|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
الدرس الأول كيف تستقبلين رمضان.. !(*) ينبغي على المسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين عليها. (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ))، ولقد كان لأصحاب الهمم العالية والإرادات القوية من السلف الصالح شأن في استغلال مواسم الطاعة ولنا فيهم وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلهم قدوة حسنة. فاحرصي- أختي المسلمة- على استقبال رمضان وهو من أعظم مواسم الطاعة في السنة بما يلي: ا) بالفرح والابتهاج: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيئ شهر رمضان: "جاءكم شهر رمضان. شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ". والبشارة يراد بها إدخال السرور والبهجة في نفوس سامعيها وأي بشارة أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات. 2) بالدعاء: بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية حتى تنشطي في عبادة الله من صيام وقيام وذكر وغيره فكم ممن تعرفين من الأحباب كان ينتظر رمضان ففاجأه الأجل قبل بلوغه. 3) بالعلم والفقه في أحكام رمضان: وتعلم الأحكام المتعلقة بالمكلفين في رمضان من العلوم الضرورية التي لا يسع المسلم الجهل بها. قال ابن عبد البر رحمه الله: "قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه ". ثم ذكر جملة منها وقال: "وإن صوم رمضان فرض ويلزمه علم ما يفسد صومه وما لا يتم إلا به " فأقبلي- يا أختي- على ما تيسر من الكتب النافعة الموضحة لما يهمك معرفته في هذا الشهر من أحكام ولتبذل الأخت المسلمة جهدا في مدارسة هذه الأحكام مع من لا يستطيعون الوصول إليها من الأهل أو الأقارب والجيران ولك في ذلك أجر عظيم. قال صلى الله عليه وسلم : "الدال على الخير كفاعله " 4) بالعزم والتخطيط المسبق للاستفادة منه: يمر الرمضان تلو الآخر وينتهي دون أن تستفيد منه الأخت المسلمة الاستفادة المرجوة التي من أجلها شرع الله الصوم وملخص الفائدة المطلوبة من الشهر- بجانب أدائه كفرض من الفروض المأمور بها المسلم- تكمن في هذه الآية( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فالذي يرجى حصوله للمسلمة في هذا الشهر هو " التقوى". فهل فكرت- أيتها الأخت الكريمة- في العمل الجاد للحصول على هذا الشرف العظيم وهو الانضمام إلى دائرة المتقين عن طريق رمضان. إن الأسرة المسلمة مدعوة اليوم إلى جلسة عاجلة للتشاور فيما بينها حول ما يمكن أن تقدمه من مشاريع الإحسان في رمضان، وقد رأينا أن نقدم للأسرة نماذج من تلك المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على الأسرة وعلى الناس، لتختار الأسرة ما يناسبها من تلك المشاريع، ومن ذلك: المشروع الأول: إصلاح ذات البين: لا يمكن للأسرة أن تنجز أي مشروع جماعي دون أن يكون هناك وئام وتآلف بين أفرادها، وهذا يتطلب التسامح والتغافر وإزالة أسباب الخلاف, والفرقة بين أفراد الأسرة، لتستقبل الأسرة هذا الشهر بقلوب يملؤها الحب والمودة والرحمة، قال تعالى: }فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ{ [الأنفال: 1]. وقال النبي : «أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين»، [الطبراني والبزار وصححه الألباني]. وقال : «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين». ومضة: جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه الحسين – رضي الله عنهم أجمعين - كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه، أقبل إلى الحسين, وهو جالس، فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن، قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به. وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي: 1- إضاعة الأخت المسلمة كثيرًا من وقتها في إعداد الأطعمة التي لا حاجة إليها من سد جوعة الصائم، وإنما للتنويع في الوجبات، فيرى – مثلاً – وجبة الإفطار يقدم فيها عشرات الأصناف والسحور قريبًا من ذلك! أختي المسلمة: إن أوقات رمضان فاضلة، فيجب أن تستغل بفضائل الأعمال من قراءة، وذكر، وغير ذلك. 2- كثرة النوم؛ فبعض الأخوات – هداهن الله – تسهر طول الليل وتنام من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، ثم تصلي وتنام إلى العصر، وبعد العصر تشد مئزرها في المطبخ، فشهر الصيام شهر التنافس في الطاعات، كما قال المصطفي : «فأروا الله من أنفسكم خيرًا»؛ وهذا يكون بكثرة قراءة القرآن والركوع والسجود لا كثرة النوم. 3- سوء خلق بعض الأخوات بسبب الصوم، فتراها سريعة السب والشتم، وربما دعت على من كان سببًا في ذلك، وهذا من الخطأ والجهل. أما علمت أيتها الأخت المسلمة أن النبي قال في حق الصائم: «فإن سابه أحد أو شاتمة فليقل إني صائم»، أما علمت أيتها الأخت المسلمة أن الصيام من أسباب الاستجابة، فلا تدعي على أحد من أبنائك، ولا من إخوانك وأخواتك؛ بل ينبغي أن ندعو لهم بدل الدعاء عليهم. فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ ابنِ بَازٍ حكم صيام الحائض إذا طهرت قبل طلوع الفجر([1]) صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن المرأة تتيقن أنها طهرت؛ لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة رضي الله عنها فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أيضا أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها، وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الفجر, ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلا أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ لا في رمضان ولا في غيره ؛ لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل؛ لتصلي الصلاة في وقتها, ثم لها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليها جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل لو كان عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيقوم ويغتسل بعد طلوع الفجر، والله أعلم. حكم صيام المرأة إذا حاضت بعد غروب الشمس([2]) جوابنا عليه أن صيامها صحيح حتى لو أحست بأعراض الحيض قبل الغروب، من الوجع والتألم، ولكنها لم تره خارجا إلا بعد غروب الشمس فإن صومها صحيح ؛ لأن الذي يفسد الصوم إنما هو خروج دم الحيض وليس الإحساس به. هل يجب قضاء الصوم إذا أتت المرأة الدورة الشهرية بعد صلاة المغرب أو قبل الصلاة بعد الإفطار؟ ليس عليها قضاء إذا أكملت الصيام ثم جاء الحيض بعد غروب الشمس ولو قبل الصلاة فلا شيء عليها, وهكذا بعد الصلاة من باب أولى. ما الحكم إذا طهرت الحائض في أثناء نهار رمضان؟([3]) عليها الإمساك في أصح قولي العلماء؛ لزوال العذر الشرعي، وعليها قضاء ذلك اليوم كما لو ثبتت رؤية رمضان نهارا، فإن المسلمين يمسكون بقية اليوم، ويقضون ذلك اليوم عند جمهور أهل العلم، ومثلها المسافر إذا قدم في أثناء النهار في رمضان إلى بلده فإن عليه الإمساك في أصح قولي العلماء لزوال حكم السفر مع قضاء ذلك اليوم. والله ولي التوفيق. *-الموضوع مأخوذ من (مجموعة كتيبات) 1-ثلاثون درسا للصائمات أبو أنس حسين بن علي العلي 2- 30-مشروعا نافعا (د. عادل الشدى/ذ. أحمد المزيد) 3- رمضانيات مسلمة (عمر بن سعود العيد) 4- فتاوى (النساء + الشباب) د احمد مصطفى_ الالوكة ([1]) (جريدة عكاظ) العدد (11811) بتاريخ 5\9\1419 هـ. ([2]) (جريدة عكاظ) العدد (11811) بتاريخ 5\9\1419 هـ. ([3]) (مجلة الدعوة) العدد (1673) في 6 \ 9 \ 1419 هـ
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
الدرس الرابع المرأة والتراويح يقول الشيخ محمد العثيمين : (ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولأن هذا من عمل السلف الصالح رضي الله عنهم، لكن يجب أن تأتي: * متسترة، متحجبة، غير متبرجة. * ولامتطيبة. * ولا رافعة صوتا. * ولا مبدية زينة. لقوله تعالى: (( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) أي لكن ما ظهر منها فلا يمكن إخفاؤه وهي الجلباب والعباءة ونحوهما، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم "لما أمر النساء بالخروج إلى الصلاة يوم العيد قالت أم عطية: يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال: لتلبسها أختها من جلبابها" .. والسنة أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام، ولا يتأخرن إلا لعذر لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم، قالت: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال ". المشروع الرابع: التخطيط لحجة مع النبي r: وذلك بأداء العمرة في رمضان على الوجه المشروع، فقد قال النبي r: «عمرة في رمضان تعدل حجة –أو قال- حجة معي» [متفق عليه]. وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي: 9- خروج النساء للأسواق متبرجات في ليالي رمضان، ويكثر ذلك في العشر الأواخر، وهذا من الجهل والخطأ؛ فقد كان النبي r إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله كما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها. إن ليالي رمضان ليالي اجتهاد في العبادات وتكثيف في طاعة الله، لا ليالي مرح وسهر وسمر وضياع للأوقات وتبرج وسفور في الأسواق والأماكن العامة. فيجب على الأخت المسلمة ألا تخرج للأسواق إلا على قدر الحاجة، ولا تضيع وقتها فيما لا ينفعها في الدنيا ولا في الآخرة، وأن تخرج متسترة غير متعطرة، ولا متجملة. 10- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار منزلها وأقاربها؛ فما من أخت إلا وتجد على أولادها أو إخوانها أو أخواتها، وربما والديها أو بعض قريباتها أو أقربائها من المحارم شيء من التقصير؛ إما في ترك واجب، أو فعل محرم، فيجب عليها أن تنصحهم بأسلوب طيب، وتذكرهم بالله وبأثر المعاصي على الفرد في الدنيا والآخرة، وأن رمضان هو شهر الرجوع إلى الله والتوبة النصوح؛ خوفًا عليهم ألا يقبل صيامهم. وأساليب النصح كثيرة: إما عن طريق إهداء شريط أو كتيب، أو نصح مباشر، أو كتابة رسالة لهم؛ من قلب صادق ناصح، ولتحف هذه النصيحة بالدعوات الصادقة من القلب في ظلمة الليل؛ بأن يفتح الله على قلوبهم لقبول النصح؛ فإن الله حيي كريم، يستحي أن يرد يدي عبده صفرًا. 11- عدم تكثيف الطاعة في العشر الأواخر؛ فقد كان من هدي نبينا r في هذه العشر أنه يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، كما رواه مسلم. ويدل على فضلها أن النبي r كان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر، حرصًا على اغتنام الأجر، لأنها فرصة العمر، وغنيمة لمن وفقه الله – عز وجل – فما هي إلا ليالي معدودة ثم تنتهي، ربما يدرك فيها العبد المسلم نفحة من نفحات المولى فتكون سببًا لسعادته في الدنيا والآخرة. ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر إحياء الليل كاملاً في طاعة الله، لا في الزمر والطرب، كحال بعض الناس هداهم الله. ثبت في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان رسول الله r إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». وفي هذه العشر ليلة القدر التي من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. ليلة واحدة تكون سببًا لمغفرة الذنوب والسيئات، ويصبح العبد كيوم ولدته أمه – الله أكبر – ما أكرم الرب، وما أجزل عطاءه؛ فهل من متعرض لهذه النفحات، وراغب فيما عنده؟ : فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ صَالِحِ الفَوْزَان([1]) حكم اكتحال الصائم و تعطره و اغتساله بصابون له رائحة - إذا اكتحل الصائم أو تعطر أو اغتسل بصابون له رائحة فهل يؤثر هذا على صومه؟ ويعتبر مفطرًا؟ وإن كان صيامه ذلك في واجب فهل عليه القضاء لهذا السبب علمًا أنه فعل ذلك جاهلاً؟ قضية التطيب للصائم أو الاغتسال بالصابون المطيب لا حرج عليه في ذلك، يباح للصائم أن يتطيب وأن يغتسل بالصابون المطيب لأن الصائم ليس ممنوعًا من الطيب وإنما هذا في حق المحرم، أما الصائم فليس ممنوعًا من التطيب إلا أنه لا يتعمد شم البخور والدخان، أما الطيب السائل فهذا لا بأس أن يتطيب الإنسان به وهو صائم، أما قضية الاكتحال للعينين للصائم فلا ينبغي لأن طائفة من أهل العلم يعدونه من المفطرات، إذا وصل الكحل أو طعم الكحل إلى حلقه فلا ينبغي للصائم أن يكتحل وهو صائم وليؤجل هذا لليل احتياطًا لصيامه. حكم من بلغت ولم تصم إذا بلغت الفتاة قبل حلول شهر رمضان ولكنها لم تصم رمضان في تلك السنة التي بلغت فيها لجهلها بوجوب الصيام عليها، فماذا عليها أن تفعل؟ وهل حكمها في هذا حكم من أفطر عامدًا متعمدًا دون عذر؟ عليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن تقضي الصيام الذي تركته بعدد الأيام وأن تطعم عن كل يوم مسكينًا إذا كان أتى عليها رمضان آخر ولم تصم تلك الأيام فيلزمها ثلاثة أشياء: أولاً: التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على هذا الشيء والعزم على أن لا تعود إليه، والإقلاع عن هذا الذنب. والشيء الثاني: تقضي هذه الأيام التي تركتها. والشيء الثالث: إذا كان أتى عليها رمضان آخر فأكثر وهي لم تقض فإنها تطعم عن كل يوم مسكينًا مع القضاء عن التأخير، ومقدار الإطعام أن تدفع عن كل يوم نصف الصاع وهو كيلو ونصف من الطعام للفقراء. حكم من طهرت من النفاس بعد الفجر - إذا كانت المرأة حائضًا في رمضان أو في آخر فترة نفاس وطهرت من ذلك بعد الفجر من أحد أيام رمضان فهل عليها أن تكمل صيام ذلك اليوم أم لا؟ وماذا عليها أن تفعل لو اغتسلت وبدأت في الصيام ثم ظهر شيء من ذلك بعد انتهاء المدة المعتادة لكل من الحيض والنفاس هل تقطع صيامها أم لا يؤثر ذلك عليه؟ أما بالنسبة للنقطة الأولى من السؤال وهي ما إذا طهرت الحائض في أثناء النهار أو النفساء طهرت في أثناء النهار فإنها تغتسل وتصلي وتصوم بقية يومها، ثم تقضي هذا اليوم في فترة أخرى هذا الذي يلزمها. وأما النقطة الثانية وهي إذا انقطع دمها من الحيض ثم اغتسلت ثم رأت بعد ذلك شيئًا فإنها لا تلتفت إليه لقول أم عطية رضي الله عنها: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئًا)([2]) فلا تلتفت إلى ذلك. أما بالنسبة للنفساء فإذا كانت انقطع دمها قبل الأربعين ثم اغتسلت ثم عاد إليها شيء فإنها تعتبر نفساء، وهذا الذي عاد يعتبر من النفاس لا يصح معه صوم ولا صلاة مادام موجودًا؛ لأنه عاد في فترة النفاس، أما إذا كانت تكاملت الأربعين واغتسلت ثم عاد إليها شيء بعد الأربعين فإنها لا تلتفت إليه إلا إذا صادف أيام عادتها قبل النفاس فإنه يكون حيضًا. الحاصل أن هذا لابد فيه من تفصيل إذا أكملت عادة الحائض واغتسلت ثم رأت شيئًا بعد ذلك لا تلتفت إليه، وإذا كانت عادتها لم تكمل رأت طهرًا في أثناء العادة واغتسلت ثم عاد إليها الدم فإنها تعتبر حيضًا؛ لأنه جاءها في أثناء العادة، وكذلك النفساء إذا كان عاد إليها في فترة الأربعين فإنه يعتبر نفاسًا، وإن كان عاد إليها بعد تمام الأربعين فإنها لا تعتبره شيئًا إلا إذا صادف أيام حيضها قبل النفاس وقبل الحمل. ([1]) من مجموع فتاوى الشيخ ([2])[رواه أبو داود في "سننه" (1/81)، ورواه النسائي في "سننه" (1/186، 187) بدون ذكر (بعد الطهر). عند النسائي، كلاهما من حديث أم عطية رضي الله عنها]،
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
الدرس السادس المساواة بين الرجل والمرأة في التكليف وجزاء الآخرة تدبري- أختي المسلمة- الآيات والأحاديث الآتية واعلمي أن الله ساوى بينك وبين الرجل في أغلب التكاليف وساوى بينك وبين الرجل في جزاء الأعمال في الآخرة: قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)) . وقال تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات جميعا فقال تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )) . ومن مساواة المرأة والرجل في جزاء الآخرة : قوله تعالى: (( ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن مما كانوا يعملون )). وقوله تعالى: (( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )) . ومن المجمع عليه والمعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن على النساء ما على الرجال من أركان الإسلام، إلا أن الصلاة تسقط عن المرأة في زمن الحيض والنفاس مطلقا وليس عليها إعادة لحديث عائشة- رضي الله عنها- قالت: "كان يصيبنا ذلك- يعني الحيض- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة". فعليك- أيتها المرأة المسلمة- أن تقومي بتكاليف الإسلام كما أمر الله عز وجل من المحافظة على الصلاة في أوقاتها وأداء الصيام كاملا وإخراج الزكاة في وقتها والحج لبيت الله الحرام إن استطعت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بقدر طاقتك وفي حدود وسعك وقد قال الله تعالى: (( ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). المشروع السادس: الفوز بالعتق من النار: على الأسرة أن يكون في تخطيطها لشهر رمضان عتق جميع أفرادها من النار، وذلك بإحسان الصيام والقيام، وحفظ الجوارح عن المعاصي والآثام، والمبالغة في حسن معاملة الأنام؛ لقول النبي r: «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة» [البزار وصححه الألباني]. وينبغي تعاطي الأسباب التي ورد أن صاحبها يُعتق من النار، ومن ذلك: 1- الذبّ عن عرض المسلم؛ لقول النبي r: «من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار» [أحمد وصححه الألباني]. 2- وقوله r: «من كان سهلاً هيناً ليناً، حرَّمه الله على النار» [الحاكم وصححه الألباني]. وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي: 15- جهل بعض الأخوات الحكمة من الصيام، وأنه تربية على تحمل الجوع والعطش، وشعور بحال إخواننا الفقراء والمساكين الذين لا يجدون الطعام طيلة عامهم، وتطهير للنفوس، وتهذيب لها من الأخلاق الرديئة، كالأشر والبطر والبخل، وكان من أسباب هذا الجهل أن ظن البعض أنه شهر التفنن في المآكل والمشارب، ولذا تشتري بعض الأخوات عند إقبال هذا الشهر كتبًا في أنواع الطبخ، فكم يقدم على مائدة الإفطار من الأنواع؟! وكم تضيع الأخت من وقتها في هذا الشهر الفاضل الكريم في إعداد الإفطار والسحور؟! لذا فإني أنصحك أن تستغلي زمانه بفعل الخير وعمل الصالح، وذلك بالصوم وقراءة القرآن والذكر في نهاره، وأن تغتنمي ليله بالقيام. 16- اعتقاد بعض النساء أنه لا يصح صومها إذا طهرت من الحيض أو النفاس إلا بعد أن تغتسل. فكم من الأخوات إذا طلع عليها الفجر وهي لم تغتسل لم تصم ذلك اليوم، وهذا خطأ؛ بل الواجب عليها أن تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، وصومها صحيح. 17- إفطار المرأة بمجرد الإحساس بخروج دم الحيض وإن لم تره!! وهذا ليس بصحيح. فإن المرأة إذا أحست بانتقال الدم ولم يبرز إلا بعد الغروب فصومها صحيح إن شاء الله. 18- تحرج بعض النساء من تذوق الطعام، وكذا من استعمال الطيب أو البخور؛ لاعتقادها أنه يفسد صومها. والصحيح أن ذوق المرأة للطعام أو الشراب إذا احتاجت إليه إن لم تبلعه، وكذا البخور إن لم تستنشقه- لا يؤثر على صومها. فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ صَالِحِ الفَوْزَان حكم من أجبر زوجته على الفطر بلا عذر - أصبت في شهر رمضان الماضي ببعض الآلام ولم أستطع الصيام فأفطرت وأجبرت زوجتي التي كانت مرافقة لي في فترة العلاج أجبرتها على الإفطار أيضًا والآن أود أن أطعم لعدم استطاعتي الصيام فهل يجوز لي ما قمت به اتجاه زوجتي وهل يجزئ عني الإطعام وهل يجوز لي أن أطعم عن زوجتي لأنها مرضعة في الوقت الحاضر؟ إفطارك أنت لأجل المرض مرخص به فالله تعالى يقول: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة: آية 184]، وأما إجبارك لزوجتك على الإفطار فهذا لا أرى له وجهًا، لأنها ليست مريضة وليست مسافرة فليست من أهل الأعذار ولكن مادام حصل الأمر في هذا فأنت أخطأت وعليها أن تقضي هذه الأيام التي أفطرتها وإذا كان أتى عليها رمضان آخر قبل قضائها من غير عذر فإنها مع القضاء تطعم عن كل يوم مسكينًا، وإذا كانت لا تستطيع القضاء في الوقت الحاضر من أجل الإرضاع فإنها تقضي متى تمكنت. كيف تقضي المرأة المسلمة شهر رمضان ؟ - كيف تقضي المرأة المسلمة شهر رمضان المعظم تأسيًا بنساء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ تقضي المرأة المسلمة شهر رمضان كأي مسلمة تؤمن بالله وتغتنم مواسم الخيرات في طاعة الله والتقرب إليه، وتعتبر شهر رمضان فرصة العمر، فتشغله بما يليق به من تعظيم واحترام وصلاة وصيام وذكر لله مقتدية بنساء الصحابة وما يفعلنه في هذا الشهر من خلال قراءتها لسيرتهن رضي الله عنهن. الضوابط التي يجب أن تلتزم بها نساء المسلمين في رمضان - ما الضوابط التي يجب أن تلتزم بها نساء المسلمين في هذا الشهر الكريم؟ الضوابط التي يجب أن تلتزم بها النساء المسلمات في هذا الشهر الكريم هي: 1- أداء الصيام فيه على الوجه الأكمل باعتباره أحد أركان الإسلام، وإذا طرأ عليها ما يمنع الصيام من حيض أو نفاس، أو ما يشق عليها معه الصيام من مرض أو سفر أو حمل أو رضاع، فإنها تفطر مع وجود أحد هذه الأعذار مع عزمها على قضائها من أيام أخر. 2- ملازمة ذكر الله من تلاوة قرآن وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، والإكثار من صلوات النوافل في غير أوقات النهي. 3- حفظ اللسان عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وقول زور وشتم وسب، وغض البصر عن النظر المحرم فيما يعرض من الأفلام الخليعة والصور الماجنة والنظر إلى الرجال بشهوة. 4- البقاء في البيوت وعدم الخروج منها إلا لحاجة مع التستر والحشمة والحياء، وعدم مخالطة الرجال والكلام المريب معهم مباشرة أو بواسطة الهاتف، قال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [سورة الأحزاب: آية 32]، فإن بعض النساء أو كثيرًا منهن يخالفن الآداب الشرعية في رمضان وغيره، حيث يخرجن إلى الأسواق التجارية بكامل زينتهن متطيبات وغير متسترات كما ينبغي، فيمازحن أصحاب المحلات، ويكشفن عن وجوههن أو يضعن عليها غطاء غير ساتر، ويكشفن عن أذرعهن، وهذا محرم ومدعاة للفتنة وإثمه في رمضان أشد لحرمة الشهر.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
الدرس السابع المرأة المسلمة وطريق الجنة * هل تعرفن الطريق السهل الذي يوصلكن إلى الجنة؟! * استمعن لهذه الأحاديث التي وجهكن إليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهو يرسم للمرأة المسلمة طريق السعادة وطريق الهداية الموصل لمرضاة الله والجنة وهو مع ذلك مرتبط بتحقيق السعادة الزوجية وصيانة العلاقة بين الزوج وزوجته. (1) رضا الزوج: عن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" فعليك أختي المسلمة- برضى الزوج فيما لا معصية فيه لله حتى الموت تفوزي بالجنة. (2) القيام بالواجبات: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ". (3) الرحمة بالأبناء والقيام عل تربيتهم : وعن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: "جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قد أوجب لها الجنة أو أعتقها بها من النار" . وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا، وأومأ بالسبابة والوسطى". "انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال " فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بمقالة النبي صلى الله عليه وسلم المشروع السابع: ضاعف رصيدك بالقرآن: على الأسرة أن يكون ضمن مشاريعها الرمضانية تلاوة القرآن وختمه في رمضان عدة مرات، فرمضان شهر القرآن، وكان النبي r يدارس جبريل القرآن في رمضان، وليس عسيرا على من فرّغ نفسه لطاعة الله في هذا الشهر أن تكون له ختمة كل ثلاث أو كل خمس، أو كل أسبوع، وهذا يضاعف الرصيد من الحسنات؛ لأن النبي r يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: }الم{ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [الترمذي]. وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي: 19- ظن بعض النساء أن خروج الدم من جرح أو رعاف أو قلع سن أو غيره- أنه يفطر الصائمة، وهذا ليس بصحيح؛ لأن العلماء قد نصوا على أن الدماء التي تفطر الصائمة بها إذا خرجت منها هي: دم الحيض، أو النفاس، أو الحجامة، ويقاس عليها خروج الدم بالتبرع؛ أما ما عداها من الدماء فلا تفطر بها الصائمة؛ سواء كانت قليلة أو كثيرة. 20- تهاون بعض الزوجات في نهار رمضان؛ بتمكين زوجها من مجامعتها! وهذا أمر محرم عليها وعليه. فالواجب عليها أن لا تمكنه من نفسها مهما حاول، وأن تنصحه وتخوفه بالله، وأن لا تطيعه؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 21- إن للهاتف دورًا سلبيًا لدى بعض الأخوات؛ إذ تقضي الأخت الصائمة وقتًا طويلاً في مكالماتها؛ لا لأجل تهنئة أخواتها بدخول الشهر، وإنما للسؤال عن أنواع الأكلات، وما أعدُّوا لهذا الشهر من الأطعمة، وما يقضون ليلهم فيه، فتراها تتصل على جارتها وأخرى على أخواتها، وهكذا!! فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ صَالِحِ الفَوْزَان حكم قضاء رمضان أمام التلفاز والدش - المرأة المسلمة الآن تقضي رمضان ما بين السهر أمام التلفاز أو الفيديو أو »الدش« وما بين الأسواق والنوم، بماذا تنصح هذه المسلمة؟ المشروع للمسلم رجلاً كان أو امرأة احترام شهر رمضان، وشغله بالطاعات، وتجنب المعاصي والسيئات في كل وقت وفي رمضان آكد لحرمة الزمان، والسهر لمشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تعرض في التلفاز أو الفيديو أو بواسطة الدش أو استماع الملاهي والأغاني كل ذلك محرم ومعصية في رمضان وفي غيره، لكنه في رمضان أشد إثمًا. وإذا انضاف إلى هذا السهر المحرم إضاعة الواجبات والنوم في النهار عن أداء الصلوات فهذه معاصٍ أخر، وهكذا المعاصي يجر بعضها بعضًا ويدعو بعضها إلى بعض، نسأل الله العافية. وخروج النساء إلى الأسواق محرم إلا إذا دعت حاجة إلى الخروج، فإنها تخرج بقدر الحاجة بشرط أن تكون متسترة ومحتشمة ومتجنبة للاختلاط بالرجال أو التحدث معهم إلا بقدر الحاجة ومن غير فتنة، وبشرط ألا يطول وقت خروجها بالليل فيسبب لها النوم عن الصلاة في وقتها، أو تضيع بسببه حقًّا من حقوق زوجها أو أولادها. الوسائل التي تعين المرء على الطاعات في شهر رمضان - ما أهم الوسائل التي تعين المرأة على الطاعات في شهر رمضان؟ الوسائل التي تعين المسلم رجلاً كان أو امرأة على الطاعات في رمضان هي: 1- مخافة الله سبحانه وتعالى، واعتقاد أنه مطلع على العبد في جميع أفعاله وأقواله ونياته، وأنه سيحاسبه على ذلك، فإذا شعر المسلم بهذا الشعور اشتغل بالطاعات وترك السيئات، وبادر بالتوبة من المعاصي. 2- الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن، لأن ذلك يلين القلب، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد: آية 28]، وقال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [سورة الأنفال: آية 2]. 3- تجنب الصوارف التي تقسي القلب وتبعده عن الله، وهي جميع المعاصي، ومخالطة الأشرار وأكل الحرام، والغفلة عن ذكر الله عز وجل، ومشاهدة الأفلام الفاسدة. 4- بقاء المرأة في بيتها، وعدم خروجها منه إلا لحاجة مع سرعة الرجوع إليه إذا انقضت الحاجة. 5- النوم بالليل، لأنه يعين على القيام مبكرًا من آخر الليل، ويخفف النوم بالنهار حتى يتمكن من أداء الصلوات في مواقيته، ويستغل وقته بالطاعات. 6- حفظ اللسان من الغيبة والنميمة وقول الزور والكلام المحرم، وشغله بالذكر. حكم قضاء ليل رمضان في التسوق - نشاهد الأسواق والمحلات التجارية تفتح أبوابها إلى ساعة متأخرة من الليل في شهر رمضان تستقبل بعض المسلمين والمسلمات مما يضطرهم لنوم نهار رمضان كله، ما حكم ذلك؟ أصحاب المحلات التجارية يجب عليهم المحافظة على طاعة الله ومشاركة المسلمين في مواسم الخيرات في رمضان وغيره وألا يضيعوا كل الوقت بالبيع والشراء وفتح محلاتهم، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [سورة المنافقون: آية 9]، ويقول تعالى: {لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [سورة النور: آية 37]، ثم في فتحهم محلاتهم معظم الوقت إغراء للآخرين على السهر والتجوال وتعريض للفتنة بين الرجال والنساء، فيكون عليهم إثم في ذلك، لأنهم السبب، والواجب على ولاة الأمور – وفقهم الله – تحديد الوقت المناسب لفتح المحلات الذي لا يتعارض مع أداء الطاعات، ولا يكون سببًا يعرض الناس للفتن، وإضاعة الأوقات الثمينة.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
الدرس الثامن الإسلام يحارب عن طريق إفساد المرأة الإسلام يحارب بشتى الطرق من قبل أعدائه من اليهود والنصارى ومن يعاونهم ويبارك جهودهم من المنافقين والعلمانيين في بلاد المسلمين. وعند استعراضنا لهذه الحرب نجد أن من أكثر الأسلحة فتكا بالمجتمعات الإسلامية هو ما يستخدمه الأعداء من وسائل لإفساد المرأة المسلمة. * المرأة كائن ضعيف عاطفي حساس يتأثر بسرعة. * وبالرغم من ذلك فهي نصف المجتمع وتربي لنا الرجال الذين هم النصف الثاني فهي المجتمع بكامله. * هي التي تقود دفة البيت المسلم. * "والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها" . * تربي الأبناء وتنشئهم وتعلمهم وتبني عقولهم. * هذه مسئولياتك أيتها المرأة.. مسئوليات جسيمة، ولذلك سماها سيد قطب رحمه الله "حارسة القلعة . * تصوروا لو أن هذه الحارسة فسدت.. انحرفت.. أو كانت صاحبة فكر هدام.. ماذا يكون مصير البيت المسلم؟!! لاشك أن الخطب سيكون جسيما، والنتائج وخيمة، فعلى أختي المسلمة أن تنتبه إلى ما يخططه لها الأعداء وأن تعي الدور الذي يجب أن تقوم به من التصدي لهذه الحملات المتكررة على المرأة وهو كما يلي: (1) التزامها بدينها في نفسها وتطبيق كل ما تؤمر به واجتناب كل ما تنتهي عنه صيانة لنفسها من الانحراف. (2) دعوة غيرها لهذا. الالتزام وتشجيعهن على ذلك والتواصي به بكل الوسائل الممكنة. (3) التفقه في دينها وطلب العلم النافع والوعي بواقع المسلمين وما يخططه لهم أعداؤهم عن طريق القراءة والمتابعة. المشروع الثامن: الصدقة الرمضانية: على الأسرة أن تعوّد أفرادها على البذل والعطاء والإنفاق، وبخاصة في هذا الشهر الفضيل، (فقد كان النبي r أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل, فيدارسه القرآن، فلرسول الله r أجود بالخير من الريح المرسلة) [متفق عليه]. وعلى المسلم أن يبذل جهده في البحث عن أولئك المستحقين الأخفياء الأتقياء الذين لا يسألون الناس، فهؤلاء أحق ممن نراهم يسألون في الطرقات والمساجد والأسواق. كما أنه من المفيد أن يعوّد الرجل أفراد أسرته على العطاء، وأن يدفعهم إلى ذلك, ويذكرهم بفضائل الصدقة, وبذل المعروف. وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي: ملاحظات في المسجد ويلاحظ على بعض الأخوات في رمضان حين يأتين إلى المسجد عدة ملحوظات منها: 1- خروج بعض النساء إلى المسجد وهن متعطرات؛ وهذا فيه مخالفة لما أمر به النبي r، ويحدث بسببه فتنة للرجال؛ قال r: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية». رواه أحمد والترمذي. 2- خروج بعض النساء إلى المسجد وهن متبرجات قد كشفن عن بعض أجسادهن من الأيدي والأذرع، أو أبدين بعض مفاتنهن؛ بلبس الثوب الضيق أو وجود فتحة في أسفل ثوبها تبدي ساقيها أو لبس العباءة القصيرة أو كشف وجهها. والمسلمة مأمورة بالتستر والحجاب الكامل لجميع جسدها؛ لأنها إذا لم تلتزم بذلك فقد عصت الله ورسوله، وحصل بسبب ذلك فتنة عظيمة، وشر كبير؛ من لفت أنظار الرجال وجرأتهم عليها؛ إلى غير ذلك. 3- اصطحاب الأطفال معهن إلى المسجد؛ مما يؤدي إلى إزعاج المصلين؛ حيث يجتمع عدد كبير من الأطفال فيلعبون في المسجد ويزعجون المصلين بأصواتهم، ولا يرعون حرمة المسجد؛ مما يؤدي إلى التشويش على المصلين وانشغالهم عن عبادتهم. كما يلاحظ على بعض الأخوات أنها ربما أتت برضيعها وتركته على الأرض، وانشغلت بصلاتها وطفلها يبكي بكاء شديدًا ربما أثر عليه وأزعج المصلين؛ فنقول لهذه الأخت: لو صليت في منزلك لكان خيرًا لك. فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ صَالِحِ الفَوْزَان حكم من أراد تأخير قضاء ما عليه من أيام أفطرها ـ امرأة تقول لقد مرضت في منتصف شهر رمضان فذهبت إلى الطبيب وأمرني بالإفطار لأن حالتي تستوجب الإفطار لذلك أفطرت يومين بعد أن تحسنت حالتي الصحية وأتممت صيام شهر رمضان أي لم أفطر سوى هذين اليومين وقررت صيامهما فيما بعد ولكنني لم أصمهما بعد شهر رمضان مباشرة بل إنني صمت ستة أيام من شوال وبعد ذلك أريد صوم يوم عرفة وصوم يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد كل هذا أصوم اليومين الذين لم أصمهما في رمضان فهل هذا جائز فإذا لم يكن جائز فما هو العمل الواجب علي؟ أولاً ننبه أنّ صوم يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له أصل في الشرع فصيامه ابتداع لا يجوز لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم ذلك اليوم ولا عن أحد من الصحابة فهو بدعة أما صيام أيام التطوع كستّ من شوال ويوم عرفة فهذا لا يكون إلا بعد أداء القضاء الذي عليك من رمضان فالواجب أن تبدئي بقضاء ما عليك من رمضان ثم بعد ذلك تصومين مما ثبت صيامه تطوعًا ما شئتِ. حكم القُبلة للصائم ـ لقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقَبِّل وهو صائم هل القبلة هنا حكمها عام للشيخ والشاب أم أنها خاصة للشيخ فقط وما المقصود بالحديث بارك الله فيكم. نعم الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل وهو صائم والمراد بالقبلة معروف والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم لأنه كان عليه الصلاة والسلام مالكًا لإربه وعارفًا بأحكام صيامه عليه الصلاة والسلام وما يؤثر عليه وما يفسده أما غيره من الناس فإنهم لا ينبغي لهم الإقدام على القبلة لأن ذلك مدعاة لأن يحصل منهم ما يفسد الصوم مع جهلهم وضعف إيمانهم وعدم ضبطهم لأنفسهم فالأحسن للمسلم أن يتجنب ما يثير شهوته وما يخشى منه إفساد صيامه أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان بفعل ذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان ضابطًا لنفسه وكان عليه الصلاة والسلام أتقى الناس لله وأخشاهم لله عليه الصلاة والسلام وهو أدرى بما يحفظ صيامه عليه الصلاة والسلام فغير الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لا يأمن نفسه ينبغي له أن يبتعد عن هذه الأمور في أثناء الصيام. ما حكم تقبيل الزوجة بدون شهوة في حال الصوم أو في حال الطهارة وهل ينتقض الوضوء بسبب القبلة؟ إذا قبل الرجل زوجته بدون شهوة في أثناء الصوم أو بعد الطهارة ولم يخرج منه شيء فإن ذلك لا يخل بصيامه ولا بطهارته فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه وهو صائم ويقبل وهو متوضئ لما كان مالكًا لإربه (15) فدل ذلك على الجواز في هذه الحالة - أما الذي يخشى من ثوران شهوته فإنه لا يقبل في هاتين الحالتين خشية أن يخرج منه شيء يخل بصيامه أو طهارته والله أعلم. حكم تذوق الطعام للصائم ـ تذوق الطعام من قبل المرأة وغيره هل يفسد الصوم وما حكم مضغ العلك للصائم أفيدوني جزاكم الله خيرًا؟ لا بأس بذوق الطعام بالفم ولا يبتلع شيئًا منه فيذوقه في فمه ويلفظه ولا يبتلع شيئًا من ذلك فإن ابتلع شيئًا من ذلك متعمدًا فسد صيامه والفم له حكم الخارج وليس هو من الجوف ولا يؤثر هذا على صيامه كما أنه يتمضمض للوضوء والطهارة ولا يؤثر هذا على صيامه بشرط أن يمج الماء أي يلفظ الماء من فمه كذلك ذوق الطعام يلفظه ولا يبتلعه والعلك يكره للصائم. وهو على نوعين: العلك الذي يتحلل ويتفتت في الفم هذا لا يجوز لأنه يتسرب إلى الحلق ويفسد الصيام أما العلك القوي الذي لا يتحلل ولا يتفتت في الفم ولا يذوب فهذا يكره للصائم. حول حديث : (لا يجوز لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه) ـ ما مدى صحة هذا الحديث وما معناه وهل هو صحيح بهذا اللفظ قال صلى الله عليه وسلم: (لا يجوز لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه)، وإذا استأذنت الزوجة زوجها فلم يأذن لها بالصيام فهل تطيعه وفي الحديث (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) أم أنه خاص بصيام التطوع وإن لم يأذن لها في صيام التطوع ثم صامته فهل عليها شيء؟ الحديث الذي أشار السائل إلى معناه حديث صحيح ولفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد - يعني حاضر - إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) ([1]) وغيرهما فلزوجها أن يمنعها من صيام النفل وله أن يمنعها من صيام القضاء الموسّع "إذا كان عليها أيام من رمضان والوقت طويل ما بين الرمضانين فله أن يمنعها من صيام القضاء" فإذا ضاق الوقت ولم يبق إلا قدر الأيام التي عليها فليس له أن يمنعها لأن عائشة رضي الله عنها كان يكون عليها القضاء من رمضان فلا تقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1])[انظر صحيح الإمام البخاري ج6 ص150 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وانظر صحيح الإمام مسلم ج2 ص711 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه].
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك
الدرس العاشر المرأة المسلمة والسوق... أختي المسلمة: هل تعلمين أن الأسواق من الأماكن التي تكثر فيها الفتن والصد عن ذكر الله. قال صلى الله عليه وسلم: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" . ماذا عن أسواقنا هذه الأيام؟ * التبرج والسفور. * اختلاط الرجال بالنساء وملاحقتهم لهن. * هناك من البائعين من لا يخاف الله وله مقاصد خبيثة خاصة في (أسواق النساء). قد تحتاج المرأة للذهاب إلى السوق لكي تشتري ما تحتاج إليه من أشياء خاصة بالمرأة كما وكيفا ونوعا ومقاسا. إذا لابد من ضوابط: - عدم خروج المرأة إلى السوق إلا لحاجة ماسة ضرورية. - أن تخرج بكامل حجابها الإسلامي ولا تخرج إلا مع محرم لها من زوج أو أب أو أخ. - الابتعاد عن المساومة مع البائع ويكون ذلك عن طريق محرمها. - عدم تكليف الزوج ما لا يطيق. وصايا عامة في هذا الشهر وغيره، موجزة ومختصرة 1- أن تجعل كل أخت مسلمة لها جزءًا يوميًا، تقرأ فيه القرآن، لكي تختم القرآن في شهر رمضان ولو مرة واحدة على الأقل، وكلما ازدادت من القرآن، فهو خير لها، فلقد كان سلفنا يختمون القرآن كل أسبوع، ومنهم كل ثلاثة، وربما بعضهم في أيام رمضان كل يوم؛ لعلمهم بفضيلة الزمان والأجور العظام. وإن لم تكن الأخت تستطيع القراءة فيمكنها أن تستمع للقرآن في أغلب وقتها، وإن سمعت القرآن من أوله إلى آخره فهذا فيه خير كثير؛ إذ تشغل وقتها بما ينفعها لتحصل لها رحمات من الله؛ فالله – تعالى – يقول: }وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{. 2- أختي المسلمة كوني مربية وموجهة لأولادك ومحببة لهم الطاعات؛ حتى ينشؤوا على حب الله ورسوله r وحب العبادات؛ فمتى كان طفلك أو طفلتك يطيقون الصيام أو يرغبون فيه وهم في سن صغيرة فشجعيهم ورغبيهم، ولا تثبطيهم؛ كحال بعض الأمهات – هداهن الله – يرين ألا صيام حتى يبلغوا سن التكليف؛ هذا خلاف نهج النبوة؛ فلقد كان أسلافك من الصحابيات – رضي الله عنهن – يصومن صبيانهن وهم صغار، ويبكون من شدة الجوع، ولا يعطونهم الطعام؛ بل يشغلونهم باللعب المباحة لا المحرمة، حتى غروب الشمس؛ أين أنت منهن؟! 3- أختي المسلمة علمي إخوانك وأطفالك دعاء الطعام، ودعاء الإفطار، والنوم، وأذكار الصباح والمساء؛ فإنهم إذا اعتادوا على ذلك بسببك يكون في ميزان حسناتك، فمن دعا إلى هدى كان له مثل أجر فاعله من غير أن ينقص من أجره شيء. 4- مري أبناءك وبناتك وإخوانك وأخواتك بالصلاة لسبع، وتابعيهم في ذلك متابعة دقيقة، وحببيهم للصلاة ورغبيهم في الأجر والثواب؛ فإن الطفل إذا اعتاد عليها وهو صغير؛ سهلت عليه وهو كبير، ومتى علمت بأنه لم يصل فرضًا فأعلمي والده أو أخاه حتى ينصحه ويوجهه؛ لأن ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5- أختي المسلمة: عودي لسانك على الكلام الحسن، والقول الجميل، ولا تكوني سبابة شتامة؛ فإن أبناءك وإخوانك وأخواتك يقتدون بك؛ فمن أحسن إليك فادعي له بكل خير، ومن أساء إليك فادعي له بالهداية والصلاح. وإياك وأعراض الناس والكلام فيها؛ فإنها من أعظم أسباب دخولك النار، كما أخبر بذلك المصطفي r، وفي رمضان يتأكد ذلك؛ قال المصطفي r لمعاذ بن جبل: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم». وقال r: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». ملاحظة: من المؤسف حقا أن نجد الأسواق في ليالي رمضان تزدحم بالنساء وخاصة في العشر الأواخر منه...!!!. المشروع العاشر: المساهمة في نشر العلم: فقد قال النبي r: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما نشره، وولدا تركه، ومصحفا ورّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته» [البيهقي وحسنه الألباني]. فإذا كان عالما نشر العلم بنفسه عن طريق التعليم والتدريس وإفادة الطلبة، وإن لم يكن عالما ساهم في نشر العلم عن طريق توزيع الكتب والأشرطة والنشرات النافعة. أو عن طريق حث الناس على حضور مجالس أهل العلم، وعمل جدول بمواعيد تلك الدروس, وتوزيعه على الناس. فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ صَالِحِ الفَوْزَان حكم قطرة العين والكحل للصائم هل التكحل وقطرة العين ووضع الطيب على الثياب يؤثر على الصائم. وما هي الأشياء التي يجب أن يبتعد عنها الصائم حتى لا تؤثر على صيامه؟ أفيدوني بارك الله فيكم. الذي يوضع في العين من قطور أو ذرور أو كحل إذا وجد طعمه في حلقه فإنه يفطر بذلك لأن العين منفذ فإذا وصل هذا الذي وضعه فيها من سائل أو جامد ووصل طعمه إلى حلقه وأحس بطعمه وكان متعمدًا لوضعه في عينه فإنه حينئذ يكون قد أثر على صيامه لأنه يشبه ما لو أكل شيئًا أو شرب شيئًا ووصل إلى حلقه فلا ينبغي للمسلم أن يتساهل في هذا الأمر وإذا كان معتادًا الاكتحال أو معتادًا لمداواة العين فليجعل ذلك في الليل أما نهار الصيام فإنه يتجنب هذه الأشياء حفاظًا على صيامه من المؤثرات. يجب أن يبتعد عن أشياء كثيرة منها أشياء تفسد صيامه ومنها أشياء تنقص ثوابه أو تبطل ثوابه ولا تفسد الصيام. أما التي تفسد الصيام ويلزمه القضاء فيها فمثل الأكل والشرب متعمدًا ومثل الجماع وكذلك ما في حكم الأكل والشرب من تعاطي الأدوية والإبر التي تصل إلى جوفه وتسير في عروقه فإن هذا في حكم الأكل والشرب يفسد صيامه كذلك التقيؤ والاستفراغ متعمدًا يفسد الصيام واستخراج الدم الكثير بالحجامة أو الفصد أو سحب الدم للتبرع به أو لإسعاف مريض فهذا أيضًا مما يفسد الصيام ويلزم القضاء لقوله صلى الله عليه وسلم: في الحجامة: (أفطر الحاجم والمحجوم)([1]) فهذه أمور إذا تعاطاها الإنسان فإنها تفسد صيامه ويلزمه قضاء ذلك اليوم الذي أفسده بها. وهناك أشياء محرمة على الصائم وتنقص ثوابه أو تبطل ثوابه لكنه لا يؤمر بالقضاء مثل الغيبة والنميمة وقول الزور والشتم والكذب وغير ذلك من الأمور المحرمة وكذلك النظر المحرم واستماع الأشياء المحرمة كاستماع الملاهي والأغاني المزامير وغير ذلك كل هذا مما يؤثر على الصائم ولكنه لا يؤمر بالقضاء لأن هذه المفطرات معنوية وليست مفطرات حسية. ـ هل الكحل في العينين أو الصابون أو القطرات الطبية أثناء الصيام تؤثر على صحته أم لا؟ بالنسبة للصابون ليس هناك مانع لاستعمال الصابون في الغسيل لثيابه أو ليديه أو لجسمه لا مانع من استعمال الصابون للغسيل والتنظيف به ولا يكون في الفم لأنه ربما تسرب إلى حلقه وإن تمضمض به مثلاً تمضمضًا خفيفًا وتحفظ من ذهابه إلى حلقه فلا مانع من ذلك إلا إن وجد طعمه في حلقه فهذا فيه خطورة فالأحسن لا يدخل الصابون في فمه وأن يتنظف به خارج الفم وأما بالنسبة للقطرة والأشياء السائلة فلا يجوز تقطيرها في العين ولا في الأنف ولا في الأذن لأن هذه منافذ تسيل إلى الحلق ويجد طعمها في حلقه فلا يجوز استعمال القطرة للصائم وإنما يستعملها في الليل كذلك الكحل في العين لأن الكحل أيضًا يتسرب طعمه إلى الحلق والصائم لا ينبغي له أن يتهاون بأمر الصيام ويتعاطى أشياء تؤثر على صيامه وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن الكحل يفطر الصائم وكذلك التقطير في العين والأنف والأذن فالمسألة فيها خطورة فالصائم يجب عليه أن يحافظ على صيامه وأن يبتعد عن المؤثرات والدخول في مشاكل هو في غنى عنها وعند الليل أباح الله تعالى فيه ما يحتاج الإنسان إليه من أكل وشرب وتداو وغير ذلك. حكم الفطر للامتحانات سائلة تقول: هي فتاة في العشرين من عمرها وخلال شهر رمضان المبارك في العام الماضي أفطرت خمسة أيام بسبب الحيض وأفطرت أيضًا خمسة أيام أخرى وذلك بسبب الامتحانات في الجامعة حيث أن الجو حار جدًا وصادف أيام الامتحانات فقامت بالإفطار في آخر أيام الامتحانات حتى تستطيع التركيز والمذاكرة وتقوم أنها كانت تتعب من الصوم والمذاكرة والامتحانات معًا لهذا أفطرت وهذه الأيام العشرة التي عليها لم تقضها حيث أنها ضعيفة الجسم تقول وعلى كل حال الحمد لله فأنا أتحسن شيئًا فشيئًا الآن لكنني قمت بتوزيع مبلغ وقدره نصف دينار عن كل يوم للمساكين ومقداره بالريال السعودي خمس ريالات تقريبًا المهم أنني أنهيت العشرة الأيام من التوزيع وسؤالي هل يجب عليَّ القضاء أيضًا بعدما قمت به من إطعام عن كل يوم مسكينًا أم أن الأمر انتهى إلى هذا الحد أفيدوني أفادكم الله؟ أولاً إفطار المرأة في أيام الحيض واجب يحرم عليها الصيام في هذه الحالة فهي تفطر في حال الحيض ويجب عليها القضاء من أيام أخر فإفطارك أيتها السائلة الخمسة الأيام في وقت العادة أمر مشروع ويلزمك القضاء عن هذه الخمسة في أيام أخر. أما إفطارك الخمسة الأخرى من أجل المذاكرة والدراسة فهذا خطأ كبير لأن الدراسة أو المذاكرة ليست عذرًا يبيح الإفطار لأن الإفطار في رمضان إنما يباح للمسافر ويباح للمريض ويباح لكبير السن الذي لا يستطيع الصيام ويباح للحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو على ولديهما وأنت لست من هؤلاء المعذورين فإفطارك لأجل المذاكرة أو لأجل الدراسة أو الامتحانات خطأ كبير فعلى المسلم أن يصوم ولو كان يعمل ويشتغل مادام مقيمًا صحيحًا فإنه يجب عليه الصيام ولو كان يشتغل بأي عمل من الأعمال. لأن الأعمال ليست عذرًا في الإفطار ومازال المسلمون يعملون منذ فرض الله الصيام ويصومون وما كانوا يتركون الصيام من أجل العمل ولكن يجب على ولاة المسلمين والقائمين على التعليم أن يراعوا ظروف الصيام وأن لا يجعلوا الامتحانات في رمضان أو في أيام الصيام وإذا صادفت الامتحانات رمضان فليجعلوها في الليل أو في أول النهار ولا يحرجوا الطلاب في وقت الحر بل عليهم أن يخففوا عنهم وأن يجعلوا الامتحان في وقت مناسب مراعاة للشعائر الدينية لأن الصيام مقدم على غيره لأنه ركن من أركان الإسلام يجب المحافظة عليه وحساب وقته المناسب أما ما ذكرت السائلة من تقديم الصدقة والدراهم لتقوم مقام القضاء فهذا خطأ لأن الإطعام إنما يشرع في حق من لا يستطيع القضاء إما لزمانة مرض وإما لهرم وكبر سن أما الذي ينتظر الشفاء وينتظر الاستطاعة فهذا يؤخر القضاء حتى يستطيع ولا يطعم لأنه لم ييأس من القضاء فما قدمته السائلة من الإطعام أو الصدقة في غير محله ويجب عليك قضاء الخمسة الأيام التي أفطرتِها للحيض وخمسة الأيام التي أفطرتِها خطأ من أجل المذاكرة والامتحان وقد استطعت والحمد لله وذهب عنك المرض فعليك بالمبادرة بالقضاء وعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم بمقدار نصف صاع من الطعام عن تأخير القضاء. ([1])[رواه الإمام أحمد في مسنده ج2 ص364 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ورواه الترمذي في سننه ج3 ص118 من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |