
20-06-2021, 02:48 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,380
الدولة :
|
|
زميلي أخذ وظيفتي!
زميلي أخذ وظيفتي!
د. سليمان الحوسني
السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ تقدَّم لشغل وظيفة في قسم آخر في عمله، لكن أحد زملائه استغلَّ نفوذه وأخذ الوظيفة منه غصبًا، ويسأل: هل ما فعله زميلي صحيحٌ من الناحية الدينيَّة والأخلاقية؟!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في العشرين من عمري، تقدُّمت لعمل جديد في قسم آخر داخل شركتي، وتمَّت الموافقة، وبدأت العمل في القسم الجديد، وهذا العمل مهمٌّ جدًّا لي؛ لأني من خلاله سأحصل على شهادة دراسة عليا أتممتُ امتحاناتها وأحتاج فقط إلى الخبرة العملية للحصول على الشهادة بشكل كامل.
وللأسف بعد أن علم زميل لي في العمل أنه تمَّ اختياري، قام باستغلال نفوذه بالشركة، وأخذ الوظيفة مني غصبًا، مما عرَّضني لموقف مُحرِج أمام زملائي في العمل؛ لأنني رجعت إلى عملي القديم مرةً أخرى، مما جعلهم يطرحون الكثير من الأسئلة حول كفاءتي في العمل.
أخبرت زميلي أني أحتاج هذه الوظيفة، وشرحتُ له أسباب ذلك، لكنه لم يتراجع، رغم أنه أقل مني خبرة وتدريبًا!
أشعر بقلبي يحترق وأنا أراه قد فعل ذلك بي بعدما درَّبته وعلَّمتُه، فهل ما فعله زميلي من أخذ وظيفتي غصبًا صحيح من الناحية الدينية والأخلاقية؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نرحِّب بك ونشكرك على تواصلك، ونسأل الله لك العون والتوفيق، ونسأل الله أن يُلهمك الصبر في تحمُّل الصعاب التي ألمَّتْ بك، وعوَّضك الله خيرًا ووظيفة أخرى.
اعلم أخي الكريم أن الأرزاق مكتوبة عند الله، وإذا ذهب رزق أتى غيره، وما كتبه الله للعبد لا بد أن ينالَه؛ قال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23]، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: ((يا غلام، إني أُعلِّمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنْتَ فاستِعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم يَنفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيء قد كتَبَهُ الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصُّحف)).
والوظيفة رزْق، وإذا ذهبَت عنك هذه سيَرزقك الله غيرها، والذي نُوصيك به كثرةُ اللجوء إلى الله وعبادته وتقواه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].
وبالنسبة لصاحبك فقد أخطأ في حقِّك؛ حيث قابل إحسانك إليه بالإساءة وترجيح مصلحته الذاتية، وللأسف الشديد أن يقع مثل هذا؛ فهو من الظلم الذي لا يرضاه الله، وذلك بأن يوسَّد الأمر لغير أهله، فيقدَّم الضعيف ويؤخَّر الأقوى والأكفأ والأعلم.
ومن حقك أن تسعى لدى الإدارة وتبيِّن لهم ما أصابك، وتشرَح لهم قضيتك ومظلمتَك، وتُبرهن لهم ما تقول حتى تتمَّ المُعالَجة، فهي الجهة الأعرف بمن هو الأفضل للوظيفة والأولى بها، وإن رغبتَ في مسامحته والبحث عن وظيفة أخرى فأجرك على الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|