بستان العبادات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التدريب على العجز!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2025, 11:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي بستان العبادات

بستان العبادات

فاطمة الأمير


بداخل كلِّ إنسان فطرة نقِيَّة، فطرة العبادات، تلك البذرة التي غرسها الله في القلوب، فإذا رُويت بالإيمان، وأنبتت الطاعات، صار القلب بستانًا عامرًا بالذِّكر، مُورِقًا بالخضوع، مُزهرًا بالقرب من الله.

يسقيه صاحبه بذكره، ويغذِّيه بحبِّه، ويمنحه من روحه نورًا، فإذا بالأوراق تتهامس بالحمد، وإذا بالزهور تتفتح بالتسبيح، وإذا بالثمار تنضَج باليقين.

كل سجدةٍ فيه نهرٌ رَقراق يغسل أوجاع القلب، وكل آيةٍ نسمةٌ عليلة تُداوي جِراح الروح، وكل استغفارٍ مطرٌ نقيٌّ يُنبت في الفؤاد جناتٍ من الطمأنينة، ومن زرع فيه ركعاتٍ في جوف الليل، أزهرت له أنوارَ القرب، وتفتحت له أبواب السماء.

ألم يقل الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]؟

ليست مجرد آيةٍ تُتلى، بل رسالةٌ من ربك تخبرك: لماذا خُلقت؟ ولماذا تنبض روحك في هذه الدنيا؟ ولماذا لا يجد قلبك السَّكِينة إلا بين يديه؟ إنها سرُّ سعادتك، ونورُ روحك، وطريقك إلى الطمأنينة التي يبحث عنها قلبك منذ خُلق.

العبادة ليست مجرد صلوات تُؤدَّى، بل هي حياة تُعاش لله، أن تذكره فتطمئنَّ، وتدعوه فتسكن، وتُحبه فيفيض النور في روحك، وكلما عبدته بحقٍّ وجدت نفسك؛ لأنك خُلقت لأجله، فكيف تضلُّ وأنت في طريقه؟ وكيف تشقى وأنت تحت ظله؟

في هذا البستان لا شيءَ يضيع؛ كل دمعةٍ ساقية، كل دعوةٍ بذرة، كل جهادٍ في الطاعة جذرٌ يمتد في أعماق القلب حتى يثبت في طريق الله، فإذا جاء يوم اللقاء، وجد المؤمن بستانه مورقًا، وأزهاره يانعة، ونسائمه معطَّرة بذكرٍ لم يفتُر، وسجودٍ لم يُنسَ، وصبرٍ أثمر جِنانًا لا تفنى.

يا من تبحث عن السعادة، ازرع بستانك بالطاعات، واسقِه بالصبر، وامنحه من نور يقينك، وسترى كيف سيُورق قلبك بنور الله.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 44.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.12 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]