ملكة بلا تاج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فضل سنة الظهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فما أسرع الفساد إلى القلوب الخاوية. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          استمطار التوفيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحكمة من كثرة بكاء الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خاطرة حول العتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التثبّت خُلُقُ العقلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أهمية الزمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما يطيقه البشر وما لا يطيقونه من التكليف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل الكلب طاهر أم نجس؟ دراسة فقهية موجزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الخطاب القرآني في الإنصاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2021, 09:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,940
الدولة : Egypt
افتراضي ملكة بلا تاج

ملكة بلا تاج

ناصر فرج خطاب

وقف الملِك فى شرفته يتفقَّد حدائقَه الغنَّاء، ويسمع لصوت الطيور والبلابل، وهى تغرِّد وتذهب يمنة ويسرة حيث تشاء، فأينما حلَّتْ وجدت مبتغاها، ولِمَ لا، وهي تحيا في كنف الملك صاحب الصولجان والسلطان؟!

والتفَّ حول الملك حاشيتُه، من رئيسٍ للوزراء إلى الوزراء، وكثير من الخدم والحشم، والكلُّ سعيد؛ لأنه أرضى ربَّ نعمته، ولكن حانت التفاتة من الملك، ورَنَا ببصره بعيدًا عن القصر، لينظر إلى الأنهار وهي تحوم حول القصر، وكأنها تستعطف الملك ليمنحها نظرة من نظراته.

وفى زاوية بعيدة مجهولة، لا يدري بها أحد من البشر، رأى الملك "عُشة" حوائطُها من "البوص"، وسقفها من جريد النخل والخرق البالية التى أكل عليها الزمانُ وشرب، فما يكون فراش هذه "العشة" إلا أن يكون فراشها الحصى، الذى يؤلم من يُلقي بجسده فوقه.

فآلَمَ الملكَ أن تكون هذه "العشة" مناطحةً لهذا القصر المنيف، وهذه الحدائق الغناء، وظنَّ الملك أنه ربُّ الأشياء، يتحكَّم في كل الأشياء، فنادى على حاشيته: انظروا إلى هذه القذارة، كيف يقع بصري عليها؟! افعلوا شيئًا.

فذهب الزبانية وقاموا بهدم العشة فى لمح البصر؛ لأن فى ذلك إرضاءً للملك، وجعلوها أثرًا بعد عين.

وجاءتْ صاحبة العشة، وما أدراك ما صاحبتها؟ امرأة عجوز، انحنى ظهرُها من كثرة طعنات الدهر، فأصبحتْ لا تقوى على السير إلا ولها خادم، وهو "عصاها"، تتوكَّأ عليها، وتدفع عنها هوامَّ الأرض، وقد تكون هوام الأرض أحيانًا أرقَّ حاشية من بني البشر.

جاءت العجوز لتأوي إلى مملكتها الخاصة، التي لا ينازعها أحدٌ فيها، ولكنها لم تجد إلا حطامًا وأشلاء عمرها ممزقةً ومبعثرة، فتحدرتْ دمعةٌ حارة على خدها، مَن الذي يجرؤ وأنا فى حماية من لا يغفل ولا ينام؟! فرفعتْ بصرها إلى ملك الملوك، وقالت:
"يا رب، كنتُ غائبة، فأين كنت؟ وأنت الرقيب الذي لا يغيب؟".

فأمر ملِكُ السماء ملائكتَه أن يهدموا القصر على ملك الأرض وحاشيته، فكان ذلك.

رُفع القصر حتى سمعتْ ملائكةُ السماء صياحَ الديكة، ثم قلَبُوه رأسًا على عقب، وأصبح أثرًا بعد عين.

فالبرُّ لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت.

فهيا نرفع أيديَنا إلى السماء، وليحذر ملوك الأرض ذلك.


فيا رب:
كيف أُضام وأنت ذخيرتي؟ وكيف أظلم وأنت رجائي؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]