|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() كل الناس ينشدون السعادة، ومن الناس من يسعى إليها ويخدعه البريق فيسعى إلى سراب لا يذوق طعما للسعادة أبداً مهما توفرت له كل الأسباب المادية. ومن الناس من يجد السعادة في كل أحوال حياته حلوها ومرها ولذلك أسباب سأبينها. أحكي لكم مثالا للسعادة من واقع حياتي ، فها هي تجربتي العملية بعد حادث أدى إلى كسر في الفخذ وإعاقتي فترة ذقت فيها أشد آلام الليالي فأدركت صعوبة الصبر دون النطق بكلمة شكوى، ولكني استعنت بالله تعالى فألقيت نفسي بين يديه عسى أن يفرغ علينا صبراً، وقارنت مقارنة نظرت منها إلى ما يعينني على الصبر واسترضاء الله تعالى وهو أنني: 1. علمت أن الضراء في الدنيا لا تدوم على حال وأن هذه الآلام ستذهب مع الأيام بعد الشفاء ولكن عذاب الآخرة أعاذنا الله جميعا وأهلينا والمسلمين منه لا يخِفُّ لقول الله تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ" بل يزيد عليهم العذاب لقول الله تعالى: "وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ . ... . الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ" وكما أن أرجى آية في كتاب الله تعالى بالنسبة للمؤمنين الآية: "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" فإن أشد آية على الكافرين كما قال بعض العلماء الآية: "فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً" إذ لا نهاية لأيامهم خلود بلا موت وعذابهم لا يخفف عنهم بل يزيد نعوذ بالله الرحمن الرحيم من هذا المصير؛ فقلت الحمد لله على أن هذه الآلام في الدنيا إن كانت ستجلب لي رضا الله إن صبرت عليها فأعانني ذلك على تقبل ما أنا فيه. 2. الدنيا كلها ستنتهي والآخرة لا نهاية لها فقسمت أي عدد على مالا نهاية فكانت النتيجة صفراً. قال الله : "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً. الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً" 3. تذكرت سبب نجاة رسول الله يونس بن متى صلى الله عليه وسلم إذ أنجاه الله من بطن الحوت بسبب أن كان من المسبحين قال تعالى: "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ .... فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ . فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" ، وقد بين أبو بكر الصديق رضي الله عنه بفقهه أن الطائر المصاب إنما يصاب بسبب تقصيره في تسبيح الله لقول الله سبحانه وتعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً" وتذكرت تقصيري في تلاوة القرآن والذكر والتسبيح فاستغفرت الله تعالى وسألته سبحانه العفو والعون 4. علمت أن الصبر في الدنيا عليه أعظم أجر قال تعالى: "... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" ، أما في الآخرة فأنى يكون الصبر على عذاب الله ؟! قال تعالى: "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ" سؤال استنكاري، وقال سبحانه: "اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" فاستعذت بالله من عذابه وحمدت الله تعالى أني لاأزال في الدنيا. 5. أيقنت في وعد الله بإجابة الداعي فاستعنت بالدعاء ولم أنس أمتي فدعوت لكل المرضى من أمة الإسلام في كل مكان وفي كل زمان، ولكني قارنت أيضاً أن دعاء الدنيا مقبول بشروط القبول أما دعاء الآخرة قال الله تعالى عنه: "وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ. قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ" 6. علمت أن الله إذا أراد بعبده خيراً كفَّرَ عنه بما يصيبه في الدنيا: قال رسول الله (ص): "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ". (صحيح البخاري 5318)، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشَّف، فادع الله لي، قال: "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ". فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشَّف، فادع الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها. (صحيح البخاري 5328)قال رسول الله (ص): "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِىَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".(رواه الترمذي حديث 2507)7. سألت الله أن يعينني على صنع المعروف ليقينا من التعرض للمكروه: قال الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ"، وقال الله تعالى: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، وقال الله تعالى: " ... مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ... "، وكل منا لبشريته له أخطاءه ويكفينا تفريطنا في الدعوة إلى الله وتفريطنا في حق الله تعالى "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"، قال رسول الله (ص): "إِنَّ للهِ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا مَلاَئِكَةً خُشُوعاً لاَ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ فَإِذَا قَامَتْ السَّاعَةُ رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ ثُمَّ قَالُوا رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ ..."(مستدرك الحاكم 4502)، وكل منا يعلم نفسه إلا من أكرمه الله بلحظة انكسار وخشوع أو دمعة في جوف الليل مع خوف ورجاء يقربه من الله تعالى. ولكن الله سبحانه وتعالى برحمته يقبل المستغفرين ودلنا على ما يمحو السيئات، قال الله تعالى "وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ"، "...وَتَابِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"(من حديث الترمذي 2053)، وقال رسول الله (ص):"الْمَعْرُوفُ إِلَى النَّاسِ يَقِي صَاحِبَهَا مَصَارِعَ السُّوءِ وَالآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ"(مستدرك الحاكم 429)استهنت بما يؤلمني أمام ما أرجوه من الله من الجنة والوقاية من عذاب الآخرة أسأل الله تعالى أن يكتب لنا جميعاً وأهلينا والمسلمين ذلك، رأيت بعين اليقين السعادة، رأيت بظل البلية رفقاً. رأيت مع الكسر إعزاز ناسي وبيت شقيقي وأهله وزميلاً وصديقاً يترك أعماله ويسعى معي في علاجي ، ورأيت التراحم في مجتمعنا المسلم واطمأن قلبي فدفنت اليأس وأطلقت عنان الرجاء في الله يحلق في السماء فذقت مع آلامي سعادة البلوى، وأدركت حاجتنا إلى أن نعيش نعيم الدنيا والآخرة بأن نعيش إسلامنا عملياً. فهذه حياة المسلم نعيم واطمئنان على أي حال وتلك هي جنة الدنيا من دخلها دخل جنة الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديث صحيح رواه مسلم: "عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ؛ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ ؛ فَكَانَ خَيْراً لَهُ". وعلى الجانب الآخر يعيش الغافل عن الله تعالى يأساً وشقاءً وضنكاً في حياته الدنيا وحياة القبر وفي الآخرة عذاب يزيد ولا ينتهي، ومن دخل نار الدنيا وهي ضنك الحياة دخل نار الآخرة، قال الله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى. وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى" صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فها هي تجربتي العملية بعد توفيق الله لي أقدمها لكم بكل حب تبين ما أراده الله لنا من سعادة المسلمين، فاللهم اهد بنا الناس إلى ما يرونه عندنا من سعادة ينشدونها، واجعل ذلك حجة لنا لا علينا مما أعجبنى ![]()
__________________
![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم :
بارك الله فيك .
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |