عِبَرٌ مِن التاريخ... كتمان العمل الصالح إلا إذا كان في إظهاره مصلحة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2022, 01:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي عِبَرٌ مِن التاريخ... كتمان العمل الصالح إلا إذا كان في إظهاره مصلحة

عِبَرٌ مِن التاريخ... كتمان العمل الصالح إلا إذا كان في إظهاره مصلحة






كتبه/ رجب صابر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعن أبي أسامة عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بَعِير نعتقبه، قال: *فنَقِبت *أقدامنا، *فنَقِبت *قدماي، *وسقطت *أظفاري، فكنا نلُفُّ *على *أرجلنا *الخِرَق، فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخِرَق، قال أبو بردة: فحدث أبو موسى بهذا الحديث، ثم كَرِه ذلك، قال: كأنه كَرِه أن يكون شيئًا من عمله أفشاه، قال أبو أسامة: وزادني غير بريد: والله يجزي به" (أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له).

في هذا بيان من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لسبب تسمية غزة ذات الرقاع بهذا الاسم، وأنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يركب الجمل الواحد ستة أشخاص بالتناوب فيما بينهم، فيركب أحدهم قليلًا ثم ينزل فيركب الآخر بالنوبة حتى يأتي على سائرهم؛ فتشققت أقدامهم ورَقَّتْ جلودها وتقطعت وورِمَت، وحدَث هذا لأبي موسى أيضًا، بل سقطت أظفاره، فكانوا يلُفُّون على أرجلهم قطعًا من القماش؛ فسميت غزوة ذات الرقاع؛ لما كانوا يلفون من هذه القطع على أرجلهم ويشدونها عليها.

ثم إن أبا موسى تلوَّم أنه حدَّث بهذا الأمر وكَرِه ذكر ذلك وقال: "ما كنت أصنع بأن أذكره"؛ يقول الراوي عنه وهو أبو بردة: "كأنه كَرِه أن يكون شيء من عمله أفشاه".

فتأمل في حرصه رضي الله عنه على إخلاصه في العمل ومراجعته لنفسه فيما يتكلم به من أعماله، فمع هذه الشدَّةِ التي أصابت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة ذات الرقاع، ومع أن في كلام أبي موسى إعلام الناس بصبر الصحابة ليقتدوا بهم؛ إلا أن أبا موسى كَرِه ذكر ما حدث لهم، وكَرِه أن يفشي شيئًا من عمله.

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم": "وكراهة أبى موسى لذِكْر هذا بَعْدُ وأن يُفشى شيئًا من عمله فيه أن ما أصاب في ذات الله في نفس أو مال أن كتْمَه أولى وأعظم للأجر؛ لئلا يلحق بالتشكي، أو بالعجب بالعمل والتزين به، فتدخل فيه هذه الآفات، فخشي حط الأجر لذلك".

وقال القرطبي في "المفهم": "وفي هذا الحديث ما يدل على ما كانوا عليه من شدة الصبر والجلَد، وتحمل تلك الشدائد العظيمة، وإخلاصهم في أعمالهم، وكراهية إظهار أعمال البِر والتحدث بها إذا لم تدع إلى ذلك حاجة".

وقال النووي في "شرح صحيح مسلم": "فيه استحباب إخفاء الأعمال الصالحة وما يكابده العبد من المشاق في طاعة الله تعالى، ولا يُظهر شيئًا من ذلك إلا لمصلحة مثل بيان حكم ذلك الشيء، والتنبيه على الاقتداء به فيه ونحو ذلك، وعلى هذا يحمل ما وُجِد للسلف من الأخبار بذلك".

وقال ابن حجر في "فتح الباري": "وذلك أن كتمان العمل الصالح أفضل من إظهاره إلا لمصلحة راجحة كمَن يكون ممَّن يُقتدَى به".


أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

وكم في التاريخ مِن عِبَرٍ، فاعْتبروا يا أولي الأبصار.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.84 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]