تعريف العلماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4962 - عددالزوار : 2067018 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4538 - عددالزوار : 1335957 )           »          في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339544 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156463 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92504 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14136 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53389 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 47050 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15482 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2021, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي تعريف العلماء

تعريف العلماء


محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله المرحوم






إنّ من يستحق أن يطلق عليه لقب العالم، قليلٌ جداً؛ لأن للعالم صفات قد لا تنطبق على من ينتسب إلى العلم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتي على أمتي زمان تكثر فيه القراء، وتقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج" قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل بينكم ثم يأتي بعد ذلك زمان، يقرأ القرآن رجال، لا يجاوز تراقيهم ثم يأتي من بعد ذلك، زمان يجادل المنافق الكافر المشرك بالله، المؤمن بمثل ما يقول"[1].

قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله تعالى: (وقد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا، فقل الفقهاء العارفون بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكثر القراء في الكبار والصغار، والرجال والنساء، بسبب كثرة المدارس، وانتشارها)[2].

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: (إنكم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل فيه قائد للهوى، وسيأتي من بعدكم، زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، الهوى فيه، قائد للعمل، اعلموا أن حسن الهدي في آخر الزمان، خير من بعض العمل) [3].

وقد تساهل كثير من الناس في إطلاق لقب العالم على غير أهله، حيث وصف به أناس بضاعتهم في العلم قليلة، وسمتهم ووقارهم ليس كسمت ووقار العلماء.
وظنوا أن من كثر كلامه وجداله؛ هو الذي يستحق أن يطلق عليه (عالم) [4].
وذكر ابن رجب رحمه الله تعالى أن ذلك من الجهل المحض حيث قال: (وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا، فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين، فهو أعلم ممن ليس كذلك، وهذا جهل محض... ثم قال: فليس العلم بكثرة الرواية، ولا بكثرة المقال، ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق، ويميز به بينه وبين الباطل، ويعبر عن ذلك بعبارات، وجيزة محصلة للمقاصد ) [5].


عُرِفَ العلماء بعدة تعاريف، منها:
الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير.
نقل ذلك عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28] [6] [7].

وقيل: العالم هو من يخشى الله تعالى، ويعمل بعلمه.
يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: (ليس العلم عن كثرة الحديث، إِنما العلم خشية الله) [8].
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى : (العالم من خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما يرغب الله) [9].
وقيل: هو الخائف لله تعالى، العالم بسنته وحدوده وفرائضه.
ذكر ذلك أبو حيان التيمي رحمه الله تعالى أثناء حديثه عن العلماء، حيث ذكر أنهم يقسمون إلى أقسامٍ ثلاثة [10].
ولما سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه تبارك وتعالى: أي عبادك أخشى لك؟ قال: أعلمهم بي[11].

وعرفهم ابن القيم رحمه الله تعالى بأنهم: فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خُصّوا باستنباط الأحكام، وعُنُوا بضبط قواعد الحلال والحرام، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب[12].

وقال ابن جماعة رحمه الله تعالى في تعريفهم: أنهم العالمون الأبرار المتقون الذين قصدوا بعلمهم وجه الله الكريم والزلفى لديه في جنات النعيم، لا من طلبه بسوء نية أو خبث طوية أو لأغراض دنيوية من جاه أو مال أو مكاثرة في الأتباع والطلاب.
فقد رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم : "من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يكاثر به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار" [13][14].

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هم: (علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن العلماء ورثة الأنبياء؛ لأن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم توفي عن بنته فاطمة، وعمه العباس، ولم يرثوا شيئًا؛ لأن الأنبياء لا يورَّثون إنما ورَّثوا العلم. فالعلم شريعة الله، فمن أخذ بالعلم، أخذ بحظ وافر من ميراث العلماء) [15].
وقال الشيخ اللويحق حفظه الله تعالى: (هم العارفون بشرع الله، المتفقهون في دينه، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة، الذين وهبهم الله الحكمة ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا[16] [17].

يتبين مما سبق من التعاريف: أن العلماء هم علماء الشريعة، الخائفون من ربهم - جل وعلا - الذين قصدوا بعلمهم وجه الله تعالى، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة.
وليس المراد بالعلماء ما يفهمه البعض من الناس بأنهم أهل الصناعات، والاختراع والاطلاع على أسرار الكون، والذين يسمون بمسميات مختلفة كعالم هندسة، أو عالم فلك، وغير ذلك، فهم علماء لكن في مهنهم.

أما إذا أطلق لفظ العلماء، فإنه ينصرف إلى علماء الشريعة الذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنَّ العلماء ورثـة الأنبياء"[18].


[1] المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله محمد عبدالله الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، 4/ 504، ط1، 1411هـ/ 1990م، دار الكتب العلمية، بيروت. وقال عنه الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

[2] إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم و أشراط الساعة، حمود عبد الله التويجري، 1/ 418، ط1، 1394هـ.

[3] الأدب المفرد، أبو عبد الله محمد إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، ص: 275،، ط3، 1409هـ / 1989م، دار البشائر الإسلامية، بيروت.

[4] انظر منزلة العلماء، عبدالعزيز محمد السدحان، ص: 87-88، ط1، 1423هـ / 2002م، دار العاصمة، الرياض.

[5] فضل علم السلف على علم الخلف، أبو الفرج زين الدين عبدالرحمن بن رجب الحنبلي، تحقيق: أبوالقاسم عبدالعظيم ص: 83-84، ط2، 1432هـ/ 2011م دار القبس، الرياض، السعودية.

[6] سورة فاطر، آية: 28.

[7] تفسير القرآن، عبد الرحمن محمد إدريس الرازي، تحقيق: أسعد محمد الطيب، 10/ 3180، المكتبة العصرية، صيدا.

[8] جامع بيان العلم وفضله، أبي عمر يوسف عبد الله بن عبد البر، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، ص: 265، ط1، 1433هـ/ 2012م، مؤسسة الرسالة ناشرون، بيروت، لبنان.

[9] تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، 3/ 554، ط 1401هـ، دار الفكر، بيروت.

[10] قال أبو حيان التيمي: العلماء ثلاثة:عالم بالله وبأمر الله، وعالم بالله وليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله وليس بعالم بالله، فأما العالم بالله وبأمره، فذلك الخائف لله العالم بسنته وحدوده وفرائضه، واما العالم بالله وليس العالم بأمر الله، فذلك الخائف لله وليس بعالم بسنته ولا حدوده ولا فرائضه، واما العالم بأمر الله وليس بعالم بالله، فذلك العالم بسنته وحدوده وفرائضه وليس بخائف له. انظر جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، ص: 295.

[11] انظر سنن الدارمي، أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، تحقيق: فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي، 1/ 114، ط1، 1407هـ، دار الكتاب العربي - بيروت.

[12] إعلام الموقعين عن رب العالمين، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، 1/ 9، ط 1973م، دار الجيل، بيروت.

[13] الجامع الصحيح سنن الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون، 5/ 32، أبواب العلم، باب في من يطلب بعلمه الدنيا رقم الحديث (2654 )، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
قال أبو عِيسى هذا حدِيثٌ غرِيبٌ لا نعْرِفُهُ إلا من هذا الْوجْهِ وإسحاق بن يحيى بن طلْحَةَ ليس بِذاكَ الْقوِيِّ عِنْدهُمْ تكُلِّمَ فيه من قِبلِ حفْظِه.قال الألباني حسن، انظر صحيح سنن الترمذي رقم الحديث (2654).

[14] تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، بدر الدين محمد بن جماعة الكناني، تحقيق: عبدالسلام عمر علي ص:73، ط1، 1425هـ / 2005م، مكتبة ابن عباس، مصر.

[15] شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، 3/ 230، ط 1425هـ، مدار الوطن للنشر، الرياض.

[16] سورة البقرة، آية:269.

[17] قواعد في التعامل مع العلماء، عبد الرحمن بن معلا اللويحق، تقديم: الشيخ عبد العزيز بن باز ص: 19، ط2، 1427هـ / 2006م.

[18] صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، كتاب العلم، باب الزجر عن كتبة المرء السنن مخافة أن يتكل عليها دون الحفظ لها، 1/ 290، ط2، 1414هـ/ 1993م، مؤسسة الرسالة، بيروت. قال المحقق: اسناده صحيح على شرط مسلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.85 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]