المراقبة الذاتية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057108 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325176 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52104 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45889 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64243 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155306 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-06-2008, 05:52 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
59 59 المراقبة الذاتية

في الحديث : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً } ، قيل : يا رسول الله صفهم لنا ، جلّهم لنا ، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : { أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها }.
قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس ، وعلى مشهد منهم ، لكنه إذا خلا بنفسه ، وغاب عن أعين الناس ، أطلق لنفسه العنان ، فاقترف السيئات ، وارتكب المنكرات ، ( وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً ) [الإسراء:17] ( وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [البقرة: 74].
بل إن الإنسان ليقع في ذنب ، لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه ، فصار حياؤه من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا ، أتراه - في هذه الحالة - مستحضراً قول الله تعالى : ( أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) [البقرة :77] { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) [التوبة: 78].
ويحك يا هذا ، إن كانت جرأتك على معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك ، فما أعظم كفرك ، وإن كان علمك باطلاعه عليك ، فما أشد وقاحتك ، وأقل حياءك !! ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ) [النساء :108].
من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه ، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له ، وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه ، وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا تطلب الأنس بطاعته.
قال قتادة : ( ابن آدم ، والله إن عليك لشهوداً غير متهمة في بدنك ، فراقبهم ، واتق الله في سرك وعلانيتك ، فإنه لا يخفى عليه خافية ، الظلمة عنده ضوء ، والسر عنده علانية ، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ، ولا قوة إلا بالله ).
( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) [فصلت:23،22].
قال ابن الأعرابي : ( آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله ، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد ) . قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) [ق :16].
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما نخفيه عنه يغيبُ
إن تقوى الله في الغيب ، وخشيته في السر ، دليل كمال الإيمان ، وسبب حصول الغفران ، ودخول الجنان ، بها ينال العبد كريم الأجر وكبيره ( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ) [ يس :11] ..
( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) [الملك :12] ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) [ق :31-35].
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : { أسألك خشيتك في الغيب والشهادة } والمعنى أن العبد يخشى الله سراً وعلانية ، ظاهراً وباطناً ، فإن أكثر الناس قد يخشى الله في العلانية وفي الشهادة ، ولكن الشأن خشية الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس فقد مدح الله من خافه بالغيب .
وكان بكر المزني يدعو لإخوانه : ( زهّدنا الله وإياكم في الحرام ، زهادة من أمكنه الحرام والذنب في الخلوة فعلم أن الله يراه فتركه ) .. وقال بعضهم : ( ليس الخائف من بكى فعصر عينيه، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام إذا قدر عليه ).
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى *** فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سراً فما له *** على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا
الأمور الموجبة لخشية الله عز وجل :
1 - قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي.
2 - النظر في شدة بطشه وانتقامه وسطوته وقهره ، وذلك يوجب للعبد ترك التعرض لمخالفته ، كما قال الحسن : ( ابن آدم ، هل لك طاقة بمحاربة الله ، فإن من عصاه فقد حاربه ).. وقال بعضهم : ( عجبت من ضعيف يعص قوياً ).
3 - قوة المراقبة لله ، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم ، وأنه مع عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان ، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته ، أوجب له ذلك ترك الماصي في السر.
قال وهب بن الورد : ( خف الله على قدر قدرته عليك ، واستحي منه قدر قربه منك ) .. وقال : ( اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك ).
4 - استحضار معاني صفات الله تعالى ، ومن صفاته ( السمع ، والبصر ، والعلم ) ، فكيف تعصي من يسمعك ، ويبصرك ويعلم حالك ؟!
فإذا استحضر العبد معاني هذه الصفات ، قوي عنده الحياء ، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما يكره ، أو يراه على ما يكره ، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه ، فتبقى أقواله وحركاته وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى .
قال ابن رجب : ( فتقوى الله في السر ، هي علامة كمال الإيمان ، ولها تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبها الثناء في قلوب المؤمنين ).. وقال أبو الدرداء : ( ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر ، يخلو بمعاصي الله ، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين ).
وقال سليمان التيمي : ( إن الرجل ليصيب الذنب في السر ، فيصبح وعليه مذلته ) .. وقال غيره : ( إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك الذنب عليه ).
وهذا أعظم الأدلة على وجود الإله الحق، المجازي بذرات الأعمال في الدنيا قبل الآخرة ، ولا يضيع عنده عمل عامل ، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار .
فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الخلق ، ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس ذاماً له .
ومن أعجب ما روي في هذا ، ما روي عن أبي جعفر السائح قال : ( كان حبيب أبو محمد تاجراً يكري الدراهم ، فمر ذات يوم بصبيان فإذا هم يلعبون ، فقال بعضهم لبعض: قد جاء آكل الربا .. فنكس رأسه ، وقال : يا رب، أفشيت سري إلى الصبيان .
فرجع فجمع ماله كله ، وقال : يا رب ، إني أسير ، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فاعتقني، فلما أصبح تصدق بالمال كله، وأخذ في العبادة ، ثم مرّ ذات يوم بأولئك الصبيان ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض: اسكتوا فقد جاء حبيب العابد . فبكى ، وقال : يا رب ، أنت تذم مرة وتحمد مرة ، وكله من عندك ).
قال سفيان الثوري : ( إن اتقيت الله كفاك الناس ، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً ) . وودّع ابن عون رجلاً فقال : ( عليك بتقوى الله ، فإن المتقي ليست عليه وحشة ) .
قال زيد بن أسلم : ( كان يقال : من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا ) .. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة ، وفي السر والعلانية.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2008, 11:26 PM
الصورة الرمزية نور من الله
نور من الله نور من الله غير متصل
♥dydy love♥
 
تاريخ التسجيل: May 2006
مكان الإقامة: Egypt
الجنس :
المشاركات: 21,389
الدولة : Egypt
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشكور اخى على طرحك الرائع
بارك الله فيك
__________________




































رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-07-2008, 12:31 AM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي

شكرا للمرور الطيب تقبل الله من الجميع
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-07-2008, 03:47 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

بالفعل اخي الكريم

نقع في هذه الحالة ونحن نغض النظر عن قوله تعالى " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون"

الله الله ما اعظمها من ذنوب عندما تكون في خلوة
اي قلوب هي قلوبنا واي ضمائر هي ضمائرنا

حياؤناا من الناس اشد من حياؤنا من الله

حتى ان حياؤنا من الله انعدم

فنسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا

بارك الله فيك اخي الحبيب على الطرح المبارك

بالتوفيق
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.34 كيلو بايت... تم توفير 3.03 كيلو بايت...بمعدل (4.71%)]