجهما في شعار واحد مثل : أسعد شريكك تعش سعيدا. وما ذكرته عن المعاملة بين الزوجين يقال أيضا عن تربية الأبناء فكثير من الفتيان والفتيات تزوجوا وأنجبوا وهم لم يتلقوا أي درس عن كيفية التربية لا في البيت ولا في المدرسة , مما نشأ عنه كوارث يعجز اللسان عن وصفها . ( أعرف الكثير عن هذه الحوادث غير أنني لا استطيع ذكرها لضيق الوقت) . ومن أشهرها وأكثرها شيوعا التحريق بالنار , فكثيرا ما أشاهد على أطراف الأطفال حروقا , وعندما أسأل أحدهم من فعل بك هذا ؟ يقول أمي . يا للهول ! الأم تفعل هكذا بابنها ؟ ومنذ مدة كنت قد كتب على المسودة موضوعا خاصا في هذا الشأن ربما أتمكن من نقله وعرضه بعد أيام قليلة . وما هذه الانحرافات التي نشاهدها بين أبنائنا وشبابنا إلا نتيجة سوء التربية التي تلقوها من الآباء , والذين هم بدورهم معذورين لأنهم كما ذكرتُ درسوا وتخرجوا , والدرس المهم لم يأخذوه. ولا زالت كلمات قريبي ترنّ في أذني عندما قال لي ـ والألم يعصر قلبه ـ ما ندمت على شيء في حياتي كما ندمت على ضربي لابني عندما كان صغيرا . (حيث ضربه ضربا عنيفا تسبب له في إعاقة دائمة) . واليوم هذا الطفل , أو الشاب الذي كان طفلا يعاني الإعاقة , والأب يعاني نفسيا واجتماعيا ... وهذا كله لأن الأب لم يتلق دروسا في التربية مما جعله يظن أن التربية هي فقط الضرب والعنف والقسوة حتى يكتسب المهابة والخوف والرجولة , كما ذكرناه قبل قليل عند معاملة الزوجة . مع أن هذا الشخص الذي أتكلم عنه متعلم, قرأ الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتاريخ والجغرافيا وجميع المواد , إلا مادة واحدة مع الأسف لم يدرسها ولم يسمع عنها لا في بيت ولا في مدرسة ولا حتى في الجامعة. هذا الدرس هو: كيف يربي ابنه و كيف يعامل زوجته. أخي ليكن معلوما لديك أنني عندما أكتب مثل هذه المقالات فإنما أعبر عن أشاء عشتها أو مواقف أثرت في أو ظروف تحيط بي .وليس با لضرورة أن تكون موجودة في بلدك . فلا تسارع الى الإنكار أو التكذيب. وإنما ـ فقط ـ قل : (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به) حديث نبوي صحيح. ولا مانع أن تخبرني إن كان يوجد أو لا يوجد لديكم شيء من هذا في بلدك. خاصة وأنني لم يشإ الله لي أن أسافر إطلاقا. وأختم كلامي معكم بهذه القصة الطريفة : أحدهم تزوج , وبعد سنوات ترفعت عليه المرأة وتطاولت,وأحس منها بالتكبر والاستعلاء. فشكا الأمر الى أصدقائه , فقالوا له : ـــ لعلك نسيت (القََََََطُوسَة)؟ ـــ فقال : أي نعم , والله قد نسيت فعل ذلك , ولكن لا بأس , سأفعل ذلك قضاء وفعلا, وبعد سنوات جاء بالقطة (القطُوسة بلهجتنا) وجعل يضربها بقوة أمام الزوجة. فقالت له (أي زوجته) : (الأسد من يومه) .فأصبحت هذه الجملة مثلا سائرا . ومعناها :أن الأسد يولد من يومه أسدا , وليس يولد عنزا ثم بعد سنوات يصبح أسدا! فهذا المثل ـ في رأيي ـ زاد الطين بلة فكلٌ يريد من أول يوم أن يكون هو الأسد . وإلا فلن يكون . المناقشة : فهل ترى أن الأب يستطيع الحديث مع أبنائه أو بناته في هذه المجالات ؟ أم أن ذلك مخل بالحياء والآداب والعرف ؟ وهل الأفضل للبنت ـ خاصة ـ أن تتعلم الجيولوجيا وما يوجد في باطن الأرض من بازلت وجرانيت وعلم الفلك وما يوجد في القمر والمريخ والمسافة بين المشتري وعطارد , أم الفضل أن تتعلم كيف ترتب بيتها وتعامل زوجها وتربي أبناءها ؟ علما بأنني لا أنكر تعليم البنات بل أدعو إليه وبشدة , وإنما فقط أن تُعلَّم البنت ما ينفعها ويفيدها. تقبلوا تحيات أخيكم إسماعيل الذي يحبكم كثير كثيرا ويتمنى لكم السعادة في حياتكم الزوجية سواء كانت حالية أو مستقبلية . وأحسنوا إن الله يحب المحسنين . الســــــــــــــــــــلام عليكم. [1] لا أتحدث عن العواصم [2] القطوسة كلمة محلية لدينا وتعني القطة . وقد أخذ بعض المغفلين بظاهر هذا المثل فعندما دخل على زوجته أدخل معه قطة وجعل يضربها بقوة ليُظهِر بأسه وشدته أمام الزوجة ! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |