مدرسة الحج الإيمانية التربوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1152 - عددالزوار : 130440 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-07-2023, 11:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,835
الدولة : Egypt
افتراضي مدرسة الحج الإيمانية التربوية

مدرسة الحج الإيمانية التربوية


محمد الحمود النجدي
فقد خرج المسلمون قريبا من مدرسة شهر رمضان التربوية ، والتي درسوا فيها الكثير من المبادىء العظيمة ، والأخلاق الكريمة ، واليوم يدخل المسلمون مدرسة أخرى من المدارس التربوية الإسلامية المباركة ، التي اختارها الله لهم ، وأتم بها عليهم نعمته ، وهي مدرسة الحج الإيمانية التربوية ، فيتعرفون فيها أيضا على بعض القيم الإيمانية والأصول الإسلامية ، والأخلاق الفاضلة ، ويربون أنفسهم عليها .
يتجلى لنا في مدرسة الحج الإيمانية التربوية معاني عظيمة ، ووقفات نافعة للمسلم في دينه ودنياه ، يمكن أن نتعرف عليها فيما يلي :
1- الإخلاص: فالحج فريضة تشع جوانبها بإخلاص العبادة لله رب العالمين ، وحده لا شريك ، وتنطق أركانها بإفراد الله عز وجل بأنواع القربات .
يقول الله تعالى: { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } [الحج:26. ]
فانظر كيف بدأ أمر الله عز وجل لخليله إبراهيم عليه السلام بأن يترك الشرك بالله بكل صوره وأشكاله ، أي أمره بإخلاص العمل لله تعالى، وأن يطهر بيته الحرام من كل أنواع الشرك صغيرا كان أو كبيرا هذا ما يدل عليه قوله { أن لا تشرك بي شيئا} .
وكذلك أول ما نطق به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا النسك هو الإخلاص ، ففي حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم : « فأهل بالتوحيد : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك». وهو أول ما يعلن عنه الحاج في حجه أو عمرته .
ولما صلى الركعتين خلف المقام ، قرأ فيهما بـ (قل هو الله أحد) و ( قل يا أيها الكافرون ) وهما سورتا التوحيد والإخلاص ، فسورة الإخلاص فيها التوحيد العلمي وسورة الكافرون فيها التوحيد العملي .
ولما رقى صلى الله عليه وسلم على الصفا كبر الله ثلاثا ثم هلل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . لا إله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده .
فهذه مواطن في الحج حقق فيها التوحيد وذكر نفسه والمسلمين به ، لأنه أعظم حقوق الله على عباده .
وهكذا فكل عبادة وطاعة من صلاة أو صدقة أو صيام أو ذبح لا بد أن تبنى على الإخلاص حتى يقبلها الله تعالى ، فما لم يبن على الإخلاص لا يقبله الله من عبده ، بل هو مردود عليه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : ” أنا أغنى الأغنياء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه ” رواه مسلم .
2- الطهارة : ومن المعاني العظيمة التي نستشعرها في الحج والعمرة : التطهر .
حيث يقول الله تعالى في هذا : {وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } وما المقصود بالطهارة هنا ؟ هل هي طهارة البدن والثياب فقط ؟
لا أن المطلوب أكثر من ذلك .
يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره: «وطهر بيتي» قال قتادة ومجاهد: من الشرك.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : الطهارة أنواع :
1- منها الطهارة من الكفر والفسوق، كما يراد بالنجاسة ضد ذلك ؛ كقوله تعالى { إنما المشركون نجس } [التوبة: 28].
2- ومنها: الطهارة من الحدث ، وضد هذه نجاسة الحدث.
3- ومنها: الطهارة من الأعيان الخبيثة التي هي نجسة. (مجموع الفتاوى 21/67، 68.)
وهكذا قال العلماء في المراد من قوله تعالى: ( وثيابك فطهر ) [المدثر: 4] أن الآية تعم كل ما ذكره ابن تيمية سابقًا، من طهارة القلب، فطهارة الثوب والبدن ، فطيب المكسب ، فإن خبث الملبس يكسب القلب هيئة خبيثة ، كما أن خبث المطعم يكسبه ذلك ، ولذلك حرم الله ما حرم لحوم السباع وكذا جلود السباع ، لما تكسب القلب من الهيئة المشابهة لتلك الحيوانات التي تؤكل لحومها أو تلبس جلودها ، فإن الملابسة الظاهرة تسري إلى الباطن . [وانظر إغاثة اللهفان 1/69].
3- الاستجابة : ومن المعاني الجليلة المقصودة في مدرسة الحج الإيمانية التربوية : الاستجابة لله تعالى بفعل الأوامر وترك النواهي والزواجر .
فقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بدعوة الناس إلى الحج ، فقال له: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } (الحج:27 .) فاستجاب إبراهيم عليه السلام لأمر الله تبارك وتعالى ، فنادى بذلك النداء الرباني ، واستجاب الناس لدعوة إبراهيم عليه السلام ، وكل من كتب الله له الحج ، فحجه أبناؤه وأحفاده من النبيين والمرسلين ، ثم من بعدهم من أنبياء الله ، ثم سائر الناس ، وما يزالون يستجيبون حتى الآن ، إلا من حرمه الله تعالى ذلك من هذا الفضل العظيم ، والكرم الواسع ، نعوذ بالله من ذلك.
ويقول الله تبارك وتعالى أمرا عباده بهذا الخلق وهذه الصفة : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } [الأنفال: 24].
قال البخاري: «استجيبوا» أجيبوا «لما يحييكم» لما يصلحكم.
وروي في صحيحه عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى صليت ، ثم أتيته ، فقال : «ما منعك أن تأتي؟ ألم يقل الله ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ؟!» ثم قال: « لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج ..(الحديث).
4- الذكر : من مقاصد الحج العظيمة : ترسيخ عادة ذكر الله تعالى في الإنسان ، فيذكر الله تعالى دائما وعلى كل حال ، قاعدا وقائما وراكبا ، وكلما تحول من حال إلى حال ، وهو من مطالب الدين الجليلة في كل امة ، كما قال تعالى ( ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ) الحج : 34 .
وقال تعالى ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وأن كنتم من قبله لمن الضالين ) البقرة : 198 .
وهذا في ذكر الله في الإفاضة من عرفة وفي مزدلفة بصلاة الفجر وغيرها ، بعد أن أمضى الحاج يومه في التهليل والدعاء في عرفات .
وقال سبحانه في الذكر عند رمي الجمار ( واذكروا الله في أيام معلومات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ) البقرة : 203 .
وقال في فراغهم من حجهم وعبادتهم ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ) البقرة : 200 .
أي : أن يستغفروا من التقصير الواقع في مناسكهم وذكرهم لربهم على الوجه المطلوب منهم .
وهكذا تتوالى النداءات الربانية بذكر الله تعالى خلال مناسك الحج المتنوعة ، حتى لا يكاد يخلو منها منسك ، بل قال صلى الله عليه وسلم : ” أفضل الحج العج والثج ” رواه الترمذي وابن ماجة . والعج هو رفع الصوت بالتلبية .
5- الإنفاق في سبيل الله : ومن الخصال العظيمة التي يتعود عليها المسلم في حجه : بذل المال في سبيل الله تعالى .
فالمسلم الذي يأتي إلى الحج من كل فج عميق ، راكبًا الطائرة أو السيارة أو السفينة وغيرها ، يتكلف ويدفع المال لأجل القيام بهذا الركن الخامس من أركان الإسلام الذي لا يتم دينه إلا به ، وما الذي يدعوه إلى هذا الإنفاق في سبيل الله تعالى من أجل الحج إلى بيت الله عز وجل ؟! إلا طلب رضا الله تعالى ومغفرته والجنة .
ثم يجد التوجيهات الربانية الكثيرة التي تدفعه للإنفاق في سبيل الله : منها الأمر بذبح ” الهدي ” للقارن والمتمتع ، وكذلك في الفدية لجبر القصور الحاصل في أداء المناسك ، وتوزيع تلك الذبائح على الفقراء والمساكين من أهل مكة وغيرهم ؛ كما قال تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } [الحج:28]، وقال { فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر } [الحج:36].
6- الهداية : ومن المعاني العظيمة في مدرسة الحج الإيمانية التربوية : الشعور بالاصطفاء والهداية من بين سائر الناس ، وهي نعمة لا تقدر بثمن ، ولا تعادلها أي نعمة عاجلة
يقول الله تبارك وتعالى في هذه النعمة : ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) [البقرة:198].
أي : اذكروا الله تعالى كما من عليكم بالهداية بعد الضلال ، وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ، فإنها من أكبر النعم التي يجب شكرها بالقلب واللسان .
ويقول تبارك وتعالى: { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين } [الحج:37].
فمناسك الحج مظهر من مظاهر شكر الله تبارك وتعالى على هدايته لنا ، فربنا هو الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، فله أكمل الثناء ، وأجل الحمد .
7- الإحسان: ومن المبادىء التي يتربى عليها المسلم في الحج : الإحسان ، الإحسان بكل أنواعه وصوره ، الإحسان في عبادة الخالق ، والإحسان إلى المخلوق ، فيعبد الله الخالق تعالى كأنه يراه ، فإن لم يصل إلى هذه الرتبة فليعبده معتقدا أنه يراه وقت عبادته ، فيؤدي نسكه وحجه وفق الهدي النبوي الثابت عنه صلى الله عليه وسلم كما قال : ” خذوا عني مناسككم ” .
ويحسن كذلك لعباد الله بجميع وجوه الإحسان ، بأن ينفع الناس بماله وصدقاته ، وما يقدمه من الذبائح والهدايا والأضاحي ، كما قال تعالى { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } [الحج:28]،
وكذلك يحسن لعباد الله بأن يعلم جاهلهم ، ويرشد ضالهم ، ويذكر غافلهم ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، كل ذلك بكلمة طيبة ، وموعظة حسنة ، ورفق ولين وعلم وحكمة .
وغيرها من المباديء الجليلة التي تستفاد من هذا الركن المبارك.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.45 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]