|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صراع داخلي ... ماذا أفعل؟ أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: فتاة تحب ابن عمها؛ إذ إنهما يشتركان في كثير من الأحلام والطموحات، لكن ابن عمتها – وهو ذو خلق – عقد عليها، وهي مترددة في أمرها؛ ما أدى بها إلى فسخ العقد مرة، ثم عادت إليه، لكنها دائمًا تقارن بينه وبين ابن عمها، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: مشكلتي باختصار أني معقودٌ عليَّ من ابن عمتي الذي يكبرني بأربع سنوات، هو شخص ذو خلق إلا أنني كنت مترددة طوال فترة العقد، والسبب أنني منذ زمن كنت أحب صديق أخي الأكبر، الذي هو ابن عمي، دون أن يعلم، وكتمت ذلك في نفسي، سبَبُ حبي له شعوري بأنه قريب لي، وأعلم عنه الكثير من التفاصيل، الكثير من الأمور بيننا مشتركة، كما أن شخصيته من الشخصيات التي أفضلها جدًّا، أقول هذا لأنني على علمٍ كبيرٍ بتفاصيل حياته من أهلي، لكن ابن عمتي تقدم إليَّ، ووافقتُ، فهو شخص محترم وذو خلق ودين، وكان موضوع الارتباط يشغل بالي في أثناء ذلك، بعد العقد اكتشفت أن شخصيته وشكله ليسا كما كنت أحلم، في البداية كنت أبكي دائمًا، وظَلَلْتُ على هذا الحال إلى أن قررت الفسخ سريعًا، لكن بعدها زاد همي وندمي، وأحسست بالخوف من الوحدة، وقررت الرجوع والعقد، لكنْ ثَمَّ صراع بداخلي، وأعقد المقارنات دائمًا، أشعر بالحيرة وتأنيب الضمير؛ فمشكلتي معقدة؛ إذ إن الشخص الآخر أصبح مرتبطًا بالزواج، وفقهما الله، وخطيبي لا أكرهه، لكن ليس كما كنت أتمنى، له الكثير من الصفات الحسنة، لكن بيننا اختلافات وظروف حياتية صعبة، أحيانًا أقارن بين حياة خطيبي وبين حياة ذاك الشخص، فأرى أنه أخذ نمطًا للحياة كنت أحلم به، على العكس مما يفكر به خطيبي؛ لذلك كلما أسمع شيئًا عنه، أحس بالضيق، لا تقولوا أن أقطع أخباره؛ فكلاهما من أقربائي من جهة أبي، ولا أستطيع الانعزال عنهما، شئت أم أبيت؛ لأننا عائلة، فحتى لو لم أرَهم، فإن أخبارهم تصلنا، فدائمًا يصلني عنه اتخاذه القرار الفلانيَّ، أو حصوله على فرصة كذا، كلها مما كنت أحلم بتحقيقه، ناهيك عن تقارب الاهتمامات، خطيبي فيه من الصفات والشكل والتفكير ما أحب وما أكره، لكن لا أشعر بذلك الانسجام الكبير، رغم التقارب في عدة أمور؛ لأننا نختلف في أحلامنا المستقبلية، والتفاصيل اليومية، أعلم أنه إن فسخت الخطبة، فلن أستطيع الزواج من الآخر؛ لأنه عقد قرانه، لكن التردد يقتلني، كما أن أهلي ربما يتبرَّؤون مني بسبب ذلك؛ فقد أعطَوني فرصة أول مرة، ووقفوا معي؛ مما سبَّب لهم إحراجًا، سيما أبي مع إخوته، وصراحة لا أريد التهور مرة أخرى؛ فلست أكرهه، بل أحترمه كثيرًا، لكن ضميري يعذبني، كلما أحسست بحبي ينمو تجاه خطيبي أو قناعتي فيه، يراودني إحساس مزعج بالتردد وعدم الراحة، وأذكر في البداية كيف كنت أنفر منه، فما الحل الأنسب لمثل حالتي؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أهلًا بكِ ابنتنا الفاضلة، أسأل الله عز وجل أن يوفقكِ لما فيه الخير لكِ في دنياكِ وآخرتكِ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. أنتِ الآن تعيشين حالة من الصراع النفسي الداخلي، ولا تعرفين كيف تنهين هذا الصراع بسبب حبكِ لشخص، وارتباطكِ بشخص آخر، وسيظل هذا الصراع - يا بنتي - مشتعلًا داخلكِ، ما دمتِ تفكرين في هذا الرجل الذي أحبه قلبكِ في يوم من الأيام، وهكذا هو العقل ما دمتِ تشغلينه بشخص ما، فلن يكون لديه القدرة على التفكير في شخص آخر في نفس الوقت، حتى لو كانت الأفضلية لهذا الطرف الثاني. كذلك من الطبيعي جدًّا أن تشعري بعدم تقبل لخطيبكِ الحالي؛ لأنكِ تركزين على رؤية الجوانب الإيجابية في ابن عمكِ، الذي لم يكن من نصيبكِ، بينما تركزين على سلبيات خطيبكِ، وتغضين الطرف عن إيجابياته، وبهذا الوضع ستصبح الموازين غير معتدلة دائمًا، وستظلين في هذا الصراع إلى النهاية، حتى لو ارتبطتِ بخطيب آخر غير خطيبكِ الحالي. أريد فقط أن ألفت نظركِ إلى أنه ليس كل من تتشابه شخصيته مع شخصيتكِ، لا بد وحتمًا أن يكون هو الشخص الذي سيسعدكِ، وليس التشابه في التفاصيل اليومية وفي الأحلام المستقبلية هو الفيصل الذي نحكم من خلاله على احتمالية نجاح العلاقة الزوجية بين طرفين، وليس معنى أنكِ تحبين شخصًا ما، وأنه يحقق إنجازات تتوافق مع ما تتمنيه أنه سيكون الزوج الذي يحقق لكِ الراحة والأمان، والسكينة والمودة والرحمة. أنتِ – للأسف - تُغرقين نفسكِ في بحار الوهم والمشاعر الخادعة؛ فهذا الرجل بدأ يعيش حياته مع الزوجة التي ارتاح لها قلبه، فهل تفكيركِ فيه بهذا الشكل سيجعلكِ ترتبطين به، وتعيشين معه الحياة التي تحلمين بها، أم أن هذا التفكير سيزيدكِ ألمًا وإنهاكًا ذهنيًّا ونفسيًّا، وبُعدًا نفسيًّا وعاطفيًّا عن شريك حياتكِ الحالي؟ أنتِ بحاجة إلى إعادة النظر إلى خطيبكِ بشكل موضوعي غير متحيز تحيزًا سلبيًّا، وتأمل إيجابياته جيدًا، وأنتِ بحاجة كذلك إلى تفهم الظروف التي يمر بها، وأنه لا بد لكثير من الرجال في بداية حياتهم أن يكافحوا من أجل توفير المتطلبات المادية للزواج، وتكوين أسرة، وأنه لا بد لهم من فترة مناسبة لتوفير هذه المتطلبات، ولعل في هذين العامين فرصةً لكِ للتعرف عليه عن قرب والنظر إليه من زاوية نفسية وعقلية جديدة وعادلة، تتيح لكِ أخذ قرار صائب بشأن علاقتكِ به، فامنحي نفسكِ - يا بنتي - هذه الفرصة، شريطة أن تفرغي عقلكِ وقلبكِ من التفكير في الآخر؛ حتى يكون قراركِ صائبًا بإذن الله عز وجل. وللتخلص من التفكير في الآخر، أكثري من الدعاء بأن يصلح الله عز وجل شأنكِ كله، وأن يريح قلبكِ وعقلكِ، وأن يوفقكِ لما فيه الخير لكِ، وأن يحرر قلبكِ وعقلكِ من هذا التعلق المرضيِّ. كذلك اشغلي نفسكِ بأمور مفيدة في الحياة، تسعدكِ وتشغل عقلكِ، وتستنفد جزءًا كبيرًا من مشاعركِ وطاقتكِ النفسية والعاطفية التي توجهينها للتفكير الذي يوقعكِ في هذه الصراعات، وحاولي أن تجدي بعض العوامل المشتركة بينكِ وبين خطيبكِ الحالي، وتتعاملي معه على أساسها؛ لعل ذلك يزرع الألفة في قلبكِ تجاهه، ومن ثم المودة بإذن الله عز وجل، ووقتها سيتحرر عقلكِ وقلبكِ من التفكير في ابن عمكِ الذي لم يكن من نصيبكِ، وهنا يمكنكِ اتخاذ القرار المناسب. أسأل الله أن ييسر أمركِ، ويوفقكِ لما فيه الخير وصلاح الحال لكِ، ويرزقكِ الحكمة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |