وانا ارتقي سلم المجد

[خويلد الجزائري]

تخرجُ الشمسُ كلَّ صباحٍ من دارِها
تتصدرُ السماءَ لتمدَّ الحياةَ بالنورِ والدفءِ
تتوهجُ أكثرَ فأكثر؛ ومن هذا الاحتراقِ
تبددُ ظلمةَ الليلِ، وتقتل جراثيمَ الحياةِ
يا لها منْ آية!!
وأنتَ أيها المؤمنُ قدْ تحرقُك الآلامُ
والابتلاءاتُ في طريقِك إلى اللِه
ـ جل في علاه ـ
لكنَّها تقتلُ في أعماقِك جراثيمَ الدنيَا
وتضيءُ فؤادَك بالأنوارِ
فهلا أدركتَ نعمةَ الألمِ
فالحمدُ للهِ واسعَ العطايا.

علمتني الحياةُ وأنا أرتقي سلمَّ المجدِ
لذَّة تجميعِ الحصى الذي يقذفُني الناسُ
به؛ فصنعتُ منه هذا السلمَّ؛ فكل رجمةٍ
تدفعني إصراراً للسيرِ في طريقي
وكل تثبيطِ يشحذُ همتي لأرتقي
وكل عقبةٍ منحتني من بعدِ الله قوةً
تذليلَ الصعابِ
أنظرُ إلى النجم دوما؛ فهناك منزلي
وكلما زاد الرجمُ، وكثرَ الهمُّ توقدتُ
كالشمسِ أضيءُ حياةَ الناسِ
وأقتلُ جراثيمُ أرواحَهم
فالحقدُ علمني كيفَ أنشرُ المحبةَ
وضيقُ النفوسِ علمني فسحةَ
الحياةِ الرحبة
والحياةُ لا تتسعُ إلا باتساع
قلوبِنا، وحوى فؤادي المعمورةَ
وهكذا القلبُ المؤمنُ
فيا أيها السائرُ إلى اللهِ لا تحزنْ
أبداً؛ ففي كلَّ احتراقٍ نورٌ؛ ما
كان الاحتراقُ لله تعالى
وفي كل حصوةٍ طريقُ بناءٍ؛
فارتقِ وأفسحِ الطريقَ للأملِ

عداي لهم عليَّ فضل ومنَّة** فلا أبعدَ الرحمنُ عنِّي الأعاديا
هم بحثوا زلتي فاجتنبتُها ** وهم نافسوني فاكتسبتُ المعاليا

تعلمتُ من الخطأ نعمة الصوابِ
تعلمتُ من الخطأ لونَ السحابِ
تعلمتُ من الخطأ ضعفي وفاقتي
إلى اللهِ تعالى
تعلمتُ من الخطأ طلبَ العونِ
من الله ـ جل جلاله ـ
تعلمتُ من الخطأ لونهالأسود
الذي يُغسلُ بدمع التوبة
تعلمت من الخطألذَّة النَّجوى
تعلمتُ من الخطأ لذعَة الاستغفارِ
التي تخلّفُ جنةً خضراءَ في
الروحِ
تعلمتُ من الخطأمسكنَتي
تعلمتُ من الخطأ أن أقفَ
قليلاً من لهاثِ الهرولةِ
لأقول يا اللهُ فأعود بجديدِ
روحٍ أوابةٍ
فاللهم اغفر زلاتَنا
وثبت خطَانا، وتولَّنا بالحسنى.



علَّمني التعثرُ في طريقِ نجاحاتي
في الحياةِ قدرَ الضعفِ في كياني
إذ لا أملكُ تقديمَ خطوةٍ واحدةٍ
دون عونٍ من اللهِ ـ جلَّ في علاهُ ـ علمني التعثرُ لذَّة النجاحِ
فإذا تكسرتْ مجاديفِي في عرضِ
البحرِ جدَّفت بأضلعِي لأصلَ
جزيرةَ أحلامي
علمني التعثرُ استشعاري أنَّ اللهَ
تعالى معي فأطمئن؛ ففي كلِّ أمري
خيرٌ
علمني التعثرُ عظمة الوقوفِ
علمني التعثرُ النظر إلى الثرى
لأدركَ قيمة الثريا؛ فأجدد عزمي
للآخرةِ
علمني التعثرُ التأملَ في الترابِ
حتى لا أغفلَ عن الموتِ وأيْبَتي
إلى اللهِ ـ جل جلاله ـ
علمني التعثرُ الأخذَ بالأسبابِ والاتكالَ على اللهِ ـ جلَّ شأنُه ـ
علمني التعثرُ ألا أغترَّ بالنجاحِ
فما بيني وبين كلِّ قدراتي إلا كنْ فيكون؛ فلم الغرور؟!
علمني التعثرُ أنَّني من ترابٍ لأصدَّ كل موجةِ كبرٍ تحاولُ العبثَ بقلبِي
علمني التعثرُ إعادةَ حساباتي في
الحياةِ، وترتيبَ أوراقي
علمني التعثرُ أنَّ الدافعَ الأولَ
لمسيري من بعد اللهِ عزمي
وقناعاتي، وعلمتُ أنَّ الله يناديني
للجنةِ، وتشرَّبَ فؤادي حبَّه
فأكملتُ المسيرَ.

جميل ما قرات