خصيصة من خصائص العلم العقدي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128214 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4753 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2024, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي خصيصة من خصائص العلم العقدي

خصيصة من خصائص العلم العقدي
د. محمد شلبي محمد



إذا كانت لجنة اختبار، ومرَّ مراقبٌ على طالب، فقال له: اسمي محمد، فقد حصل لدى الطالب عن المراقب نوعُ علمٍ مجرد أن له اسمَ كذا.

أما إذا قال له: أنا أرى جيدًا، فقد حصل لدى الطالب علمٌ غير مجرد، إنه علم يقتضي العمل؛ فهو في حقيقته إعلامٌ يُقصَد منه التحذير؛ حتى يكون ذلك وازعًا للطالب ألا يغشَّ ما دام مستحضرًا هذه المعرفة عن المراقب.

ولله المثل الأعلى.

كل إعلام من الله - تعالى - للناس عن نفسه أو عن أحدِ أركان الإيمان بالغيب، فهو من هذا النوع الثاني؛ العلم الذي يقتضي العملَ.

إن المشكلة الحقيقية لدى المسلمين المتلقِّين نصوص العقيدة تكمن بالدرجة الأولى في هذه القضية.

لقد صار علمُ الناس عن الجوانب العَقَدية علمًا من النوعِ الأول؛ العلم المجرَّد عن العمل.

إنك لو أمسكت بلصٍّ متلبسًا ثم سألته قبل أن تُقِيمَ عليه الحد: ألا تعلم أن اللهَ يراك؟ ألست تعلم أنك ستموت؟

سيقرُّ لك لا محالة، ومثل ذلك ألوفُ المجرمين والفاسقين والعاصين المدمنين على المعصية.

كل أولئك صار العلم العَقَدي لديهم من النوع الأول؛ عِلم غير مستحضَر، علم لا يقتضي العمل.

السبب الرئيس للمشكلة:
لن أذكر ها هنا الكلام المكرور: الغفلة، وعدم تجديد الإيمان، وتباعد التذكر، وقلة التناصح، لا، إن لهذه الظاهرة سببًا أعظم، إنه يكمن في "سوء التلقِّي"، إن تلقِّي المسلم للمعلومة الشرعية لا بد أن يناسب عِظَمَ هذه المعلومة، وحكمةَ المخبر بهذه المعلومة، ولا بد أن يكون تلقيًا مقترنًا بذكاء الفَهم عن الله – تعالى - ثم بعد ذلك لا بد أن يكون تلقيًا ممزوجًا بالاستعداد التام للتطبيق في ضوء عقيدة "السمع والطاعة".

إن درجة التلقِّي وكيفية التلقي غايةٌ في الأهمية لاستتباع العلم العمل.

لذلك؛ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرص أثناء أداء المعلومات الخطيرة ألا يكون إعلامًا عاديًّا.

فكان يكرِّر الكلام ثلاثًا ليُفهَم عنه:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تُفهَمَ عنه، وإذا أتى على قوم فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا"؛ [البخاري: 95].

يقصد الكلامَ الذي يمس عقيدةً أو شريعة، ويقصد بجعل السلامِ ثلاثًا قوله: "السلام عليكم، ورحمة الله، وبركاته".

أو كان يُسأل عنه قبل أن يُلقِيَه:
كقوله: ((أتدرون مَن المفلس؟))؛ [سنن الترمذي: 2418، ط: شاكر]، وقوله: ((إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقُها، وإنها مثل المؤمن...))؛ [البخاري: 61].

أو كان يغيِّر وَضْعَه:
وكان متّكئًا فقال: ((أفي شكٍّ أنت يا بن الخطاب...)).
"وجلس وكان متكئًا فقال: ((ألا وقول الزور ألا..))".
أو يستعين بإشارة يد: "... فقال بيده هكذا يقلِّلها".

أو يرسُم لهم خطوطًا:
عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه: "خطَّ مربعًا، وخطَّ خطًّا وسط الخط المربع، وخط خطوطًا إلى جنب الخطِّ الذي وسط المربع...".

كلُّ هذه الطرائق مقصدُها إيصالُ العلم الشرعي أو العقدي بطريقة تؤدِّي إلى استحضار عظَمةِ هذا العلم استحضارًا يكون ملزمًا بالعمل.

أمثلة لهذا النوع من العلم:
1- يقول - تعالى -: ﴿ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 227].

يعلِّق ابنُ القيم على ختام الآية بما مفاده أنه تحذير من ظُلْم الرجل لزوجته في أمر الطلاق؛ فهو - تعالى - سميع لقول الطلاق، عليمٌ بنوايا الزَّوج في طلاقِه.

2- يقول - تعالى -: ﴿ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34] إنها واقعة موقع التحذير من العُلوِّ والبغي على الزوجة؛ فمن علا عليهن فالله عَلِيٌّ عليه.

3- يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 129].

فخَتْمُ الآية بعد قوله: "وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ" مُشعِرٌ بالترغيب في التوبة.

ومثل ذلك قوله - تعالى -: ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [هود: 41].

ومثله قوله: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18].

4- قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118].

وفيه إشعار بأن مغفرةَ الله لعباده أعظمُ من مغفرة غيره، وأدلُّ على الكمال؛ فمغفرة عباده قد يداخلها جلبُ مصلحةٍ أو دفع مفسدة، وقد تكون جبرًا واضطرارًا، أما مغفرة الله - تعالى - فليس فيها شيءٌ من ذلك، ولا مُكْرِهَ له على مغفرته.

يقول ابن القيم: "أي: إن مغفرتَك عن كمالِ عزَّتِك".

الشاهد من هذه الأمثلة بيانُ أن الخبر العقدي له مقاصدُ وراء مجرد اللفظ، وأن هذه المقاصد ينبغي على المسلم فَهمُها ووعيُها وعيًا يؤثِّر في سلوكه.

إن هذه الطريقةَ هي الوسيلةُ المثلى لتحقيق مقاصد العقيدة الإسلامية، وهي الطريقُ الأمثل للإحساس بالدِّين الإسلامي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.34 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]