|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من أمالي الحرم: ( وسلسلت الشياطين ) أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز تأملات مكية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فالتأمُّلات الرمضانية في النصوص النبوية هِبةٌ ونِعْمةٌ ربانيةٌ، وصَدَقَ الصادِقُ المصدوق إذ يقول: ((نضَّرَ اللهُ امْرأً سَمِعَ مقالتي فَوَعاها))، وتزداد هذه النِّعْمة فضلًا وكرمًا إذا كانت قبالة البيت الحرام في مكة المكرَّمة، بين طلبة العلم وأهله، في مجلس العشر الأواخر، ومن هذه التأمُّلات التي طرحتُها في هذا المجلس المبارك - قوله صلى الله عليه وسلم، وهو يُبشِّر الأمةَ بمكرمة الله لها إذا دخل عليهم شهر رمضان، فقال: ((...وسُلْسِلَتِ الشياطينُ))، فما معنى ذلك؟ وهل يُحْمَل على الحقيقة أو المجاز؟ ومن أين تتأتَّى المعصية في شهر رمضان والشياطين هذه حالهم، وغيرها من التأمُّلات سطرتُها في هذه البحث، وأسأل الله التوفيق والسداد فيه؛ فأقول: روى البخاري، ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضِيَ الله عنه على اختلاف الرواة عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهرُ رمضانَ فُتِّحَتْ أبوابُ السماء، وغُلِّقَتْ أبوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشياطينُ»[1]، وفي لفظ: ((وصُفِّدَتِ الشياطينُ))[2]، وفي لفظ: ((وتُغَلُّ فيه الشياطينُ))[3]، وفي لفظ: ((وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطين))[4]، وفي لفظ: ((صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ))[5]، وفي رواية عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُعْطِيَتْ أُمَّتي خمسَ خِصالٍ في رمضان، لم تُعْطَها أُمَّةٌ قَبْلَهم: خُلُوف فَمِ الصائم أطيبُ عند الله من رِيح المسك، وتستغفِرُ لهم الملائكةُ حتى يُفْطِروا، ويُزِيِّنُ الله عز وجل كلَّ يومٍ جنَّتَه، ثم يقول: يُوشِكُ عبادي الصالحون أن يُلْقُوا عنهم المؤونةَ والأذى، ويصيروا إليك، ويُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين، فلا يخلُصُوا فيه إلى ما كانوا يخلُصُون إليه في غيره، ويُغْفَر لهم في آخر ليلة))، قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القَدْر؟ قال: ((لا، ولكِنَّ العامِلَ إنَّما يُوفَّى أجْرَه إذا قَضَى عملَه))[6]. ورُوي من مسند عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخَلَ رمضانُ فُتِحَتْ أبوابُ الجِنانِ كُلُّها، فلم يُغْلَقْ منها بابٌ إلى آخِرِ الشهر، وغُلِّقَتْ أبوابُ النار فلم يُفْتَحْ منها بابٌ إلى آخِرِ الشهر، وسُلْسِلَتْ مَرَدةُ الشياطين، ولله عُتَقاءُ عند وقت كُلِّ فِطْرٍ يَعْتِقُهم من النار))[7]. ورُوي من مسند ابن عباس، أنه سمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الجنة لَتُنَجَّدُ وتُزَيَّنُ من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبَّت ريحٌ من تحت العرش، يُقال لها المثيرة تُصَفِّقُ وَرَقَ أشجارِ الجِنانِ، وحلقَ المصاريع، يُسْمَع لذلك طنينٌ لم يَسْمَعِ السامعون أحْسَنَ منه، فَيَثِبْنَ الحُورُ العِينُ حتى يُشْرِفْنَ على شُرَفِ الجنة، فيُنادينَ: هل من خاطِبٍ إلى الله فيُزوِّجه، ثم يَقُلْنَ الحُورُ العِينُ: يا رضْوانَ الجنةِ، ما هذه الليلة؟ فيُجِيبُهُنَّ بالتلبية، ثم يقول: هذه أول ليلة من شهر رمضان فُتِحَتْ أبوابُ الجنة على الصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: ويقول الله عز وجل: يا رضوانُ، افْتَحْ أبوابَ الجِنانِ، ويا مالِكُ، أغْلِقْ أبوابَ الجحيم على الصائمين من أمة محمد، ويا جبريلُ، اهبِطْ إلى الأرض فاصْفِدْ مَرَدةَ الشياطين، وغُلَّهُمْ بالأغلال، ثم اقْذِفْهُم في البحار حتى لا يُفْسِدوا على أُمَّة محمد حبيبي صيامهم)) [8]. ورُوي من مسند أنس قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هذا رمضان قد جاء، تُفْتَحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبواب النار، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، بُعْدًا لمن أدرك رمضانَ ولم يُغْفَرْ له، إذا لم يُغْفَرْ له فيه فمتى؟!)) [9]. ورُوي من مسند أبي عبدالله رضِيَ الله عنه، حدث عنه عرفجة بن عبدالله الثقفي، قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردْتُ أن أُحَدِّثَ بحديثٍ، وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه أولى بالحديث مني، فحدَّث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في رمضانَ، تُفْتَحُ فيه أبوابُ السماء، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ النار، ويُصَفَّدُ فيه كُلُّ شيطانٍ مَريدٍ، ويُنادِي مُنادٍ كُلَّ ليلةٍ: يا طالبَ الخيرِ، هَلُمَّ، ويا طالبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ)) [10]. ورُوي من مسند عبدالله بن عمر، قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أبواب الِجنانِ تُفْتَحُ في أوَّلِ ليلةٍ من رمضانَ إلى آخِرِ ليلةٍ منه، فلا يُغْلَقُ منها بابٌ، وتُغْلَقُ أبوابُ جَهَنَّمَ من أوَّلِ ليلةٍ من رمضانَ إلى آخِرِ ليلةٍ منه، فلا يُفْتَحُ منها بابٌ، وتُغَلُّ مَرَدةُ الشياطين بحَقِّ رمضانَ ورحمته، ويبعَثُ اللهُ مُناديًا يُنادي في السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ من غُرُوب الشمس إلى طُلُوع الفجر: يا باغِيَ الخيرِ هَلُمَّ، هل من داعٍ يُسْتَجابُ له، مِنْ سائلٍ يُعْطَى سُؤْلَه، من مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له، من تائبٍ يُتابُ عليه، ولله تعالى عُتَقاءُ عند وقْتِ فَجْرِ كُلِّ ليلةٍ من شهر رمضان، عِبادٌ وإماءٌ))[11]. المسألة الأولى: بيان معاني الألفاظ: قال القاضي عياض: ومعنى "صُفِّدَتْ": أي غُللت، والصَّفَد - بفتح الفاء- الغُلُّ، وقد رُوي في الحديث الآخر: ((سُلْسِلَتْ))[12]. قال ابن عبد البر: وأما الصَّفَد (بتخفيف الفاء) فهو الغُلُّ عند العرب[13]. قال ابن حجر، والعيني: وقوله: ((صُفِّدَتْ)) بالمهملة المضمومة، بعدها فاء ثقيلة مكسورة؛ أي: شُدَّت بالأصفاد، وهي الأغلال، وهو بمعنى ((سُلْسِلَتْ)) [14]. قال السيوطي: قوله ((صُفِّدَت)) بلفظ المجهول، من التصفيد يصفده: شدَّه وأوثقه؛ كأصفده وصفده، وككتاب ما يوثق به الأسير من قيد [15]. قال ابن حبان: ((سُلْسِلَتْ)) بمعنى: صُفِّدَت [16]. قال السيوطي: وقوله: ((ومردة الجن)) بفتحات: جمع مارد، وهو الغالي الشديد المتجرد للشر [17]. المسألة الثانية: عمَّن تُغَلُّ، وتُصفَّد، وتُسَلْسَل الشياطين في رمضان؟ المقصود أفراد أمة النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهم؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((أُعْطِيَتْ أمَّتي خمس خصال في رمضان، لم تُعْطَها أمة قبلهم...)) [18]، والصائمون منهم دون المفطرين؛ لأن الفضل أُعْطِي للصائم ومن بحكمه من المعذورين دون العصاة من أفراد الأمة، وذهب القرطبي إلى أن هذا الفضل والمنة للصائمين الصومَ الذي حُوفِظَ على شروطه، ورُوعِيت آدابه دون غيره [19]، وإلى هذا ذهب العيني [20]. والراجح الأول؛ لأن قصره على طائفة معينة من الصائمين فيه تحجير لواسع، وهو تخصيص من دون مُخصِّص كما لا يخفى، والله أعلم بالصواب. المسألة الثالثة: هل التصفيد، والغُلُّ على الحقيقة أو المجاز؟ انقسم العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال: الفريق الأول: ذهب إلى احتمالية حمله على الحقيقة والمجاز على السواء. وإلى هذا ذهب القاضي عياض؛ فقال: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كلَّه علامةٌ للملائكة لدخول الشهر، وتعظيم حرمته، ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارةً إلى كثرة الثواب والعفو، وأن الشياطين يقلُّ إغواؤهم فيصيرون كالمصفَّدين. قال: ويُؤيِّد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن ابن شهاب عند مسلم: ((فتحت أبواب الرحمة)) [21]، وأقرَّه على احتمالية الحقيقة والمجاز الإمام النووي [22]، والسيوطي [23]، وغيرهم. الفريق الثاني: رجَّح حمله على الحقيقة: وإلى هذا ذهب القرطبي وابن المنير؛ إذ لا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره، وقال ابن العربي: لا تمتنع الحقيقة؛ لأنهم ذرية إبليس يأكلون، ويشربون، ويطؤون، ويموتون، ويعذبون ولا ينعمون، وقال ابن بزيزة: يدلُّ على أن التصفيد حقيقة ما في كثير من الأخبار أنها تُصفَّد وتُرْمَى في البحر [24]. إذا قلنا بحمل النص على الظاهر، وأن الشياطين مسلسلة، ومغلة، ومصفَّدة، فمن أين تأتي المعصية؟ قال القرطبي بعد أن رجَّح حمله على ظاهره: فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعةً في رمضان كثيرًا، فلو صُفِّدت الشياطين لم يقع ذلك، والجواب من وجوه: الأول: أنها إنما تقلُّ عن الصائمين الصومَ الذي حُوفِظَ على شروطه، ورُوعيَتْ آدابُه. الثاني: أن المراد غالب الشياطين، والمردة منهم، وأما غيرهم فقد لا يُصفَّد، والمراد: تقليل الشرور، وذلك موجود في رمضان، فإن وقوع الشرور والفواحش فيه قليلٌ كما تقدَّم في بعض الرِّوايات [25]. الثالث: لو سُلِّم أنها مصفَّدة عن كل صائم، فلا يلزم ألا يقع شرٌّ؛ لأن لوقوع الشر أسبابًا أخرى غير الشياطين، وهي النفوس الخبيثة، والعادات الركيكة، والشياطين الإنسية [26]. الرابع: وأما ما يوجد من خلاف ذلك في بعضهم، فإنها تأثيرات من تسويلات الشياطين أغرقت في عمق تلك النفوس الشريرة، وباضت في رؤوسها[27]. وطرح ابن العربي هذا الإشكال أيضًا، وأجاب عنه بقوله: وقد استراب مريب، فقال: نرى المعاصي في رمضان كما هي في غيره، فما هذا التصفيد؟ وما معنى الحديث؟ وقد كذب وجهل، فإنه لا يتعين في المعاصي والمخالفة أن تكون من وسوسة الشيطان؛ إذ قد يكون من النفس وشهواتها، سلمنا أنه من الشيطان فليس من شرط وسوسته التي يجدها الإنسان في نفسه - اتصالُها بالنفس إذ قد يكون مع بُعْدِه عنها؛ لأنها من فعل الله، فكما يوجد الألم في جسد المسحور والمعْيُون عند تكلُّم الساحر أو العاين، فكذلك يوجد عند وسوسته من خارج[28]. الفريق الثالث: حمله على المجاز لا الحقيقة: وإلى هذا ذهب ابن عبدالبر، وعلَّله بقوله: ((صُفِّدَت الشياطين)) وجهه عندي - والله أعلم - أنه على المجاز وإن كان قد رُوي في بعض الأحاديث ((سُلْسِلَت)) فهو عندي مجاز. وإذا قلنا بالمجاز حمل على: أن الله يعصم فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي، ولا يخلُص إليهم فيه الشياطين كما كانوا يخلُصُون إليهم في سائر السَّنة[29]، وهذا ما أكَّده التوربشتي، فقال: هو كناية عن تنزيل الرحمة وإزالة الغَلْق عن مصاعد أعمال العباد تارةً ببذل التوفيق، وأخرى بحسن القَبُول[30]، وقال الزرقاني: ويَمنع حملَه على ظاهره أنه ذُكِر على سبيل المنِّ على الصُّوَّام، وإتمام النعمة عليهم فيما أُمِروا به، ونُدِبوا إليه، حتى صارت الجنان في هذا الشهر كأن أبوابها فُتِّحَت، ونعيمها هُيِّئ، والنيران كأن أبوابها غُلِّقت، وأنكالها عُطِّلَت[31] وهذا ما رجَّحه ابن حجر، فقال: وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات [32]، وسيأتي بيان ذلك كله في بيان معنى التصفيد. والقول الثالث: في حمله على الحقيقة سيُقيِّد إغواء الشياطين لبني آدم في أفعالهم فقط، وهو معنى الغل، والصفد والسلاسل كما مرَّ بنا، فأين سيكون دور الشيطان وصفدت في التزين، والوسوسة، والتسويل، ودعوة بني آدم للمعصية بشتى الطرق، وحمل المطلق ((غُلَّت الشياطين، وسلسلت، ووصُفِّدت)) على المقيد ((مردة الشياطين)) أولى كما هو مذهب عامة علماء الأصول، فيكون لبعضهم دون بعض، والله أعلم بالصواب. المسألة الرابعة: متى يكون التصفيد ليلًا أو نهارًا، وهل هو مخصوص بزمان من الأزمنة؟ قال الحليمي: "وتصفيد الشياطين في شهر رمضان يحتمل أن يكون المراد به أيامه خاصةً، وأراد الشياطين التي هي تسترق السَّمْع؛ ألا تراه قال: ((مردة الشياطين))؛ لأن شهر رمضان كان وقتًا لنزول القرآن إلى السماء الدنيا، وكانت الحراسة قد وقعت بالشهب كما قاله: ﴿ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ﴾ [الصافات: 7]، فزيد التصفيد في شهر رمضان مبالغة في الحفظ، والله أعلم، ويحتمل أن يكون المراد به أيامه وبعده، والمعنى أن الشياطين لا يخلصون فيه من إفساد الناس إلى ما يخلصون إليه في غيره؛ لاشتغال أكثر المسلمين بالصيام الذي فيه قَمْع الشهوات، وبقراءة القرآن وسائر العبادات، والله أعلم" [33]. قلت: وهذا التخصيص بوقت النبوة ونزول القرآن، وبالزمان ليلًا دون نهار رمضان، وبشياطين خاصة ممن تسترق السمع - لا دليل عليه من كتاب أو سنة صريحة وصحيحة، وهو يُنافي البشارة لأمة النبي صلى الله عليه وسلم واختصاصها بذلك دون غيرها...إلخ، وهذا التخصيص أنكره العلماء قديمًا وحديثًا. قال السيوطي: وأغْرَبَ مَنْ قال بتخصيصه بزمان النبوة وإرادة الشياطين المسترقين للسمع، والظاهر العموم ولعدم خصوصها في ذلك الزمان برمضان إلا أن يُراد الكثرة أو الغلبة[34]. قال علي القاري مُعلِّقًا عليه: يلزم منه اختصاص هذا الوصف بأيام نزول الوحي، وهو زمن حياته صلى الله عليه وسلم، وهو مع بُعْدِه، وكونه خلاف ظاهر التصفيد يُنافي الإطلاق، ولا يلائمه بقية الأوصاف الآتية على طريق الاستحقاق [35]. المسألة الخامسة: من يغل، ويصفد، ويسلسل من الشياطين كلهم أو بعضهم؟ يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |