لا أعرف الوسطية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52079 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45860 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64233 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155276 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2021, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي لا أعرف الوسطية

لا أعرف الوسطية


أ. عائشة الحكمي



السؤال
أنا لا أعرف الوسطية مع بني البشر؛ فإمَّا أن أحِبَّ أو أكره، وكلُّ من حولي شعروا بذلك، ولا أعرف كيف أُوازن بين مشاعري؛ فقد أكون أحبُّ زميلةً لي، ويصدر منها موقفٌ يزعجني، فأكرهها مباشرة، ولا أستطيع أن أتعايش معها بوسطيَّة، ولا حتى لديَّ الجرأة على مواجهتها، فقط أَكرهُها، وأُنْهي الموضوع من تلقاء نفسي، وقد تكون هي لا تعلم بسبب تغيُّري تجاهها! أرجو المساعدة.

الجواب
أختي العزيزة، رزقنا الله وإياكِ جنةً ﴿ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133 - 134].

جنةً للعافين عن الناس، لا لِمَن يُحْصِي على الناس أنفاسَهم وأخطاءهم، وزلاَّتِهم الصغيرة!

لو أننا يا أختي العزيزة أبغَضْنا كلَّ من أخطأ في حقِّنا، ما استَبْقينا لأنفسنا أحبَّة وأصدقاء وإخوانًا! ولو عاملَنا الله - سبحانه وتعالى - بهذا المبدأ، ما دخل أحدٌ جنتَه إلا الملائكة والأنبياء - عليهم الصَّلاة والسَّلام - لأنه لن يَسْلمَ إنسانٌ من ارتكاب الخطأ والإثم والذَّنب!

لكن تأملي حِلم الله عن عباده، وحُبَّه لخلقه؛ كما أخبر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال: ((والَّذي نفسي بيده، لو لم تُذْنِبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يُذْنِبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم))؛ رواه مسلم، فتعلَّمِي الحِلْم والعفوَ والحُبَّ الصحيح من الله - سبحانه وتعالى - وتذكَّري كم أذنَبْنا وتجاوزنا، وأسرَفْنا على أنفسنا في الذُّنوب والخطايا، وكم أمهَلَنا اللهُ لكي نتوب ونرعَوِي!

إنَّ عشق الجنةِ الصادقَ - يا عزيزتي - يجعلُ مِن تغيير المشاعر السلبية المُفْرِطة والمتطرِّفة تجاه النَّاس والجمادات والأكوان وكلِّ شيء في الوجود - ممكنًا؛ فمن أحبَّ شيئًا سعى سعْيَه لبلوغه، وبلوغُ الجنَّة يتطلَّب أولاً اجتيازَ الصراط المستقيم في الدنيا، ثم الصراط المستقيم في الحياة الآخرة.

وصراط الله المستقيم في الدُّنيا هو طريق المسلمين المؤمنين الذي لا عِوَج فيه ولا أَمْت، لا إفراط فيه ولا تفريط، لا زيادة فيه ولا نقصان، لا غلوَّ فيه ولا جفاء... ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143].

والوسطيَّة في الإسلام مفهومٌ شامل لكلِّ مناحي الحياة، فنحن أمَّة وسط جغرافيًّا وتاريخيًّا؛ أمة وسط في العبادات والمعاملات، أمة وسط في الانفعالات والمشاعر؛ كما جاء في الحديث: ((أحبِبْ حبيبك هوْنًا ما؛ عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضك هوْنًا ما؛ عسى أن يكون حبيبك يومًا ما))، ((والقَصْدَ القصدَ تبلغوا)).

وإذًا؛ إن شئتِ تغييرَ هذا التطرُّف الشعوريِّ تجاه الناس، فضعي نفسكِ مكان كلِّ واحد منهم، وزِني نفسكِ بميزانهم؛ فقد قال "محفوظ النيسابوريُّ": "لا تَزِن الخَلْق بميزانك، وزِنْ نفسك بميزان المؤمنين؛ لتعلم فضْلَهم وإفلاسَك".

سلي نفسكِ: كيف يكون شعوركِ لو أحببتِ شخصًا ما، ثم تعاملَ معكِ بجفاء وجفاف على نحوٍ فجائي دون أيِّ ذنب أحدثْتِه تجاهه؟! بل كيف يكون شعوركِ لو كان هذا الشخصُ هو زوجَكِ مثلاً؟! ماذا لو طلقكِ بناءً على هذا البغض الفجائيِّ الحاصل على اعتبار أنه ليس مضطرًا إلى "التعايش" مع امرأةٍ لم يَعُد يحبها؟!

لا شكَّ أنه شعورٌ مرير، وهو شعورُ كلِّ الناس من حولكِ عندما تتعاملين معهم وفق هذا التطرُّف الشعوري! وما دمتِ تكرهين هذا الشُّعور لنفسكِ، فمن الإيمان واستكمالِه ألاَّ تُحبِّيه لغيرك؛ فقد ثبت في الصَّحيحين أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يؤمِنُ أحَدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفْسه)).

ردِّدي دائمًا وأبدًا هذا الدعاء اللطيف: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، وعسى الله أن يستجيبَ؛ فمشكلتكِ في قلبكِ، والقلوب بيد الله مقلِّبها ومثبِّتها، وليس بيدك ولا بيد أحدٍ من خلقه.

أختم جوابي بهذه النصيحة القيِّمة للحريريِّ في مقامته الشعرية البديعة، حين قال:

سَامِحْ أَخَاكَ إِذَا خَلَطْ
مِنْهُ الإِصَابَةَ بِالغَلَطْ

وَتَجَافَ عَنْ تَعْنِيفِهِ
إِنْ زَاغَ يَوْمًا أَوْ قَسَطْ

وَاحْفَظْ صَنِيعَكَ عِنْدَهُ
شَكَرَ الصَّنِيعَةَ أَمْ غَمَطْ

وَأَطِعْهُ إِنْ عَاصَى وَهُنْ
إِنْ عَزَّ وَادْنُ إِذَا شَحَطْ

وَاقْنَ الوَفَاءَ وَلَوْ أَخَلْ
لَ بِمَا اشْتَرَطْتَ وَمَا شَرَطْ

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ طَلَبْ
تَ مُهَذَّبًا رُمْتَ الشَّطَطْ

مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطْ
وَمَنْ لَهُ الْحُسْنَى فَقَطْ

أوَ مَا تَرَى الْمَحْبُوبَ وَالْ
مَكْرُوهَ لُزَّا فِي نَمَطْ

كَالشَّوْكِ يَبْدُو فِي الغُصُو
نِ مَعَ الْجَنِيِّ الْمُلْتَقَطْ

وَلَذَاذَةُ العُمُرِ الطَّوِي
لِ يَشُوبُهَا نَغَصُ الشَّمَطْ

وَلَوِ انْتَقَدْتَ بَنِي الزَّمَا
نِ وَجَدْتَ أَكْثرَهُمْ سَقَطْ


دمتِ وقلبكِ بألف خير!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.43 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]