التوحيد في سورة غافر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4771 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أهداف العمل الخيري ومقاصده الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 76 )           »          دروس من قصص القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 8712 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 115 - عددالزوار : 55821 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2021, 08:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,712
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة غافر

التوحيد في سورة غافر











د. أمين الدميري




التوحيد معرفة الله تعالى ومعرفته تُثمر تعظيمه، وتعظيمه يثمر الرجاء فيه والخوف منه، والرجاء والخوف هما جناحا العبادة، وهما الرغب والرهب، لذا كان هذا البدء: ﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾ [غافر: 2، 3]، وجاء تقديم الرجاء هنا على الخوف، والترغيب ثم الترهيب، وهذه السورة نزلت مع جملة السور التي نزلت بعد الإسراء وقبيل الهجرة، وقد اشتد الإيذاء بالمسلمين وبلغ مبلغًا كبيرًا؛ إذ تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لإيذاء وصل إلى حد محاولة خنقه والتخلص منه، لذا جاءت قصة هذا المؤمن الذي كتم إيمانه خوفًا من بطش فرعون، لكنه لما سمع تصريح فرعون وتهديده بقتل موسى عليه السلام: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26]، لم يصبر على هذا الأمر، وقرَّر أن يخرج عن صمته وكتمانه لإيمانه، معلنًا عن نفسه، معبرًا عن موقفه بقوله: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [غافر: 28]، وقد تكرر هذا الموقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر رضي الله عنه وقال: (أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله.. )، ودائمًا في حال الشدة يستحب تغليب الرجاء على الخوف، وهو ما ذكر في مطلع السورة، ولعل المراد هو مواساة النبي صلى الله عليه وسلم، وإعلامه والمسلمين أن ما يلاقونه يسير وَفق سُنن الله تعالى في المؤمنين، وقد روى البخاري من حديث عروة بن الزبير، قال: قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء مما فعله المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن مُعيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عُنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بمنكبه ودفع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾؟!








وتقرِّر السورة أن النصر والتمكين هو للمؤمنين في الدنيا بظهور الدين وإعلاء كلمة التوحيد، وفي الآخرة بالفوز بالجنة، كما أن هذا النصر هو نُصرة المؤمنين على عدوهم وانتقام الله من أعداء التوحيد، فقد انتقم الله تعالى من مشركي مكة الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقُتِلوا في بدر، وأظهر الله دين الإسلام، كما انتقم سبحانه من فرعون وجنوده وتلك سنة الله: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، لكن لا بد من سلوك سبيل النصر، وهو الصبر على الإيذاء والبلاء، والثبات على العقيدة، وهو ما جاء من توجيهات بعد هذه الآية لتؤكد أن النصر آت لكن بتعاطي أسبابه، وهي:



1- الإيمان الحق واتباع الرسل: ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾.







2- الصبر: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [الروم: 60]، ومع الصبر اليقين في وعد الله.







3- الاستغفار: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [غافر: 55]؛ لأن الذنوب تؤخر النصر.







4- التسبيح والتحميد: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [غافر: 55]، وهو الانشغال بالذكر، وهو من أهم العبادات حال الشدائد، وتقريب موعد النصر.







5- الاستعاذة: ﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾ [الأعراف: 200] من الشياطين: الجن منهم والإنس؛ كما استعاذ موسى عليه السلام وهو ما جاء في السورة: ﴿ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 27].







الدعاء: وهو أعظم سلاح حال الاستغفار لاستجلاب النصر، ولرفع البلاء، وتقريب ساعة الخلاص: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وهذا هو الخلاص.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.96 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]