حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود). - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119335 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024332 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301581 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367140 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-01-2010, 06:45 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

لا أريد أن أتكلم عن التوسل و الإستغاثة بغير الله تعالى، لأن الأمرواضح،بل هناك من يدافع عنه ويحتج بأقوال وأحاديث ضعيفة ...وتأويلا...وتعريفات...

هذه شبهات وردود ،لعبد الرحمن دمشقية ...والشيخ الألباني.
***

الشبهة رقم ( 1 )


1- ما هي العبادة عند اللغويين ؟



العِبَادةُ عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي هُوَ أحَدُ كِبارِ اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العِبَادَةُ في لُغَةِ العَربِ الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوعِ، وقالَ مثلَهُ الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخُشُوع والخُضُوعِ، وقالَ بَعْضٌ: نِهَايةُ التَّذلُّلِ كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا.



الـــرد المــــفــصــل



إذا تقرر أن الدعاء أفضل العبادة كما قال مجاهد وابن عباس رضي الله عنه (( أفضل العبادة الدعاء )) (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي1/667) . فصرفها للموتى شرك في العبادة. ولا نعرف في الاسلام شركا جائزا مع الكراهة. الشرك كله محرم صغيرا كان أم كبيرا.



هذا ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الدعاء بأنه عبادة، والأحباش يردون قول النبي فقالوا الدعاء ليس عبادة لأنه ليس نهاية التذلل. فتأملوا من يزعمون محبة النبي ويحتفلون بمولده وهم يبطلون قوله.



إقرأوا قول علمائكم في أن الدعاء نهاية التذلل


نعم العبادة هي الطاعة مع التذلل. ولكن الدعاء أيضا تذلل بل نهاية التذلل كما صرح به علماء معتبرون عندكم كابن حجر والزبيدي والرازي والمناوي.






الزبيدي صاحب تاج العروس حمل العبادة على المعنى اللغوي أي الدعاء ليس إلا إظهار غاية التّذلّل والافتقار» وقال عن رواية « الدعاء مخ العبادة » قال الزبيدي: « أي خالصها، وإنما كان مخاً لها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه، وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص، ولا عبادة فوقها لما فيه من إظهار الافتقار والتبري من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار ذلّة البشرية » [إتحاف السادة المتقين 5/29].


• قول الحافظ ابن حجر: « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95]. وقال مثله الزبيدي [فتح الباري 11/149 وانظر إتحاف السادة المتقين 5/4].



• قال الفخر الرازي: « المقصود من الدعاء إظهار الذلة والانكسار » وقال: « وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: الدعاء أعظم مقامات العبادة » [لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص91 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط: دار الكتاب العربي].



• وذكر الحليمي: « أن الدعاء من التخشع والتذلل لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسأله » [المنهاج في شعب الإيمان 1/517 ط: دار الفكر 1979].



• وهو قول المناوي « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فيض القدير2/44].


ولم أجد ما نسبه الأحباش إلى الزبيدي في قاموسه (تاج العروس). بل وجدت من كلامه ما يناقض ما نسبوه إليه.


ولا يشترط للشيء أن يكون نهاية التذلل حتى يكون شركا.


فإن الرياء ليس فيه صورة نهاية التذلل وهو شرك.


والرجل قال للنبي (ما شاء الله وشئت) فقال له رسول الله (أجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله ثم ما شاء محمد).



وكان بعض الصحابة في حداثة عهدهم بالإسلام رأوا المشركين يعلقون سيوفهم عند شجرة يظنون البركة تحل بها، فقالوا للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال " قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى { اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } الأعراف 138، إنها السنن لتركبُنّ سنن من كان قبلكم " (رواه الترمذي (2181) في الفتن بإسناد صحيح ).


الشبهة رقم ( 2 )




2- ما الدليل على أن مجرد التذلّل ليس عبادة لغير الله؟



مُجَردُ التَّذَللِ لَيْسَ عِبادَةً لِغَيرِ الله وإلا لَكَفَر كُلُّ مَن يتَذَلَّلُ لِلْمُلُوكِ والعُظَماءِ. وَقَد ثبَتَ أنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لمَّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ سَجَد لِرَسُولِ الله، فَقالَ الرَّسُولُ: "مَا هَذَا" فَقالَ: يَا رَسُولَ الله إنّي رَأَيتُ أهْلَ الشّام يَسْجُدُونَ لبَطارِقَتِهم وأسَاقِفتهم وأنتَ أوْلَى بذَلِكَ، فَقَالَ: "لا تَفْعَلْ، لَو كُنْتُ ءامرُ أَحدًا أَن يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تسْجُدَ لِزَوْجِها"، رَواهُ ابنُ حِبّانَ وابنُ مَاجَه وغَيْرُهُما. ولَم يَقُلْ لهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كفَرْتَ، ولا قالَ لهُ أشْرَكْتَ مَع أنَّ سجُودَهُ للنَّبِي مَظْهَرٌ كَبِيرٌ مِنْ مَظاهِرِ التَّذَلُّلِ.



الـــرد المــــفــصــل



الرسول نهاه عن أمر متعلق بالتوحيد وهو شرك. ولكن النبي




أراد أن يتحقق من سبب فعله كما قال عيسى للحواريين لما قالوا هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا ان كنتم مؤمنين. ولو أن أحدا اليوم سجد عالما بالحكم لوقع في الشرك الأكبر. وقد سئل شيخكم عن حكم من سجد للتمثال فقال حرام لكنه لا يكفر (مسجل بصوته).


الشبهة رقم ( 3 )


3- ما هو التوسل؟



التّوسلُ هو طَلَبُ حصولِ منفعةٍ أو اندفاعِ مضرَّةٍ من الله بِذِكرِ اسم نبيّ أو وليّ إكرامًا للمتوسَّلِ به.



الـــرد المــــفــصــل



من أين لكم هذا التعريف. قبل قليل احتججتم بأقوال اللغويين.


فمن أين هذا التعريف؟ من عالم معتبر؟


قال في القاموس في مادة (وسل) وسل إلى الله تعالى توسلاً : أي عمل عملاً تقرب به إليه " . وفي المصباح ًالمنير " ووسل إلى الله تعالى توسيلاً : أي عمل عملاً تقرب به إليه". و" توسل إلى ربه وسيـلة : أي تقرب إلى الله بعمل ". وفي الصحاح للجوهري " توسل إليه بوسيلة : أي تقرب إليه بعمل".



وأما قولكم (إكراما للمتوسل به) فهو تعريف قاصر. إذ يجتمع مع الكرامة حسن العمل والاخلاص وكلاهما عمل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضغعفائكم: بدعوتهم وصلاحهم وإخلاصهم). ولو كانت الكرامة تكفي لما أعلن عمر عن ترك التوسل بالنبي e بعد موته. فإن كرامته ثابتة حيا وميتا، ومع ذلك لم يتوسل بها عمر.



قال الحافظ « فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه» (فتح الباري6/89).


الشبهة رقم ( 4 )



4- ما معنى قوله تعالى {وابتغوا إليه الوسيلة}؟



قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [سورة المائدة] أي كلّ شىءٍ يُقربكم إليه اطلبوهُ يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقّقُ لكم المسبَّبات، نحقّقُ لكم مطالبكم بهذهِ الأسبابِ، وهو قادرٌ على تحقيقِها بدونِ هذه الأسباب.



الـــرد المــــفــصــل



من أين لكم هذا التعريف؟ ما لكم الان نسيتم أن هناك علماء لغويين؟ قال تعالى


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ } [ المائدة 35 ]. قال ابن عباس والسدي وقتادة " أي تقرّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه " قال ابن كثير " وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف فيه بين المفسرين " وساق الطبري أقوالاً " حاصلها " أن الوسيلة هي التقرب إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه (تفسير بن كثير 2 / 52 – 53 . تفسير الطبري المجلد الرابع ج 6 ص 146 – 147 وانظر الدر المنثور 2 / 280 .).






الشبهة رقم ( 5 )

- لمَ نقول " اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربتي" ؟



جَعَلَ الله سبحانه وتعالى من الأسبابِ المعينةِ لنا لتحقيقِ مطالب لنا التَّوسلَ بالأنبياءِ والأولياءِ في حالِ حياتِهم وبعدَ مماتِهِم، فنحنُ نسألُ الله بهم رجاءَ تحقيقِ مطالِبنَا، فنقولُ: اللهمَّ إني أسألُكَ بجاهِ رسولِ الله أو بحرمَةِ رسولِ الله أن تقضيَ حاجَتي وتفرّجَ كَربي، أو نقول: اللهم بجاهِ عبدِ القادرِ الجيلانيّ ونحو ذلكَ، فإن ذلكَ جائزٌ وإنما حَرَّمَ ذلكَ الوهَّابيةُ فشذُّوا بذلكَ عن أهلِ السنَّةِ.



الـــرد المــــفــصــل



السؤال: هل تخلى الصحابة عن جاه النبي صلى الله عليه وسلم عندما أعلن عمر ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أمام جموع الصحابة؟


فإن قلتم دل فعل عمر على جواز ترك التوسل بالفاضل والتوسل بالمفضول.


قلنا لكم: أثبتوا أنهم توسلوا بالفاضل بعد موته ولو مرة واحدة بسند صحيح. وهيهات أن تفعلوا. فإنهم لو يفعلوه في أصعب أحوالهم عندما اقتتلوا.


نعم. جعل الله النبي صلى الله عليه وسلم سببا يتوسلون به (أي بدعائه) فيأتون إليه في حياته ويطلبون منه أن يدعو الله لهم كما في كتاب الاستسقاء عند البخاري.


ولو جعله الله سببا بعد موته لما تخلى عمر عن هذا السبب كما في البخاري وأعلن عن تركه أما جموع الصحابة.


ولم يثبت الحث على سؤال الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم سوى حديث منكر. فهاتوا الدليل على أن الله جعله سببا.


وأبو حنيفة يخالفكم في التوسل الذي فيه سؤال الله بالنبي أو الولي فإنه منعه. فكيف لو علم أبو حنيفة أنكم تلجأون إلى الأموات وتخاطبهونهم وكأنهم آلهة سميعون بصيرون.


فقد كره أبو حنيفة أن يقول قائل: أسألك بحق فلان أو بحق نبيك. والكراهية في المذهب الحنفي - باعترافكم - تطلق ويراد بها التحريم. [صريح البيان 69 وانظر الطبعة الجديدة المجلدة 163إتحاف السادة 2/285 جلاء العينين 452 الفتاوى الهندية 5/280 الفقه الأكبر شرح ملا علي قاري 110 الدر المختار [2/630 ونقله القدوري وغيره عن أبي يوسف].


نبّه على ذلك" ابن نجيم في البحر الرائق وغيره، حيث قال: وأفاد صحة إطلاق الحرمة على المكروه تحريماً" (الهداية 4/78).


وإعترف الأحباش أن الكراهة عند المذهب الحنفي تطلق على المحرم [منار الهدى 19/27].


الشبهة رقم ( 6 )




6- ما معنى قوله تعالى {إيَّاك نعبد}؟



قالَ إمامُ اللغويينَ الذين ألَّفوا في لغةِ العَرب الفرَّاءُ: العبادةُ الطَّاعَةُ مع الخضوعِ وبهذا فسَّروا قوله تعالى:{إيَّاك نعبُدُ} أي نطيعُكَ الطّاعَةَ التي مَعَها الخضوعُ، والخضوعُ معناهُ التَّذَلُّلُ.



الـــرد المــــفــصــل



بل (( أفضل العبادة الدعاء )) كما قاله ابن عباس ومجاهد (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي1/667).


بل قال السبكي في [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] " هذه الآية تفيد العلم بأنه لا يستعان غير الله " وأكد أن تقديم المعمول يفيد الاختصاص (فتاوى السبكي 1 / 13 طبقات السبكي 10 / 304).


بل قال اللغويون الدعاء هو غاية التذلل. قول الحافظ ابن حجر: « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95]. وقاله الزبيدي والمناوي والحليمي.


ألستم تكررون على مسامع الناس هذه القاعدة: (وخذه حيث حافظ عليه نص) فلماذا تتجاهلون تعريف الحافظ للدعاء بأنه غاية التذلل؟



الشبهة رقم ( 7 )



7-اذكر دليلاً على جواز التوسل؟



من الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته) لِتُقضَى لي".



الـــرد المــــفــصــل



أتى الضرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو. ولو كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من مسافة بعيدة جائزا لكان أول من عمل به الضرير. والرسول دعا له. فيكون الأعمى قد توسل بعمل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدعاء. وهو جائز كما حكى الله قول إخوة يوسف لأبيهم (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا) وكان ذلك بحضرة أبيهم ولم يصح عن أحد أنه عمل بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء الذي علمه للضرير مما يدل على أن طلب الدعاء مقيد بالحياة والحضور.



بنبيك أي بدعاء نبيك



وأما قول الأعمى (اللهم إني أسألك بنبيك) أي بدعاء نبيك. بدليل قوله للنبي (أدع الله أن يرد علي بصري) وقول النبي صلى الله عليه وسلم له (إن شئت دعوت لك).



وإليك أدلة أخرى:


قال صلى الله عليه وسلم " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها : بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم " (رواه البخاري (2896) والزيادة عند النسائي 6/48 ).



قال الحافظ « فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه» (فتح الباري6/89).


وأدرج البيهقي رواية توسل عمر بالعباس تحت باب (الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه). ولم يقل البيهقي (بركة ذاته).


وعمر لما توسل بالعباس طلب من العباس أن يدعو.



الأدلة على بطلان التوسل بالغائب



1 - روى مسلم حديث أبي عامر الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم على جيش إلى أوطاس وفيه قال « يا بن أخي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرئه مني السلام وقل له يقول لك أبو عامر استغفر لي قال واستعملني أبو عامر على الناس ومكث يسيرا ثم انه مات فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر رجاء له قال قل له يستغفر لي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك» (رواه مسلم2948).


2 - حديث الأعمى الذي علمنا عقيدة بذهابه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليطلب منه ولم يطلب منه وهو في بيته.


أويس القرني: فمن لقيه منكم فلسيتغفر لكم (رواه مسلم384).


3 - حديث السبعين صحابيا من القراء الذين غدر بهم الكفار واعتقلوهم حيث قالوا « اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا» (رواه مسلم).






الشبهة رقم ( 8 )


8-ما هو الحديث الذي يدل على جواز التوسل بغير الحي الحاضر؟



التَّوسُّلُ بالأنبياءِ والأولياءِ جائزٌ في حالِ حَضرَتهم وفي حالِ غَيبَتِهم، ومناداتُهم جائزةٌ في حالِ غيبتهم وفي حالِ حضرتِهم كما دلَّ على ذلك الأدلّةُ الشَّرعيّةُ..




ومن الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم

إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته)لِتُقضَى لي".


فبهذا الحديث بَطَلَ زعمُهم أنهُ لا يجوزُ التَّوسُّلُ إلا بالحيّ الحاضِرِ، لأن هذا الأعمى لم يكن حاضِرًا في المجلسِ حين توسَّلَ برسولِ الله بدليلِ أن راوي الحديث عثمانَ بن حنيفٍ قالَ لما رَوَى حديثَ الأعمى: "فوالله ما تفرَّقنا ولا طَالَ بنا المجلسُ حتى دَخَلَ علينا الرجلُ وقد أَبصَرَ".

فمن قوله: "حتى دَخَلَ علينا"، عَلِمنا أنَّ هذا الرجلَ لم يكن حاضرًا في المجلسِ حين توسَّلَ برسولِ الله.



الـــرد المــــفــصــل



أين ذهب حين توسل؟ هل في الرواية أنه ذهب؟ أم أنه تحكم محض يرده ترك الصحابة التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته؟


ونحن نقول:يفهم من الرواية أن الراوي حكى دعاء الضرير قبل أن يخرج. فكيف يروي عنه دعاءه وهو خارج من المجلس؟


ونفهم من مجيء الأعمى أن عقيدته في التوسل هو أن يحضر إلى المتوسل به لا أن يتوسل بالحي وهو بعيد عنه ولا أن يتوسل بالميت. فمجيئه قرينة لا يعود لفهمكم معها أي اعتبار.


ومن روايات الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم التي تروي كلها بلا استثناء حضور المتوسلين الى النبي صلى الله عليه وسلم ومن قول عمر (اللهم كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك) نفهم أن التوسل كان بحضوره لا بغيابه.



الشبهة رقم ( 9 )

9- ما الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته؟

الدليلُ على جوازِ التَّوسُّلِ برسولِ الله بعد وفاتِهِ فيؤخَذُ أيضًا من حديثِ عثمان بن حنيفٍ الذي رواهُ الطَّبرانيُّ وصحَّحَهُ فإن فيه أنه علَّمَ رجلاً هذا الدُّعاءَ الذي فيه توسُّلٌ برسولِ الله لأنه كانَ له حاجة عندَ سيدنا عثمان بن عفّان في خلافته وما كانَ يتيسَّرُ له الاجتماعُ به حتى قرأ هذا الدّعاءَ، فتيسَّرَ أمرُهُ بسرعةٍ وقضَى له سيّدنا عثمانُ بن عفان حاجتَهُ.

الـــرد المــــفــصــل

أين أنتم من قول عمر (اللهم كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك فتسقينا وإنا نتوسل اليك بعم نبينا). وهذا دليل على الترك من البخاري.

وقصة عثمان بن عفان لم تثبت وفيها طعن بالصحابي عثمان لأنها تحكي أنه كان يغلق أبوابه دون ذوي الحاجات. والطبراني صحح الحديث دون هذه القصة. ويؤيد ذلك ما فعله البيهقي ذلك في (دلائل النبوة6/166) حين روى الحديث وصححه ثم روى هذه القصة وسكت عن الحكم على سند القصة.
الدليل رقم (10)

10- ما الدليل على جواز زيارة قبور الأنبياء والأولياء وبطلان دعوى ابن تيمية أن هذه الزيارة شركية؟

هؤلاءِ الذينَ يُكَفّرونَ الشَّخْصَ لأَنَّهُ قَصدَ قَبْرَ الرّسُولِ أو غَيْرِه من الأوْلياءِ للتبرُّكِ فَهُم جَهِلُوا معنى العِبادةِ، وخَالَفُوا ما علَيهِ المُسلِمونَ، لأنَّ المُسْلمينَ سَلَفًا وخَلَفًا لَمْ يَزالُوا يَزُورُوْنَ قَبْرَ النّبيّ، وليسَ مَعْنى الزّيارةِ لِلتَّبرُّكِ أنَّ الرَّسُولَ يَخْلُقُ لَهُمُ البَركَةَ بل المَعْنَى أنَّهُم يَرْجُونَ أن يَخلُقَ الله لهمُ البَرَكَةَ بزِيارَتِهم لقَبْرِه. والدَّليلُ علَى ذلكَ مَا رَواهُ البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زَمانِ عُمَر (أي في خِلافَتِه) فَجاءَ رَجُلٌ (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقِيْلَ لَهُ: أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ .فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُوا إلا مَا عَجَزْتُ.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ. فهذَا الصَّحابِيُّ قَدْ قصَدَ قبرَ الرَّسُولِ للتبرُّكِ فَلَم يُنكِرْ علَيهِ عُمَرُ ولا غَيْرُهُ فَبطَل دَعْوى ابنِ تَيميةَ أنَّ هذهِ الزّيارَة شِركيَّةٌ.

الـــرد المــــفــصــل

هذه القصة ضعيفة لجهالة هذا المستسقي عند القبر. وهي تتعارض مع ما صح عن عمر في البخاري من إعلانه ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أمام جموع الصحابة قائلا (اللهم كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا) مع أن هيئة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان حيا - كما في البخاري - هو المجيء إليه وهو حي ومناشدته أن يدعو الله لهم. فلم يذهب عمر بالناس عند الاستسقاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أعلن ترك التوسل بالنبي وطلب من العباس أن يدعو.
وليس في الرواية أن القائل (استسق لأمتك) هو صحابي بل هو تحريف منكم وكذب. ولذلك جعلتم عبارة (أي من الصحابة) بين قوسين تمويها وتدليسا على الناس.
والقصة مقتصرة في صحتها على مالك الدار. ولكن الإشكال يأتي بعد مالك هذا: من هو هذا المجهول الذي يحكي مالك قصته؟ ومن هذا الذي ذكر بأنه الصحابي بلال بن الحارث؟ إنه سيف بن عمر الضبي الذي أجمعوا على أنه متروك مترفض.
زعم أن عمر قال « أقتلوا سعد بن عبادة إنه منافق» (تاريخ الطبري2/244).
وأن أبا بكر كان يقول « أقيلوني أقيلوني فإن لي شيطانا يعتريني» (ذكره الطبري في تاريخه2/245).
وأن عائشة كانت تقول عن عثمان « أقتلوا نعثلا فإنه كفر» (تاريخ الطبري3/12).

• نقل الحافظ ابن حجر عن ابن أبي حاتم « سيف منكر ومتروك الحديث» (تهذيب التهذيب793 الإصابة5/451 الجرح والتعديل8/479).

ووصفه الحافظ بأنه ضعيف في الحديث.


• قال الهيثمي سيف بن عمر متروك» (مجمع الزوائد8/98 و10/21). ونقله عنه المناوي (فيض القدير1/359).


• قال الحافظ أبو نعيم « سيف بن عمر الضبي متهم في دينه مرمي بالزندقة ساقط الحديث لا شيء» (المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم1/68 والضعفاء1/91 له أيضا).


• قال ابن أبي حاتم الرازي « قال يحيى بن معين: سيف بن عمر الضبي الذي يحدث عنه المحاربي ضعيف الحديث حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عن سيف بن عمر الضبي فقال متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي» (الجرح والتعديل4/278).


• حكى العقيلي أن يحيى بن معين قال « يحدث عنه البخاري ضعيف» ثم قال العقيلي « لا يتابع عليه ولا على كثير من أحاديثه» (الضعفاء للعقيلي2/175).


• قال الحاكم « اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط» (تهذيب التهذيب4/259).



الشبهة رقم (11)

11- ما معنى قول الصحابي:"يا رسول الله استسقِ لأمتك فأنهم قد هلكوا" ؟

معناهُ اطلُب منَ الله المَطَرَ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا.

الـــرد المــــفــصــل

هيهات: أثبتوا أولا أنه كان صحابيا؟ لو ثبت أنه صحابي لما رددناه فإن جهالة الصحابي لا تضر. ولكن أنى لكم أن تثبتوا أنه صحابي؟ نجوم السماء أقرب إليكم من ذلك. وأنا أعطيكم خمس سنوات لتثبتوا أنه صحابي من غير طريق سيف المتفق على ضعفه وبالدليل من صريح قول الحافظ ابن حجر .



الشبهة رقم (12)


12- ما معنى ما جاء في الحديث:" : أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ" ؟



أي سلّم لي عليه وأخْبِرْهُ أنَّهُم سَيأْتيْهِم المَطَرُ، ثم سَقَاهُم الله تعالى حتَّى سُمِّيَ ذلكَ العامُ عامَ الفَتْقِ مِنْ شِدَّةِ ما ظهَرَ منَ الأعْشَابِ وسَمِنَتِ المواشِي حتّى تَفتَّقَتْ بالشَّحْمِ.



الـــرد المــــفــصــل



من هذا المجهول الذي يقول له النبي صلى الله عليه وسلم سلم لي على عمر؟ إن اعتمادكم على سيف وهو ضعيف يسقط مصداقيتكم في علم الحديث. مع أنكم تردو الرواية التي لا تناسب عقيدتكم حتى وإن كانت في صحيح مسلم كما فعل شيخكم في حديث الجارية.






الشبهة رقم (13) و (14) و(15)


13- ما معنى قول الرسول :"عليك الكيس الكيس" ؟



أي عَليكَ بالاجْتِهادِ بالسَّعْي في خِدْمَةِ الأُمَّةِ.



14- ما معنى قول عمر :"يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت" ؟



أي لا أُقَصِّرُ إلا ما عَجَزْتُ، أي سَأفْعَلُ مَا في وُسْعِي لخدْمَةِ الأُمَّةِ.



15- ما الرد على قول بعض الوهابية "إن مالك الدار مجهول" ؟



قول بعض الوهابية إن مالك الدار مجهول يرده أن عمر لا يتخذ خازنًا إلا خازنًا ثقة.



الـــرد المــــفــصــل



الذبن قالوا بأنه مجهول منهم الحافظ المنذري صاحب الترغيب والترهيب والهيثمي صاحب مجمع الزوائد والرازي وهؤلاء بالطبع ليسوا وهابيين.



ومالك الدار ثقة وهذا تحقيق للشطر الأول من شروط صحة الحديث. ولكن أين تحقيق الشطر الثاني وهو أن يكون ضابطا؟ ولهذا قال عنه الحافظ المنذري والهيثمي بأنه مجهول. وهو محمول على جهالة ضبطه لا وثاقته.



ونحن لن ننازعكم في مالك الدار. مع أنه مجهول الضبط لا العين. ولكن في الرواية مجهول أعظم وهو ذاك المنادي للنبي في قبره. وهو ليس بصحابي. وليس في الرواية أن عمر سمع توسله بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. بل مذهب عمر ترك التوسل بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. ورواية البخاري صريحة في ذلك.



وبالمناسبة فإن عمر لا يتخذ واليا على الشام إلا ثقة. وقد اتخذ هو وأبو بكر وعثمان معاوية واليا على الشام ومع ذلك سببتموه وجعلتموه وثنيا فلماذا لم توثقوه؟




يتبع إن شاء الله.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-01-2010, 06:58 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

الشبهة رقم (16)
16- ما الرد على بعض الوهابية في محاولتهم تضعيف حديث مالك الدار وكان خازن عمر؟

محاولتهم لتضعيف هذا الحديث بعدما صححه الحافظ ابن حجر لغوٌ لا يُلتفت إليه. ويقال لهذا المدعي: لا كلام لك بعد تصحيح أهل الحفظ أنت ليس لك في اصطلاح أهل الحديث حق. على أن التصحيح والتضعيف خاص بالحافظ وأنت تعرف نفسك أنك بعيد من هذه المرتبة بعد الأرض من السماء.

الـــرد المــــفــصــل

الحافظ صحح الرواية إلى مالك الدار. ولكن الرواية الصحيحة تقول لنا بأن الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لأمته مجهول. ولهذا حكى الحافظ عن سيف في كتابه (الفتوح) وهو كتاب في الأخبار لا الحديث) بأنه بلال بن الحارث. ولكن سيفا هذا ضعيف عند الحافظ ابن حجر ولهذا لم يثبت الحافظ صحة سند رواية سيف المصرحة بأنه الصحابي بلال. وقد قال الحافظ عن سيف (ضعيف في الحديث معتمد في الأخبار). وكتاب الفتوح هذا كتاب في الأخبار لا في الحديث. وهذا يبين أنه ليس عند الأحباش إلا روايات معضلة معلولة. يتمسكون بها تمسك الغريق بالقشة. ولو كانت عقيدتهم صحيحة لبنوها على الروايات الصحيحة القطعية.

س: ما الرد على قول الوهابية "إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك" ؟

رَوى البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ في زَمانِ عُمَرَ فَجاءَ رَجُلٌ إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ فقِيْلَ لَهُ: أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ، وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ. فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُو إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ.

فما حصل من هذا الصحابيّ استغاثة وتوسل. وبهذا الأثر يبطل أيضًا قول الوهابية إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك.

الـــرد المــــفــصــل

لا ننسى أن الاستغاثة بغير الله مكروهة عند الأحباش ولا ثواب عليها.

أولا: باعتراف شيخكم الحبشي الذي قال إن الأفضل أن لا يقول القائل (المدد يا رسول الله) وإنما الأفضل أن يقول (اللهم بجاه نبيك أغثني) وهو مسجل بصوته.

ثانيا: باعتراف مشايخ الأحباش القائلين في نشرتهم بأن قول القائل (المدد يا رسول الله) لا ثواب له فيه. وأما قول اللهم أمدني بمدد نبيك فإن له ثواب". [أنظر الدائرة العلمية 27 وفتوى نبيل الشريف في مجلة منار الهدى 15/33]. فيلزمكم التفريق بين التوسل وبين الاستغاثة.

بل ويلزمكم أن التوسل مكروه عندكم لأن الاستغاثة والتوسل عندكم بمعنى واحد فتكونون قد رددتم على أنفسكم وأبطلتم حجتكم وهدمتم أركان عقيدتكم بأنفسكم.

ورواية مالك الدار إذا صحت فإنها تخبرنا أن رجلا مجهولا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يستسقي للناس. وقد خالف بفعله هذا عمر الذي أعلن أمام جماهير الصحابة الذين جمعهم للاستسقاء عن ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كما في البخاري.

ورواية سيف التي تذكر لنا هذا المجهول بأنه الصحابي بلال مرفوضة لاتفاق المحدثين على ضعف سيف هذا.

فالرواية لو صحت لحكم عليها بالشذوذ لمخالفتها فعل جموع الصحابة بهدي خليفتها الراشد عمر.

ولكن يبدو أن الاستغاثة بغير الله محرمة عند الشيخ أحمد الرفاعي.

فقد ذكر الرفاعي أن " أحد الصوفية استغاث بغير الله فغضب الله منه وقال " أتستغيث بغيري وأنا الغياث" (كتاب حالة أهل الحقيقة مع الله ص92)؟

فلماذا يغضب الله إن كان التوسل والاستغاثة بمعنى واحد؟

لماذا الاستغاثة بالموتى شرك؟

الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك. وهم يزعمون أن نبينا يسمع كل نجوى ودعاء ولا يخفى عليه شيء من ذلك:

وهذا يلزم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم سميع بصير بالغيب. لا يخفى عليه شيء مما يدعو به الناس. لا تلتبس عليه المسائل يسمع المستغيثين أينما كانوا قريبين أو بعيدين بالآلف كانوا أم بالملايين.
لقد خفيت امور على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن كان حيا: قال تعالى عن بعض المنافقين (لا تعلمهم نحن نعلمهم).

وخفي عليه قتل القراء السبعين من الصحابة.

وخفي عليه أن عائشة تخلفت عن الجيش. ولا يجوز أن يقال إنه علم ولكنه تركها تخلو برجل أجنبي عنها.

وخفي عليه جماعة من أمته انقلبوا على أعقابهم يمنعون أن يردوا الحوض. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم (أصيحابي) فيقال له : أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

ويوم البعث لا يدري هل أفاق موسى عليه السلام قبل نبينا أم ماذا؟ قال عليه الصلاة والسلام " لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله" (البخاري2/849).

أن عيسى صرح أنه كان شهيدا على أمته ما كان فيهم. فقال (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم).

فكيف يعتقد هؤلاء أنه يسمع استغاثتهم أينما ووقتما كانوا؟ هذا هو التأليه مه الله سواء قبلوا بتسميته أم لا.
الشبهة رقم (17)

17- ماذا قال الحافظ تقي الدين السبكي عن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه ؟

قال الحافظ الفقيه اللغوي تقي الدين السبكي إن التوسل والاستغاثة والتوجه والتَّجوُّهَ بمعنى واحد ذكر ذلك في كتابه شفاء السَّقام الذي ألَّفه في الرد على ابن تيمية بإنكاره سنية السفر لزيارة قبر الرسول وتحريمه قصر الصلاة في ذلك السفر.

الـــرد المــــفــصــل

التوسل والاستغاثة ليسا بمعنى واحد

أولا: باعتراف شيخكم الحبشي الذي قال إن الأفضل أن لا يقول القائل (المدد يا رسول الله) وإنما الأفضل أن يقول (اللهم بجاه نبيك أغثني) وهو مسجل بصوته.

ثانيا: باعتراف مشايخ الأحباش القائلين في نشرتهم بأن قول القائل (المدد يا رسول الله) لا ثواب له فيه. وأما قول اللهم أمدني بمدد نبيك فإن له ثواب". [أنظر الدائرة العلمية 27 وفتوى نبيل الشريف في [مجلة منار الهدى 15/33]. فيلزمكم التفريق بين التوسل وبين الاستغاثة.

وبالمناسبة فإنكم لم تأتوا بالنص صريحا من كتاب السبكي لتثبتوا لنا أنه قال بأن التوسل والاستغاثة بمعنى واحد. وأنا سوف آتيكم من كلام السبكي بما ينقض قولكم. قال السبكي " ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه ، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له ، والمسئول به مختلف ، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله" (شفاء السقام160-161). فتأمل قول السبكي (ولا سؤال غير الله) تفهم بعد ذلك لماذا لم يلتزم الأحباش إحضار كلامه بالنص. إنهم قوم خونة محرفون. ولا ننسى حذفهم ست صفحات من كلام الشيخ عبد الباسط فاخوري واحتيالهم بأن هناك سقط في المخطوط وأنهم سوف يستدركونه في الطبعة القادمة. وقد عهدناهم يجيزون الاحتيال حتى على الله.

ثالثا: وأما قولكم بأن النبي صلى الله عليه وسلم حرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذب. فإن عند ابن تيمية كتابا بعنوان (الرد على البكري واستحباب زيارة قبر خير البرية). ولكنه نهى ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا" (متفق عليه). وقد حرم الجويني السفر إلى القبر قبل ابن تيمية بناء على هذا الحديث كما حكاه عنه النووي وابن حجر العسقلاني والزبيدي (النووي على مسلم 9 / 106 و 168 فتح الباري 3 / 65 إتحاف السادة المتقين 4 / 286).

واعترف السبكي بأن الجويني كان ينقل عن شيخه القاضي الفتوى بذلك (شفاء السقام ص121-124).
فلماذا لم تنكروا على الجويني مثل إنكاركم على ابن تيمية؟

الشبهة رقم (18)

18- ما الدليل على استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها ؟

قَالَ الحَافِظُ وليُّ الدّينِ العِرَاقيُّ في حَديثِ أبي هُريرةَ أنَّ مُوسَى قالَ: "ربّ أَدْنِني مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجرٍ"، وأنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "والله لَو أني عِندَهُ لأَريْتُكم قَبْرَهُ إلى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الكَثِيْبِ الأحْمَرِ": فيهِ اسْتِحْبَابُ مَعْرِفَةِ قُبورِ الصَّالحِينَ لزِيَارتها والقِيامِ بحقّهَا. اهـ
.
فيفهمُ من قولِ رسولِ الله عن قبرِ موسى عليه السلام "والله لو أني عندَهُ لأريتُكُم قبرَهُ إلى جنبِ الطَّريقِ عندَ الكثيبِ الأحمرِ" والذي هو قُربَ أريحا الإشارةُ إلى أن زيارةَ قبورِ الأنبياءِ والصّالحينَ للتبركِ بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابرُ وعلى ذلك نَصُّوا.


الـــرد المــــفــصــل

ما هو القيام بحقها عندكم؟ القيام بحقها عندكم: أن تستغيثوا بها وتبنوا عليها المساجد وتتضرعوا إليها بالدعاء وتشابهوا بفعلكم هذا اليهود والنصارى؟ هذا هو القيام بحقها عندكم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد).

وإليكم حديثا ينهى عن الدعاء عند القبر. رواه أهل البيت وصححه الحافظ السخاوي :
روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن علي بن الحسين رضي الله عنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال : " ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله قال: لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم " قال السخاوي " وهو حديث حسن (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص228 وذكره البخاري في التاريخ الكبير2/3-289 مصنف عبد الرزاق6694 ومصنف ابن أبي شيبة2/375) ".

كيف يقوم الأحباش والصوفية بحق القبور؟

يُتمرغون ويكتحل بتراب القبر ويبتلعون شيئاً من تراب قبر الولي على الريق ليحصل لهم الشفاء (جامع كرامات الأولياء 1 / 117 ) قال الحبشي " وأما أخذ شيء من تراب القبر ثم يقرأ عليه سورة القدر سبع مرات ثم يوضع في الكفن أو في القبر خارج الكفن فلا بأس بذلك" (بغية الطالب ص158).

ويحكون في القبور غرائب القصص مما يمكن أن تقرأه في مجلة سوبرمان. فهذا الولي يخرج متى ما أراد وبهاء الدين نقشبند يخرج ويعرج فوق العرش متى ما أراد.

حتى إنهم يأخذون البيعة عند القبور ويسمعون كلام الموتى يكلمونهم (طبقات الشعراني1/186) .
بل اعتبر الرفاعية أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة بل أفضل من عرش الله، بل أفضل من الجنة (قلادة الجواهر 104 ).

ولا ننسى أن الأحباش رفاعيو الطريقة والرفاعية يعتقدون بعقيدة الشيعة باثني عشر إماما آخرهم المهدي صاحب السرداب (بوارق الحقائق 78 و 177 للصيادي).

وهذا والله عودة إلى الجاهلية القديمة وترويض للناس على تقديس التربة وتعليق القلوب بالموتى رجاء ما عندها وخوفا مما عندها.

الشبهة رقم (19)

19- مستحب أن يقال عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وقد ذَكَرَ الإمامُ أبو الوفاء بن عقيلٍ الحنبليُّ الذي هو من أعمدةِ المذهَبِ الحنبليّ أنه ممَّا يُستَحَبُّ قولُهُ عند زيارةِ قبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنكَ قُلتَ في كتابِكَ لنبيّك صلى الله عليه وسلم:{ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا} [سورة النساء]، وإنّي قد أتيتُ نبيَّكَ تائبًا مستغفرًا فأسألكَ أن تُوجِبَ لي المغفرةَ كما أوجَبتَهَا لمن أتاهُ في حياتِهِ، اللهم إني أتوجَّهُ إليكَ بنبيّكَ صلى الله عليه وسلم نبيّ الرّحمةِ، يا رسولَ الله إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي ليغفرَ لي ذنوبي"، فبعدَ هذا كيفَ يقولُ بعضُهم إن زيارةَ قبرِ النَّبي للتبرُّكِ بهِ والتّوسُّلِ بهِ زيارةٌ شركيّةٌ، فما أَبعَدَ هؤلاءِ عن الحَقّ.

الـــرد المــــفــصــل

هذا الفهم المحدث للآية يلزم منه الطعن في عمر بن الخطاب والصحابة أنهم جهلوا هذا الذي فهمه من بعدهم كابن عقيل الذي كثر الإنكار عليه لتلقيه علم الدين من المعتزلة والمنحرف عن السنة (سير أعلام النبلاء19/443). ألم تجدون لكم غير أبي طالب وابن عقيل لتستدلوا بهما على عقيدتكم؟

لقد أعلن عمر عن ترك التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. ولو كان هذا المعنى الصحيح للآية لعمل به الصحابة الذين هم أحرص منا على الخير.

والآية معناها المجيء إليه صلى الله عليه وسلم في حياته .

وقد ذم الله من تخلف عن هذا المجيء واعتبرهم منافقين مستكبرين غير مغفور لهم فقال { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5 سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }. فهل الذين لا يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم عند ارتكاب الذنب: فاسقون مستكبرون؟؟؟

ولم يثبت أن أحداً من الصحابة أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأله الاستغفار وهذا يقتضي دخول الصحابة في المنافقين المستكبرين وأن الله لن يغفر لهم لأنهم ما عملوا بهذه الآية ، بل ثبت تركهم للتوسل به بعد موته والتوسل بغيره.

لا يعقل أن يعطل الصحابة تطبيق الآية ثم يأتي هؤلاء الخلوف ويفهمون منها ما لم يفهمه ولم يطبقه الصحابة.

ثم إن إيجاب مجيء القبر على كل مذنب من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تكليف بما لا يطاق ، فإن الأمة لا تستطيع مجيء القبر عند ارتكاب كل ذنب.

أن في هذا الفهم إلغاء لدور الحج والعمرة، بل يصير القبر حَرَماً يحج إليه الناس. وحينئذ: فلماذا يحج الناس إلى مكة؟ أليس ليعودوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم؟ ولماذا يفعلون ذلك والآية تنص بزعمهم على وجوب حج المذنبين إلى قبره؟ وكأنهم يقولون: من حج إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه !!!

ويلزم أن يصير القبر عيداً بل أعظم أعياد المذنبين، وهذا مخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه نهى عن أن يُتخذ قبره عيداً.

أن الآية خاصة بحياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث نزلت فيمن ترك الرسول صلى الله عليه وسلم وتحاكم إلى الطاغوت فهو بذلك أساء إلى الرسول وترك حقا شرعياً لا تتحقق التوبة منه إلا بالمجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإعلان التحاكم إليه . فوضح من ذلك أن هذه الآية نزلت في المنافقين { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } .

وإذا كانت هذه الآية تأمر بالمجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الاستغفار فإن الآية التي بعدها تأمر بالتحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ويلزم من هذا أن الصحابة تركوا العمل بالآيتين فلم يثبت مجيء أحد منهم إلى القبر عند الذنب. ولا هم تحاكموا إليه عندما اختلفوا فيما بينهم. أو يلزمكم فساد فهومكم.

قال تعالى [يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله] ويلزم أن هذا الحكم باق أيضا فكل امرأة تؤمن يجب أن تذهب إلى قبر النبي لتبايعه

الشبهة رقم (20)

20- ماذا قال الحافظ سراج الدين بن الملقن عن قبر معروف الكرخي؟

إنَّ أحدَ حُفَّاظِ الحديثِ واسمهُ الحافظُ سراجُ الدّينِ بن المُلقّن هذا تُوفّيَ بعدَ ابن تيمية بنحوِ ستين سنةً وهو من الفقهاءِ الشّافعيّينَ ذَكَرَ عن نفسِهِ في كتابِهِ طبقاتِ الأولياءِ وهو كتابٌ يذكرُ فيه تراجمَ أولياءَ من السَّلفِ والخلفِ فقال: "ذهبتُ إلى قبرِ معروفٍ الكَرخيّ وَقَفتُ ودعوتُ الله عِدَّةَ مرَّاتٍ، فالأمرُ الذي كانَ يصعبُ عليَّ ينقضي لما أدعو الله هناكَ عندَ قبرِهِ"، هذا معروفٌ الكرخيُّ من الأولياءِ البارزينَ المشهورينَ في بغدادَ، معروفٌ عند العَامّةِ والخاصَّةِ، يقصدونَ قبرَهُ للتّبرُّكِ.

الـــرد المــــفــصــل

ابن الملقن هذا مبتلى بخيالات الصوفية وكتبه تشهد بذلك. فقد جاء في كتابه أن الرفاعى أكل سمكاً مع تلاميذه ثم قال لعظام السمك : كوني سمكاً كما كنت أولاً . فما استتم كلامه حتى قامت وتناثرت سمكاًَ حياً : شاهدة لله بالوحدانية وللنبي بالرسالة وللسيد الرفاعي بالولاية العظمى ، وأنها كانت تسأل الرفاعي بحق الله أن يأكلها ، وأنه دخل رجل على الرفاعى مكتوب على جبهته سطر الشقاوة فمحاه " أي بدّل ما قدره الله فصار مكتوباً سعيداً (طبقات الصوفية لابن الملقن ص98-99).
• فهل حقا يأكل الرفاعي السمك ثم يعيدها حية؟
• وهل نطقت الأسماك بالشهادتين ومعها الشهادة للرفاعي بالولاية؟
• وهل يستطيع الرفاعي أن يبدل ما قدره الله في اللوح المحفوظ؟


يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-01-2010, 07:08 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

الشبهة رقم (21)

21- ماذا جاء عن الحسن بن إبراهيم الخلال في أمر التوسل والزيارة؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن الحسنِ بن إبراهيم الخَلالِ أنه قال: "ما همَّني أمرٌ فَقَصَدتُ قبرَ موسى بن جعفرٍ فتوسَّلتُ به إلا سَهَّلَ الله تعالى لي ما أحبُّ" اهـ.

الـــرد المــــفــصــل

قبر رسول الله خير من قبر موسى بن جعفر. وقد ترك عمر التوسل به أمام جماهير الصحابة. ورواه عنه البخاري.

ونهى مالك أن يقال زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم . حكاه عنه الحافظ ابن حجر (فتح الباري 3 / 66 وانظر الذخيرة للقرافي 3/375 ). فكيف بمن يقول ذهبت إلى القبر لأطلب حاجتي؟

وفي هذه الرواية أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي مختلط في روايته. كما صرح به ابن الصلاح في علومه (من رمي بالاختلاط 1/52 وكتاب المختلطين 1/6).

وقد تعجب الحافظ ابن الجوزي من هذا الغلو بقبر معروف الكرخي حتى قال " " (كشف المشكل في حديث الصحيحين دار الوطن ط: 14).

لقد أحرق الله هذا القبر الذي صار كالمسجد الحرام. فلو كان معروف الكرخي عنده شيء من الترياق وإجابة المضطر لأنقذ قبره من هذا الحريق. (أنظر البداية والنهاية12/95).

ما من موطن أو وقت تكون إجابة الدعاء فيه أقرب إلا وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم الكريم. عند السجود وفي المسجد الحرام وفي الثلث الأخير من الليل وعند التحام الصفين في القتال بين المسلمين والكفار وبين الأذان والإقامة ولم يذكر نبينا شيئا عن القبور بل نهى عن اتخاذ القبور عيدا وأن تتخذ مساجد.


الشبهة رقم (22)

22- ماذا قال إبراهيم الحربي عن قبر معروف الكرخي؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن بعضِ أكابرِ السَّلفِ ممَّن كانَ في زمنِ الإمامِ أحمدَ بن حنبلٍ واسمه إبراهيم الحربيُّ أبو إسحق وكان حافظًا فقيهًا مجتهدًا يُشبَّهُ بأحمدَ بن حنبلٍ، وكان الإمامُ أحمدُ يُرسلُ ابنه ليتعلّمَ عندَه الحديثَ أنهُ قالَ: "قبرُ معروفٍ التّرياقُ المجرَّبُ"، والتّرياقُ هو دواءٌ مركب من أجزاء وهو معروفٌ عند الأطباءِ القُدَامى من كثرةِ منافِعِهِ، وهو عندهم أنواع، شَبَّهَ الحربيُّ قبرَ معروفٍ بالترياق في كثرةِ الانتفاع فكأنَّ الحربيَّ قال: أيها الناسُ اقصدوا قبرَ معروفٍ تبركًا بهِ من كثرةِ منافِعِهِ.

الـــرد المــــفــصــل

وفي الرواية محمد بن الحسين السلمي. قال محمد بن يوسف القطان " كان غير ثقة وكان يضع الحديث للصوفية" (تنزيه الشريعة1/103 وحكاه المناوي في فيض القدير3/356 تذكرة الحفاظ3/1046 الضعفاء والمتروكون3/52 ميزان الاعتدال6/119 ).

ولو كان القبر ترياقا لاتخذ الصحابة قبر نبيهم ترياقا. وء لجرب الصحابة قبر نبيهم صلى الله عليه وسلم لكن عمر أبطل هذه الوثنية بإعلانه ترك التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.

وقد رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال : ما هذا ؟ قالوا مكان صلى فيه رسول الله ، قال : أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمضِ " وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بها فقطعت (قال الحافظ في الفتح ( 7 / 488 ) " إسناده صحيح).

وهذه مهمة الأحباش تعليق الناس بالآثار جريا على سنن اليهود والنصارى. قال ابن الجوزي " وأما نهيه عن اتخاذ القبور مساجد فلئلا تعظم لأن الصلاة عند الشيء تعظيم له وقد أغرب أهل زماننا بالصلوات عند قبر معروف وغيره وذلك لغلبة الجهلة وملكة العادات" (كشف المشكل2/50).

وتعقبه المقدسي فقال "قال شيخنا قصده للدعاء عنده رجاء الإجابة بدعة لا قربة باتفاق الأئمة وقال أيضا يحرم بلا نزاع بين الأئمة" (الفروع2/127
الشبهة رقم (23)

23- ماذا قال عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأزهري عن قبر معروف الكرخي؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن عبيدِ الله بن عبدِ الرّحمن بن محمّد الزُّهري أنه قالَ: سمعتُ أبي يقولُ: "قبرُ معروفٍ الكرخي مجرَّبٌ لقضاءِ الحوائجِ، ويقالُ: إنه مَن قَرَأَ عندَهُ مائةَ مرَّةٍ: {قُل هوَ اللهُ أحَد} (سورة الإخلاص/1) وسَأَلَ الله تعالى ما يريدُ قَضَى الله له حاجتهُ".

الـــرد المــــفــصــل

من الذي يشرع للناس تحديد عدد مرات قراءة سورة الاخلاص عند القبر بمئة مرة؟ لماذا لا تكون 99؟ هل عنده وحي من السماء يعطيه صلاحية تحديد أعداد الأذكار؟

ومن الذي أجاز طلب الحوائج عند القبر؟ هل أمر بذلك الرسول أم فعله الصحابة؟
وإذا كان مالك قد نهى عن أن يقول الرجل زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم. فكيف بمن يجعلون القبر مستوصفا للعلاج من الجروح والحروق ومستودعا للأرزاق؟
الشبهة رقم (24)

24- ماذا قال أبو عبد الله المحاملي عن قبر معروف الكرخي ؟

ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن أبي عبد الله المحامليّ أنه قالَ: "أعرفُ قبرَ معروفٍ الكرخيّ منذُ سبعينَ سنةً، ما قصدَهُ مهمومٌ إلا فَرَّجَ الله همَّهُ".

الـــرد المــــفــصــل

قبر رسول الله خير من قبر معروف الكرخي ولم يتخذه الصحابة ترياقا لهم.

يبدو أن قبر معروف الكرخي صار مسجدا حراما يحج إليه الناس من كل حدب وصوب ولذلك أحرقه الله تعالى. فلو كان معروف الكرخي عنده شيء من الترياق وإجابة المضطر لأنقذ قبره من هذا الحريق. (أنظر البداية والنهاية12/95
الشبهة رقم (25)

25- ماذا يروى عن الشافعي أنه كان يقول عن أبي حنيفة وقبره؟

ورُويَ عن الشَّافعي أنه كان يقولُ: "إنّي لأتبرَّكُ بأبي حنيفةَ وأجيءُ إلى قبرِهِ في كلّ يومٍ ـ يعني زائرًا ـ فإذا عَرَضَت لي حاجةٌ صلَّيتُ ركعتينِ وجئتُ إلى قبرِهِ وسألتُ الله تعالى الحاجةَ عندَهُ فما تَبعُدُ عني حتى تُقضَى".

الـــرد المــــفــصــل

هذا لم يثبت عن الشافعي

بل الشافعي يكذبه بالدليل من كتبه: قال الشافعي " وأكره أن يعظَم مخلوق حتى يُجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس" (كتاب الأم1/278 المهذب1/139 روضة الطالبين1/652 المجموع شرح المهذب للنووي5/266و8/257).

ولما سئل عن هدم القبور المرتفعة أجازه وأخبر أن العلماء أفتوا بذلك. فقد نقل النووي عن الشافعي أنه قال فيما يبنى على القبر " رأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك" .

فإن في سند الرواية إلى الشافعي مجاهيل وانقطاع. عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، ويحتمل أن يكون هو (عمرو) بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي. ترجمه الخطيب ( 12 / 226 ) وذكر أنه بخاري قدم حاجا سنة ( 341 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال، ويبعد أن يكون هو هذا، إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة (247) على أكثر الأقوال، فبين وفاتهما نحو مائة سنة، فيبعد أن يكون قد أدركه ".

الشبهة رقم (26)

26- ماذا قال الحافظ الجزري عن قبور الصالحين ؟

وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ، وهذا الحافظُ جاءَ بعد ابن تيمية بِنحوِ مائةِ سنةٍ، ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية.

الـــرد المــــفــصــل

أولا: أن مس القبر أقل شأنا من اتخاذه موضعا للصلاة. والصلاة معناها الدعاء. ومع ذلك اعتبره العلماء من سنن اليهود والنصارى.

فكيف بالتوجه إلى الأموات وطلب الحوائج منهم؟

قال الغزالى " ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة اليهود والنصارى. (إحياء علوم الدين1/259 و4/491). وحكاه النووي عن العلماء المعتبرين (المجموع شرح المهذب5/311). وقال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح (ص 340) والشيخ ملا علي قاري (شرح الشفا2/152). وفي الفتاوى الهندية (1/265 )" ولا يضع يده على جدار التربة" .

ونهى السبكي عن مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم محتجا أيضا بقول مالك (شفاء السقام ص152 و155

).

فهل يتراجع الأحباش عن عقيدة مس الجدران بعد هذه الأقوال؟

ثانيا: الجزري لم يذكر دليلا على الجواز وإنما قال بأنه قد جرب. والحلال والحرام يعرفان بالدليل لا بالتجربة (أنظر كتابه عدة الحصن الحصين ص26).

ثالثا: أن عمر أعلن ترك الدعاء عند القبر من غير تجربة. ولم يثبت شيء من فعل صحابي بدليل صحيح ولهذا اضطر ابن الجزري الى أن يفتح مصنع أو مختبر للتجارب.

وقد تعقبه الإمام الشوكاني مبينا أنه إن كان المقصود بذلك طلب الحوائج من الموتى فهو شرك. قال " فينادونهم مع الله ويطلبون منهم ما لا يطلب إلا من الله" (تحفة الذاكرين ص63). والشوكاني يطلق التوسل ويريد به سؤال الله بالنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف زعمكم بأن التوسل هو إستغاثة النبي صلى الله عليه وسلم من دون الله.

رابعا: إليكم هدية من الجزري في حق ابن عربي الذي يعتقد بأن الخالق والمخلوق شيء واحد وأن فرعون مؤمن. قال ابن الجزري:
دعا ابن العُرَيبيِّ الأنامَ ليقتدوا = بأعورة الدجال في بعض كتبه
وفرعونَ أسماه لكل محقق = إماماً ألا تَبــّاً لـه ولِحزبِـــــــــهِ

(المصدر: كتاب الرد على القائلين بوحدة الوجود 1/138 وكتاب العقد الثمين ص 173 للفاسي).

الشبهة رقم (27)
27- أذكر قول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حجّ فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ونختِمُ هذا المقالَ بقولِ الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.

الـــرد المــــفــصــل

الرواية مردودة بضعف الراوي وانقطاع السند ومخالفة الرواية لما تواتر من مذهب مالك.

1 - إسناد هذه الرواية مظلم، فيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف كثير المناكير، قال البخاري: في حديثه نظر. وقال الجوزجاني والنسائي ليس بثقة.

2 - ومحمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكاً إذ توفي سنة 248 هـ ، بينما توفي مالك سنة 179.

3 - من كراهية استقبال القبر عند الدعاء وإنما يستقبله عند السلام فقط . ويستقبل القبلة عند الدعاء. قال الحافظ في الفتح " أما مالك فقد كان رحمه الله يكره أن يقول الرجل : زرت قبر النبي ونص عليه القرافي في الذخيرة والزبيدي في شرح الإحياء أن دليل مالك قوله اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (فتح الباري 3 / 66 وانظر الذخيرة للقرافي 3 / 375 ).

الشبهة رقم (28)
28- ما دليل أن إثم تكفير الوهابية للمسلمين لمجرد قصد قبور الأنبياء والصالحين وهم يعتقدون أن الأنبياء والأولياء أسباب فقط يكون في صحائف ابن تيمية لأنه أوّل من سنَّ هذا؟

كيفَ تجرأَ ابنُ تيمية على تحريمِ ذلك وتكفيرِ من يفعلُ ذلكَ والحكم عليه بالشرك، ثم كيفَ تجرأَ على دعوى أنه مُتَّفَقٌ عليهِ بين العلماءِ، ولو قالَ هذا ما أراهُ وأعتقدُهُ لكانَ ذلكَ إبداءَ رأيهِ الخاص لكنه أوهَمَ أن هذا الذي يراهُ متفقٌ عليهِ عند علماءِ الإسلامِ تلبيسًا على الناسِ وهو يعلمُ أن الأمرَ ليسَ كذلكَ، فما أعظم ما ترتَّبَ من كلامِ ابن تيمية هذا من تكفيرِ أتباعِهِ الوهابيةِ للمسلمينَ لمجردِ قَصدِ قبورِ الأنبياءِ والصالحينَ وهم يعتقدونَ أن الأنبياءَ والأولياءَ أسبابٌ فقط لا يخلقونَ منفعةً ولا مضرَّةً، فكلُّ إثمِ تكفيرِ هؤلاءِ المسلمينَ يكونُ في صحائف ابنِ تيمية لأنه أولُ من سَنَّ هذا، فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ومن سنَّ في الإسلامِ سنةً سيئةً فعليهِ وِزرُهَا ووزرُ من عَمِلَ بها من بعدِهِ لا ينقصُ من أوزَارِهم شىءٌ" وهو حديثٌ مشهورٌ رواه مسلمٌ وغيرُهُ.

الـــرد المــــفــصــل

أما التكفير فهو مما اشتهر به الأحباش بين عامة الناس حتى صاروا في لبنان مضرب الأمثال. بينما يتظاهرون هنا بالرحمة واللين وأنهم مشفقون على الناس من التكفير.

وأما ما حكاه ابن تيمية من الاجماع على عدم قصد قبور الصالحين بالدعاء فصحيح وأول مستنده إجماع السلف. فقد (((جمع))) عمر الصحابة للاستسقاء وأعلن أمامهم عن ترك التوسل بالنبيeالذي كانوا يطلبونه من الرسول وهو حي. فهذا إجماع من السلف.

ووقع اقتتال بين الصحابة، ووصف الله رسوله بأنه حريص عليهم (بالمؤمنين رؤوف رحيم). ولو كان ثمة اتصال ممكن بين عالمه وعالمنا لاستشاروه وتحاكموا إليه ولأشار عليهم بما يحقن دماءهم.

وهذه الحقيقة تبطل دعوى أن عمر توسل بالمفضول مع وجود الفاضل. أين هذا من ضرورة حقن الدماء؟
ولماذا لم يتخذ الصحابة نبيهم سببا ولا مرة واحدة؟ لا في الاستسقاء ولا في القتال مع أنهم أحرص الناس على اتخاذ الأسباب المشروعة؟

هل يرحم الرسول الجائع ولا يرحم القتلى؟

واحتج الأحباش بقصة أبي الخير الأقطع (الصوفي) الذي كانت السباع والهوام تأوي عنده والهوام. قالك: " دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا فقدمت إلى القبر وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بن أبي طالب بين يديه فحركني علي وقال لي قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف" (تاريخ دمشق66/161).

تعليق: لا نعرف وليا يكون مأوى للحشرات من بق وقمل وعقارب وصراصير.

ثم إن هذا الولي المزعوم قد حكوا أنه كان يعلم ما في قلوب البشر وما يكنونه في ضمائرهم (تاريخ الاسلام25/488).

ولماذا يعطي الرسول خبزا لهذا الجائع ولا يتصل بأصحابه فيحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ليوفر عليهم القتال والدماء؟

هل تقتصر رحمة النبي على الجائع الذي يناوله رغيفا من الخبز فيأكل نصفه وهو نائم ثم ينتبه وفي يده النصف الآخر، بينما لا يحرك ساكنا فيما وقع بين الصحابة من قتنة؟

ولماذا لم يفعل السلف ما فعله أبو الخرافة هذا؟


يتبع بإذن الله.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-01-2010, 07:12 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

الشبهة رقم (29)

29- أذكر ما حدّث به الشيخ أحمد ذاكر من عجائب تكفير الوهابية للمسلمين.

ومن عجائِبِ تكفيرِ الوهابيةِ للمسلمينَ ما حدَّث به الشيخُ أحمدُ ذاكر قالَ: كنتُ في ناحيةِ بني غامد في الحجازِ جالسًا تحتَ شجرةٍ أدعو الله رافعًا يديَّ فأقبلَ إليَّ واحدٌ وقال بصوتٍ عالٍ: لِمَ تعبُدُ الشجرةَ، وهذا الإنكارُ منهُ وتكفيرهُ لهُ ناشئ من مجردِ سوءِ الظن بالرجلِ كَفَّره من غير أن يَسمَعَ منه ما يقولُ، ولم يكن هذا في بلدٍ من بلادِ المسلمينَ قبل ظهورِ محمد بن عبد الوهاب في نجدِ الحجازِ، ثم ازدادَ أتباعُهُ غلوًّا ولا يزالونَ يزدادونَ غلوًّا إلى يومِنَا هذا.

الـــرد المــــفــصــل

عسى أن تبلغوا الشرطة عنه حتى تحقق معه
الشبهة رقم (30) ورقم (31)
30- ما الدليل على أن الاستعاذة بغير الله ليست شركاً ؟

أخْرجَ أحْمدُ في المُسْنَدِ بإسْنادٍ حَسَنٍ كَما قَالَ الحَافِظُ ابنُ حجَرٍ أنَّ الحارِثَ بنَ حسَّانٍ البَكْرِيَّ، قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بالله ورَسُولِه أَن أَكُونَ كَوافِدِ عَادٍ، الحديث بطُولِهِ دليلٌ يُبطِلُ قولَ الوهابيةِ: الاستعاذَةُ بغيرِ الله شِركٌ.

31- أذكر قصة الحارث بن حسان البكري لما قدم إلى رسول الله وقال له "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" ؟

الحارثُ بن حسَّان البكريُّ قالَ: "خرجتُ أشكو العلاءَ بن الحضرميَّ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فمررتُ بالرَّبذةِ فإذا عجوزٌ من بني تميمٍ منقطع بهَا، فقالت لي: يا عبدَ الله إنَّ لي إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حاجةً فهلاَّ أنتَ مبلّغي إليهِ، قال: فحملتُها فأتيتُ المدينةَ فإذا المسجدُ غاصٌّ بأهلِهِ، وإذا رايةٌ سوداءُ تخفِقُ وبلالٌ متقلّدٌ السَّيفَ بين يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: ما شأن الناس، قالوا: يريدُ أن يبعثَ عمرو ابن العاص وجهًا، قال: فجلستُ، قال: فَدَخَلَ منزلهُ أو قالَ رَحلَهُ، قال: فاستأذنتُ عليه فأَذِنَ لي فدخلتُ فسلَّمتُ، فقال: "هل كانَ بينكم وبينَ بني تميمٍ شىء"، قال: فقلتُ: نعم، قالَ: وكانت لنا الدَّبرة عليهم، ومررتُ بعجوزٍ من بني تميمٍ منقطعٍ بها فسألتني أن أحمِلَها إليكَ وها هي بالبابِ، فأَذِنَ لها فَدَخَلَت فقلتُ: يا رسولَ الله إن رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبينَ بني تميمٍ حاجزًا فاجعَل الدَّهناء، فَحَمِيَت العجوزُ واستوفزت، قالت: يا رسولَ الله فإلى أينَ تضطر مُضَرُكَ، قال: قلتُ: إنما مثلي ما قالَ الأوّل: معزاء حَملَت حتفَهَا، حملْت هذه ولا أشعرُ أنها كانت لي خصمًا، أعوذُ بالله ورسولِهِ أن أكونَ كوافِدِ عادٍ، قال: "هيه وما وافدُ عادٍ" وهو أعلمُ بالحديثِ منهُ ولكن يستطعمهُ، قلتُ: إن عادًا قُحِطواـ أي انقطعَ عنهم المطرُ ـ فبعثوا وافدًا لهم يُقالُ له قيل، فمرَّ بمعاوية بن بكر فأقامَ عندَهُ شهرًا يسقيهِ خمرًا وتغنّيه جاريتانِ يُقالُ لهما الجرادتانِ، فلما مَضَى الشهر خرجَ إلى جبالِ تِهامة ـ يَطلبُ المطرَ من الله، لأن هؤلاءِ كانوا مع شركِهم يعظّمونَ مكَّةَ ـ فنادَى: اللهم إنكَ تعلمُ أني لم أجىء إلى مريضٍ فأداويهِ ولا إلى أسيرٍ فأفاديَهُ، اللهم اسقِ عادًا ما كنتَ تسقيهِ، فمرَّت بهِ سحابات سودٌ ـ والغالبُ أن السّحابةَ السوداء هي التي تحمِلُ المطرَ، فَرحَ فقالَ الآن ينزلُ المطرُ
ـ فنودِيَ منها ـ أي ناداهُ المَلَكُ قائلاً ـ: اختر، فأومأَ إلى سحابةٍ منها سوداء فَنُودِيَ منها: خُذها رَمادًا رمدِدًا لا تبقي من عادٍ أحدًا، قال: فما بلغني أنه بعثَ عليهم من الريحِ إلا قدر ما يَجري في خاتَمي هذا حتى هلكوا، قالَ أبو وائل: وصدقَ، قال: فكانت المرأةُ والرجلُ إذا بعثوا وافدًا لهم قالوا: لا تَكُن كوافِدِ عادٍ" ا.هـ

الــــــرد المــــفــصــل

الاستعاذة بالحاضر الحي جائزة. ومثلها استغاثة العبد الذي كان يضربه عقبة بالنبي e وقد حضر أمامه النبي صلى الله عليه وسلم فاستغاث به. ها قد تصدقنا عليكم بدليل صحيح من عندنا. فصح الدليل ولكن بطل استدلالكم

الشبهة رقم (32)

32- ما وجه الدليل في قول الحارث بن حسان البكري لرسول الله "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" على جواز الاستعاذة بغير الله ؟

وجهُ الدليلِ في هذا الحديثِ أنَّ الرسولَ لم يَقُل للحارثِ أشركتَ لقولِكَ "ورسولِهِ"، حيثُ استعذتَ بي وقد جَمَعَ الحارثُ الاستعاذةَ بالرسولِ مع الاستعاذةِ بالله وذلكَ لأن الله هو المستعاذُ بهِ على الحقيقةِ وأما الرسولُ فمستعاذٌ بهِ على معنى أنه سببٌ، فتبينَ للحارثِ أن حاجتَها مثلُ حاجتِهِ، هو جاءَ ليطلُبَ مِنَ الرسولِ أرضًا من الأراضي وهي نفس الشَّىء كانَ في قلبِهَا أن تطلُبَ من الرَّسولِ، فلما أوصَلَهَا إلى الرَّسولِ فإذا بها تذكُرُ للرّسولِ ما عندَها ما كانَ في ضميرِها أي في قلبِهَا، فقالَ الصَّحابي: أعوذُ بالله ورسولِهِ أن أكونَ كوافِدِ عادٍ، يعني أعوذُ بالله أن أكونَ خائبًا في أملي الذي أمَّلتهُ، معناهُ هذه المرأةُ تريدُ أن تَسبِقَني إلى ما هو حاجتي.

الــــــرد المــــفــصــل

الصحابة تركوا مجرد التوسل به. فمن باب أولى أنهم تركوا الاستغاثة به بعد موته. ولم نعهد الصحابة يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بعيد عنهم.

فالقراء السبعون لما غدر بهم الكفار وحاصروهم قالوا: اللهم أبلغ عنا نبيك ما نحن فيه. ولم يقولوا أغثنا يا رسول الله.

وأبو عامر الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم على رأس جيش أرسل جنديا وأعطاه رسالة وأمره أن يسلمها إلى النبي صلى الله عليه وسلم منه وقال للجندي: إذا لقيت رسول الله فقل له يسلم عليك أبو عامر ويقول لك: إستغفر لي يا رسول الله. فلو كانوا تعلموا طلب الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم من بعد لما قال أبو عامر للجندي فإذا لقيت رسول الله.

وهذا أويس القرني قال عنه رسول الله " إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس ... فمن لقيه منكم فليستغفر لكم " (مسلم2542). فقيد طلب الاستغفار باللقاء.

وإذا كانت الاستغاثة بالنبي بعد موته جائزة فلماذا كرهتموها وقلتم لا أجر ولا ثواب فيها؟ (أنظر الرد رقم17).


الشبهة رقم (33)

33- ما الرد على من قال "نحن لا ننكر الاستعاذة بالرسول في حياته في حضرته إنما ننكر الاستعاذة به بعد موته" ؟

الاستعاذةُ معنى واحد إن كان طلبُها من حي حاضرٍ أو غائبٍ فكيفَ يكونُ طلبُها من الحاضِرِ جائزًا ومن الغائِبِ شركًا هذا غيرُ معقولٍ، فإنَّ المؤمِنَ إن استعاذَ بحيّ أو ميتٍ فإنّهُ يرَى المستعاذَ به سببًا أي أنه ينفَعُ المستعيذَ بهِ إن شاءَ الله أي إن كتبَ الله أنه ينفعهُ، وهذا المعنى لا فرقَ به بينَ أن يكونَ المُستَعاذُ به حيًّا حاضرًا أو ميتًا غائبًا، فلا الحيُّ الحاضِرُ المستعاذُ به خالقٌ للإعاذَةِ ولا الميت قالَ الله تعالى:{هل من خالقٍ غير الله}، وأينَ معنى عبادةِ غيرِ الله في هذا أليسَ معنَى العبادة لغةً وشرعًا نهاية التَّذَللِ يا مكفّرِينَ لأمةِ الهُدَى بلا سببٍ، افهَموا معنَى العبادَة ثم تَكَلَّموا.

الـــرد المــــفــصــل

أولا: هل لاحظت أخي القارئ كيف يستدرج الأحباش الناس فيبتدئون بالكلام عن التوسل ثم يدافعون عن الاستغاثة بغير الله؟

ثانيا: الصحابة تركوا الاتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. وقد كانت حاجتهم للاتصال به أعظم من حوائج عامة الناس. فقد وقعت المجاعة والجفاف. فلم يأتوا إلى قبره بعد موته كما كانوا يأتون إليه وهو حي. ووقع بين الصحابة اختلاف وقتال. فلو كان الاتصال به مشروعا لحرصوا على العمل بهذا المشروع ووفروا على أنفسهم إهراق الدماء.

لماذا لم يقل لمعاوية تعال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لنتحاكم إليه حتى لا يراق الدم المسلم؟



__________________
يتبع بإذن الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-01-2010, 07:18 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

الشبهة رقم (34)

34- أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله.

عن ابنِ عبَّاس أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ لله مَلائِكةً في الأرْضِ سِوَى الحَفَظَةِ يَكتُبونَ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإذَا أصَابَ أحدَكُم عَرْجَةٌ بأرْضٍ فَلاةٍ فلْيُنَادِ أعِيْنُوا عِبادَ الله"، رَواهُ الطَّبَرانيُّ، وقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَميُّ: رجَالُهُ ثِقَاتٌ.

هذا الحديثُ فيه دلالَةٌ واضِحَةٌ على جوازِ الاستغاثَةِ بغيرِ الله لأن فيهِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا أن نقولَ إذا أصابَ أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرضِ أي برّيّةٍ "يا عبادَ الله أعينوا" فإنَّ هذا ينفعهُ. وهذا الحديث حسَّنَهُ الحافظُ ابن حجر، ونصُّ الحديث كما أخرجَهُ الحافظُ ابن حجرٍ في الأماليّ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكةً سِوَى الحفظَةِ سَيَّاحينَ في الفَلاةِ يكتبونَ ما يسقُطُ من وَرَقِ الشَّجَرِ فإذا أصابَ أحدكُم عرجةٌ في فلاةٍ فَليُنَادِ يا عبادَ الله أعينوا"، الله تعالى يُسمِعُ هَؤلاءِ المَلائِكَةَ الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يَسقُطُ من ورقِ الشجرِ في البريَّةِ نداءَ هذا الشَّخص لو كانَ على مسافةٍ بعيدةٍ منهم. المَلِكُ الحيُّ الحاضِرُ إذا استغيثَ بهِ: يا مَلِكَنَا ظَلَمَني فلانٌ أنقذني، يا مَلِكَنَا أصابني مجاعةٌ فأنقذني، هذا المَلِكُ لا يُغيثُ إلا بإذنِ الله، كذلكَ هؤلاءِ المَلائِكَة لا يُغيثونَ إلا بإذنِ الله، كذلكَ الأولياءُ والأنبياءُ إذا إنسان استغاثَ بهم بعد وفاتِهِم يغيثونَهُ بإذنِ الله، فإذًا هؤلاءِ سببٌ، وكِلا الأمرينِ جائزٌ.

الـــرد المــــفــصــل

إسناده ضعيف. لأن فيه أسامة بن زيد. وهو ضعيف. وهو صدوق يهم. وقد اعتبر الحافظ الضعف يسيرا فحسنه ولكنه قال: غريب جدا. وقال الهيثمي رجاله ثقات. ولكن هذا لا يرفع العلة عن الحديث فإن عند أسامة مشكلة الوهم.

والرواية مختلف في وقفها ورفعها. ولقد قال الحبشي « لا سبيل إلى الاحتجاج بالحديث المختلف في رواته» (الدليل القويم ص48).

فيجب أن يسقط الاحتجاج بالحديث عندكم سمعا وطاعة لشيخكم.

أما أسامة بن زيد: فهو عند الحافظ صدوق يهم (التقريب ترجمة317 ص98). بل قال الحافظ (في أسامة مقال) (فتح الباري9/411) وقال النسائي ليس بثقة (الضعفاء والمتروكون51). وقال أبو حاتم ليس بالقوي (علل الحديث361).

وأما الاختلاف في وقفه ورفعه فقد رواه جعفر بن عون وروح بن عبادة وعبد الله بن فروخ عن أسامة موقوفا.

وهو على فرض صحته فإنه يقيد الاستعانة بالملائكة وهم حاضرون متنقلون.

-

ملاحظة هناك أحاديث شبيهة بهذا الحديث ليس فيها ذكر الملائكة وهي ضعيفة. جاءت من طريق معروف بن حسان وهو ضعيف. ووردت من طريق أخرى تفرد بها عبد الرحمن بن شريك عن أبيه وكلاهما متكلم فيه. ومن طريق أخرى عن محمد بن إسحاق وهو صدوق لكنه مدلس وقد عنعن في الرواية.
الشبهة رقم (35)

35- يقول ابن تيمية " قول أغثني يا رسول الله شرك إن كان في غيابه أو بعد وفاته". فما الرد على ابن تيمية والوهابية القائلين "لم تستغيث بغير الله، الله لا يحتاج إلى واسطة" ؟

أما ابن تيمية فيقولُ: قولُ أغثني يا رسولَ الله شركٌ إن كانَ في غيابِهِ أو بعد وفاتِهِ، عندهُ لا يجوزُ التّوسلُ إلا بالحيّ الحاضِرِ، يقول ابن تيمية والوهابية لِمَ تستغيثُ بغيرِ الله تعالى، الله تعالى لا يحتَاجُ إلى واسِطَةٍ، فيقالُ في الرَّدّ عليهم: كذلكَ المَلِكُ الله تعالى لا يحتاجُ إليه ليغيثَكَ وكذلكَ الملائِكَةُ الله لا يحتاجُ إليهم ليغيثوكَ، فما أبعد ابن تيمية وأتباعه عن الحَقّ حيثُ إنهم وَضَعوا شروطًا لصِحَّةِ الاستغاثَةِ والاستعانة بغيرِ الله ليست في كتابِ الله ولا في سنّةِ رسولِ الله، وكلُّ شرطٍ ليسَ في كتابِ الله فهو باطِلٌ وإن كانَ مائَة شرطٍ. هذا والعجبُ من ابن تيمية ثَبَتَ عنه أمرانِ متناقضانِ وهو أن القولَ المشهورَ عنه المذكور في أكثرِ كتبِهِ تحريم الاستغاثَةِ بغيرِ الحيّ الحاضِرِ، وصرَّحَ في كتابِهِ الكلم الطَّيب باستحسانِ أن يقولَ من أصابَهُ خَدَرٌ في رجلِهِ "يا محمدُ"، وكتابُهُ هذا الكلم الطيب ثابِتٌ أنه من تأليفِهِ فما أثبَتَهُ في هذا الكتابِ هو موافِقٌ لِعَمَلِ المسلمينَ السلفِ والخلفِ، وأما مشبّهةُ العَصرِ الوهابية الذين هم أتباعُ ابن تيمية مجمعونَ على أن قول يا محمد شركٌ وكُفرٌ.

وهذا الكتابُ الذي عقدَ فيه ابنُ تيميةَ فصلًا لاستحبابِ أن يقولَ من أصابَه الخدر يا محمد ثابتٌ عنه توجدُ منه نسخٌ خطيةٌ ونسخٌ مطبوعةٌ. وقد اعترفَ بصحةِ هذا الكتابِ أنه لابن تيميةَ زعيمُ الوهابيةِ ناصر الدين الألباني وهذا مذكورٌ في مقدمةِ النسخةِ التي طبَعها الوهابي تلميذ الألباني زهير الشاويش، فهم وقعوا في حيرة لما أُوردَ عليهم هذا السؤال: "هذا ابن تيمية قال في كتابهِ هذا فصل في الرَّجلِ إذا خدرت وأوردَ أن عبدَ الله بنَ عمرَ خدرت رِجله فقيل له اذكُر أحب الناسِ إليك فقال يا محمد فاستقامت رجلُه كأنه نُشِط من عقال. هذا فيه استحبابُ الكفرِ والشركِ عندكم وقائل هذا زعيمكم الذي أخذتم منه أكثر عقائدِكم، فماذا تقولون كَفَرَ لهذا أم لم يكفر، فإن قلتم كَفَرَ لهذا وأنتم تسمونَه شيخَ الإسلامِ فهذا تناقضٌ تكفرونه وتسمونه شيخَ الإسلام وإن قلتم لم يكفر نقضتُّم عقيدتَكُم تكونون قلتم قول يا رسول الله استغاثة به بعد وفاته جائز وإن لم تكفروه جِهارًا فإنكم معتقدون أن قولَه هذا شركٌ فلماذا لا تتبرءون منه إن كنتم على ما كنتم عليه. والآن وقد وضَح لكم الأمر لكنكم لا تزالون تخالفونه فيما وافقَ فيه الحق وتتبعونه فيما ضلَّ وزاغَ فيه وهل لكم مستندٌ لتحريمِ التوسلِ بغيرِ الحي الحاضرِ سوى ما أخذتم من كتبهِ وزعمتم أن ذلك حجة، وهو أمرٌ انفرد به ابن تيمية من بين المسلمين لم يسبقه أحدٌ في تحريمِ التوسلِ بالنبي والولي بعد الوفاة أو في غير حضرةِ النبي والولي في الحياةِ وظهرَ وثبتَ أنكم لستم مع السلفِ ولا مع الخلفِ". هؤلاء السلفُ كتبهُم تشهدُ بأنهم كانوا يتبركونَ بالأنبياءِ والأولياءِ بالتوسلِ بهم وبزيارةِ قبورهم وهؤلاء الذين ألفوا من السلفِ وذكروا في مؤلفاتهم هذا الأثرَ من قولِ عبدِ الله بنِ عمرَ لما خدرت رجله يا محمد كان مقررًا عند السلفِ كإبراهيم الحربي صاحب أحمد بن حنبل ذكره في كتابه غريبِ الحديثِ أي إبراهيم الحربي، والبخاري في كتابه الأدب المفرد وهذا الأثر له أكثر من إسنادَين أحدهما فيه راوٍ ضعيف. ولو فرض أنه ليس له إسنادٌ صحيحٌ لكن هؤلاء أوردوه في كتبهِم مستحسنين ليعمل الناس به فماذا تحكمون عليهم هل تحكمون عليهم بالشركِ والكفرِ حيث إنهم تركوا للناس ما فيه شرك في تآليفهم وكذلك علماء الخلف من حفاظِ الحديثِ ذكروا هذا في مؤلفاتهِم فأنتم تكونون كفَّرتم السلفَ والخلفَ فَمَن المسلم على زعمِكم إن كان السلف والخلف كفارًا على مُوجَب كلامكم، وهذا الإمام أحمدُ بنُ حنبل الذي تعتزُّون به أجازَ تقبيلَ قبرِ النبيّ ومَسَّهُ للتبركِ وذلك في كتاب العللِ ومعرفة الرجال.

الـــرد المــــفــصــل

أولا: قصة خدر الرجل معلولة من جهة السند. آفتها أبو إسحاق السبيعي وهو مختلط. ومن العجيب أن الأحباش أعرضوا عن وصف الحافظ له بالاختلاط. وفضلوا عليه الذهبي وتمسكوا بقوله (لم يختلط وإنما ساء حفظه). وابن حجر عندهم حافظ لكن الذهبي خبيث كما قال شيخهم.

وهو مدلس وقد عنعن في الرواية التي رواها. والمدلس لا يقبل منه ما قال (عن). وإنما يقبل منه ما قال (حدثنا).

ثانيا: أن الرواية ليس فيها شرك حتى تلزموا ابن تيمية بالتناقض. وإنما قال رجل لابن عمر لما خدرت رجله: أذكر أحب الناس إليك. فقال: يا محمد. ولو كانت استغاثة لقال: يا محمد أذهب خدر رجلي. فلو كنت تريد من رجل مالا: هل تناديه فقط أم أنك تناديه وتذكر له حاجتك؟

ثالثا: أن الأحباش أشاعرة. والأشاعرة رفضوا في أمور العقائد خبر الآحاد حتى ولو كان في البخاري أو مسلم. فما بالهم يتناقضون ويتغاضون عن هذا الشرط ولا نجد منهم إلا روايات معلولة وضعيفة وساقطة؟ حتى وجدنا شيخهم يروي عن الله أنه قال للملائكة (أسكتوا) وأنه أمر جبريل أن يوزع الشراب على (المعازيم) بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم الكريم محمد؟ (المولد الشريف ص8و11). وقد طالبتهم منذ سنوات طويلة أن يعتذروا عن هاتين الكذبتين من شيخهم وأن يتراجعوا فلم يفعلوا.

رابعا: أن السلف تركوا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إجماعا ولم يثبت ولو برواية واحدة صحيحة خالية من العلل أنهم استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. والتحدي قائم منذ سنوات وقد عجز الأحباش عن أن يأتوا ولو برواية واحدة صحيحة.




الشبهة رقم (36)

36- ما الدليل على أن الميت ينفع بعد موته ؟

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "حَياتِي خَيْرٌ لَكُم ومَمَاتي خَيرٌ لَكُم تُحْدِثُونَ ويُحْدَثُ لَكُم، وَوفَاتي خَيرٌ لَكُم تُعْرَضُ عَليَّ أعْمالُكُم فَما رَأيتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ الله علَيهِ وما رأيتُ مِنْ شَرّ استَغْفَرْتُ لَكُم"، رَواهُ البَزَّارُ ورِجالُهُ رجالُ الصَّحيحِ.

هذا الحديثُ يدلُّ على أن النَّبيَّ ينفعُ بعدَ موتِهِ خلافًا للوهّابيّةِ القائلينَ بأنهُ لا ينفع أحدٌ بعد موتِهِ، فإنهُ عليه الصلاةُ والسلامُ لما قال: "ومماتي خيرٌ لكم" أَفهَمَنَا أنه يَنفعنَا بعد موتِهِ أيضًا بإذنِ الله عزَّ وجلَّ، كما نَفَعَنَا موسى عليه السّلامُ ليلةَ المعراجِ لما سألَ النَّبيَّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: ماذا فَرَضَ الله على أمتِكَ؟، فقال له: "خمسينَ صلاةً"، قال: ارجِع وَسَل التَّخفيفَ فإنّي جَرَّبتُ بني إسرائيلَ فرضَ عليهم صلاتانِ فلم يقوموا بهما، فَرجعَ فطلَبَ التَّخفيفَ مرَّةً بعد مرَّةٍ وفي كلّ مرَّةٍ كانَ موسى عليهِ السلامُ يقولُ لهُ: ارجِع فَسَل التّخفيفَ، إلى أن صاروا خمس صلواتٍ بأجرِ خمسينَ، فهل يشكُّ عاقلٌ بنفعِ موسى عليه السَّلام لهذهِ الأمَّةِ هذا النّفعَ العظيمَ، وقد كانَ موسى توفيَ قبلَ ليلة المعراجِ بأكثر من ألف سنةٍ، فهذا عملٌ بعد الموتِ نَفَعَ به أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

وأما قولُهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "تُحدِثُونَ ويُحدَثُ لكُم" فمعناهُ يحصلُ منكم أمورٌ ثم يأتي الحكمُ بطريقِ الوحي مِن رسولِ الله.

ثم يؤكّدُ النبيُّ عليه الصلاةُ والسّلامُ نفعهُ لأمَّتِهِ بعد وفاتِهِ بقولِهِ: "ووفاتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالُكُم فما رأيتُ من خيرٍ حمدتُ الله عليهِ وما رأيتُ من شَرّ استغفرتُ لَكُم". ويدل على ذلك ما رواهُ مسلمٌ في حديثِ المعراجِ أن كلًّا من الأنبياءِ الذين لقيَهُم في السماءِ دعا للرسولِ بخيرٍ وهم ثمانية ءادم في الأولى وعيسى ويحيى في الثانيةِ ويوسف في الثالثةِ وإدريس في الرابعةِ وهارون في الخامسةِ وموسى في السادسةِ وإبراهيم في السابعةِ وكل ذلك نفع بعد الموت، فبطل تعلق الوهابية بالاستدلال بحديثِ البخاري: "إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث" فإنه بزعمِهِم يمنع الانتفاع بزيارة قبور الأنبياء والأولياء والتوسل بهم. يقال لهم المرادُ بقولهِ عليه السلام "انقطع عمله" أي العمل التكليفي وليس فيه تعرض لما سوى ذلك من نحو نفع التوسل بهم بل فيه ما يدل على خلافِ دعواهم حيث إن فيه أن دعوةَ الولدِ الصالحِ تنفعُ أباه وليس مراد الرسول بذلك أنه لا ينفع دعاء غير ولده الصالح للميت.

الـــرد المــــفــصــل

أولا: أما ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم محمد مع موسى من اتصال وصلاة به وبالأنبياء فهو معجزة فهل أنتم تطلبون أن يكون لكم معجزة الاتصال بموسى والصلاة معه؟

لا يجوز الاستدلال بالمعجزات وإلا يلزمكم أن تصلوا مع موسى جماعة وأن ترتفعوا إلى الملأ الأعلى. ويلزمكم أن تفعلوا المعجزات كشق البحر وقلب العصا حية. ومن ذلك أيضا أن عيسى يأتي قبر نبينا صلى الله عليه وسلم ويقول يا محمد فيجيبه. فهذا معجزة على خلاف الأصل وهي دليل على الأصل عدم التخاطب بين الحي والميت. ثم هي خارجة عن موضوعنا فإن موضوعنا طلب قضاء الحوائج من أصحاب العالم الآخر.

ثانيا: أن موسى هو الذي عرض تخفيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يطلب النبي منه ذلك. فإذا استطعتم اختراق عالم البرزخ والتكلم مع موسى وأن ينفعكم موسى من غير أن تطلبوا منه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فافعلوا.

ثالثا: أننا إذا اختلفنا في فهم نص: فإننا نرجع إلى فهم الصحابة له: والصحابة لم يفهموا الحديث على النحو الذي تفهمونه من جواز سؤال الأنبياء مع الله أو التوسل بهم: إيتونا برواية واحدة صحيحة السند إلى صحابي أنه سأل نبياً من الأنبياء السابقين بعد موته (أتحداكم). فان لم تجدوا فأنتم المخالفون للسلف الذين لم يكن خبر موسى لم يخفى عليهم وقد تركوا التوسل بنبيهم.

رابعا: في الحديث فوائد أخرى تجاهلتموها ومنها أنه أفاد علو الله فوق سماواته. ففي السماء السابعة فرضت الصلاة خمسين. ولما رجع النبي إلى السماء الخامسة لقي موسى فأمره أن يرجع إلى الله فيسأله التخفيف. حتى قال النبي " فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ... ". فليس من الإنصاف أن تحتجوا ببعض الحديث وتعرضوا عن البعض الآخر.

أما حديث (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم) ضعيف. إلى ذلك ذهب الحافظ العراق في المغني (2/1051). فيه عبد المجيد بن عبد العزيز. قال فيه ابن حبان في المجروحين (2/205) " منكر الحديث جداً يقلب الأخبار، ويروي المناكير عن المشاهير: فاستحق الترك ". وقال الحافظ في التقريب (4160) " صدوق يخطئ وكان مرجئاً " بل قد شهد عليه أحمد والبخاري بأنه من غلاة المرجئة . قال " كان فيه غلو في الإرجاء " وقال أبو داود " كان داعية في الإرجاء "

ومن المقرر عند العديد من علماء الحديث أن المبتدع إذا تفرد برواية تؤيد بدعته فإن روايته مردودة . وهذا جرح مفسر مقدم على التوثيق. وهذا الحديث يؤيد مذهبه في الإرجاء . فإنه ما دام العمل معروضا على النبي صلى الله عليه وسلم فيستغفر فلا تضر المعاصي حينئذ كبيرة كانت أو صغيرة إذ جاء الاستغفار في الحديث مطلقا من سائر الأعمال السيئة.




الشبهة رقم (37)

37- ما الدليل على بطلان قول ابن تيمية: لا يجوز التوسل إلاّ بالحي الحاضر؟

وأَخْرجَ الطَّبرانيُّ في مُعْجَمَيهِ الكَبِيرِ والصَّغيرِ عَن عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ أنَّ رَجُلاً كانَ يَخْتلِفُ ـ أي يتَردَّدُ ـ إلى عثمانَ بنِ عَفّانَ، فكَانَ عُثْمانُ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ولا يَنْظُرُ في حَاجَتِه، فَلقِي عُثْمانَ بنَ حُنَيْفٍ فشَكَى إلَيْهِ ذلكَ، فقَالَ: ائتِ المِيْضأَةَ فَتَوضَّأْ ثُمّ صَلّ رَكْعتينِ ثمَّ قُلْ: اللّهُمَّ إنّي أسْألُكَ وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بنَبِيّنا محمّدٍ نَبيّ الرَّحْمةِ، يَا مُحَمَّدُ إنِيّ أتَوجَّهُ بكَ إلى رَبي في حَاجَتِي لتُقْضَى لي، ثمَّ رُحْ حتَّى أرُوْحَ مَعَكَ. فانْطلَق الرجلُ ففَعلَ ما قَالَ، ثُمّ أتَى بَابَ عُثْمانَ فَجاءَ البَوَّابُ فأخَذَ بِيَدِه فأَدْخلَهُ على عُثْمانَ بنِ عَفّانَ فأجْلسَهُ علَى طِنْفِسَتِه ـ أي سَجّادته ـ فَقالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ فذَكَرَ لَهُ حَاجَتَهُ، فقَضى لَهُ حاجَتَهُ وقَالَ: مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حتّى كانَت هذِه السَّاعَةُ، ثُمّ خَرجَ مِنْ عِنْده فلَقِيَ عثمانَ بنَ حُنَيْفٍ فَقالَ: جَزاكَ الله خَيْرًا، مَا كانَ يَنْظُر في حَاجَتي ولا يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقالَ عُثْمانُ بنُ حُنَيفٍ: والله ما كَلّمْتُهُ ولكِنْ شَهِدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ أتاهُ ضَرِيرٌ فشَكَى إلَيهِ ذَهَابَ بَصَرِه، فَقالَ: إن شِئْتَ صَبَرْتَ وإنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لكَ، قالَ: يَا رَسُولَ الله إنّه شَقَّ عَليَّ ذَهابُ بَصَري وإنَّهُ لَيْسَ لي قَائِدٌ فقال له: ائتِ المِيْضَأةَ فتَوضَّأ وصَلّ ركعتينِ ثمّ قلْ هؤلاءِ الكَلماتِ، ففَعلَ الرجُلُ ما قَال، فوَالله مَا تَفَرَّقْنا ولا طالَ بِنا المجْلِسُ حَتّى دخَلَ علَيْنا الرّجُلُ وقَد أبْصَرَ كأنَّهُ لَم يكنْ بهِ ضُرٌّ قَطُّ قالَ الطَّبرَانِيُّ في "مُعْجَمِه": والحَدِيْثُ صَحِيْحٌ، والطَّبرَانيُّ مِنْ عَادَتِهِ أنَّهُ لا يُصَحّحُ حَديثًا معَ اتّسَاع كِتابِه المعجَمِ الكَبيرِ، ما قالَ عن حدِيثٍ أوْردَهُ ولو كَانَ صَحِيْحًا: الحَدِيثُ صَحِيْحٌ، إلا عن هَذَا الحَدِيْثِ، وكذلكَ أخرجه في الصغيرِ وصححهُ.

فَفِيهِ دَليلٌ أنَّ الأَعْمَى تَوسَّلَ بالنَّبي في غَيْرِ حَضْرَتِهِ بدَليلِ قَوْلِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ: "حَتَّى دَخَلَ علَيْنا الرَّجُلُ"، وفيْهِ أنَّ التَّوسُّلَ بالنَّبي جَائِزٌ في حَالَةِ حَيَاتِه وبعْدَ ممَاتِه فبَطَل قَوْلُ ابنِ تَيْميةَ: لا يَجُوزُ التَّوسلُ إلا بالحَيّ الحَاضِرِ، وكلُّ شَرْطٍ لَيْسَ في كِتابِ الله فهُوَ بَاطِلٌ وإنْ كَانَ مِائَةَ شَرطٍ.

هذا الحديثُ فيه دلالةٌ واضحةٌ على جواز التوسل بالنبيّ في حياته وبعد مماته في حضرته أو في غير حضرته.

الـــرد المــــفــصــل

ما أكذب القوم وما أعظم تدليسهم.

لماذا لم يرووا حديث الأعمى الذي صححه الطبراني واقتصروا على رواية قصة عثمان بن عفان الملصقة بالحديث؟

السبب أنها تتضمن ذهاب الأعمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وتوسله بدعائه قائلا له (أدع الله أن يرد بصري). فذهاب الأعمى يحكي عقيدته ويبطل عقيدة المستغيثين بالأحياء والأموات عن بعد من دون الحي الذي لا يموت.

واما القصة الملصقة به فهي تتضمن استعمال دعاء الضرير بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فيوحي النبي إلى عثمان أن إفتح بابك لمن دعا بهذ الدعاء. الله أكبر إنها الخدعة والمكر من هؤلاء الأحباش.

وأما قولهم إن الطبراني صحح الحديث والقصة معا فهو كذب. والدليل على ذلك أن البيهقي روى حديث الضرير وصححه. ثم روى القصة الملصقة بالحديث ولم يصححها. وهذا من البيهقي تصحيح لقولنا أن الطبراني أراد تصحيح الحديث دون القصة الملصقة به.

أن هذه القصة لم تثبت سندا فإنها جاءت من طريق ابن وهب عن شبيب بن سعيد. وابن وهب ضعيف. ولهذا لم يرتض البخاري التحديث عن شبيب من طريق ابن وهب كما صرح الحافظ (مقدمة فتح الباري ص409). وقال ابن عدي " حدث عنه ابن وهب بأحاديث منكرة" (ميزان الاعتدال3/362). وقال الحافظ في (التقريب 2739) في ترجمة شبيب " لا بأس بحديثه من روايات ابنه أحمد عنه لا من رواية ابن وهب ".

بخلاف رواية أحمد عن أبيه شبيب فإن أحمد ثقة وهو قد روى الحديث من دون القصة كما عند الحاكم والترمذي وعند النسائي في اليوم والليلة.

أن هذه القصة فيها طعن بعثمان بن عفان وأنه يحجب بابه عن حوائج الناس. وكفى بذلك ذماً له، فقد دعا رسول الله على من يحتجب عن حوائج الناس فقال " من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم : احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة " وفي رواية " ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته " (رواه الترمذي بإسناد صحيح).

أين مذهب الأحباش الأشعري الذي يشترط أن تكون الرواية في العقائد متواترة؟ وها هم كما تراهم لا يتمسكون إلا بالضعيف لأن الله أبى أن تثبت عقيدتهم الباطلة برواية واحدة صحيحة.ولا أزال أتحدى أن يجدوا حديثا واحدا صحيحا فيه حث النبي على الاستغاثة بغائب أو بشيء من فعل الصحابة. الشرط أن يكون صحيح السند.




الشبهة رقم (38)

38- ما الدليل على أن قول ابن تيمية "ليس التوسل الوارد في حديث الأعمى توسلاً بذات النبي بل بدعائِه" مخالف للأصول ؟

وأما قولُ ابنِ تيميةَ ليسَ التوسلُ الواردُ في الحديثِ توسلاً بذاتِ النبيّ بل بدعائِهِ فهوَ دعوى باطلةٌ، لأنَّ التوسلَ نوعٌ من أنواعِ التبركِ، الرسولُ ذاتهُ مباركةٌ وءاثارُهُ أي شعرُهُ وقلامةُ ظفرِهِ والماءُ الذي توضأَ به ونُخامَتُهُ وريقُهُ مباركٌ، لأنَّ الصحابةَ كانوا يتبركونَ بذلكَ كما وَرَدَ في الصحيحِ فكأنَّ قولَ ابنِ تيميةَ هذا ينادي بأنَّ الصحابةَ ما كانوا يعرفونَ الحقيقةَ بل كانُوا جاهلينَ وما قَالهُ مخالفٌ للأصولِ، فإنَّ علماءَ الأصولِ لا يُسَوّغونَ التأويلَ إلا لدليلٍ عقلي قاطعٍ أو سمعي ثابتٍ، وكلامُ ابنِ تيميةَ معناهُ أنه يجبُ تقديرُ محذوفٍ فالحديثُ عندهُ يُقدَّرُ فيهِ محذوفٌ فيكونُ التقديرُ على موجَبِ دَعْوَاهُ اللهمَّ إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بدعاءِ نبيّنا وكذلك يا محمدُ إني أتوجهُ بكَ إلى ربي يلزَمُ منهُ التقديرُ إني أتوجَّهُ بدعائِكَ إلى رَبّي، والأصلُ في النصوصِ عدمُ التقديرِ والتقديرُ لا يُصارُ إليه إلا لدليلٍ وَهَذَا المعروفُ عندَ علماءِ الأصولِ فابنُ تيميةَ حُبّبَ إليهِ الشذوذُ وخَرْقُ الإجماعِ من شدّةِ إعجابِهِ بنفسِهِ.

الـــرد المــــفــصــل

بل إن التوسل بالنبي أي بدعائه وإليكم الدليل:

عمر توسل بالعباس فقام العباس ودعا (فتح الباري2/497).

والأعمى توسل إلى الله بالنبي صلى الله عليه وسلم فدعا له النبي فقال الأعمى (اللهم شفعه في).
ومعاوية توسل بالأسود بن يزيد فدعا. قال الحافظ ابن حجر بأن « معاوية استسقى بـيزيد بن الأسود أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح» (التلخيص الحبير2/101) وقال في (خلاصة البدر المنير1/252) «مشهور قاله النووي».

ولما كان أبو عامر بعيدا عن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من يقول له « يسلم عليك أبو عامر ويقول استغفر له».

والرسول أمرنا إذا لقينا أويسا القرني أن نسأله أن يستغفر الله لنا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم: بدعوتهم وصلاحهم وإخلاصهم» ولم يقل بجاههم ومكانتهم ومنزلتهم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصر بصعاليك المهاجرين. وصعلوك أي فقير. قال السيوطي « كان النبي صلى الله عليه وسلم يستنصر بصعاليك المهاجرين أي بدعاء فقرائهم.. ولأن انكسار خواطرهم يكون دعاؤهم أقرب للإجابة» (الجامع الصغير1/314 وفيض القدير5/219).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه مَلَك موكل ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل : آمين ، ولك بمثل " (رواه مسلم2733). قال المناوي « كلما دعا لأخيه بخير أي بدعاء» (فيض القدير3/525).

وأهل العلم كانوا يقولون « فلان كان يتبرك بفلان» ويقصدون بدعائه.

عقيدة البيهقي التوسل بالدعاء. فقد أدرج البيهقي رواية توسل عمر بالعباس تحت باب (الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه).

قال البغدادي قال كان شيخنا أبو عامر الأزدي من أركان مذهب الشافعي بهراة وكان إمامنا شيخ الإسلام يزوره في داره ويعوده في مرضه ويتبرك بدعائه» (التقييد1/442 سير أعلام النبلاء19/34).

وذكر الذهبي أن الأصبهاني وهو صاحب ابن المقري ممن « يتبرك بدعائه» (تذكرة الحفاظ4/1212 سير أعلام النبلاء19/17).

وقال عبد الغافر بن إسماعيل عن أبي حفص ابن سرور الماوردي « كانوا يتبركون بدعائه» (سير أعلام النبلاء19/12).

وقال ابن حبان عن أبي زرهة « كان مستجاب الدعوة يقال إن الحصاة كانت تتحول في يده إلى تمرة بدعائه (الثقات6/247 تهذيب التهذيب3/61).

نقل الحافظ ابن حجر عن أبي عمر الحافظ ابن عبد البر أن يونس بن عبد الأعلى ممن « يستسقى بدعائه» (تهذيب التهذيب11/387).

وروى الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن أبي الحواري قال « كنا نتبرك بدعاء أيوب بن أبي عائشة» (تاريخ دمشق10/109).

وروى الذهبي عن يحيى بن معين أنه قال عن أحمد بن أبي الحواري « أهل الشام به يمطرون» قال شعيب الأرناؤوط « أي بدعائه كما فعل عمر حين استسقى بالعباس» (سير أعلام النبلاء12/87).

قال ابن كثير عن الشيخ سالم البرقي « يقصد للتبرك بدعائه» (البداية والنهاية13/313).

الأحباش يتناقلون بينهم حجرة وشعرة

وقول الإحباش أن التوسل نوع من أنواع التبرك. فهذا لا يعرف من معنى التوسل بل التوسل يكون بعمل المتوسل به كدعائه لا بذاته.

قال في القاموس في مادة (وسل) وسل إلى الله تعالى توسلاً : أي عمل عملاً تقرب به إليه " . وفي المصباح ًالمنير " ووسل إلى الله تعالى توسيلاً : أي عمل عملاً تقرب به إليه " . و " توسل إلى ربه وسيـلة : أي تقرب إلى الله بعمل " .

وفي الصحاح للجوهري " توسل إليه بوسيلة : أي تقرب إليه بعمل ".

والتوسل إلي الله معناه اتخاذ سبب يزيد العبد قربة من الله . وفي ذلك آيتان من كتاب الله :
{

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ } [ المائدة 35 ] ، عن ابن عباس والسدي وقتادة " أي تقرّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه " قال ابن كثير " وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف فيه بين المفسرين " وساق الطبري أقوالاً " حاصلها " أن الوسيلة هي التقرب إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه.

يتبع إن شاء الله

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-01-2010, 07:26 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

الشبهة رقم (39)

39- لِمَ انحرفَ أبو حيان الأندلسي عن ابن تيمية بعد أن كان يحبّه وقد امتدحه ؟

ابنُ تيميةَ حُبّبَ إليهِ الشذوذُ وخَرْقُ الإجماعِ من شدّةِ إعجابِهِ بنفسِهِ، ومنْ فَرْط إعْجَابهِ بِنفسِهِ أنه ذُكِرتْ مسئلةٌ نحْوِيةٌ عندَهُ فقيلَ له هكذا قالَ سيبويهِ فقالَ سيبويهِ يكذبُ، ومَن ابنُ تيميةَ في النَّحوِ حتى يكذّبَ إمامَ النحوِ لأنهُ خَالَفَ رأيَهُ، وهذا خفيفٌ بالنسبةِ لتخطئةِ عليّ بن أبي طالبٍ في سبعَ عَشرَة مسئلةً، فلهذا انحرَفَ عنه أبو حيانَ النحْويُّ بعد أنْ كَانَ يحبُّهُ وقد امتدَحَهُ بقصيدةٍ ثم لما رَأَى منهُ تكذيبَ سيبويهِ ورأى كتابَهُ الذي سَمَّاهُ كتابَ العرشِ الذي ذَكَرَ فيه أنَّ الله قاعدٌ على الكرسيّ وأَنَّهُ أَخْلَى موضعًا للرسولِ ليقعدَهُ فيه زادتْ كراهيتُهُ له فَصَارَ يلعنُهُ حتَّى ماتَ، ذكرَ ذلكَ الحافظُ محمدُ مرتضى الزبيديُّ، وأبو حَيَّانَ إمامٌ في القراءاتِ والنحوِ والتفسيرِ وله سماع من شيوخ الحديث.

الـــرد المــــفــصــل

تأمل كذب الأحباش. فقد زعموا أن ابن تيمية وصف سيبويه بأنه كذاب. والآن أنظر إلى كلام الحافظ ابن حجر: " قال ابن تيمية لأبي حيان (لم يكن سبيويه نبياً معصوماً). وقد دار هذا الجدل في النحو حين خطأ ابن تيميه سيبويه في مسائل فلما عارضه أبو حيان لذلك قال له ابن تيميه " لم يكن سبيويه نبياً معصوماً " .
قال ابن حجر " فأعتبر أبو حيان هذه الكلمة ذنباً لا يغتفر وكان هذا سبب مقاطعته إياه " (الدرر الكامنة1/152).

فمن الكذاب الآن أيها الأحباش؟ إما أنتم وإما الحافظ ابن حجر!!!

وأنا أرجح الأول نظرا لخبرتي القديمة بكم وبشيخكم الذي زعم أن الله أمر جبريل أن يوزع الشراب على المعازيم في السماء بمناسبة مولد محمد (المولد الشريف ص8و11).


الشبهة رقم (40)

40- لِمَ وَصَفَ الذهبيُّ ابنَ تيمية في رسالتِهِ "بيانُ زَغَلِ العلمِ والطَّلبِ" بأنّهُ أهلَكَهُ فَرْطُ الغرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءُ بالأكابرِ؟

وَصَفَ الذهبيُّ ابنَ تيمية في رسالتِهِ بيانُ زَغَلِ العلمِ والطَّلبِ بأنّهُ أهلَكَهُ فَرْطُ الغرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءُ بالأكابرِ وما قالَهُ الذهبيُّ صحيحٌ لأنَّ ابنَ تيميةَ انتقصَ سَيّدَنَا عليًّا بقولِهِ إنّ حروبَهُ ما نفعَتِ المسلمينَ بل ضَرَّتْهُم في دينِهم ودنياهُم، وبقولِهِ إن القتالَ مَعَهُ ليسَ بواجبٍ ولا مستحب، وابنُ تيميةَ يعلمُ أن الله تَعالى قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وعليٌّ داخلٌ في هذِهِ الآيةِ بلْ هو أولُ من امتَثَلَ الأمرَ الذي في هذِهِ الآيةِ فقاتَلَ من بَغَى عَليه، وقد أجمعَ أهلُ السنةِ على أن عَليًّا مصيبٌ في حروبِهِ الثلاثةِ وقعةِ الجملِ ووقعةِ صِفّينَ ووقعةِ النَّهْروان، ويؤيدُ ذلك حديثُ رسول الله: "إن منكمْ من يقاتِلُ على تأويلِهِ كما قاتلتُ على تَنْزِيله"، فقيلَ: مَنْ هُوَ؟ فقالَ: "خَاصِفُ النعل"، وكانَ عليٌّ يخصِفُ نَعْلَهُ. ففي هذا الحديثِ تصويبُ قتالِ عليّ وهذا الحديثُ صحيحٌ ثابتٌ أخْرَجَهُ ابنُ حبانَ وغيرُه،وحديثُ أبي يعلى والبزار عن عليّ رضي الله عنه عَهِدَ إليّ النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين اهـ. ورسالةُ الذهبيّ بيانُ زَغَلِ العلمِ والطلبِ صحيحةُ النسبةِ إليه لأنَّ الحافِظَ السَّخَاويَّ نَسَبَهَا للذهبيّ في كتابِهِ "الإعلانُ بالتوبيخِ لِمنْ ذَمَّ التاريخَ" وَنَقَلَ فيه بعضَ ما مَرَّ ذكرُهُ مِنْ وَصْفِهِ لابنِ تيميةَ بأنَّ فرطَ الغَرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءَ بالأكابرِ أهلكهُ، فلا التفاتَ إلى مَنْ يَنفي صحتَهَا ونسبَتَهَا إلى الذهبيّ بلا دليلٍ بل ليرضيَ أتباعَ ابنِ تيميةَ الوهابيةَ لأجلِ المَالِ.

الـــرد المــــفــصــل

هذا كذب. ولو كان الأحباش صادقون لأتوا بالنص ولكن هيهات. فليس في كلام الذهبي شيء مما يزعمون.

هذا ولا يخلو كتاب من كتب الذهبي إلا وتضمن أبلغ الثناء على ابن تيمية لا سيما بعد موته.

قال الذهبي في كتاب (دول الأسلام ص237)" وفي ذي القعدة توفي بالقلعة شيخ الاسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيميه الحراني ، عن سبع وستين سنة وأشهر ، وشيعه خلق أقل ما حزروا بستين ألفاً ، ولم يخلف بعده من يقاربه في العلم والفضل"

وقال " كان بحور العلم ومن الاذكياء المعدودين ، والزهاد والافراد الشجعان الكبار والكرماء الاجواد : أثني عليه الموافق والمخالف.. " نصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين ، واوذي في ذات الله من المخالفين ، واخيف في نصر السنة المحضة حتي أعلي الله منارة وجمع قلوب أهل التقوي علي محبته والدعاء له وكبت أعداءه وأحيا به الشام : بل والاسلام ، وهو أبر من أن ينبه علي سيرته مثلي فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله (تذكرة الحفاظ4/1497).

وهذا نص كلام الذهبي في الكتاب الذي ذكروه:

قال الذهبي " فوالله ما رمقت عيني أوسع علماً ولا اقوي ذكاء من رجل يقال له ابن تيميه مع الزهد في المأكل والملبس والنساء مع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن... مقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا للكبر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة ومحبة الظهور نسأل الله تعالي المسامحة ، فقد قام عليه أناس ليسوا بأروع منه ولا بأعلم منه ولا أزهد منه ، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وأثام أصدقائهم . وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه ، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر وما جري عليهم إلا بعض ما يستحقون (كتاب زغل العلم 38 ).

أترك الحكم والتعليقق للقارئ وهو مسئول عند الله يوم القيامة على ما يحكم اليوم.


الشبهة رقم (41)

41- ما الدليل على أن رسالة الذهبي "بيان زغل العلم والطلب" صحيحة بالنسبة إليهِ؟

رسالةُ الذهبيّ بيانُ زَغَلِ العلمِ والطلبِ صحيحةُ النسبةِ إليه لأنَّ الحافِظَ السَّخَاويَّ نَسَبَهَا للذهبيّ في كتابِهِ "الإعلانُ بالتوبيخِ لِمنْ ذَمَّ التاريخَ" وَنَقَلَ فيه بعضَ ما مَرَّ ذكرُهُ مِنْ وَصْفِهِ لابنِ تيميةَ بأنَّ فرطَ الغَرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءَ بالأكابرِ أهلكهُ، فلا التفاتَ إلى مَنْ يَنفي صحتَهَا ونسبَتَهَا إلى الذهبيّ بلا دليلٍ بل ليرضيَ أتباعَ ابنِ تيميةَ الوهابيةَ لأجلِ المَالِ.

الـــرد المــــفــصــل

نحن ما أنكرنا صحة نسبة رسالة زغل العلم للذهبي. ولكننا عاتبون على نستنكر زغل الفهم والإنصاف عند الأحباش


الشبهة رقم (42)

42- ما الرد على تمسّك بعض الوهابية لدعوى ابن تيمية في رواية حديث الترمذي الذي فيه :"اللهمَّ شفّعْه فِيَّ وشفعني في نفسي" بأنَّه لا يتبرك بذات النبي؟

وأما تمسكُ بعضِ الوهابيةِ لِدعوى ابنِ تيميةَ هذه في روايةِ حديثِ الترمذيِ الذي فيه: "اللهمَّ شَفعْهُ فيَّ وشَفعني في نفسِي"، فلا يفيدُ أنه لا يُتبركُ بذاتِ النبي، بل التبركُ بذاتِ النَّبيّ إِجماعٌ لم يخالفْه إلا ابنُ تيمية، والرسولُ هو الذي قالَ فيه القائلُ:

وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بوجهِهِ = ثِمَالُ اليَتَامى عِصْمَةٌ للأَرَامِلِ
أَوْرَدَهُ البُخَاريُّ.

الـــرد المــــفــصــل

الآن وجد الأحباش رواية صحيحة من البخاري ولكن يا للعار. ترقبوا المفاجأة:

من هو قائل هذا البيت من الشعر: (وأبيض يستسقى الغمام بوجهه)؟

أتعرف أيها المسلم من قائل هذا البيت من الشعر: إنه أبو طالب كما في صحيح البخاري (رقم963) أن ابن عمر لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تذكر قول أبي طالب.

أيها الأحباش: أتأخذون تفاصيل دينكم وعقيدتكم من أبي طالب؟

هل بلغ بكم العجز أن تجدوا شيئا صحيحا من قول نبي أو صحابي حتى لجأتم إلى أبي طالب ليساندكم في عقيدتكم؟

ولهذا دلستم وأخفيتم اسمه فقلتم: (والرسول هو الذي قال فيه القائل). خوفا من أن يكتشف الناس أن أبا طالب صار أحد مصادر عقيدتكم بعد الشيعة والأخطل النصراني الذي تعلمتم منه أن الاستواء معناه الاستيلاء


الشبهة رقم (43)

43- ما الدليل على أن تركَ التوسل بالنبي بعد موته ليس فيه دلالة على منع التوسل بغير الحيّ الحاضر؟

وأمَّا تَوسُّلُ عُمرَ بالعَبَّاسِ بعدَ مَوتِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فليسَ لأَنَّ الرّسُولَ قدْ مَاتَ، بلْ كانَ لأجْلِ رِعَايةِ حَقّ قَرابَتِه مِنَ النَّبي صلى الله عليه وسلم، بدَليلِ قَولِ العبّاسِ حِينَ قَدَّمَهُ عُمَرُ: "اللّهُمَّ إنّ القَوْمَ تَوجَّهُوا بي إلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبيّكَ"، فَتَبيَّنَ بُطْلانُ رأْيِ ابنِ تَيْمِيَةَ ومَنْ تَبِعَهُ مِنْ مُنْكِرِي التَّوسُلِ. رَوى هذا الأَثَرَ الزُّبَيرُ بنُ بكَّار كما قالَ الحافظُ ابن حجر، ويُسْتَأنسُ لَهُ أَيضًا بِما رَواهُ الحاكِمُ في المستَدْرَكِ أنَّ عُمرَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَطَب النَّاسَ فقالَ: "أيُّها النَّاسُ إنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَرَى للعَبّاسِ مَا يَرَى الولَدُ لِوَالدِه، يُعَظّمُهُ ويُفَخّمُهُ ويَبَرُّ قَسَمَهُ، فاقْتَدُوا أيُّها النّاسُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في عَمّهِ العبَّاسِ واتّخِذُوه وسِيلةً إلى الله فِيما نَزَلَ بكُم"، فَهذا يُوضِحُ سَببَ تَوسُّلِ عُمَرَ بالعَبّاسِ.

يُفهَمُ من هذا أن توسُّلَ عمر بالعبَّاسِ كانَ لرعايةِ حَقّ قرابتِهِ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فتركُ عمرَ التوسُّل بالنَّبي في ذلكَ الموضِعِ ليسَ فيه دلالةٌ على منعِ التَّوسُّلِ بغيرِ الحيّ الحاضِرِ، فقد تَرَكَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المباحَاتِ فهل دلَّ تركُهُ لهَا على حرمتِها؟ وقد ذَكَرَ العلماءُ في كتبِ الأصولِ أن تركَ الشَّىءِ لا يَدُلُّ على منعِهِ. وقد أرادَ سيدنا عمرُ بفعلِهِ ذلكَ أن يبيّنَ جوازَ التَّوسُّلِ بغيرِ النبيّ صلى الله عليه وسلم من أهلِ الصَّلاحِ ممَّن تُرجَى بركتُهُ، ولذا قالَ الحافظُ ابن حجرٍ في فتحِ الباري عَقِبَ هذه القصَّة ما نصُّه: "يستفادُ من قصةِ العبّاسِ استحبابُ الاستشفاعِ بأهلِ الخيرِ والصَّلاحِ وأهلِ بيتِ النُّبوَّةِ".اهـ.

الـــرد المــــفــصــل

الرواية هذه حجة عليكم. فإنها ظاهرة في أن العباس قام ودعا الله للقوم. وأما قول العباس فيما نقله الأحباش (اللّهُمَّ إنّ القَوْمَ تَوجَّهُوا بي إلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبيّكَ) فمعناه أنهم خصوه بأن يدعو الله لهم لمكانه من النبي صلى الله عليه وسلم. فاجتمع في العباس المكانة والدعاء. نحن نعترف بالمكانة وأنتم تتجاهلون الدعاء الذي يثبت أن التوسل يكون بدعاء المتوسل به لا بذاته ولا بمكانته فقط. والتوسل بالذوات منعه أبو حنيفة وخصه العز بن عبد السلام بالنبي فقط دون غيره وأنتم أطلقتموه في الجميع وخالفتم أبا حنيفة والعز بن عبد السلام.

وأما ما نقلتموه عن الحافظ « يستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح ». فإن الشفاعة عند الحافظ معناها الدعاء. بدليل ما نقله واستحسنه الحافظ نفسه من كلام الحافظ ابن عبد البر أن يونس بن عبد الأعلى كان ممن « يستسقى بدعائه» (تهذيب التهذيب11/387).

والشفاعة معناها الدعاء كقول الأعمى (اللهم شفعه فيّ) وكان قد سأل النبي قائلا (أدع الله أن يرد لي بصري) فقال له النبي (إن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة) فقال الأعمى (بل أدعه).

وقال النبي ومعنى الشفاعة الدعاء . فعن أنس وعائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفّعوا فيه " وفي رواية ابن عباس " ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفّعهم الله فيه " وفي رواية (ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفّعوا فيه).

والمصلون على الميت يدعون له وليست شفاعتهم للميت لمكانتهم وإنما بدعائهم وصلواتهم.
وأما رواية (أيُّها النَّاسُ إنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَرَى للعَبّاسِ مَا يَرَى الولَدُ لِوَالدِه) فهي ضعيفة. فيها داود بن عطاء المدني. ضعيف كما في التقريب للحافظ ابن حجر (1801). ورواه الحاكم (المستدرك3/334) وتعقبه الذهبي قائلا » داوود بن عطاء متروك».


الشبهة رقم (44) ، (45)


44- ما الردّ على دعوى بعض المشوشين أنّ الحديث المذكورَ في إسنادِه أبو جعفر هو رجل مجهول؟

لا التِفَاتَ بَعْدَ هَذا إلى دَعْوَى بَعْضِ هَؤلاءِ المُشَوّشِيْنَ أنَّ الحدِيثَ المذْكُورَ في إسنَادِهِ أبو جَعْفَرٍ وهوَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ، ولَيْسَ كَما زَعَمُوا بل أبو جَعْفرٍ هَذا هُوَ أبو جَعْفَرٍ الخِطْمِيُّ ثِقَةٌ.

الـــرد المــــفــصــل

45- ما الردّ على دعوى ناصر الدين الألباني أن مراد الطبرانيّ بقوله:"والحديث صحيح" القدر الأصلي وهو ما فعله الرجل الأعمى في حياة رسول الله فقط وليس مراده ما فعله الرجل أيام عثمان بن عفان بعد وفاة الرسول؟

وكذلكَ دَعْوَى بَعْضِهم وهوَ نَاصِرُ الدّينِ الأَلْبانيُّ أنَّ مُرادَ الطَّبرَانيّ بقَولِه: "والحدِيْثُ صَحِيْحٌ" القَدْرُ الأَصْلِيُّ وهوَ مَا فَعلَهُ الرَّجُلُ الأَعْمَى في حَياةِ رسُولِ الله فَقَط، وَلَيْسَ مُرادُه ما فَعلَهُ الرَّجُلُ أيّامَ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ بَعْدَ وفاةِ الرسولِ وهذا مردودٌ، لأَنَّ عُلَماءَ المُصْطَلح قَالُوا: الحَدِيْثُ يُطلَقُ علَى المَرْفُوعِ إلى النّبيّ والمَوقُوفِ على الصَّحابَةِ، أي أنَّ كَلامَ الرسولِ يُسَمَّى حَدِيْثًا وقَولَ الصَّحابِيّ يُسَمَّى حَدِيثًا، ولَيسَ لَفْظُ الحَدِيثِ مَقْصُورًا على كلامِ النّبيِ فَقط في اصطلاحهم، وهَذا المُمَوِّهُ كلامُهُ لا يُوافِقُ المُقَرَّرَ في عِلْمِ المُصْطَلَحِ فَليَنْظُرْ مَنْ شَاءَ في كِتَابِ تَدْرِيْبِ الرَّاوِي والإفْصَاحِ وغَيرِهما مِن كُتُبِ المُصْطَلَحِ، فإنَّ الألبانيَّ لم يجرهُ إلى هذهِ الدَّعوى إلا شِدة تعصبهِ لهواهُ وعَدم مبالاتِهِ مخالفة العلماءِ كَسَلَفِهِ ابن تيمية.
وقَد نَصَّ على ذلكَ غَيرُ وَاحدٍ مِنْ عُلَماءِ الحَديثِ، مِنْهُم الحَافِظُ ابنُ حَجر العَسْقَلانيُّ كما نقلَ عنه السيوطيُّ في تَدْرِيبِ الرّاوِي، وابنُ الصَّلاحِ في مُقَدّمَتِهِ في عُلومِ الحَديثِ.

الـــرد المــــفــصــل

أولا: قد سبق الألباني عدة من العلماء إلى هذا التفريق.
فوصف الهيثمي هذه الرواية المتعلقة بعثمان بن عفان والملحقة بحديث الأعمى بأنها (قصة) (مجمع الزوائد2/297).

ووصف الحافظ المنذي الرواية بأنها قصة (الترغيب والترهيب1/272).

غير أن الأحباش يخدعون الناس فيطلقون على وصف القصة بالحديث لتدخل ضمن قول الطبراني (والحديث صحيح).

ولكن جاء البيهقي (الأشعري) ليبطل دعواهم. فقد روى الحديث وصححه. ثم فصل عنه القصة ولم يصححها. فلماذا صحح الحديث وسكت عن تصحيح القصة؟

الجواب هذه القصة ضعيفة السند وفيها إبن وهب وقد ضعفه الحافظ ابن حجر قائلا
قال ابن عدي والذهبي والحافظ المزي « حدث عنه بن وهب - أي عن شبيب بن سعيد - بالمناكير» (الكامل في ضعفاء الرجال4/31 تهذيب الكمال21/361 ميزان الاعتدال3/361 مقدمة فتح الباري ص409).

ولهذا قال الحافظ « بأس بحديثه - أي شبيب - من رواية ابنه أحمد عنه لا من رواية بن وهب » (تقريب التهذيب2739).

فكيف تدخل الرواية في تصحيح الحديث وفيها هذا الراوي الضعيف؟

ثانيا: أن الحديث والأثر يمكن استعمال كل واحد منها للآخر ما داما مفترقين. أما إذا اجتمع حديث وأثر في نص واحد فلا بد من التفريق بينهما منعا للتلبيس الذي يستغله الأحباش في رواية الأعمى


الشبهة رقم (46)

46- حديث :"إذا سألْت فاسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله" ليس فيه دليل على منع التوسل بالأنبياء والأولياء. اشرح ذلك.

أَمَّا حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ الذي رواهُ التّرمذيُّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: "إذَا سَألْتَ فاسْألِ الله وإذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِن بالله" فلََيسَ فيهِ دَليلٌ أيْضًا علَى مَنْعِ التَّوسُّلِ بالأَنبياءِ والأَوْلياءِ لأنَّ الحديثَ معناهُ أن الأوْلى بأن يُسألَ ويُسْتَعانَ بهِ الله تَعالى، وليسَ مَعناهُ لا تَسْألْ غيرَ الله ولا تَسْتَعِنْ بغَيْرِ الله. نَظِيْرُ ذَلِكَ قَولُه صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَاحِبْ إلا مُؤْمِنًا ولا يأكُلْ طَعامَكَ إلا تَقِيٌّ"، فكَما لا يُفهَمُ مِنْ هَذا الحَديثِ عَدَمُ جَوازِ صُحْبَةِ غَيرِ المُؤمنِ وإطْعامِ غَيرِ التَّقِيّ، وإنَّما يُفْهَمُ مِنهُ أنَّ الأَوْلَى في الصُّحبَةِ المُؤمنُ وأنَّ الأَوْلَى بالإطْعامِ هُوَ التَّقيُّ، كذلكَ حَديثُ ابنِ عبَّاسٍ لا يُفهَمُ مِنهُ إلا الأوْلَوِيّةُ وأمّا التَّحريمُ الذي يدعونه فلَيسَ في هَذا الحَدِيثِ.

الـــرد المــــفــصــل

هل الدعاء عبادة أم لا؟

وإذا أجبتم بنعم: فكيف يكون صرف هذا العبادة لغير الله جائزا مع الكراهة؟

أنتم لم تقولوا ذلك إلا لأن الدعاء عندكم ليس عبادة وهو مخالفة صريحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم .

كيف تكون الاستغاثة بغير الله مكروهة وقد حكى شيخكم الرفاعي أن " أحد الصوفية استغاث بغير الله فغضب الله منه وقال: أتستغيث بغيري وأنا الغياث؟" (كتاب "حالة أهل الحقيقة مع الله ص92). فلماذا يغضب الرب؟ ألأن الاستغاثة بغيره مكروهة أم محرمة؟

هذا تحليل حبشي مبتدع مخالف لأقوال العلماء لم أعهد عالما معتبرا قال به.

قال الحافظ ابن رجب " قوله صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسأل الله) منتزع من قوله تعالى [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين] لأن الدعاء هو العبادة، وتلا قوله تعالى [وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم] (جامع العلوم والحكم 281).

وقال السبكي في قوله تعالى [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] " هذه الآية تفيد العلم بأنه لا يستعان غير الله" وأكد أن تقديم المعمول يفيد الاختصاص.

وإذا كان الحديث منتزعا من آية (إياك نعبد وإياك نستعين) كان ذلك أكبر قرينة على التحريم. والسبكي لغوي عندكم.
وقد نقل السبكي الابن (طيقات الشافعية9/92) قول ابن القماح:

فاضرع إلى الله الكريم ولا تسل = بشراً فليس سواه كاشـف الضر

وقولكم بأن الحديث يفهم منه كراهية الاستغاثة بغير الله لا تحريمها يؤكد أن الاستغاثة بغير مكروهة عندكم. فكيف تاتون لها بالأدلة من كتاب وسنة ثم تقولون هي مكروهة؟

وأما حديث (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) فهل صحبة أهل السوء عندكم مكروهة أم محرمة؟

وأما موضوع الإطعام فمكروه بالقرائن كقوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) والأسير هو الحربي الكافر.




الشبهة رقم (47)

47- ما الدليل على أنّ حديث ابن عباس لو ورد بلفظ النهي فليس كل أداة نهي للتحريم؟

المتوسلُ القائلُ "اللهم إني أسألكَ بنبيكَ أو بأبي بكرٍ أو بأويسٍ القَرني أو نحوِ ذلك سأَلَ الله لم يسأل غيرهُ فأينَ الحديث وأين دعواهُم، ثم إن الحديثَ ليس فيه أدَاة نهي لم يَقُل الرسولُ لابنِ عبّاسٍ لا تسأل غيرَ الله ولا تَستَعِن بغيرِ الله، ولو وَرَدَ بلفظِ النهي فليسَ كل أداة نهي للتحريمِ كحديثِ الترمذي وابنِ حبانَ: "لا تُصَاحِب إلا مؤمنًا ولا يَأكُل طعامَكَ إلا تَقيٌّ"، فهذا الحديثُ مع وجودِ أداةِ النهي فيه ليسَ دليلاً على تحريمِ أن يطعمَ الرجلُ غير تقي، وإنما المعنَى أن الأولى أن تطعمَ طعامَكَ التقيَّ. فكيفَ تَجَرأت الوهابيةُ على الاستدلالِ بهذا الحديثِ لمنعِ التوسلِ بالأنبياءِ والأولياءِ، ما أجرأَهُم على التحريمِ والتكفيرِ بغيرِ سببٍ، ومن عَرَفَ حقيقتَهُم لا يَجعل لكلامِهِم وزنًا.

الـــرد المــــفــصــل

أما التوسل بأويس القرني فقد قيده الرسول بمن يلقاه وهو حجة على أن التوسل يكون بحضور المتوسل به. وهو من أكبر الحجج الدامغة على بطلان التوسل من بعد.

قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أويس (فمن لقيه منكم فليستغفر لكم) [رواه مسلم] ولذلك لما لقيه عمر بن الخطاب طلب منه أن يستغفر له. ولم يطلب منه ذلك عن بعد.




يتبع بإذن الله.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-01-2010, 07:32 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

الشبهة رقم (48)

48- ما الدليل عل أنّ وضع الكف على الشبيكة ليس شركًا؟

ثَبَتَ عن أبي أيوب الأنصاري أنه جَاءَ إلى قبرِ الرسولِ فَوَضَعَ وجهَهُ عليهِ للتبركِ وهذا لا شَك عندهُم من أكبرِ الكفرِ والشركِ، وحاشا لله أن يكون أبو أيوب أشركَ بالله لذلكَ ولا يَخطُرُ هذا ببالِ مسلمٍ، فلم ينكر عليهِ أحدٌ من الصحابَةِ ولا أحدٌ من أهلِ العلمِ من السلفِ بل ولا مِنَ الخلفِ، فإذا كانَ وضع الوجهِ على قبرِ الرسولِ للتبركِ لا يُعَدُّ شركًا فكيفَ وضعُ الكَف على الشبيكةِ التي هي بينَ القبرِ وبينَ الزائرِ، فإنا لله وإنا إليه راجعونَ اللهم إليكَ المُشتَكَى.

الـــرد المــــفــصــل

أما حديث أبي أيوب فباطل وفيه داود بن عطاء مجهول. وفيه كثير بن زياد وهو ضعيف أيضا. وقد صرح شيخكم وحبيب قلوبكم ابن حجر الهيتمي بضعف الحديث (حاشية الايضاح ص216). أهذا ما عندكم من بضاعة الحديث؟

وأقل ما يقال في الحديث إنه مختلف فيه. وقد قال شيخكم الحبشي « لا سبيل إلى الاحتجاج بالحديث المختلف في رواته» (الدليل القويم ص48).

والحديث على ضعفه مشكل: إذ كيف يضع أبو أيوب رأسه على القبر ولم بكن القبر مرتفعا؟ هذا يلزم منه السجود للقبر.


__________________


الشبهة رقم (49)

49- ما الدليل على أن التوسل يسمى استغاثةً ؟

لا فَرقَ بينَ التَّوسُّلِ والاسْتِغاثَةِ، فالتَّوسُّلُ يُسَمَّى استِغاثةً كمَا جاءَ في حَدِيْثِ البُخَاريّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ الشَّمسَ تَدْنُو يَومَ القِيامةِ حَتّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فبَيْنَما هُمْ كذَلكَ اسْتَغاثُوا بآدَمَ ثمَّ مُوسَى ثمَّ بمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم" الحديث في روايةِ عبدِ الله ابن عمرَ لحديثِ الشفاعَةِ يوم القيامَةِ، وفي روايةِ أنسٍ رُوِيَ بلفظِ الاستِشفَاعِ وكلتَا الروايتينِ في الصحيحِ فَدَلَّ ذلك على أن الاستشفاعَ والاستغَاثَةَ بمعنًى واحدٍ فسَمَّى الرّسُولُ صلى الله عليه وسلم هذا الطَّلَبَ مِنْ ءادَمَ أَن يَشْفَعَ لَهُم إلى رَبّهِمُ اسْتِغَاثةً.

هذا الحديثُ فيه دليلٌ على أن التوسُّلَ يأتي بمعنَى الاستغاثَةِ وفي بعض الرّواياتِ لهذا الحديثِ: "يا ءادمُ أنتَ أبو البشرِ اشفَع لنا إلى رَبّنا" وفي هذا ردٌّ على من جَعَلَ التَّوسلَ بغيرِ الله شركًا. الاستشفاعُ والتوسُّلُ والاستغاثَةُ والتوجُّهُ والتجوُّهُ بمعنًى وَاحِدٍ، وقد قالَ الحافظُ تقيُّ الدّين السُّبكيُّ في شفاءِ السَّقَامِ: الاستشفاع والتَّوسُّلُ والتَّوجُّهُ والتَّجوُّهُ والاستغاثَةُ والاستعانَةُ بمعنًى واحدٍ. والتقي السبكيّ محدث حافظ فقيه لغوي كما وصفه بذلك السيوطيّ في الذيل.

الـــرد المــــفــصــل

الروايات فيها عدة أفعال وليس فعلا واحدا. فإنهم أتوا إلى آدم وطلبوا منه أن يعينهم ويغيثهم. ثم طلبوا منه أن يشفع لهم. ولو أنهم سألوا الله بذاته - على مذهبكم - فيكون توسلا فقط ولا يكون استغاثة. أما وقد سألوا آدم العون فهي استغاثة. فلما طلبوا منه أن يشفع لهم فهو استشفاع.

والاستغاثة والتوسل والاستشفاع جائز عندنا من الحاضر. وهم قد أتوا آدم وخاطبوه ولم يستغيثوا به من بعد كما هي عقيدتكم.


الشبهة رقم (50)

50- ما الدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى المطرَ غيثًا مُغيثاً ؟

الرسولُ سمَّى المَطَر مُغِيثًا، فقد رَوَى أبو داودَ وغيرُهُ بالإسنادِ الصَّحيحِ أنّ الرسولَ قال: "اللهمَّ اسقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَريعًا نافِعًا غيرَ ضارّ عاجِلاً غيرَ ءاجِلٍ"، فالرسولُ سَمَّى المَطَرَ مُغيثًا لأنّه يُنْقِذُ مِن الشّدّةِ بإذنِ الله، كذلكَ النبيُّ والوَليُّ يُنقِذان مِنَ الشّدَّةِ بإذنِ الله تَعَالى.

الـــرد المــــفــصــل

وهذا القول مهزلة. فإنه مع وصف النبي صلى الله عليه وسلم للماء بأنه مغيث فهل تقولون: يا ماء أغثني؟

والنبي صلى الله عليه وسلم ينقذ من شدة إذا كان حيا. وكان الصحابة يأتون إليه ليدعو الله لهم. فلما مات تركوا التوسل به وقد أعلن عمر عقيدة الترك هذه كما في البخاري. ولو كان بعد موته ينقذ من شدة بعد موته لما أعلن عمر عن هذا الترك. فلا تقدموا الرأي والقياس على عمر وبقية الصحابة.


الشبهة رقم (51)

51- ما الدليل على جواز طلب ما لم تجرِ به العادةُ بين الناس؟

الدليلَ على جوازِ طَلَبِ ما لم تَجر بهِ العادةُ بينَ الناسِ فمن ذلكَ ما رواهُ مسلمٌ من أن ربيعةَ بن كعبٍ الأسلميَّ الذي خَدَمَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ رسولُ الله من بابِ حُبّ المكافأةِ: "سَلني" فطلبَ مِن رسولِ الله أن يكونَ رفيقهُ في الجَنةِ، فقالَ له: أسألُكَ مرافقتكَ في الجنةِ، فلم يُنكِر عليهِ رسولُ الله بل قالَ لهُ من بابِ التَّواضُعِ: "أَو غير ذلكَ"، فقال الصَّحابيُّ: هُوَ ذاكَ، فقال له: "فَأعِنّي على نَفسِكَ بكثرَةِ السُّجودِ"، وكذلك سيدنا موسى عليهِ السلامُ حينَ طَلَبت منهُ عجوزٌ من بني إسرائيلَ أن تكونَ معهُ في الجنةِ لم يُنكِر عليها ذلكَ، رَوى ذلكَ عنهُ ابن حبّانَ في صحيحهِ وغيرُه. فَمِن أينَ لابن تيميةَ وأتباعِهِ أن يبنوا قاعدةً وهو قولُهُم "طَلَبُ ما لم تَجر بهِ العادةُ مِن غيرِ الله شركٌ".

الـــرد المــــفــصــل

كلام لا قيمة له. وهل قال ابن تيمية أن سؤال النبي الجنة على خلاف ما جرت به العادة؟

فإن كثيرا من الصحابة كانوا يطلبون من النبي أن يسأل الله لهم الجنة. ومن ذلك عكاشة.

الأحباش يضمنون الجنة بالشعرة والحجرة

ولكن بالمناسبة كيف تدعون بأن مجرد رؤية شعرة النبي تضمن قطعا بدخول الجنة. ألم ير عكاشة شعر النبي؟ فلماذا طلب منه أن يدعو الله له بالجنة؟

ألم يقم الرسول الحد على العديد ممن يؤمنون به وقد رأوا شعره كله. فلماذا لا يقل لهم أنتم رأيتم شعري فاعملوا ما شئتم فإنكم من أهل الجنةى

ألستم تقولون بأن التوسل بالشعرة والحجرة يدخل الجنة ولو بمجرد النظر إلى الشعرة أو الحجرة كما زعم زعيمكم جميل حليم أنهم أخذوها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم (مسجل بصوته).

كيف أخذتم الحجرة من القبر؟ هل دخلتم القبر أم سرقتموها؟ أم تريدون أن تعلقونا بالترية والحصاة كما يفعل الشيعة؟

وما هو إسناد الشعرة؟ هل تثبت بسند متواتر حسب الاشتراط الأشعري أم في إسنادها حبشي كذاب يدعي أن الله قال للملائكة اسكتوا وأمر جبريل أن يوزع الشراب على أهل السماء بمناسبة مولد النبي محمد؟

وكيف نأمن سند الشعرة على قوم كذبوا على الله ورسوله وتعصبوا للأحاديث الضعيفة والموضوعة؟


******


قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة - الحديث رقم (22): (توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم) (لا أصل له):
مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم ، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً) [الأحزاب: 69] ، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى ، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ، ولكن هذا شيء ، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر ، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم ، إذ إن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه ، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل ، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها ، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة ، وهذا مما لا سبيل إليه البتة ، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين : صحيح ، وضعيف .

أما الصحيح ، فلا دليل فيه البتة على المدعى ، مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن ، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز .

ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر ، توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس ، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم ، وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع ، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه ، لأنه ممكن ومشروع ، وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ، ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في .

فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ، كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز ، فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع ، ولهذا أنكره الإمام أبوحنيفة ، فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" ، وغيره من كتب الحنفية .

وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) .
فمن مبالغاته ، بل مغالطاته ، فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقتضى) ، فهذه رواية ضعيفة ، بل باطلة.

وقد ذكر شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية ، ثم أثبت بطلانه فقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف).

وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل ، فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع ، فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها ، والتنبيه عليها فمنها: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها،بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف .

ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل ، الحديث الآتي (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف.


ومن الأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع.
انتهى كلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث .


*****


نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الشرك،ويرفع الغشاوة عن أعيننا،ويهدينا سبيل الرشاد.


في حفظ الله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-01-2010, 05:27 PM
الصورة الرمزية عبدالله المشهداني
عبدالله المشهداني عبدالله المشهداني غير متصل
مشرف ملتقى الصور والخلفيات
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
مكان الإقامة: iraq
الجنس :
المشاركات: 6,677
الدولة : Iraq
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).












منذ أن ولدت و أنت تفخر بالإسلام فمتى يفخر الإسلام بك ؟

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13-01-2010, 03:17 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdalll مشاهدة المشاركة









منذ أن ولدت و أنت تفخر بالإسلام فمتى يفخر الإسلام بك ؟




السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

أهلا بالأخ الفاضل.

جزاك الله خيرا ويسر أمرك ونفع بك.

في حفظ الله.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13-01-2010, 04:56 PM
الصورة الرمزية الأمــــيــــرال
الأمــــيــــرال الأمــــيــــرال غير متصل
مشرف ملتقى البرامج والجوالات
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: في عالم الكمبيوتر والانترنيت
الجنس :
المشاركات: 7,463
الدولة : Turkey
افتراضي رد: حكم التوسل و الإستغاثة(شبهات و ردود).


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي
موضوع قيم ومشاركة مميزة
أسعدك الله في الدارين واسكنك فسيح جنانه
دمت بود
تحياتي

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 234.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 229.17 كيلو بايت... تم توفير 5.65 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]