|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي سبني بلفظ خارج أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة حصَلتْ بينهما وبين أُختها مشكلةٌ، ورفَعت صوتَها، فقال لها أبوها لفظًا خارجًا، فجُرِحتْ جُرْحًا كبيرًا أن تسمَع هذا اللفظ منه، وأصبحتْ تَكرَهُه! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حصَلتْ مشكلةٌ بيني وبين أختي، وكنتُ أنا على حقٍّ، أهلي يقولون لي: إن لديك صوتًا مرتفعًا، علمًا بأني لا أسمَع ارتفاعَ صوتي إلا إذا فقدتُ أعصابي. انتهت المشكلةُ وجاءتْ أمي لتُعاتبني، وجاء أبي وقال لي: أنتِ لستِ محترمةً، وقد سبَّبتْ لي هذه الكلمةُ جُرحًا كبيرًا في مشكلة سابقةٍ، أما في هذه المشكلة فلم يكتفِ بهذه الكلمةِ، بل زاد فقال لي لفظًا خارجًا، فأحسستُ أن خَنجرًا قد أصابَ قلبي؛ ذلك أني لم أَسمَع هذه الكلمة مِن قبلُ، وأولُ مرةٍ أسمَعها تكون مِن أبي! لا أستطيع مسامحتَه ولا نسيانَ هذه الكلمة التي أصبحتْ تتكرَّر في بالي كلَّ يومٍ أكثرَ مِن مرةٍ. الأبُ بالنسبة إلى أي فتاةٍ يكون أوَّلَ حبٍّ، لكنه أصبَح عندي أولَ كُرهٍ! الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه. أما بعدُ: فقدرُ الله وما شاء فعل، قد كان ما كان، كلُّنا لا يتمنَّى هذا الموقف حقيقةً، خصوصًا حين يَصدُر ذلك من الوالدين! ولكن باعتبار أن الوالدين هم في الحقيقة بشرٌ، فمن المفترض ألا نُبالغ في استعظام أفعالهم، فكيف إذا كانا غيرَ ملتزمين بالدين والأخلاق، فقد يحصُل منهما الشيء الكثير! في الحقيقة إن مثل ذلك يحصُل حين يشتد الغضب، والذي يظهَر لي أنك قد أثَرْتِ والدك وهيَّجتِ غضبَه بشدةً، حتى لم يَعُد يستطيع السيطرة على نفسه، فتلفَّظ بهذا اللفظ كنوعٍ من تنفيس الغضب، ولم يكن القصد من ذلك الوصفَ حاشاك! أقترح أن تُسطِّري كلمات عتابٍ حانية تَستنكرين فيها ما حصَل، وتُبدين حزنَك وأسفَكِ واعتذارك، وبذلك تكونين قد جمعتِ بين الاعتراف والعتاب والإصلاح، وتأكَّدي أنه سيكون لها أثرٌ بالغٌ بإذن الله، وأُوصيك بأن تَلتزمي بحُسن الخُلق، حتى حين يَحصُل الخلاف ويشتد الغضبُ، حافظي على هدوئك؛ لتُجبري الذي أمامَك على احترامك، واعلَمي أن الصُّراخ وارتفاع الصوت ليس دليلَ قوةٍ، إنما هو علامة ضَعفٍ وانعدامِ ثقةٍ، فلا تَجعليه سلاحك، وقد نهى الله عباده عن ذلك؛ قال تعالى على لسان لقمان وهو يوصي ابنه: ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ﴾ [لقمان: 19]. ولقد فُعِل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فُعِل، أُوذِي وظُلِمَ، واتُّهِمَ وضُرِبَ، بأبي هو وأمي، ولم نسمَع بأنه غضِب أو ارتفَع صوته، أو انتقَم، إنما كان يَعفو ويَصفَح، وكان هذا خُلق سلفنا الصالح مِن بعده، صلوات ربي وسلامه عليه. كلُّنا ذلك الذي يغضب، ولكن مع الدعاء والتمثل بحُسن الخلق يَسهُل الأمر؛ لذا أُوصيك بهذا الدعاء: (اللهم اهدِني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يَهدي لأحسنها إلا أنت، واصْرِفْ عني سيِّئَها، لا يَصرِف عني سيِّئَها إلا أنت). اعلمي أن النسيان نعمة قدَّرها الله لعباده، ولولا ذلك ما استقامَتِ الأمور، وما احتمَل بعضُنا بعضًا، لذا فإنك ستَنسين وسيُصبح ما حدَث شيئًا ماضيًا، وسيأتي مِن جميل الخلق والفعل ما يَمحو أثرَ هذه الكلمة، وسيَحصل ذلك بفضلِ الله الجبار الذي يَجْبُر كَسْرَ عباده، ويُنسيهم، فمع الله كلُّ جُرحٍ سيَبْرَأُ، وكلُّ ألَمٍ سيَزول، وكلُّ كسرٍ سيَنْجَبر! فرَّجَ الله همَّك، وأصلَح حالك، وهدَّأَ بالك، وسخَّرك لوالديك، ورزَقكِ برَّهما.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |