|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العيش في الذل أو الحرمان من الأولاد؟ أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة في مُنتصف الثلاثينيات، متزوِّجة منذ تسع سنوات، طباعُ زوجي غريبة، لكني لم أعرف ذلك إلا بعد الزواج، ثم خفتُ من الطلاق ونظرات الناس. ومما واجهتُ مِن طباعه: أنه بخيل جدًّا، ومُتغطرس، ولا يسمع إلا صوت نفسه، ولا أشعر معه بالأمان، وأعتقد أن هذه الصفات تكوَّنَتْ نتيجةَ التربية التي ترَبَّاها في صِغَرِه؛ فقد كان يتيمًا، ليس له أحدٌ، وقد قام أخواله بتربيته. كان يبخل على نفسه، ويتظاهَر بأنه فقير.. مع أنه (مليونير)، اكتشفتُ أنه غنيٌّ بعد زواجنا بخمس سنوات!! حصلتْ أول مشكلة بيننا عندما عجزتُ عن عمل طعام لمرَضٍ أَلَمَّ بي، فرَفَض وأخبر أهلي بأني لا أطبخ، وبقيت عندهم ثلاثة أشهر! ثم رجَع وأخذني من بيت أهلي، وأخبرهم بأنه سيتغيَّر، لكنه عاد كما كان بعد شهر! إذا قصرتُ في شيءٍ يُهينني ويطردني من البيت، بأسلوبٍ مُستفز. وقد استخدم معي مبدأ الإهانة في كلِّ شيء، والطرد والشتم من البيت، حتى أثناء السفر، وعندما أردتُ السفر معه أخبرني بأني إذا أردتُ السفر معه فلا بد مِن أن أدفع ثمن السفر والإقامة والمبيت! طلبتُ الطلاق بعد مشكلات كثيرةٍ وإهانات، وذهبتُ لأهلي، فرفع عليَّ قضية عودة لبيت الطاعة، وإذا أردتُ الطلاق فعليَّ أن أرُدَّ المهر كاملًا له، ثم هدَّدني في النهاية بأخذ أولادي مني. عدتُ له مجبرةً خوفًا على أولادي، وفي كل مرة أبيتُ فيها معه أشعر بكابوس يجثم على صدري! أنا الآن بين نارين: إما أن يُطلقني ويأخذ أولادي مني، أو أن أعود للبيت وأكون ذليلةً محرومة مهانة، أعيش على الخبز والماء! الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: ثم تقولين بأن زوجَك يُهَدِّدك بأخْذ أبنائك منك؟ فلْيُهَدِّد كما يشاء، أليست هناك محاكم وقضاء؟! ألستِ تعيشين في بلدٍ يَحْكُم بشرع الله؟! هل في شرْعِ الله أن تعيشي حياةً تعيسةً بلا كرامة، ولا استقرار؟! حين كرهتْ بريرة - جارية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما - زوجَها مُغيثًا، فارقتْه غير آسفة، ولا نادمة، وغير عابئة بقول أحدٍ، رغم حب زوجها لها، ومحاولاته المستميتة لترضيتها أمام أهل المدينة، ودموعه تجري على لحيته، فلم يعتبْ عليها أحدٌ، ولم يجبرْها الرسولُ - صلى الله عليه وسلم – على العودة إليه، ولا حتى على قبول شفاعته لها ألا تفارقه. لقد فهمتْ بريرة - وهي الأَمَةُ - الهدفَ الحقيقيَّ مِن الحياة الزوجية، وأنها حياةٌ اختياريةٌ، وليستْ إجبارية، تقوم على المَوَدَّة المتبادَلة، والتقبُّل النفسي والجسدي والعاطفي للطرف الآخر؛ مِن أجل تحقيق السعادة الزوجية، فلا يَصِحُّ أن تجبرَ زوجة كارهة لزوجها على العيش مع زوجٍ ينقطع أوكسجين الحياة بقُربه! ولا إجبار زوجٍ كارهٍ لزوجته على الحياة مع زوجةٍ لا تشبعه، وأنْتُنَّ حرائر، متعلمات، كريمات النسب ويُعاملكن أزوجكن معاملةَ الجواري والخدَم، ثم لا يشغلكنَّ سِوى رأي المجتمع؟ هذه حياتُك وحدك، فقرِّري بنفسك ما يُريحك فيها مع زوجك، ودَعِي الأوهام والمخاوفَ والحجج الواهية جانبًا، والله معك، والقضاءُ العادل يُنصفك. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |