|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() معنى آل عمران في القرآن أحمد الجوهري عبد الجواد أسماء سور القرآن الكريم.. معانيها ومغازيها (3) سورة آل عمران بينما تحدَّثت سورة البقرة عن النصف الأول من حياة أُمَّة بني إسرائيل، وهم اليهود قوم نبيِّ الله موسى ومَن جاء بعده من الأنبياء على طريق موسى، تتحدَّث سورة آل عمران عن النصف الثاني من هذه الأُمَّة، ألا وهم النصارى قوم عيسى عليه السلام، وقد بيَّنت البقرة حالَ اليهود المغضوب عليهم؛ ليَحذَرَه المسلمون، وها هي سورة آل عمران تحذِّر من حال الضالين النصارى؛ حتى يجتنبه المسلمون في طريق سيرهم إلى الله تعالى. ولئن كان النصارى وقت نزول القرآن هم أقربَ الجماعات لأُمَّة الإسلام، لكنَّهم كانوا على ضلالٍ عظيم في أصل دينهم، وهو الألوهية، فجاءت هذه السورة دعوةً لهم للتعرُّف على الحقِّ من الباطل، ولتنبيه المسلمين إلى مدخل ضلالهم، ومِن ثم ساقت للفريقين قدوةً عظيمة من قدوات هذه الأُمَّة، هم أسرة عمران، الذين سمِّيت باسمهم السورة الكريمة، فقد كانوا على الإسلام الصافي؛ ليعرف الجميع أن الدين عند الله هو الإسلام، وحقُّ هذه السورة أن تسمَّى سورة الثبات على الإسلام؛ فبعد أن بيَّنت سورة البقرة المنهج بكماله وتمامه، جاءت هذه السورة الكريمة لتردَّ شبهات أهل الكتاب - وخاصة النصارى - على هذا الدين. فالسورة تهتمُّ ببيان العقيدة الحقَّة، كما تشتمل على تشريعات، لا سيما أحكام الجهاد في سبيل الله، وغير ذلك؛ كالربا، والزكاة، وغيرها. سورة آل عمران: بهذا الاسم الكريم تسمَّى هذه السورة، وليس لها اسم آخر غيره، وهو اسم ورد على لسان نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في السُّنة الصحيحة؛ فقد روى مسلم من حديث النَّواس بن سمعان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تَقْدُمُه سورةُ البقرة وآل عمران كأنها غمامتان أو ظُلَّتان سوداوان بينهما شَرْقٌ، أو كأنهما حِزْقَانِ من طيرٍ صوافَّ، يُحاجَّان عن صاحبهما))[1]. وفي هذا الحديث أيضًا بيانٌ لفضل السورة الكريمة. وقد سُمِّيت السورة مع سورة البقرة باسم يجمعهما، هو "الزهراوان"، واحدتهما "زهراء". روى مسلم عن النَّواس بن سمعان قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البقرة وآل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَمَامَتَانِ أو غَيَايَتان، أو كأنهما فِرْقَانِ من طيرٍ صوافَّ، يُحاجَّان عن أصحابهما))[2]. ووردت أسماء أخرى كثيرة للسورة الكريمة، لكنها أسماء اجتهاديَّة[3]، لم تثبُتْ في السُّنة الصحيحة، أو عن الصحابة الأطهار. ومعنى سورة "آل عمران": السورة التي يُذكر فيها آل عمران، وآلُ عمران هم: 1- عمران بن ماتان. 2- زوجه حَنَّةُ بنت فاقوذ. 3- أخت حنَّة، وهي زوجة زكريا. 4- مريم بنت عمران. 5- هارون بن عمران. 6- عيسى ابن مريم. هؤلاء هم آل عمران الذين سُمِّيت باسمهم السورة الكريمة، تقدِّمُهم قدوةً للجماعة المؤمنة في عصر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولكل زمان أتى بعده، وخاطبت في أهل الكتاب من النصارى حسَّ الاقتداء بهم، والنزول على طريقتهم في اتباع الدين الحق، وعدم الصدِّ عنه، وهو الإسلام الذي يعرف الله بأنه لا إله إلا هو، ويجرِّد عيسى وأمَّه عن ذلك المقام، وفي نفس الوقت يرفعهما إلى مصافِّ الصدِّيقين، وينبئ عن اصطفاء الله تعالى لهما ولخالتيهما وزوجها، ولخال عيسى هارون، وجدَّي عيسى والدَي مريم: عمرانَ وحنَّة. وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن الطريق التي يسلكها المؤمنون إلى ربهم طريقٌ مأهولة عامرة بالسالكين، ليسوا بدعًا من الناس في سلوكها إلى ربهم، بل فيها الأُنْس كلُّ الأنس والنور التام... فهي الصراط المستقيم. والسورة بعامة راجعةٌ إلى قوله تعالى في سورة الفاتحة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، فقد تكفَّلت سورة البقرة ببيان طريق المغضوب عليهم، وتكفَّلت سورة آل عمران ببيان طريق الضالين. ونستخلص من اسم السورة مع معاني السورة الكريمة أن اسم السورة قد يأتي من لفظةٍ فريدة فيها لم تتكرَّر، وهو كذلك هنا. [1] أخرجه مسلم (805). [2] أخرجه مسلم (804). [3] انظر: روح المعاني؛ الآلوسي (3/73)، والبحر المحيط (3/9).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |