زوجتي تهجرني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52043 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45831 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64225 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155250 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2021, 01:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتي تهجرني

زوجتي تهجرني
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال
زوجتي ترفضني، وترفض أن تنام معي في غُرفتنا، وتنام مع الأولاد، بالإضافة إلى أنها لا تعطيني حقوقي، كلُّ ذلك بسبب أني تَعَرَّفْتُ على إنسانة أخرى، ولكني الآن تُبتُ إلى الله واستغفرتُه، وأنا الآن لَم أَعُد إلى ما كنت عليه، بالإضافة إلى أنني نادمٌ على ما فعلتُه، لكنَّ زوجتي لا تريد أن تسامحني، علْمًا بأننا تزوَّجنا بعد قصة حبٍّ جميلة وطويلة، ورزَقنا الله طفلين، وكنت محسودًا من الناس بحبِّ زوجتي لي، واهتمامها بي، أنا فعلاً مُخطئ ونادم جدًّا على فَعْلتي هذه؛ لأنني خسرتُ حبَّ وعطفَ أعزِّ وأغلى الناس عندي، وهي زوجتي، وهي دائمًا تقول لي: إنها لَم تَعُدْ تحبُّني، وأنها تكرهني، ولن تسامحني، علمًا بأنها سامحتني قبل ذلك، والآن نعيش في المنزل كالغُرباء، نأكل معًا، ولا نتكلم إلاَّ قليلاً، ولا نقترب من بعضنا إطلاقًا، حتى إن يدي لَم تَلمس يدها منذ أكثر من شهرين.

أودُّ مساعدتكم، ماذا أفعل كي أستردَّ زوجتي وحبِّي الأول والأخير؟ وكيف أجعلها تسامحني؟ علمًا بأننا محافظون على الصلوات.

ثانيًا: ما حكم الشرع في هجْرها لي، وهجرها لفراش الزوجيَّة؟ علمًا بأن هذا الأمر أصبحتُ أُعاني منه كثيرًا، فأنا ما زِلت شابًّا عُمري 37 سنة، وأصبَح الموضوع يؤرِّقني جدًّا، وأُعاني منه، وأنا أُقاوِم هذا الأمر، لكنني تَعِبت، وأصبَح كلُّّ شيءٍ مِن حولي يُثيرني، وأخاف أن أقعَ في المحظور، وإن شاء الله لن أقعَ فيه، وأريد أن أوضِّح أنَّ كلَّ ما يَهمني - في المقام الأول - عودة حبِّها وحنانها لي، أرجو الردَّ سريعًا على هذا الأمر، بارَك الله فيكم.

الجواب
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلِه وصحْبه ومَن والاهُ.
أمَّا بعدُ:
فما ذكرتَه من أسبابٍ لهجْر زوجتك لك، يتطلَّب منك بذْلَ جُهدٍ إضافي ومحاولات متكرِّرة؛ لتُثبت لها نَدَمَكَ على ما كان، وأنَّك تُبتَ فعلاً، ولن تعود، وتَضَع معها حلولاً مناسبة؛ للخروج من تلك الأزمة، وإصلاح ذات البَين، فإن لَم تستطع ذلك بمفردك، فاستعِنْ بطرَفٍ آخر، وليكن حوارك معها مرتَّبًا في عدة نقاط:
أولاً: عدم استجابتها لك في الفراش، فاذْكُر لها ما سنذكره لك من أدلَّة على حُرمة هذا، ولا سيَّما إنْ كانت تعلمُ أنَّك تُبتَ إلى الله، فليس للزوجة أن تمتنعَ عن فراش زوجها إذا دعاها إليه؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فراشه فلم تأْته، فبات غَضْبَان عليها، لعنتْها الملائكة حتى تُصبح))؛ متفق عليه.

وفي "المسند" وغيره من حديث عبدالله بن أبي أوْفَى أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((... والذي نفس محمدٍ بيده، لا تؤدِّي المرأة حقَّ ربِّها، حتى تؤدي حقَّ زوجها كلَّه، حتى لو سألَها نفسها وهي على قَتَب، لَم تَمنعه))؛ قال الشوكاني: "إسناده صالح".

وعن طَلْق بن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فَلتَأْته، وإن كانت على التَّنُّور))؛ رواه النسائي والترمذي، وقال: "حسن صحيح"، وصحَّحه ابن حِبَّان.

قال صاحب "الإقناع": "وللزوج الاستمتاع بزوجته كلَّ وقتٍ على أيِّ صفة كانت، إذا كان في القُبل - ولو من جهة عجيزتها - ما لَم يشغلْها عن الفرائض، أو يَضُرَّ بها، ولو كانتْ على التَّنُّور، أو على ظهرِ قَتَب، وفي "المسند" من حديث ابن أبي أوْفَى: ((حتى لو سألها نفسَها وهي على ظهر قَتَبٍ، لأَعْطَته إيَّاه)).

قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن كانتْ على التَّنُّور))، قال: "وإن كانتْ تَخبز على التَّنُّور، مع أنه شُغْل شاغل لا يتفرَّغ منه إلى غيره إلاَّ بعد انقضائه"؛ اهـ.

قال المُناوي في "فيض القدير"، شارحًا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فراشه، فلتُجِب))، قال: "وجوبًا فورًا؛ أي: حيث لا عُذر".

فمن هذه النصوص يَتبيَّن أنه لا يجوز لأيِّ زوجة الامتناعُ عن فراش زوجها، ولو كانتْ في شُغْل شاغل.

ثانيًا: ذَكِّرْها بعظيم منزلة العفو، وأن عدم قَبُول عُذركَ نقصٌ في حقِّها، وقد وصَف - سبحانه - صفات المتَّقين، وذكَر أنَّ أعمال التقوى هي الموصِّلة إليها، وأنَّ المتقين إذا حصَل لهم من غيرهم أذِيَّة توجِب غيْظَهم وامتلاءَ قلوبهم من الحَنَق الموجِب للانتقام بالقول والفعل، فإنهم يَكظمون ما في القلوب، ويَصبرون عن مقابلة المسيء إليهم، بل ويعفون عن الإساءة، وهو أبلغ من الكظْم، فقال - تعالى -: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133 - 134]، وقال الله - تعالى -: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى : 40]، وقال الله - تعالى -: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى : 43]، والآيات بنحو ما ذكرنا كثيرة.

وقال ابن سيرين: "يَحْتَمِلُ الرجل لأخيه إلى سبعين زلَّة، ويَطلب له المعاذير، فإنْ أغناه ذلك وإلاَّ قال: لعلَّ لأخي عُذرًا غاب عني"، وقال غيره: "من استُرْضِيَ فلم يَرضَ، فهو شيطانٌ".

وقد أنشد المتقدِّمون :

قِيلَ لِي: قَدْ أَسَا إِلَيْكَ فُلانٌ
وَمُقَامُ الْفَتَى عَلَى الذُّلِّ عَارُ

قُلْتُ: قَدْ جَاءَنَا وَأَحْدَثَ عُذْرًا
دِيَةُ الذَّنْبِ عِنْدَنَا الاعْتِذَارُ


وقال ابن القَيِّم في "زاد المهاجر" (ص: 75)، في معرض الكلام على قوله - تعالى -: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف : 199].

"فلو أخَذ الناس كلُّهم بهذه الآية، لكفتْهم وشَفَتهم؛ فإن العفو ما عُفِيَ من أخلاقهم، وسَمَحت به طبائعهم، وَوَسِعَهم بذلُه من أموالهم وأخلاقهم، فهذا ما منهم إليه، وأمَّا ما يكون منه إليهم، فأَمْرُهم بالمعروف، وهو ما تَشهد به العقول، وتعرِف حُسنه، وهو ما أمَر الله به، وأما ما يُتَّقَى به أذى جاهِلهم، فالإعراض عنه، وترْك الانتقام لنفسه، والاقتصار لها، فأيُّ كمال للعبد وراء هذا؟! وأي معاشرة وسياسة لهذا العالم أحسنُ من هذه المعاشرة والسياسة؟! فلو فكَّر الرجل في كلِّ شرٍّ يلحقه من العالم - أعني الشرَّ الحقيقي الذي لا يوجب له الرِّفعة والزُّلفى من الله - وَجَدَ سَبَبَه الإخلال بهذه الثلاثة، أو بعضها، وإلاَّ فمع القيام بها، فكل ما يَحْصُلُ له من الناس، فهو خير له، وإن شرًّا في الظاهر، فإنه يتولَّد من الأمر بالمعروف، ولا يتولَّد منه إلاَّ خيرًا، وإن وَرَدَ في حالة شرٍّ وأذًى؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، وقال - تعالى - لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159]، وقد تضمَّنت هذه الكلمات مُراعاة حقِّ الله وحقِّ الخَلق، فإنهم إمَّا يسيْئوا في حقِّ الله وفي حقِّ رسوله، فإن أساؤوا في حقِّك، فقابِلْ ذلك بعفوك عنهم، وإن أساؤوا في حقِّي، فاسألني أَغْفِر لهم، واستجلِبْ قلوبَهم، واستَخْرِجْ ما عندهم من الرأْي بمشاورتهم؛ فإن ذلك أحرَى في استجلاب طاعتهم، وبذلِ النصيحة، فإذا عزمتَ، فلا استشارةَ بعد ذلك، بل تَوَكَّلْ وامضِ لِمَا عَزَمت عليه من أمْرك؛ فإن الله يحبُّ المتوكِّلين، فهذا وأمثاله من الأخلاق التي أدَّب الله بها رسوله، وقال - تعالى - فيه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]"؛ اهـ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.49 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]