متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5888 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2009, 03:14 PM
الصورة الرمزية الخلافة القوة
الخلافة القوة الخلافة القوة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 103
الدولة : Jordan
افتراضي متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،

أما بعد:

في ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته على الأمم والشعوب، مع ما يقابله من استضعافٍ للأمم المسلمة، وانحسار نورها وخفوته، تتطلع كل نفس مؤمنة إلى ذلك اليوم الأبلج، الذي ترتفع فيه راية التوحيد خفاقةً في أرجاء المعمورة، وتنتشر فيه أنوار الحق تضيء للعالم الذي أثقلته قيود الكفر والطغيان .

ولكي تتحقق هذه الأماني الغالية يجب علينا أن نتلمّس طريق النصر والخلاص من هذا الواقع الكئيب، ولا يكون ذلك إلا بالعودة إلى كتاب الله تعالى؛ لنأخذ منه السنن الكونية والنفسية لتحقيق الأمل المنشود؛ فلذلك: اخترنا في هذا الصدد آيةً عظيمةً من كتاب الله تعالى، تصور حال الفئة المؤمنة وقت الشدة والأزمات، وهي قوله تعالى: { متى نصر الله } (البقرة:214) لتكون منطلقاً للحديث عن هذه القضية المهمة .

يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } (البقرة:214) هذه الآية الكريمة نزلت يوم الخندق، حينما عانى المسلمون أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي من البرد وضيق العيش، وتكالبت قوى الكفر عليهم لتزيل وجودهم، وتجعلهم أثراً بعد عين، وليس أبلغُ في وصف حالهم من قوله تعالى: { إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتليَ المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً } (الأحزاب:10-11) وبالرغم من ذلك الهول الذي واجهه المسلمون فقد صبروا على ما أصابهم، وأدّوا ما أمرهم الله حتى جاءهم النصر المبين، واندحرت جيوش الكفر تجرّ أذيال الهزيمة، وتتجرّع كؤوس المهانة، وكانت تلك الواقعة درساً عظيماً للأمة المسلمة، كشفت بجلاء عن حقيقة النصر، والسبل التي تؤدي إليه .

ومن خلال فَهْمنا لذلك الدرس، نستطيع أن نجيب على تلك التساؤلات التي يرتفع صوتها بين الحين والآخر قائلةً: " أما آن للظلم أن يندحر ؟ أما آن للقيد أن ينكسر ؟ متى يأتي ذلك اليوم الذي يبزغ فيه فجر الإسلام، ويزول فيه ليل الظلم والطغيان ؟ " أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، وجوابها أن الله تعالى قضى بحكمته أن تكون المواجهة بين الحق والباطل سنةً كونيةً من سنن الحياة منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لكن العاقبة للمتقين، والغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين، وفي هذا يقول الله تعالى: { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } (المجادلة:21) وقال تعالى: { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون } (الصافات:171-173) وبشّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك، فعن تميم الداري رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ الا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر ) .

وهذا النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين ليس مقتصراً على الدنيا فحسب، كما دلّ عليه قوله تعالى: { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } (غافر:51) وقد يتساءل البعض فيقول: " قد عُلِمَ أن بعض الأنبياء قتله قومه، كيحيى و زكريا عليهما السلام، ومنهم من ترك قومه مهاجراً كإبراهيم عليه السلام، فهل يتعارض ذلك مع ما جاء في الآية السابقة ؟ " والجواب البديهي والسريع على ذلك أن نقول: لا تعارض في ذلك أبداً؛ وذلك لأن الانتصار لأولئك الأنبياء قد حصل بعد مماتهم، كما فعل الله بقتلة يحيى و زكريا عليهما السلام، فقد سلّط الله عليهم من أعدائهم من يهينهم ويسفك دمائهم، وأما النمرود فقد أخذه الله أخذ جبّار منتقم، وانتصر الله لنبيه إبراهيم عليه السلام، وتحقق بذلك موعود الله تبارك وتعالى، وفي " صحيح البخاري " عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقدآذنته بالحرب ) رواه البخاري ، وهكذا نصر الله أنبياءه على من خالفهم وكذبهم، وجعل كلمته سبحانه هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وأنجى الله تعالى المؤمنين من بين أظهرهم، ونصرهم على عدوهم .

ما سبق كان جواباً سريعاً وبدهيّاً يحسنه كل أحد، ولكن ليس هذا هو مكمن الأمر، وحقيقة السر، لقد أخبرنا الله عزوجل بقصة أصحاب الأخدود، حين قال تعالى في محكم كتابه: { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق } (البروج:10) إنها نهاية مؤلمة يتفطّر لها قلب كل مؤمن، ولا يملك عينه من الدمع عندما يتراءى له ذلك المشهد أمام مخيّلته، وبالرغم من ذلك لم يخبرنا الله تعالى بأنه أرسل جنوداً من السماء على أولئك القتلة المجرمين، ولم يخبرنا أيضاً بأنه خسف بهم الأرض أو أرسل عليهم حاصباً، كل هذا لم يخبرنا الله به، فأين النصر؟!! إن الله عزوجل يريد أن يعلم الأمة درساً عظيماً، وأمرا جليلاً، ألا وهو: أن النصر لا يكون بالأسباب الظاهرة، والعقوبات العاجلة فحسب، لكن حقيقة النصر الثبات على المبادئ .

إن أولئك الشهداء المؤمنين قد انتصروا في حقيقة الأمر؛ لأنهم استطاعوا أن يثبتوا على مبدأ الإيمان مع كل تلك الخطوب العظيمة، والآلام الجسيمة، تلك هي حقيقة النصر التي يجب أن تتعلمها الأمة وتعيها جيداً .

على أن هذا النصر الظاهر قد يتأخر، ويستبطئه المؤمنون؛ لحكمة يريدها الله، ولأسباب لا يعقلها إلا من وهبه الله نظراً ثاقباً وفهماً عميقاً للأمور والأحداث، ومن تلك الأسباب كون الأمة الإسلامية غير مؤهلة لحمل راية الإسلام، فلو نالت النصر لفقدته سريعاً، لعدم قدرتها على حمايته طويلاً، وقد يبطيء النصر لأن الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يزيدوا صلتهم بالله، ويجردوا نواياهم من كل ما يشوبها من حب للظهور أو طلبٍ لأطماع دنيوية أو مآرب شخصية، فإذا توافرت أسباب النصر عند الأمة كانت الأمة جديرة بنصر الله تعالى لها، ومن ناحية أخرى قد يتأخر النصر؛ لأن الباطل الذي تحاربه الفئة المؤمنة لم تنكشف حقيقته للبسطاء من الناس، وبالتالي لم يقتنعوا بعدُ بفساده، وضرورة زواله، فيحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت والجهد لكشف زيفه، وبيان بطلانه، كي يتقبّل الناس ذلك النصر، ويكون له أعظم الأثر في نفوسهم بعدما تبيّنت لهم حقيقة الباطل، وأثره السيء على دينهم ودنياهم. فإذا غلبه المؤمنون حينئذٍ لم يجد من يذرف الدموع عليه، ويأسف على زواله .

وخلاصة القول: إن الله سبحانه وتعالى سوف يعلي كلمته، وينصر دينه، ولن يتم ذلك إلا بالأخذ بأسباب النصر، وعوامل تحققه، ومهما طال ليل الهزيمة، فإن فجر النصر آت بإذن الله ووعده، وحينئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويتم الله الأمر لهم، وتنتشر الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، نسأل الله تعالى أن يرينا ذلك اليوم، وما ذلك على الله بعزيز .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-01-2009, 09:31 PM
الصورة الرمزية قطرات الندى
قطرات الندى قطرات الندى غير متصل
مراقبة القسم العلمي والثقافي واللغات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 18,079
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

ومهما طال ليل الهزيمة، فإن فجر النصر آت بإذن الله ووعده، وحينئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويتم الله الأمر لهم، وتنتشر الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، نسأل الله تعالى أن يرينا ذلك اليوم، وما ذلك على الله بعزيز .

اللهم اميين..
جزاك الله خيرا
على هذ المشاركة
__________________
-------




فى الشفاءنرتقى و فى الجنة..
ان شاء الله نلتقى..
ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-01-2009, 02:14 AM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الكريمة على طرحك القيم
ونحن على يقين بنصر الله لأمة الحبيب المصطفى عليه السلام
وأحب أضيف إلى ما طرحت قوله تعالى في محكم تنزيله
(( إن تنصروا الله ينصركم ))
فلابد من نصرة الحق سبحانه حتى يمكننا من النصر بالتشبت بأوامره واجتناب نواهيه ،وبإذن الواحد الأحد
(( إن نصر الله قريب ))
بارك الله فيك أختي الكريمة ووفقك لكل خير
تقبلي مروري
__________________

()

{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}
[الأعراف: 156]


اللَّهُمَّ مَغْفِرَتِكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي وَرَحْمَتَكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-01-2009, 01:12 PM
الصورة الرمزية الخلافة القوة
الخلافة القوة الخلافة القوة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 103
الدولة : Jordan
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

متى نصر الله ؟؟
سؤال يتردد الآن كثيرا على ألسنة المسلمين و هم يرون أحوال المسلمين و تكالب الباطل عليهم و هم يرون استضعاف المسلمين و حصارهم و هم يرون انتفاش الباطل و انزواء الحق و هم يرون وعود الدعاة بأن نصر الله قريب و أن المستقبل لهذا الدين لا تتحقق و هم يرون هوة عميقة تفصل بين معظم حكومات المسلمين و شعوبهم و هم يرون الليل الدامس كأنه لا نهاية له و هم يرون أن البلاءات النازلة بالمسلمين ربما تكون عقابا الهيا و ليست امتحانا و تمحيصا و هم يرون دعاء الملايين و قنوتهم و فيهم المستضعفون من الرجال و النساء و الولدان و لا إجابة و هم يرون أشكالا محدثة من دين مهجن تسعى قوى كثيرة لعرضه و فرضه.
يتردد هذا السؤال : متى نصر الله ؟ و ربما يصل ببعضنا إلى التشكك فى موعود الله و موعود رسوله صلى الله عليه و سلم أو إلى التشكك فى عدالة الله تبارك و تعالى و هذه المظالم التى تقع بالمسلمين تقع تحت سمعه و بصره و علمه و قدرته. و هى شبهات خطيرة عندما تراوض عقول الشباب خاصة وسط هذه الفتن الهوجاء.
سنحاول هنا الإجابة على هذا السؤال الضخم : متى نصر الله ؟ من خلال الإجابة على هذه الأسئلة :
ما هى الأسباب الحقيقية للبلاء النازل بالمسلمين ؟
هل هذا بلاء عقوبة أم بلاء تمحيص و اختبار ؟
ما هى أساب تنزل نصرة الله ؟
و لماذا تأخر النصر ؟ و لماذا مكن الله غير المسلمين من رقابنا و بلادنا ؟

ثم ...
...

متى نصر الله ؟

عندما أذن الله تعالى لنور الإسلام أن يشرق على البشرية ، اقتضت حكمته تعالى أن تقوم فئة مؤمنة بهذه الرسالة و أن تتعرض إلى العديد من الابتلاءات و العثرات و قد اعتنى الله بهذه الأمة الوليدة و صنعها على عينه و تابعها بالوحى يرشدها و يصحح لها خطاها و يقيلها من عثراتها و هذا من أسباب نزول القرآن مفرقا على امتداد ثلاثة و عشرين عاما. و نحن الآن تحت وطأة النكبات العديدة ينبغى أن نمعن النظر فى السيرة النبوية لنرى كيف نزل البلاء و كيف رفع و لنتلمس سنة الله فى خلقه و قانونه فى ملكوته حتى نستطيع أن نتعامل معها فسنة الله لا تتبدل و لا تتحول.
مثلا انهزم المسلمون فى أحد و سمى الله ما وقع لهم مصيبة ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟ .. قل هو من عند أنفسكم .. ). خالفت مجموعة صغيرة من الرماة أمر النبى صلى الله عليه و سلم فوقع ما وقع ، مجموعة صغيرة لا تتعدى الثلاثين رجلا من جيش قوامه سبعمائة مقاتل ، فكانت سببا للهزيمة و لم يشفع لهم وجود رسول الله بينهم و فى صفوفهم بل أصابه صلى الله عليه و سلم من شظايا هذه الهزيمة فكسرت رباعيته و وقع فى كمين و شج رأسه و لما تساءل المسلمون : كيف ننهزم و نحن على الحق و هم على الباطل جاء الجواب من السماء : قل هو من عند أنفسكم. ففهم المسلمون الدرس و عرفوا سنة الله تعالى ( و أتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. ) فتعلموا أن هذه الأمة يعاملها ربها كجماعة واحدة و كجسد واحد.
و لذلك لما دخل رسول الله صلى الله عليه فزعا على أم المؤمنين زينب يقول: (لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)، وحلَّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها، قالت زينب فقلت: يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخَبَث) . فهى أمة واحدة يعاملها ربها كجماعة واحدة و جسد واحد ، و تأمل الإشارة النبوية اللافتة فى قوله "ويل للعرب" و لم يقل "ويل للمسلمين".
و انتقل المسلمون عبر أحوال مختلفة و بعد غزوة أحد بسنوات كان عودهم قد اشتد و أعدادهم قد كثرت و قوتهم قد غلبت فقابلوا المشركين فى حنين و هم أقل من المسلمين فى العدد و العدة فقال بعض المسلمين كلمة كشفت عن انحراف فى توكلهم و نقص فى إيمانهم ، قالوا ( لن نغلب اليوم من قلة .. ) ، فانهزموا و وصف الله حالهم ( و يوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين .. ). و مرة أخرى ذاقوا الهزيمة فى أول الأمر و بيدهم كل أسباب النصر المادية و بينهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و خيرة أصحابه الكرام و مرة أخرى يتعلمون أن الله تعالى يعاملهم كجماعة واحدة و جسد واحد. فتابعم الوحى يكشف لهم أسرار الضعف و أسباب الخذلان فتعلموا هنا أنه " لا إله إلا الله " كما تعلموا يوم أحد أن " محمدا رسول الله " ، تعلموها واقعا فى حياتهم و بلاء مروا به و خرجوا منه بهذه التربية الربانية.
و جماعة المسلمين لاليست هى فقط أمة الاسلام من شرق الدنيا لغربها ، و لكنها دوائر كثيرة ، فالأسرة جماعة تتنزل عليها نصرة الله إذا قامت هذه الجماعة الصغيرة المحدودة على دين الله ، و المنطقة الواحدة و القرية الواحدة جماعة تجرى عليها نفس السنة و هكذا ...
إذا قارنا أنفسنا الآن بما عندنا من بعد عن شرع الله و استخفاف بأوامره بما وقع من بعض أصحاب رسول الله فى أحد أو فى حنين لعرفنا أن الله عفو كريم و أنه سبحانه يعاملنا بالرحمة الشديدة و باللطف الإلهى ( لولا أن من الله علينا لخسف بنا .. ).
كثير من الناس يظنون أن كل ابتلاء من الله هو فقط للاختبار و التمحيص ، و هذه نظرة تتغافل الواقع و تتخلص من عبء المسئولية. إن كثيرا من البلاء يكون عقوبة من الله تعالى بسبب تقصير أو تفريط أو مخالفة. و نحن لا نستطيع أن نتألى على الله و لا أن نجزم فى كل حالة إن كانت للاختبار أم للعقاب. و لكن حسبنا أن نتلمس فى استقراء ما يحدث لنرى إن غلب على ظننا أن هذه عقوبة من الله فنرجع و نتدارك و نصحح حتى يرتفع البلاء و تنتهى العقوبة. ينبغى أن ننظر فى أقدار الله تعالى و أى منها يقال لنا فيها ( هو من عند أنفسكم .. ). و أى منها يقال فيها (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون). أو يقال فيها (وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة .. ) أو يقال ( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ... ).
إن منطق التواكل الذى يدفع بعضنا لرضا مغلوط بقضاء الله لا ينظر فيه إلى اهمالنا و تقصيرنا و يحسب أنه ما دام راضيا بقضاء الله فقد عفى نفسه من المؤاخذة و المسئولية. إننا مكلفون و قد نعاقب إذا قصرنا و قد يحرمنا الله من نصرته و تأييده إذا خالفنا. إننا إذا اجتهدنا على قدر وسعنا ثم ابتلينا فهذا ابتلاء اختبار و تمحيص و علينا أن نحتسب و نصبر على قدر الله أما إذا تبين لنا أن ثمة تفريط أو انحراف فلا يصح أن نعتذر لأنفسنا بالقدر. يقول ابن تيمية – رحمه الله - (ليس في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله آيةٌ ولا حديثٌ يأمر العباد أن يرضوا بكل مقضيٍّ مقدَّرٍ من أفعال العباد، حسنِها وسيئِها، فهذا أصل يجب أن يُعتنَى به).
فهذا هو السبب الأول لرفع نصرة الله عنا بمخالفة أوامره و البعد عن شرعه.
قطرات الندى ودي وتقديري
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-01-2009, 01:15 PM
الصورة الرمزية الخلافة القوة
الخلافة القوة الخلافة القوة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 103
الدولة : Jordan
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

سبب آخر واضح فى الخمسين سنة الأخيرة ، و هو كثرة النزاع و الخلاف بين المتدينين. هذا النزاع هد عافية الصحوة الاسلامية و شغلها بما لم يكن لها أن تنشغل به فصرف جهود المتدينين فى معارك وهمية و أنشا حالة من التوجس بين عامة الناس عندما رأوا أهل الدين يتعاركون و يقذف بعضهم بعضا و يلعن بعضهم بعضا. سألت مرة شابا نشطا فى أحد المواقع الشبابية لماذا لا تنشط فى ساحة الحوار الاسلامى ، فقال : أشارك بكثافة فى ساحات الكمبيوتر و التنمية البشرية فالشباب فيها يتعاملون بلطف و مودة و يتعاونون و بينهم دائما حسن الثناء ، أما الساحة الاسلامية فكلها نزاعات و اتهامات و كأننا فى حرب.
إننا لم نر نزاعا ينشأ بين طائفتين أو بين أشخاصا ، إلا و زادت الردود بينهم من حدة النزاع و وفرت أسبابا جديدة و وقودا جديدا لالتهاب و احتقان الخلاف. بينما رأينا بعض الدعاة إلى الله لا يلتفتون و يمضون فى طريقهم و يتحملون الأذى الذى يصيب أشخاصهم بينما عيونهم و فكرهم مركز على تلال التحديات التى أمامهم فمليارات من البشر لا تعرف لها ربا و غارقة فى وحل الفساد و الإلحاد و مئات الملايين من المسلمين مغيبون عن شرعهم و غافلون عن دينهم و غارقون فى بحار من المعاصى و المخالفات. و هؤلاء الدعاة يرون أن كل التفات عن هذه المسئوليات هو شر أنواع العبث ( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم .. و أصبروا .. ).
إن الدعوات التى تتعالى الآن بضرورة الحوار مع "الآخر" ينبغى أن يسبقها دعوات للحوار مع " النفس" ، ففاقد الشيئ لا يعطيه.

هذا بالنسبة لنا – نحن المسلمين - تخلف عنا نصر الله لبعدنا عن دينه و لكثرة نزاعنا و فرقتنا.
و أما بالنسبة لغير المسلمين فيشتبه على كثير من المسلمين و يحتاروا فى رؤية تقدمهم و سيطرتهم مع كفرهم و إلحادهم. و هذه الشبهة تتردد على الألسنة منذ سنوات طويلة و لكنها الآن أكثر إلحاحا مع تدهور حال المسلمين.

لله تعالى فى كونه سنن و قوانين لا تتبدل و لا تتغير ، و من سننه مع الكفار أنه يمهلهم ثم يمهلهم فإذا أخذهم لم يفلتهم. تأمل قوله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا ، وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) فترى بعينك أن هذا هو بالضبط ما يحدث الآن ، ثم يقول تعالى ( فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) ، فما نراه الآن من فتح أبواب الدنيا عليهم و انبساطها هو من سنة الله فى خلقه ، ثم يقول جل شأنه (حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) و هذا ما سيحدث لا محالة. رأيناه بالأمس القريب حدث مع الإلحاد الشيوعى ، انهارت امبراطوريتهم و ذهب تسلطهم على رقاب الخلق و ينحدرون تدريجيا إلى الهاوية ، و أقسم بالله العظيم أن هذا سيكون مآل غيرهم ممن كفروا بالله و صدوا عن سبيله.
و هذا شأن الله مع خلقه ( و أملى لهم ، إن كيدى متين ) ، و لا ينبغى لنا أن يكون هذا هاجسنا الأكبر ، بعض المسلمين كل همه متى سيرى اندحار الظالمين الطغاة ، و يستعجل فى هذا و ربما يندفع فيخرج عن شرع الله. لله تعالى سنن لا نستعجلها و له نظام لا يخضع لاستعجالنا و لا إلى تهورنا.
و لكن ينبغى أن نتوجه بالكليه إلى اصلاح أحوالنا نحن ، نرمم أخطاءنا و نصلح معاملاتنا و نقيم شرع الله فى أنفسنا قبل أن نلوم الآخرين عليه. المشكلة فينا نحن ، أحوالنا الآن لا تستحق نصرة الله تعالى ، و الاعتراف بهذا أول طريق الحل. إن الأمة بحاجة ماسة الآن إلى منهج معتدل يقيم الدين فى حياتها بعيدا عن التشدد المقيت أو التسيب الذى يخرج عن دائرة الشرع. إن قوى عديدة الآن - و لأسباب مختلفة – تدفع المجتمع الاسلامى نحو هذين الطرفين - التشدد و الانفلات - و كل جهد يبذل الآن لإعادة التوازن لهذه الأمة المباركة جهد محمود و منصور من الله تبارك و تعالى.
امة الله احترامي تقبلي
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-01-2009, 05:59 PM
احمد بديع احمد بديع غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 61
الدولة : Egypt
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

جزاك الله خيرا
و
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلابا
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابا
تبقى الأسود مخيفة في أسرها
حتى وإن نبحت عليها كلاب
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-01-2009, 06:20 PM
الصورة الرمزية && دمعة خشوع &&
&& دمعة خشوع && && دمعة خشوع && غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: رحاب الله
الجنس :
المشاركات: 1,930
الدولة : Algeria
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

ستنتصر امة لااله الا الله محمد رسول الله
ولو كانت ضد العالم باجمعه
ستنتصر لانه وعد الله ولايخلف الله وعده
ستنتصر ونحن كلنا يقين من هذا
نسال الله ان يعجل النصر للمقاومةفي غزة
__________________

لا اله الا الله محمد رسول الله


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13-01-2009, 04:04 PM
الصورة الرمزية الخلافة القوة
الخلافة القوة الخلافة القوة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 103
الدولة : Jordan
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

طوق الياسمين كلنا ثقة بالنصر
ولكن يجب ان لا ننسى ان الدنيا لا تأتي
بالتمنى فما حال اآخرة
مرورك مشكور
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13-01-2009, 04:07 PM
الصورة الرمزية الخلافة القوة
الخلافة القوة الخلافة القوة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 103
الدولة : Jordan
افتراضي رد: متى نصر الله؟؟؟, هامّ،، ومبشّر باذن الله

احمد بديع:
الأسد اذا الأمراض انهكته
وينتظر رحمة الله تعالى
بالشفاء بدون الأخذ بالأسباب
فالفأر اشرف منه ليس الكلب
مرورك مشكور
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 88.74 كيلو بايت... تم توفير 5.21 كيلو بايت...بمعدل (5.54%)]