كفاءة واقتدار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4528 - عددالزوار : 1323798 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4952 - عددالزوار : 2055983 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2022, 09:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي كفاءة واقتدار

كفاءة واقتدار
عبدالغني حوبة


قصةُ يوسفَ من أحسن القصص وأروعِها، وذلك بنصِّ قوله تبارك وتعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].

ففيها الأنباءُ والأخبار، ومنها تُستقى التجارِبُ والأفكار، فليس بمستغرَب حقًّا أن تزخرَ هذه السورةُ الكريمة بالدُّرر والقلائد، وأن تَعِجَّ بالفوائد والفرائد، فهي من بديع البيان، الذي يُسهم في تطوير حياة الإنسان، في كل زمان وفي أي مكان.
ولما كان الأنبياءُ والرسل هم القدوات، وبهم تقوم المجتمعات، وتنتشر الدعوات، كان لزامًا علينا أن نتابع مسيرتَهم، ونقتفيَ أثر سيرتهم.

فالشخصياتُ النبويَّة طاهرةُ النفس زكيَّة، ذات عبادة سليمة نقيَّة، وهي صُلبة في الصَّدع بالحق قويَّة، لها مهارات فرديَّة، وعندها تجارب شخصيَّة ثريَّة، فيا لها من مِنح ربانيَّة، وعطايا إلهيَّة!

إخواني الأعزاء:
فبعدَ محنةِ السجن وراءَ القضبان، وما كان فيها من شقاء وحرمان، تأتي المنحةُ بصوتٍ مجلجلٍ يهُزُّ الأركان، قد انتشى لها طربًا سمعُ الزمان، وتمخض عنها صدورُ وثيقة الإعلان، ببراءة يوسفَ النبي الإنسان!

يا ترى ما هي قصة هذا الإعلان؟! وما هي أهم آثاره المختلفة؟!
اسمع بقلبِك الآياتِ البيِّنات، وتدبَّر ما فيها من عِبرٍ وعِظات، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 54 - 57].

أيها الفضلاء:
لمَّا تحقَّقَ الملِك من براءة يوسف عليه السلام، وعَلَتْ مكانتُه بين الأنام، اصطفاه الله سبحانه وتعالى بالرسالة، ورفع قدره على أهل الجهالة، فخطب الملِكُ وُدَّه، وطلب عودته ورده، وبعدها أفصح يوسفُ باللسان، وقطع كلَّ ظنٍّ بصريحِ البيان، فنال ما يستحق من مكانة ومكان، وقال الملك حينئذٍ:
لقد آن يا يوسف الأوان، فأنت اليوم عندنا ذو حظوةٍ مكينٌ، مقتدر عفيف أمين، فَسَلْ ما بدا لك يا كريم؟!

قال يوسف عليه السلام:
﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].
فيوسف إذًا هو رجلُ الأزمات، فقد كان جزءًا من الحلِّ لا من المشكلات!

ولسان حاله يقول:
لا تقلقوا يا رعيَّة، فمصر في أيادٍ أمينةٍ قويَّة، أنا لخزائن جبايات أرضها وغلالها حافظٌ للذي أتولاه، أتعهدُه بالتقدير وأرعاه، وليكن في علمكم أني لست أبحث عن المال والمكاسب، ولا أنا من الطامعين في تبوُّءِ المناصب، فلا تهزُّني الولايات، ولا تؤثِّر فيَّ الزعامات والوجاهات! بل هو كفاءة واقتدار، وحفظ للبلاد من الأزمات والأخطار.

تأمَّلوا كيف برزت روح المبادرة عند يوسف عليه السلام، فتحمل كامل التَّبِعَة والمسؤوليَّة، وعرَض على الملِك خدمته لأمته الأبيَّة، فأنقذها بخطته العبقريَّة من المجاعة المحقَّقة المصيريَّة.
فالكفاءةَ الكفاءةَ يا إخواني؛ فهي عنوان النماء والازدهار، وسرٌّ للبقاء والاستقرار.

ختامًا، فيا شبابَ الأمة، روَّاد السيادة:
احرصوا على تحصيل الكفاءة والتدرُّب على القيادة، وطوِّروا أنفسكم لتبلغوا المجد والريادة، واعلموا بأن حسنَ إدارة يوسف عليه السلام لذاته، أهَّله للإبداع في استثمار ملكاته ومهاراته، بما يخدم نفسَه ومجتمعاتِه!






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.76 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]