الاسلام واحترام العلماء (موضوع)

[ابو ايمان]

واجبنا تجاه العلماء :


إن اهتمام الإسلام بالعلم وحثه على احترام العلماء وتكريمهم لم يأتي اعتباطا . فكما على العلماء واجبات تجاه المجتمع والأمة كذلك على المجتمع والأمة واجبات تجاه العلماء ، وان الإسلام بمستوى ما حمّل العلماء من مسؤوليات أوجب على الناس احترامهم وتقديرهم وإكرامهم .


وهنا ملاحظة مهمة نراها تنعكس في الواقع الخارجي في مجتمعاتنا وملخص هذه الملاحظة أنّ العالم إذا تملّص من مسؤوليته في التبليغ والإرشاد وتوجيه الأمة نحو الخير وبات من العلماء الغير عاملين فإنه سبنزل إلى الحضيض وسيفقد احترامه عند الله وعند الناس .


وقد كشف لنا الإمام علي (عليه السلام) هذه الحقيقة حينما قال : " لو أنّ حَمَلة العلم حملوه بحقه لأحبّهم الله وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمَقَتَهم الله وهانوا على الناس " .


ونلخّص واجبنا تجاه العلماء الصالحين في ا لنقاط الآتية :


1) الإقتداء بهم والإتباع لهم وطاعتهم : عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال : " إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال : إنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للإقتداء بهم ، وإنّ أحبّ عبيدي إليّ التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء " ، وقال الإمام علي (عليه السلام) : " اعلموا أنّ صحبة العالم وإتباعه دينٌ يُدان الله به وطاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة في حياتهم " ، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " لا خير في العيش إلا لرجلين : عالم مطاع ومستمع واع " ، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " ما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه : جلستَ إلى حبيبي ، وعزّتي وجلالي لأسكنتك الجنة معه ولا أبالي ، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيضاً : " إذا أتى على المؤمن أربعون يوماً ولم يجالس العلماء قسا قلبه وجَرَءَ على العلماء " .


2) احترامهم وتوقيرهم وإكرامهم : قال الإمام علي (عليه السلام) : " من وقّر عالماً فقد وقّر ربه " ، وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : " من أكرم فقيهاً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض ، ومن أهان فقيهاً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان " .


3) زيارتهم ومجالستهم واستقبالهم : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " من استقبل العلماء فقد استقبلني ، ومن زار العلماء فقد زارني ، ومن جالس العلماء فقد جالسني ، ومن جالسني فكأنما جالس ربي " .


4) خدمتهم : قال الإمام علي (عليه السلام) : " إذا رأيت عالماً فكن له خادماً " .


5) دعمهم وتأييدهم .





[ 3 ] العلماء ورثة الأنبياء



إنّ العلماء الصالحون مكرمون عند الله عز وجل :


- قال الله تعالى {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} .


- وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " العلماء ورثة الأنبياء " .


- وقال الإمام علي (عليه السلام) : " العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة " .


- وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء " .


- وقال الإمام علي (عليه السلام) : " العلماء حكام على الناس " .


- وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد" .


- وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " العلماء مصابيح الأرض وحلفاء الأنبياء وورثني وورثة الأنبياء " .


- وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : " ما قبض الله عالماً من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام " .






[ 4 ] الحاجة إلى العلماء



كما إنّ المجتمع ليس بمقدوره أن يستغني عن الأطباء أو المهندسين أو الخبراء في شتى العلوم والفنون ، كذلك فهو (أي المجتمع) لا يمكنه الاستغناء عن العلماء فهم الخبراء في شؤون الدين وهم أطباء الروح .



قال الإمام علي (عليه السلام) : " العلم علمان : علم الأديان وعلم الأبدان " .



وقال (عليه السلام) أيضاً : " العلم ثلاثة : الفقه للأديان والطب للأبدان والنحو للسان " .





العلماء والعمل التبليغي في المجتمع :


إنّ من الضروري أن يتّسم العمل التبليغي للعالم بسمات أساسية لكي يؤدي دوره في المجتمع بصورة جيدة وسليمة ، وهنا نذكر بعضاً من هذه السمات :


1) التفرغ للعمل التبليغي : وذلك بالتطوع لهذا العمل ، قال الله سبحانه {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم ..} –هود 116- .


2) شمولية العمل التبليغي بكل جوانب الحياة : وذلك أنّ الشريحة شاملة لكل جوانب الحياة ، فالعلماء كخبراء في الشريعة لابد أن يشمل عملهم كل الجوانب الحياتية .


3) الانسجام مع روح العصر ومحاولة معرفة ظروف العصر : كما جاء في الحديث : " وأما الحوادث الواقعة فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم " ، و" العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس " .


4) إنشاء المؤسسات : السعي إلى تحويل العمل التبليغي إلى نظام المؤسسات بل وأن يتحول العالم إلى مؤسسة ثقافية –مثلاً- أو غير ذلك .


5) الاستفادة من المناهج والوسائل الحديثة : جاء في الحديث : " أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله " .


6) اعتماد الأسلوب السليم في التبليغ : عبر الحكمة والجدال بالتي هي أحسن والبلاغ المبين والموعظة الحسنة .


7) التخصص : قال أحد العلماء : غلبتُ ذا فنون وغلبني ذو فن واحد ، وهكذا كان أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) كلّ واحد منهم متخصص في مجال من العلوم .


------------------------