|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهوال لقيها الحجاج عبدالعزيز بن سليمان بن حسن السيد الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فهذه أخبار جمعتها من كتب التاريخ وأخبار مكة المكرمة زادها الله تعالى تكريمًا وتعظيمًا، حول ما لقيه فئام من الحُجَّاج من الأهوال، سواء أكان ذلك أثناء حجهم أو الذهاب أو الإياب، وما هذه الأخبار إلا نماذج، وإلا فالشواهد كثيرة، على الأهوال المريرة، وسيرى الناظر في ثنايا مقالة: «أقوام حيل بينهم وبين الحج» أشياء لم أوردها هنا. ومن وازن بين مظان هذه الأخبار قد يرى اختلافًا بين رواياتها، والسنين الواقعة فيها، فليتنبه. وقد يعجب الناظر في هذه الأخبار من بعض الأفاعيل الصادرة عن بعض الحُجَّاج وغيرهم من المسلمين، والأمر - على فرض صحته وعدم تأويله - إنما هو في حق بعض دون بعض، وقلة دون كثرة، فلا يخلو عَصرٌ ومِصرٌ ممن تنكب الصراط المستقيم، والهدي القويم، نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات. ولن يعدم المتأمل في هذه الأخبار من العبرة والعظة، كحسن الختام الذي قدره الله تعالى على بعض، ورفعة الدرجات، وتمحيص السيئات، بهذه البلايا، وغير ذلك مما لا يخفى على متأمل. وليتذكر الحاج أهوال من سبق، وليعتبر بمن مضى، ففي ذلك من السلوان والتخفيف ما فيه. وهذا أوان الشروع في المقصود، وبالله تعالى التوفيق: في سنة 200: قدم جماعة من الحُجَّاج مكة عراة منهوبين، وسبب ذلك ذكره صاحب «شفاء الغرام». وفي سنة 228: أصاب الناس في الموقف حرٌّ شديد وأضر بهم، ثم أصابهم مطر فيه برد، واشتد البرد عليهم بعد ساعة من ذلك الحر! وسقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة، فقتلت جماعة من الحجاج. وفي سنة 232: أصاب الحجيج في الرجوع عطش شديد حتى بيعت الشربة بالدنانير الكثيرة، ومات خلق كثير من العطش، رحمهم الله. قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 251: ظهر إسماعيل بن يوسف.. بمكة، فهرب منه نائبها جعفر بن الفضل.. فانتهب إسماعيلُ بن يوسف منزلَه، ومنازل أصحابه، وقتل جماعةً من الجند وغيرهم من أهل مكة، وأخذ ما في الكعبة من الذهب والفضة والطيب وكسوة الكعبة، وأخذ من الناس نحوا من مئتي ألف دينار، ثم خرج إلى المدينة النبوية، فهرب منه عاملها علي بن الحسين بن إسماعيل، ثم رجع إسماعيل بن يوسف إلى مكة في رجب، فحصر أهلَها حتى هلكوا جوعًا وعطشًا، فبيع الخبز ثلاث أواق بدرهم، واللحم الرطل بأربعة، وشربة الماء بثلاثة دراهم، ولقي منه أهل مكة كل بلاء، ثم رجع عنهم إلى جدة، بعد مقام سبعة وخمسين يومًا، فانتهبَ أموالَ التجار هنالك، وأخذ المراكب، وقطع الميرة عن أهل مكة حتى جلبت إليها من اليمن، ثم عاد إلى مكة، لا جزاه الله خيرًا عن المسلمين، فلما كان يوم عرفة لم يُمَكِّن الناس من الوقوف نهارًا ولا ليلًا، وقَتل من الحجيج ألفًا ومئة، وسلبهم أموالهم، ولم يقف بعرفة عامئذ سواه، ومن معه من أصحابه، لا تقبل الله منهم صرفًا ولا عدلًا. قاله الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 262: خاف الناس أن يبطل الحج، وسبب ذلك: أنه في هذه السنة وقع بين الجزارين والحناطين -أو الخياطين- بمكة قتال يوم التروية، فخاف الناس أن يبطل الحج، ثم تحاجزوا إلى أن يحج الناس، وقتل منهم تسعة عشر رجلا. وفي سنة 266: وَثَبَت طائفة مِن الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها..وأصاب الحجيج منهم شدة عظيمة، وبلاء شديد. قاله الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 269: قطعت الأعراب على الحجيج الطريق، وأخذوا منهم خمسة آلاف بعير بأحمالها. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 276: عاد حجاج اليمن من مكة، فنزلوا واديا، فأتاهم السيل فحملهم جميعهم، وألقاهم في البحر. نص عليه صاحب «الكامل». وفي سنة 289: انتشرت القرامطة بعد موت المعتضد في الآفاق، وقطعوا الطريق على الحجيج، وتسمى بعضهم بأمير المؤمنين، فبعث المكتفي إليهم جيوشا كثيرة، وأنفق أموالا غزيرة، حتى أطفأ الله بعض شرهم، قبحهم الله. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 295 ثاني عشر ذي الحجة: كانت واقعة بين عج بن حاج وبين الأجناد بمنى، فقتل منهم جماعة.. وهرب الناس إلى بستان ابن عامر، وأصاب الحُجَّاج في عودهم عطش عظيم، فمات منهم جماعة، وحُكِي أن أحدهم كان يبول في كفه ثم يشربه. وفي سنة 302: قطعت الأعراب وطائفة من القرامطة الطريقَ على الراجعين من الحجيج، وأخذوا منهم أموالا كثيرة، وقتلوا منهم خَلقا، وأسروا أكثر من مئتي امرأة حرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 303: قُدم إلى المقتدر بالله بجماعة مِن الأُسارى مِن الأعراب الذين كانوا قد عَدَوا على الحجيج في تلك السنة، فلم تتمالك العامة أن عدت عليهم فقتلوهم، فأُخذ بعضهم فعوقب؛ لكونه افتات على السلطان. وفي سنة 303 أيضا: عاد الحُجَّاج وقد لقوا من العطش والخوف شدة.. نص عليه صاحب «الكامل». وفي سنة 317: قتل عدو الله القرمطي في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمئة من الرجال والنساء، وهم متعلقون بأستار الكعبة ورَدَم بهم زمزم، وفرش بهم المسجد وما يليه، وقتل في سكك مكة وشعابها من أهل خراسان والمغاربة وغيرهم زهاء ثلاثين ألفا، وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك، وأقام بمكة ستة أيام ولم يقف أحد تلك السنة بعرفة.. وفي سنة 341 أو في التي قبلها: كان بين الحُجَّاج العراقيين والمصريين قتال بسبب الخطبة بمكة. وفي سنة 349: انصرف حجاج مصر من الحج، فنزلوا واديا وباتوا فيه، فأتاهم السيل ليلا، فأخذهم جميعهم مع أثقالهم وجمالهم، فألقاهم في البحر. نص عليه صاحب «الكامل». وفي سنة 355: قطعت بنو سليم السابلة على الحجيج من أهل الشام ومصر والمغرب، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها، وكان عليها من الأموال والأمتعة ما لا يُقَوَّم كثرة، وكان لرجل يقال له: ابن الخواتيمي، قاضي طرسوس مئة ألف دينار وعشرون ألف دينار عينا [كذا، وفي «مرآة الزمان»: مئة وعشرون ألف دينار]، وذلك أنه أراد التحول من بلاد الشام إلى العراق بعد الحج، وكذلك وقع لكثير من الناس، وحين أخذت الجمال تركوهم على برد الديار لا شيء لهم، فقل منهم مَن سَلِم، وما أكثر مَن عطب، فإنا لله وإنا إليه راجعون. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى. وفي سنة 379: خرج ابن الجراح الطائي على الحُجَّاج بين سَمِيراء وفَيْد، ونازلهم، فصالحوه على ثلاثمئة ألف درهم، وشيء من الثياب، فأخذها وانصرف. نص عليه صاحب «الكامل». وفي سنة 413: جرت كائنة غريبة، ومصيبة عظيمة، وهي أن رجلا من المصريين من أصحاب الحاكم [أي: العبيدي]، اتفق مع جماعة من الحُجَّاج المصريين على أمر سوء، وذلك أنه لما كان يوم الجمعة وهو يوم النفر الأول طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله، فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى يُعبَد هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي يمنعني مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت، وجعل يرتعد، فاتَّقاه أكثر الحاضرين، وتأخروا عنه؛ وذلك أنه كان رجلا طوالًا جسيمًا.. وعلى باب المسجد جماعة من الفرسان وقوف ليمنعوه ممن أراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر، فوجأه بها، وتكاثر عليه الناس، فقتلوه وقطعوه قطعا وحرقوه، وتتبعوا أصحابه، فقُتل منهم جماعة، ونَهَبت أهلُ مكة ركبَ المصريين، وتعدى النهب إلى غيرهم أيضا، وجرت خبطة عظيمة وفتنة كبيرة جدًّا، ثم سكن الحال بعد أن تُتُبِّع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد، غير أنه سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة.. فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك واللك [نوع من الأصباغ]، وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر، واستمر على ما هو عليه الآن، وهو ظاهر لمن تأمله. وفي سنة 415: هلك عدد كثير بعقبة واقِصة من الحُجَّاج العراقيين، عَطَّلت عليهم الأعراب المياه والقُلُب [أي: الآبار] ليأخذوا الركب، وتسمى سنة القرعاء. نص عليه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى. وفي سنة 424: لم يحج العراقيون ولا المصريون أيضا خوفا من البادية، وحَجَّ أهل البصرة مع من يَخفِرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله. نص عليه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى. وفي سنة 447: كان بمكة غلاء شديد، وبلغ الخبز عشرة أرطال بدينار مغربي، ثم تعذر وجوده، فأشرف الناس والحُجَّاج على الهلاك، فأرسل الله تعالى عليهم من الجراد ما ملأ الأرض، فتعوض الناس به، ثم عاد الحاج فسهل الأمر على أهل مكة، وكان سبب هذا الغلاء: عدم زيادة النيل بمصر عن العادة، فلم يحمل منها الطعام إلى مكة. نص عليه صاحب «الكامل». وفي سنة 485: سار الحُجَّاج هذه السنة من بغداد، فقدموا الكوفة، ورحلوا منها فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان، وبُعْد العسكر، فأوقعوا بهم، وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، وانهزم باقيهم، ونهبوا الحجاج، وقصدوا الكوفة فدخلوها، وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها، فرماهم الناس بالنشاب، فخرجوا بعد أن نهبوا، وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء، فوصل الخبر إلى بغداد، فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا، فأدركهم العسكر، فقتل منهم خلق كثير، ونهبت أموالهم، وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة. وفي سنة 506: حج بالناس أمير الجيوش نظر الخادم، ونالهم عطش شديد. وفي سنة 539: كانت فتنة عظيمة بين الأمير هاشم بن فليتة العلوي، أمير مكة، والأمير نظر الخادم أمير الحاج، فنهب أصحاب هاشم الحُجَّاج وهم في المسجد يطوفون ويصلون، ولم يرقبوا فيهم إلا ولا ذمة. وفي سنة 544: أقام الحُجَّاج بمكة إلى انسلاخ ذي الحجة من هذه السنة، ونهبهم العرب بعد رحيلهم من مكة في ثالث عشر المحرم سنة 545. وفي سنة 557: وصل الحُجَّاج إلى منى، ولم يتم الحج لأكثر الناس؛ لصدهم عن دخول مكة والطواف والسعي، فمن دخل يوم النحر مكة وطاف وسعى كَمُل حجه، ومن تأخر عن ذلك منع دخول مكة؛ لفتنةٍ جرت بين أمير الحاج وأمير مكة. كان سببها: أن جماعة من عبيد مكة أفسدوا في الحاج بمنى، فنفر عليهم بعض أصحاب أمير الحاج، فقتلوا منهم جماعة، ورجع من سَلِم إلى مكة، وجمعوا جمعا، وأغاروا على جمال الحاج، وأخذوا منها قريبا من ألف جمل، فنادى أمير الحاج في جنده، فركبوا بسلاحهم، ووقع القتال بينهم، فقُتل جماعة، ونُهب جماعة من الحاج وأهل مكة، فرجع أمير الحاج ولم يدخل مكة، ولم يقم بالزاهر غير يوم واحد، وعاد كثير من الناس رجالة لقلة الجمال، ولقوا شدة. وفي سنة 565: بات الحاج بعرفة إلى الصبح، وخاف الناس خوفا شديدا لما كان بين أمير مكة.. وأخيه. وفي سنة 571: لم يتمكن الحُجَّاج العراقيون من إقامة غالب مناسك الحج؛ لفتنة كانت بين أميرهم، وبين صاحب مكة، قال صاحب «شفاء الغرام»: وكانت فتنة عظيمة اتفقت فيها أمور عجيبة. ثم ساق خبرها نقلا عن الإمام ابن الأثير وغيره. وفي سنة 583: كانت بعرفة فتنة بين الحُجَّاج العراقيين والشاميين استظهر فيها العراقيون على الشاميين، وقتل من الشاميين جماعة، ونهبت أموالهم، وسُبِيت نساؤهم إلا أنهن رددن عليهم، وجُرح أمير الركب الشامي جراحات أفضت به إلى الموت في يوم النحر، وسبب هذه الفتنة مبسوط في «شفاء الغرام». وفي سنة 603: حج برهان الدين صدر جهان بن مازه البخاري رأس الحنفية ببخارى، فلما حج لم تحمد سيرته في الطريق، ولم يصنع معروفا، وكان قد أُكرم ببغداد عند قدومه من بخارى، فلما عاد لم يُلتفت إليه لسوء سيرته مع الحجاج، وسماه الحُجَّاج صدرَ جهنم. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |