|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مستوى حفل الخطوبة يصيبني بالقلق.. ماذا أفعل؟؟ د. ياسر بكار السؤال أنا خطوبتي الأسبوع المقبل، وبعد حجز القاعة فوجئنا بصاحب المكان يغيِّر تجهيزات القاعة المتفق عليها بتجهيزات أخرى سيئة، وأنا وخطيبي قلقنا جدّاً؛ لأننا لا نحب أن يسخر الناس منَّا، وقلقنا من مستوى الخدمات. أنا منهارةٌ جدّاً؛ لأن أي عروس تتمنى أن يكون هذا اليوم أحسن الأيام، خاصة وأننا لن نقيم حفل الزفاف في قاعة كبيرة مثل هذه؛ فهل أنا بهذا تافهة، أم محقة في هذا القلق؟ لكم جزيل الشكر، مع رجاء الرد في أسرع وقت ممكن. الجواب بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد: أختي الكريمة: أولاً: نبارك لك خطبتك، راجين من الله العلي القدير أن يتمِّم لك أمر الزواج على خير، وأن يملأ حياتك بالسعادة والطمأنينة، ويرزقك الصالح من الذرية. أمّا سؤالك عمَّا أصابك من الكدر والضيق بسبب تغيُّر القاعة، أو بعض تجهيزاتها: فهذا أمر طبيعي، والغالب على الإنسان تشوُّق نفسه ليوم فرحه، ورغبته في أن يكون على أفضل الحالات والهيئات، لكن فيما لو قدَّر الله وتغيَّرت بعض الظروف، فحدث نوعٌ من التقصير غير المتعمَّد، أو حدث أمرٌ طارئٌ لا يمكن دفعه، فما هو الواجب في هذه الحالة؟! أختي الكريمة: إن أمر خطوبتك وزواجك لن يفرح به أحدٌ إلا أنت وزوجك، أما بقية الحضور فإنههم بمجرد انتهاء المناسبة سوف يغادرون المكان، تاركين المستقبل لكم، والناس - على كل الأحوال - لابد أن ينتقدوا، حتى لو كان أمرك على التمام والكمال، وقد رأينا هذا من الناس، وأشار إليه الحكماء وأهل التجرِبة. فالمطلوب منك الآن: أن تحاولي قدر الإمكان تعديل ما يمكن تعديله، وفي حالة عدم مقدرتك على ذلك؛ فإن عليك - حينئذٍ - أن تتكيَّفي مع هذا الواقع، وأن تقبلي به، مع تعريف مَنْ أمكن من الحاضرين أن هذه التغييرات ليست بسببكما أو اختياركما، وإنما هي من المتعهِّد بتجهيز القاعة، وأنكما كنتما قد اخترتما ما يليق بمقام الضيوف وقَدْرِهم، ولكنَّ صعوبة التغيير وضيق الوقت لم يمكناكما من تدارك الأمر. أنصحك - أختي الكريمة - أن تتكيّفي مع الظروف المتغيّرة، فالحياة ليست دائماً على ما يهوى المرء، والمتغيرات متلاحقة، ولو بقيتِ على حالتك - من فرط الحساسية من مثل هذه الأمور - فقد تتعثَّر حياتك مستقبلاً، فعليك تجاوز هذه الحالة، والمجاهدة في تخطِّيها، وترويض النفس على توقع الأسوأ في أي وقت. إن الحياة السعيدة – أختي الكريمة – لن تتوقف عند تغيير تجهيزات القاعة، وفي حياتنا محطات كثيرة سعيدة وجميلة، ولعل أقربها إلى نفسك أمر زواجك واقترانك بمن رضيتِ به زوجاً وشريكاً، فركِّزي على هذه الجزئيات الجميلة، واستثمري مشاعرك فيها، وأما ما عداها من ساعات الكدر العابرة؛ فهي لا تستحق الوقوف عندها إلا بمقدار ما نتجاوزها به، لننطلق بعدها في عالم السعادة الفسيح. ولعلها فرصة سانحة لتذكيري إياكما بضرورة أن يكون احتفالكما متَّفقاً مع أحكام الشريعة الإسلامية، وجارياً على مقتضاها، وإن كثيراً من هذه الحفلات يكون فيها كشف للعورات، واختلاط بين الرجال والنساء، واستماع للأغاني، وحضور لآلات المعازف المحرمة، وربما جلس فيه الخطيب مع خطيبته، وكل هذه من الأمور المحرَّمة شرعاً؛ فالخِطْبة لا تُحِلُّ للمرأة أن تجلس مع خطيبها، أو أن تخلو به، فهذا لا يحلُّ إلا بالعقد الشرعي، واعلمي - رعاكِ الله - أن خير الزواج وبركته ويسره في وجود مظاهر الطاعة فيه، فإذا كان الزواج وحفله شرعيّاً، وحاول الزوجان أن يسلكا فيه الطريق التي تُرضي الله - جلَّ وعلا - فإنهما في هذه الحالة على خير عظيم، وسوف تلحقهما بركة ذلك عاجلاً أو آجلاً. وفَّقك الله أيتها الأخت الكريمة لكل خير.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |