الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الصيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هل الدعاء في الوتر في رمضان قبل الوتر أم بعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2021, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,603
الدولة : Egypt
افتراضي الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الصيام

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصيام












سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر




فالصوم عبادة جليلة جعلها الله سبحانه وتعالى سببًا لتقوى الله سبحانه وتعالى، وبالتقوى ينال المؤمن السعادة في الدنيا والآخرة، والصيام ركن عظيم أركان الدين الإسلامي الحنيف التي لا يقوم ولا يتم إلا بها؛ يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].







فالله تعالى شرع الصيام لتقواه سبحانه: "لعلكم تتقون بالمحافظة عليها وتعظيمها لأصالتها وقدمها، أو لعلكم تتقون المعاصي" [1].







وكان من هديه صلى الله عليه وسلم "في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" [2].







فمما ينبغي على كل مسلم على قدر استطاعته أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في أنه كان يخص الأوقات الفاضلة بمزيد فعل البر فيها وكثرة الخيرات، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» [3].







ودل الحديث "على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان" [4].







وقال الإمام الشافعي[5] رحمه الله تعالى: "فأحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم"[6].







فيجب على كل مسلم أن يعلم أن لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم علامات تظهر في الاقتداء به، واتباع سنته، والتأدب بآدابه، فقد صام النبي صلى الله عليه وسلم، فكان قدوة حسنة في الجد والاجتهاد في رمضان يسارع في الخير والطاعة، فخص صيامه بمزيد من الذكر والمناجاة والدعاء، وعرف صلى الله عليه وسلم بجوده وكرمه، إلا أن الجود والسخاء والكرم يتضاعف في الأزمنة الفاضلة، ففي رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ومن سنته صلى الله عليه وسلم تلقي القرآن الكريم مشافهة، فينبغي على كل قارئ للقرآن عليه أن يأخذ القرآن من شيخ متقن للقرآن الكريم مشهود له بذلك.







وأما عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، فكان يكثر من صيام التطوع، فعن أنس رضي الله عنه قال: عَنْ صِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُ مِنَ الشَّهْرِ صَائِمًا إِلاَّ رَأَيْتُهُ، وَلاَ مُفْطِرًا إِلاَّ رَأَيْتُهُ...» [7].







قال ابن حجر[8] رحمه الله تعالى: "حال النبي صلى الله عليه وسلم في التطوع بالصيام والقيام كان يختلف، فكان تارة يقوم من أول الليل، وتارة في وسطه، وتارة من آخره، كما كان يصوم تارة من أول الشهر، وتارة من وسطه، وتارة من آخره، فكان من أراد أن يراه وقت من أوقات الليل قائمًا، أو في وقت من أوقات الشهر صائمًا، فراقبه المرة بعد المرة فلا بد أن يصادفه قام أو صام على وَفق ما أراد أن يراه" [9].







فمما يستفاد من الحديث الشريف: "تأسي الناس بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: البحث والاجتهاد في حياته صلى الله عليه وسلم، والتحيل على الاطلاع على الحكم بغير سؤال" [10].







فحري بالمؤمن أن يتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم في مسارعته واجتهاده في الطاعة، والعبادة، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يصوم رمضان فقط، بل كان يكثر من صيام النافلة ويداوم عليها، فما يود أحدٌ أن يراه صائمًا إلا رآه، ولا مفطرًا إلا رآه، وعُلم ذلك عنه صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله.







[1] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل: الزمخشري، ج1 ص225.




[2] زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن القيم الجوزية، ج2 ص32.




[3] صحيح البخاري: كتاب: الصوم، باب: أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان، ج3 ص26، رقم ح1802، وفي صحيح مسلم: كتاب: الفضائل، باب: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة، ج4 ص1803، رقم ح2308.




[4] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي، ص169، دار ابن حزم للطباعة والنشر - بيروت، ط1، 1424هـ/2004م.




[5] الشافعي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبديزيد بن هشام بن المطلب بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، أبو عبدالله القرشي، ثم المطلبي، الشافعي، المكي، الغزي المولد، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه، فالمطلب هو أخو هاشم والد عبدالمطلب، ولد بغزة، سنة خمسين ومائة، صنف التصانيف، ودون العلم، ورد على الأئمة متبعًا الأثر، وصنف في أصول الفقه وفروعه، وبعد صيته، وتكاثر عليه الطلبة، حدث عنه: الحميدي، وأبو عبيدالقاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، قال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيمًا في حجر أمي، ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم، وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب، وأخفف عنه، وعن الشافعي، قال: كنت أكتب في الأكتاف والعظام، وكنت أذهب إلى الديوان، فأستوهب الظهور، فأكتب فيها، وقال عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: كانت نهمتي في الرمي، وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم، فقلت: أنت والله في العلم أكبر منك في الرمي، قال أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع: حدثنا المزني، سمع الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت (الموطأ) وأنا ابن عشر توفي عام أربع ومائتين؛ [انظر: سير أعلام النبلاء شمس الدين الذهبي، ج10، ص5 11، (بتصرف)].




[6] الشافي في شرح مسند الشافعي: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبدالكريم الشيباني الجزري، ابن الأثير، ج3 ص251، المحقق: أحمد بن سليمان - أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد، الرياض - المملكة العربية السعودية، ط1، 1426 هـ - 2005 م.




[7] صحيح البخاري: كتاب: الصوم، باب: ما يذكر صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره، ج7، ص83، رقم ح1837، وفي مسند أحمد: كتاب: مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند سعد بن أبي وقاص، ج1، ص177، رقم ح1532.




[8] ابن حجر، إمام الحفاظ في زمانه، قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني، ثم المصري، وُلد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، وعانى أولًا الأدب وعلم الشعر، فبلغ فيه الغاية، ثم طلب الحديث، فسمع الكثير، ورحل وتخرج بالحافظ أبي الفضل العراقي، وبرع فيه، وتقدم في جميع فنونه، وانتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسْرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه، وألف كتبًا كثيرة كشرح البخاري، وتعليق التعليق، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب، ولسان الميزان، والإصابة في الصحابة، ونكت ابن الصلاح، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة؛ [انظر: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: عبدالرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، ج1 ص363، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية - القاهرة، ط1، 1967 م ]؛ (بتصرف).





[9] فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ لابن حجر العسقلاني، ج4 ص216.




[10] عمدة القاري شرح صحيح البخاري؛ للعيني، ج11 ص109.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.94 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]