التربية بين العطاء والمنع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 261 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كوارث الحرائق والفيضانات .. ابتلاءات من الله عظة وعبرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 6498 )           »          شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان .. أسباب زيادة الإيمان وضعفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن وقيامه به في جوف الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 1750 )           »          الكتمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شبح الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-01-2022, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,678
الدولة : Egypt
افتراضي التربية بين العطاء والمنع

التربية بين العطاء والمنع






د. خالد رُوشه







ينشأ الطفل بنفسية مؤهلة للتشكيل والتكوين , يؤثر في تكوينها وتشكيلها مؤثرات عدة , من أهمها البيئة النفسية المحيطة به , والبيئة التربوية التي تحيطه برعايتها , وسلوكيات الوالدين تجاهه وتجاه غيره , والمعلومات العلمية التي يبثها المربون فيه ويقنعونه بها وغير ذلك ..

وتحتاج شخصية الطفل عادة لتلبية احتياجاتها بصورة فورية , وإذ تكثر احتياجاتها وطلباتها تبعا لتعرفها على اشياء جديدة واكتشافها لمطالب جديدة , فهي تكاد تتنقل بين مطلب ومطلب , وكلما استجيب لها في شىء , بحثت عن شىء آخر وهكذا ..!


قد يكون هذا السلوك معتادا من طفل صغير , لكنه يصير مستدعيا للتدخل التربوي العلاجي عندما يعتاده الطفل لمدة طويلة , قد يصير بعدها كأنه صفة له .

هذا النموذج من الطلب , تعممه نفسية الطفل على ما يحيطه من اشياء , بل واحتياجات نفسية أيضا , فلو اعتاد الطفل تلبية مطالبه التي يرتجيها كلها دائما بشكل سهل ميسور , لتعرض أثناء حياته لاضطرابات مختلفة عندما يتعسر عليه وجود حاجاته , أو يعاق عنها , أو يمنع منها , أو حتى عندما يحتاج للوصول اليها جهدا أو عملا أو بذلا أو تضحية .

كذلك لو تعرض هذا الطفل للمنع دائما مما يريد من حاجياته ومطالبه , لتعرض لاضطرابات مختلفة , تؤثر على شخصيته , فتتعرض شخصيته لأمراض مثل الشح , والبخل , والأنانية , وحب الذات , والنفعية وغيرها .

النظرة التربوية العلاجية وضعت رؤية مقننة توازن بين العطاء والمنع , وتؤطر منهجا يراعي تكوين الأبناء وحاجاتهم من جهة , مع ضبط ذلك وتنميطه وتوظيفه إيجابيا من جهة أخرى بحيث يصير هناك تناغم بين العطاء والمنع .

ولكي نستطيع فهم المسألة فلنجرد الرؤية , فليس ما يعطى ههنا مطلوبا لذاته , ولا ما يمنع مطلوبا لذاته , بل هما مطلوبان كعنصر في أسلوب تربوي لبناء الشخصية , وتكوين نفسية الطفل , وبناء أخلاقه .

فنحن نعطي الابناء , كحق من حقوقهم علينا , وواجب تجاههم , وثواب شرعي إيماني , ورحمة وضعها الله سبحانه في قلوبنا تجاههم , كما نمنعهم في بعض الأحيان تعليما لهم أن لكل شىء قانونا , وأن الأمور لا تجري بمجرد الطلب , وأن العمل والجهد أساس الكسب والتحصيل , وأن العدل قيمة كبرى من قيم الحياة يجب الالتزام بها , وأنه يجب الإمعان والتفكير قبل طلب الأشياء , فليس كل ما ترغبه النفس حسن لها ولا مفيد , فقد تشتهي النفس ما يضرها في الدنيا أو الآخرة و أو فيهما معا .

من هنا كانت الحكمة التربوية العلاجية تقتضي أن يكون عطاؤنا لأبنائنا قائما على اعتبار ما سبق من معاني وغيرها أيضا من المعاني الإيمانية التي علمها لنا المنهج التربوي الإسلامي .


فالعطاء يجب ألا يقتصر على العطاء المادي , بل إن العطاء المعنوي مقدم عنه , ومطلوب يسبقه , فإيصال معاني المحبة والمودة لأبنائنا مقدم على عطاء المادة , وهو مسبب مهم في بناء شخصية مستقيمة رقيقة حليمة رحيمة , وكم أكد النبي صلى الله عليه سلم على هذا المعنى كثيرا , لدرجة استنكاره على من لم يقبل أطفاله ويرفق بهم قائلا " من لايَرحم لا يُرحم " أخرجه البخاري .

كما أن العطاء يجب أن يكون مرتبطا بالقناعة والرضا , فيتعلم الابناء أن يقنعوا بما أوتوا , مهما كان قليلا , وأن يرضوا بما حصلوا وأخذوا , فقيمة القناعة والرضا ههنا سبب مؤثر في بناء شخصية عادلة متوازنة هادئة بعيدة عن الحقد والحسد والغل .

على جانب آخر فإن المنع يجب أن يكون مبررا , لئلا يستشعر الطفل بحالة سلبية من سلوك أبيه في منعه له مما يحبه أو يريده أو يطلبه , فيفضل ههنا أن نبرر سلوك المنع بمبررات مفهومة واضحة , كالمنع للضرر , والمنع للعقوبة , والمنع لعدم التدليل والمنع في بعض الأحيان لعدم القدرة أو لضيق الحال .. وغيرها .

كذلك يمكننا تبرير المنع عن طريق وضع قواعد قيمية يتربى عليها الأبناء , نضبط سلوكهم على اعتبارها , كاعتبار العدل بين الأخوة , فلكل حق , ولا يُقبل التعدي , وكرفض التبذير والإسراف , فالشراء ينبغي أن يكون بهدف نافع , لا لمجرد الرغبة ..وهكذا

وعندما نستطيع أن نبني قيما شخصية لدى الأبناء فيما يخص العطاء والمنع ( فيقنع بما أخذ , ويزهد في الكثير , ويرضى بالقليل , ولا يتطلع لما في أيدي غيره , ويستطيع ضبط نفسه فيما اشتهى , وفيما رغب , ويستطيع منع نفسه عن بعض ما يستطيع الحصول عليه بسبب يراه صحيحا , أو لمبدأ أو قيمة صائبة ) فإننا عندئذ نكون خطونا خطوات صحيحة في هذا السبيل ...

وللحديث بقية إن شاء الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.44 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]