التراخي الرتبي بثم في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135513 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5502 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8168 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 04:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي التراخي الرتبي بثم في القرآن الكريم

التراخي الرتبي بثم في القرآن الكريم


محمد حباش







غالبًا ما تأتي "ثم" للتراخي الزماني، وقد تأتي للتراخي الرُّتْبِي؛ تشبيهًا لتباعُدِ الرتبة بتباعد الزمان، فتأتي لتباعد ما بين المعطوفين في الشدة والفظاعة، أو في علوِّ الأجر والفضل، فيكون معناها: "وأعظم مِن ذلك"، وهذا دليله:
قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ [النساء: 153]، فاتخاذهم العجلَ كان قبل طلبِهم رؤيةَ الله تعالى جهرةً، لكن لَمَّا كانت عبادةُ العجل أعظمَ جرمًا من طلب الرؤية، عطف بـ"ثم" للتراخي الرُّتْبي.

ومعنى الآية: فقد سألوا موسى أكبرَ مِن ذلك، فقالوا: أرنا الله جهرةً، "وأعظم من ذلك" أنهم اتخذوا العجل مِن بعد ما عاينوا مِن انفلاق البحر، والعصا، واليد، وغير ذلك.

وقال سبحانه: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ﴾ [الأنعام: 151] إلى قوله: ﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، فذكر سبحانه الوصايا العشر، ثم قال: ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 154]؛ أي: "وأعظم مِن ذلك" - من هذه الوصايا المذكورة آنفًا - أنَّا آتينا موسى التوراةَ، فيها هذه الوصايا وزيادة، ثم قال: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]، وهذا القرآنُ أعظمُ مِن ذلك، فيه ما في التوراة وزيادة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُعطِيتُ مكانَ التوراة السبعَ الطوال، وأُعطيت مكان الزَّبور المِئين، وأُعطِيت مكان الإنجيل المثانِي، وفُضِّلتُ بالمُفصَّل))؛ صحيح الجامع.

وقال سبحانه: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ [البلد: 11] إلى قوله: ﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ [البلد: 17]؛ أي: "وأعظم من ذلك" - من فكِّ الرقبة وإطعام المسكين - أَنْ كان مِن الذين آمنوا وأمروا بالمعروف ونَهَوا عن المنكر؛ إذ إن الإيمانَ شرطٌ في قَبول العمل، ويجب أن يكون قبل أيِّ عمل صالح، وأجره أكبر بكثير مِن هذه الأعمال الصالحة، أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مِن سمات هذه الأمة؛ إذ اكتسبت به الخيريةَ؛ لقوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

وقال سبحانه: ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾ [الأعلى: 11 - 13].
فقوله: ﴿ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾؛ أي: "وأعظم من ذلك" خلودُه في النار، فهو أفظع من دخوله النارَ وصَلْيِه.

وقال سبحانه حاكيًا عن هود عليه السلام: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [هود: 52].
فمعنى الآية: "وأعظم من ذلك" - من طلب المغفرة - أَنْ توبوا إلى الله بالإتيان بالتوبة كاملةً بشروطها مع المداومة عليها.

وقال سبحانه: ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 93].

فقوله : ﴿ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ﴾: "وأعظم من ذلك" أَنْ ثبَتوا على التقوى والإيمان؛ لأنَّ أحب العمل إلى الله أَدْوَمُه وإن قلَّ.

﴿ ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ﴾: "وأعظم من ذلك" أَنْ تبَثوا وازدادوا في التقوى، وثبتوا وازادوا في الإيمان؛ حتى ارتقوا إلى درجة الإحسان.

نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وصلِّ اللهم وبارِكْ على نبينا محمد وعلى آله وسلِّم تسليمًا كثيرًا.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.42 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]