خاطب يعاني من عرج ، هل أوافق؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التأمل: دليل للمبتدئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130256 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370084 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2021, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,820
الدولة : Egypt
افتراضي خاطب يعاني من عرج ، هل أوافق؟

خاطب يعاني من عرج ، هل أوافق؟
أ. عائشة الحكمي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاةٌ لم يسبق لي الزواج، تقدَّم لي شاب مطلقٌ ولديه أطفال يعيشون مع والدتهم، شخص ناجح في حياته ولكنَّه يُعاني من عَرجٍ في رجليه منذ صِغره، وهذا ما سبَّب لي الحيرة والتردُّد، عِلمًا بأنَّ والدي ينتظر ردِّي حتى يقوم بالسؤال عنه، وهو ووالدتي مُتردِّدان، أرشدوني ماذا أفعل؟


الجواب
بسم الله المُلْهِم للصواب
وهو المُستعان

أيَّتها العزيزة، خطَب الطائيُّ الأعرجُ امرأةً فشكت عرجَه إلى جاراتها، فأنشأ يقول:

تَشَكَّى إِلَى جَارَاتِهَا وَتَعِيبُنِي
فَقَالَتْ مَعَاذَ اللهِ أَنْكِحُ ذَا الرِّجْلِ

فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ لَوْ يُوَازَنُ بَيْنَنَا
لَكُنَّا سَوَاءً أَوْ لَمَالَ بِهِ حِمْلي



وعيَّر أبا طالب بن عبدالمطلب بعضُ نسائه بالعرج فقال:

قَالَتْ عَرِجْتَ فَقَدْ عَرِجْتُ فَمَا الَّذِي
أَنْكَرْتِ مِنْ جَلَدِي وَحُسْنِ فِعَالِي

وَأَنَا ابْنُ بَجْدَتِهَا وَفِي صُيَّابِهَا
وَسَلِيلُ كُلِّ مُسَوَّدٍ مِفْضَالِ

أَدَعُ القَرَاحَةَ لاَ أُرِيدُ نَمَاءَهَا
كَيْمَا أُفِيدَ رَغَائِبَ الأَمْوَالِ

وَأَكُفُّ سَهْمِي عَنْ وُجُوهٍ جَمَّةٍ
حَتَّى يُصِيبَ مَقَاتِلَ البُخَّالِ



وقد عُدَّ في العرجان صحابة وعُظَماء وأشراف كثُر ما ضرَّهم العرَج ولم ينقصْ من أقدارهم شيئًا؛ كالصحابي الجليل عمرو بن الجَمُوح - رضِي الله عنه - والأقرع بن حابس أحد حُكَّام العرب بعكاظ، وموسى بن نُصير فاتح بلاد المغرب والأندلس، وصلاح الدين الأيوبي فاتح بيت المقدس، وقد عرَّض بعرج صلاح الدين الشاعر ابن عنين فقال يهجوه:

سُلْطَانُنَا أَعْرَجٌ وَكَاتِبُهُ
ذُو عَمَشٍ وَوَزِيرُهُ أَحْدَبُ



وأمثلة العرجان عديدة، فإنْ أردتِ استيفاءها فعليكِ بمطالعة كتاب "البُرصان والعرجان والعُميان والحولان"؛ للجاحظ.
وبعدُ، فالعرَج عيبٌ في الرِّجْل لا في الرَّجُل، ولا يُرَدُّ خاطبٌ لعرجته متى ما تحقَّق فيه مِعيار الصلاح: الخلُق والدِّين، بَيْدَ أنَّكِ لم تذكُري شيئًا عن دِينه وخلُقه وصَلاحه، فعليكم بالسؤال عن ذلك؛ إذ لا خيرَ في مال الرجل وشهاداته إنْ كان فاسدًا في خلُقه، ليِّنًا في دِينه.
واعلَمي وعلِّمي والديك أنَّ السؤال عن الخاطب لا يعني بالضرورة الموافقة عليه، بل السؤال من ضَرورات الحكم على صَلاح الرجال والتثبُّت من تناسُب أخلاقهم وأحوالهم، وكذا النَّظرة الشرعيَّة لا تعني الموافقة كما في عُرف كثيرٍ من الناس؛ وإنما هي مِعيارٌ مهم لاستئناس القلب ونُفوره، واستحسان العقل واستهجانه؛ وكما قد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للمُغيرة بن شُعبة - رضِي الله عنه -: ((انظُرْ إليْها فإنَّه أَحْرَى أنْ يُؤدَم بينكما))؛ صحَّحه الألباني.
كذلك قال للرجل الذي أراد خطبة امرأةٍ من نساء الأنصار: ((انظُرْ إليْها؛ فإنَّ في أعيُن الأنصار شيئًا))؛ رواه مسلم، يُنبِّهه إلى أمرٍ قد لا يُعجبه فيها، فالنظَرُ فيه مصلحةٌ للخاطب والمخطوبة معًا.
فاسألوا - وُهِبْتم الحكمة - عن دِين الرجل وخُلقه، وسبب طَلاقه وتفرُّده بالعيش وحدَه بعيدًا عن أبنائه، فبُعدُ الأبناء عن أبيهم، وإنْ كان أمرًا مريحًا لكِ ولأمهم إلاَّ أنَّ الوقوف على أسباب الرجل في تخلِّيه عن حَضانتهم أمرٌ في غاية الأهميَّة؛ وعليه فيمكن رسم صورةٍ مبدئيَّة عمَّا ستكون عليه علاقتُه بأبنائكِ منه مستقبلاً إنْ تَمَّ أمر الزواج - بتوفيقه تعالى.
ثم اتَّفقي مع والديكِ على أنْ تنظُري إليه وهو يمشي من حيث لا يراكِ ولا يعلم برُؤيتكِ؛ فليس الخبر كالمعاينة، ولعلكِ إنْ رأيته استحسنتِ منه هذه العرجة، فيرغِّبكِ فيه الذي كان يُزهِّدكِ فيه، أو ترين العرج شديدًا تأباه نفسكِ ويكون ممَّا يُنغِّص عليكِ عيشكِ، فيكون الأمر قد تبيَّن وقتئذٍ.
ثم يبقى الجانب الأهم وهو المتعلِّق بشخصيَّتكِ ونظرتكِ للعرجان، ومدى تقبُّلكِ لكلام الناس إذا رأوكِ تسيرين مع رجلٍ أعرج يتعثَّر في مشيته، فإنْ كنتِ أيَّتها العزيزة لا تجدين في نفسكِ القدرةَ على صَدِّ ما تسمعين أو ترين من همز الناس ولمزهم، فلا تقبَلي بهذا الزواج، دَعِي الرجل ينصرفُ ويستأنس بأخرى غيرك.
وانظري - عُوفِيتِ - في غيرتكِ وقيسي درجةَ غليانها؛ فللرجل أبناءٌ من طليقته سيكونون أبدًا سببًا لدَوام الوصْل بينهما لتربية الأبناء وتزويجهم مستقبلاً، واعرِفي من نفسكِ مدى تقبُّلكِ لأطفاله ورقَّة قلبكِ عليهمِ حين يزورون والدَهم في بيتكِ.
ثم استَخِيري الله مُقدِّر الأقدار وخُذي بالأسباب، ولا تنظري إلى عُمركِ مهما تقدَّم بكِ العمر؛ فليس العمر مِقياسًا للقبول والرَّفض، ولا تلتَفِتي قطُّ لقول مَن يقول: "قدِّمي التنازُلات التي ما كنتِ تُقدِّمينها في العشرين!"، فالرأي عندي ألا تريد الفتاة بأهلها بدلاً إنْ لم يُقدِّر الله لها رجلاً صالحًا يُكرمها ويحبُّها ويحنُّ عليها وإليها.
وسواء تزوَّجتِ أيَّتها العزيزة في العشرين أو في الثلاثين أو في الأربعين، فليس في ذلك ضررٌ عليكِ - إن شاء الله - ما دام الأمرُ قد اختارَه الله بحِكمته ومشيئته، فتوكَّلي على حُسن اختياره - سبحانه - وإنْ أفتاكِ الناس بغير ذلك، ومطّوا في الفتيا وزخرَفُوا ونمنَمُوا، وعسى ربكِ أنْ يقرَّ عينكِ برجلٍ صالح كما تُحبِّين ويُمتِّعكِ به ويُمتِّعه بكِ في الدارين، آمين.

والله تعالى أعلم بالصواب، إليه مُنتهى العلم وهو العليمُ الخبير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.63 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]