الأسرة بين الصبر والرضا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خاطرة قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كلمات منهي عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 16166 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4024 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 176 )           »          الشباب أداة بناء وتأثير وتغيير وإن لم نحسن تربيتهم تحولوا إلى أداة تدمير ومعاول هدم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سبيل التأسي بدراسة حديث اللهم إني ظلمت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 107 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 135 - عددالزوار : 77730 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 31 - عددالزوار : 11751 )           »          المهيمن العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-12-2022, 08:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,995
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة بين الصبر والرضا

الأسرة بين الصبر والرضا
عدنان بن سلمان الدريويش


أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعلانا منزلة أعظمُنا صبرًا، ومن استرجع واحتسب مصيبته، كانت له ذخرًا ومنزلة عالية يوم القيامة، وأن هذه الدنيا لا تخلو من المصائب والمحن والرزايا، ولا ينتظر فيها الصحيح إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، وأن الله جل وعلا كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ كما ورد ذلك في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء))؛ [رواه مسلم].

فلمَ الجزع والسخط، والله جل جلاله هو المدبر والمصرِّف في كل الأمور والأحوال، وأن كُرَب الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم، وحدث مفجع ومهول، وأنها تُحدِث في الجوف نارًا مستعرة، وحرقة لا تنطفئ.

ولكن المتأمل بالآيات الكريمات، والأحاديث الشريفة، يجد فيها تسلية للنفس، ورضاءً للمكتوب، وطمعًا للأجر والثواب من الله العلي القدير.

فلو تأمل المصاب بمصيبته أنها لم تكن في دينه، وتلك هي المصيبة الحق، وأنها لم تكن أعظم مما كانت، وكذلك أن الأجر لها بعد الصبر والاحتساب، تبلغك منزلة في الجنة لن تبلغها بعملك، لرضيَ واطمأنت نفسه، وحمد الله على ما قضى وقدر.

قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]، وقال عز وجل: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

وفي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: يا غلام، ألَا أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعتِ الأقلام، وجفَّـت الصحف))؛ [رواه الترمذي].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))؛ [رواه الترمذي].

وعن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم]، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((إن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر)).

قال علي رضي الله عنه: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له".

أيها الزوجان، إن الشدائد والابتلاءات تبين الزوجين الصالحين من غيرهما، وتظهر عن معدنهما النبيل، وأصلهما الطيب الصادق، فالله تعالى يحب ويبشر الصابرين، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من وفقه الله.

فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي ابنًا لها على قبره، فقال لها: ((اتقي الله واصبري))؛ [أخرجه مسلم]، ولما أرسلت ابنته زينب له صلى الله عليه وسلم أن ابنها يُحتضَر قال لها: ((إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فاتقي الله واصبري))؛ [أخرجه البخاري].

وقرين الصبر الرضا بما قدره الله وكتبه، وإيكال أمرهما لربهما، وانظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي فقدت ابنًا لها فقال لها: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى))؛ [رواه البخاري]، إنه الرضا الذي يجعل عندها القليل كثيرًا، فكلما اشتد ضيقها حمدت الله بقلب راضٍ، حينئذٍ تشعر بالراحة وسعة الصدر والتفاؤل، فإنها تعلم أن ما عند الله خير؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].

إن الرضا في الملمات والأزمات يذيق المرء طعم الإيمان ويصلب عوده، ويجيزه من العقبات، ومن الرضا عدم الشكوى للناس، والقناعة بالقليل، والاستبشار بالقادم.

أسأل الله أن يرزق كل مبتلًى الصبر والرضا، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.01 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]