حكم الاحتفال بليله النصف من شعبان

[salah268]

الحمد لله الذى اكمل لنا الدين واتم علينا نعمه
والصلاة والسلام على نبينا محمد نبي الرحمه
اما بعد:
ان من البدع التى احدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليله النصف من شعبان
وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز العتماد عليه
وقد ورد فى فضلها احاديث ضعيفه لا يجوز الاعتماد عليها اما ما ورد فى فضل
الصلاه فيها فكله موضوع كما نبه على ذلك كثير من اهل العلم
وممن نبه على ذلك الحافظ بن رجب في كتابه(لطائف المعارف) والاحاديث الضعيفه انما يعمل بها فى العبادات التي قد ثبت اصلها بأدله صحيحه .اما الحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له اصل صحيح حتى يستأنس له نالاحاديث الضعيفه
وقد ذكر هذه القاعده الامام ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيميه
ويجب علينا ايها القارىْ رد مسائل الخلاف الى الكتاب والسنه ووجوب الرضي بحكمهما وان ذلك مقتضي الايمان وخير للعباد في العاجل والآجل
قال الحافظ بن رجب فى كتابه (لطائف المعارف)فى هذه المسأله:
(ليله النصف من شعبان كان التابعون من اهل الشام ، كخالد بن معدان ، ومكحول ، ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها بالعباده وعنهم اخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل:انه بلغهم في ذلك آثار اسرائيليه فلما اشتهر ذلك عنهم فى البلدان اختلف الناس فى ذلك):
فمنهم من وافق على تعظيمها منهم طائفه من عباد اهل البصره وغيرهم
وانكر ذلك اكثر علماء الحجاز منهم :عطاء ،وابن مليكه،ونقله عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن فقهاء اهل المدينه وهو قول اصحاب مالك وغيرهم وقالوا:
ذلك كله بدعه
وقال الامام النووى فى كتاب(المجموع):
(الصلاه المعروفه ب: صلاه الرغائب وهي:اثنتا عشره ركعه بين المغرب والعشاء ليله اول جمعه من رجب وصلاه النصف من شعبان مائه ركعه هاتان الصلايان بدعتان منكرتان )
ومما تقدم من الآيات والاحاديث وكلام اهل العلم يتضح لطالب الحق
ان الحتفال بليله النصف من شعبان بالصلاه او الصيام او غيرها بدعه منكره عند اهل العلم وليس له اصل في الشرع بل هو مما حدث فى الاسلام بعد عصر الصحابه ويكفى طالب الحق قول الله عز وجل(اليوم اكملت لكم دينكم )وقول النبي(ص):من احدث في امرنا هذاما ليس منه فهو رد )
عن ابى هريره رضي الله عنه انه قال : قال النبي(ص) "لا تخصوا ليله الحمعه بقيام من بين الليالى، ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الايام ،الا ان يكون فى صوم يصومه احدكم"
فلو كان تخصيص شىء من الليالى بشىء من العباده جائزا لكانت ليله الجمعه اولى من غيرها لان يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس ، فلما حذر النبي (ص) من تخصيصها بقيام من الليالى دل ذلك على ان غيرها من الليالى من باب اولى لا يجوز تخصيص شىء منها بشىء من العباده الا بدليل صحيح يدل على التخصيص
ولقد احسن من قال:
وخير الامور السالفات على الهدي
وشر الامور المحدثات البدائع
وصلي الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اسألكم الدعاء
اخوكم/ ابو صلاح