الرهاب الاجتماعي دمر حياتي

[ابوالوليد المسلم]

الرهاب الاجتماعي دمر حياتي


د. ياسر بكار



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
شُكرًا جزيلاً لكم على هذا الموقع الأكثر من ممتاز، جعل الله ما تُقدِّمونه في ميزان حسناتكم يوم القيامة، أمَّا بعد:
فأنا يا إخواني امرأة في أوَّل شَبابها، وأعاني من الرهاب الاجتماعي مند أكثر من 3 سنوات، في البداية كان مجرد خجل عادي، وتطوَّر الوضع إلى أنْ أصبحتُ كالمجنونة، والكل يتعجَّب لوضعي المؤسِف، وأيضًا بعض الناس يفرحون لأنِّي على هذا الوضع، لأنَّني - والحمد لله - أملك جمالاً وأخلاقًا عالية، فبداية هذا المرض كنت أخجل من أمِّ زوجي، وعندما تسألني أرتَبِك، والناس الآخَرون أعاملهم عاديًّا جدًّا؛ أقابلهم دون خوف أو خجل، وأتكلَّم بكلِّ ثقة وراحة، أمَّا الآن فقد انقَلب كلُّ شيء، حتى زوجي أصبحت أخاف من الحديث معه، وولداي أيضًا أتهرَّب من محادثتهم؛ يعني أنَّني أصبحت غريبة وسط أهلي، الأمان الذي كنت أشعُر به مع زوجي وولديَّ دهب هباءً منثورًا، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، قبل أنْ أنجب ابني أُصِبتُ باكتئابٍ حادٍّ، ولكنِّي استَطعتُ التغلُّب عليه - والحمد لله - ولكن ما يزعجني الآن هو الرهاب، ليست لديَّ مشكلة في الحديث مع الناس، ولكنَّ المشكلة في أعراض الرهاب الجسدية، فلو لم يكن خفقان القلب السريع ولا الرجفة، لكنت عادية، ولكن هذه الأعراض هي ما يجعلني متوتِّرة وقلقة، وأريد أن أسألكم - جزاكم الله خيرًا - عن دواءٍ مُؤقَّت فقط للمناسبات الاجتماعيَّة؛ لأنَّ هناك مناسبة اجتماعيَّة قريبة، وحُضوري فيها مهمٌّ جدًّا، وقد قرأت عن دواء (إندرال)، وسمعت أنَّه جيِّد لا يُسبِّب الإدمان، أنا أرضع ابني، فهل هذا الدواء سيضرُّ الرضيع؟ علمًا بأنِّي قرَّرت عند أخْد الدواء بعد مرور 4 ساعات على أخْذه أقومُ بشفط الحليب وأعطي لطفلي الحليب الذي سيتكوَّن بعد ذلك، فهل هده الطريقة جيدة؟ وهل 4 ساعات أو أكثر؟ أرجو إجابتكم لي في القريب العاجل.

بارك الله فيكم على الموقع، والسلام عليكم.

الجواب
مرحبًا بك في (شبكة الألوكة) وأهلاً وسهلاً.
بدايةً: التشخيص واضحٌ، وهو الرهاب الاجتماعي الذي يُعانِي منه عددٌ كبير من الناس، وهناك علاجٌ فعَّال له يأتي على شكل العلاج النفسي، عبر التدريب والتعرُّض التدريجي للمناسبات أو الأحداث التي تُثِير القلق؛ ومن ثَمَّ المقاومة قدْر الإمكان، وتثبيت الذات وتهدئتها، وبث رُوح الثقة والصمود فيها.

والوسيلة الثانية: هي العلاج الدوائي الذي يأتي على نوعين:
النوع الأول: هو علاجٌ مؤقَّت كما ذكرت؛ مثل (الإندرال) و(الزاناكس) وغيرهما، وهما مفيدان في التخلُّص من الأعراض الجسديَّة (للأول)، والأعراض النفسية (للثاني)، ويمكن استخدامها قبلَ الحدث بساعة، أمَّا حول مشكلة (الرضاعة)، فهناك تحفُّظ لدى بعض العلماء على استِخدامه أثناء الرضاعة، ويمكنك أنْ تقومي بشفط الحليب قبل أخْذ العلاج وتخزينه بطريقةٍ مناسبة وإرضاع الطفل منه، وبعد الشفط قُومي بأخْذ الدواء وعُودي للرضاعة بعد ستِّ ساعاتٍ على الأقلِّ، مع مُراقبة حُدوث أي أعراضٍ جانبيَّة لدى الطفل؛ مثل بطء في ضربات القلب، وهي أعراضٌ غير مألوفة، خاصَّة أنَّك ستأخُذين جرعةً صغيرة (10-20 ملجم).

ويمكنك الاستعانة بالرضاعة الاصطناعيَّة إنْ أمكن في هذه الليلة، يجب أنْ تتأكَّدي أنَّك لا تُعانِين من مرض الربو؛ إذ لا ينبغي استخدام الـ(إندرال) لِمَن يُعانون من الربو.

أمَّا الطريقة الثانية، فهي أخْذ علاج للتخلُّص من الأعراض على المدى البعيد، ويقوم بالتقليل من هذه الأعراض، خاصَّة إذا كانت مُتكرِّرة ومُستمرَّة، وتُؤثِّر بشكلٍ كبير على حياة المريض.

لقد تطوَّر لدينا أدوية فعَّالة لا تُسبِّب الإدمان أو التعوُّد، وتعطي نتائج فعَّالة، ويمكن استخدامها أثناء الرضاعة.

أودُّ منك زيارةَ الطبيب النفسي للتأكُّد من التشخيص ووضع الخطَّة العلاجيَّة كاملة.

أتمنى لك التوفيقَ