سامحيني لا أستطيع توديع جثمانك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2020, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي سامحيني لا أستطيع توديع جثمانك

سامحيني










لا أستطيع توديع جثمانك


أ. سميرة بيطام




أَسكَتَ نبأُ وفاتك يا بنت الخالة كلَّ حرف؛ لأقول في إجابتي على اتصال هاتفي: إن من أخبرني بالخبر قد يكذب عليَّ! لكنه لم يكذب عليَّ؛ لأني ودعتُكِ آخر مرة وأنتِ على فراش المرض، ليصلني نبأُ رحيلك؛ لذلك صدقت بعد ثوانٍ عديدة ما استقبلته من خبر أنه صحيح قد رحلتِ عن الدنيا وللأبد!





أكملتُ الخُطَى بعد إبعاد الهاتف عن مسمعي، ولست أعرف إلى أين أتَّجِهُ، ولكن في ذاكرتي العميقة أنا عائدة للبيت، لم أضل الطريق ولله الحمد؛ لأني كنت على طول المسافة أفكر فيكِ يا صديقتي العزيزة، وأتذكر ابتسامتك الحلوة، وأتشجَّع بإيمانك النقي...، حتى إني كنت أبتسم مع خيال صورتك الجميلة؛ لأنك كنت فعلاً جميلة بتواضعك وأدبك وخفة دمك التي كانت تروقني دائمًا!





وأطلب لقاءكِ في العديد من المرات؛ لأنسى معك الهموم، وأتذكر وإياك رحلات الحياة الكثيفة، كانت كذلك لأنها كانت تطرح في قلبي وقلبك العديدَ من التساؤلات عن مصير نوع من الناس يتجنَّبُ الشر دائمًا، ويبحث له عن الخير ومراسيله ليتنسَّمَ مع الصباح أملاً ورِقَّةً وحنانًا.





لكن لماذا رحلتِ هكذا فجأة من غير أن أرقب فيك الموت القريب؟!


هل كان الموت قريبًا منك ولم أكن أدري؟


هل أحسستِ به ورحلتِ عني في هدوء حتى لا تزعجيني؛ حبًّا منك لي، والذي كان طاهرًا وبريئًا كبراءة ابتسامتك؟


أشتاق لك اللحظة وأنت تحت الثَّرى!


أحنُّ لرؤياك وأنت ميتة الآن!


لمن تركتِ حقيبة أسراري من بعدِك؟


ولمن أحكي حكايا تُنفِّسُ ضغط الحياة عليَّ؟





لن أجد بديلاً لك يا صديقتي قبل أن تكوني ابنةَ خالتي، لن أجد لي سندًا يُروِّحُ عني قلقي، ويُبدِّدُ من بين عيوني خوفي من المستقبل، والذي منذ أن سمعت بخبر وفاتك لم أعد أفكر في المستقبل؛ لأني لست أضمن شيئًا بعد رحيلك.





لكن أصر في سؤالي: لمن تركتني وأنا أشتاق لك الآن؟


هل يكون مقدَّرًا عليَّ أن يرحلَ الأحباب في عملة الصفاء إلى الأبد، في زمن قل ما أجد لي مُعِينًا يفهم آهاتي، ويسامر معي حديثًا شائقًا؟!





لا لا، ربما يكذبون عليَّ! أو ربما أنا من يكذب على نفسي اللحظةَ حتى لا أنهار حينما أفكر أنك رحلتِ ومن غير عودة!





لقد حضَّرْتُ لك ما طلبتِه من لوازم كنت تحبينها، لمن أُسلِّمُها الآن؟!


هل أحتفظ بها لأتذكرَ أني لم ألتقِ بكِ لأسلمك إياها؟!





لا لا، أنت حية في قلبي، ولست أقتنع أنك رحلتِ، سأحتفظ بصوت ضحكتك ونظرة عينيك الجميلتين حينما أحكي لك نكتًا تذهل فيك حيرة قلبك المتعب هو الآخر...، وتطلبين غيرها لتطول الساعة ولا تشعرين أن الوقت يمر فتصمِّمين العودة لبيتك، لا لا كان مجرد خبر لم أسمعه جيدًا ربما!





لكنها الحقيقة حتى لو لم أسمعها، هي حقيقة أنك رحلتِ ولم تودِّعيني، ووفاءً مني لهذا الكرم منك أخبرك غاليتي: أني لا أقدر على توديع جثمانك، صدقًا لا أقدر؛ لأني أحتفظ بذكرى توديعي لأناس رحلوا غلاوتهم فاقتْ كل تصور، ولست أقدر على إعادة نفس اللقطة، فلا داعي غاليتي أن تخدشي كرامة قلبي الجريح؛ حتى لا يخدش الجرح هو الآخر.





نعم الموت حقيقة، وكأسٌ كل الناس ستشرب منه، لكنْ مرٌّ مَذاقُه، وسكنٌ مآله في جنات النعيم، سامحيني غاليتي! لست أقدر على توديعك، وإن كانت لقطات الوداع أتصوَّرُها ولو لم أعشها؛ لأني سأبحث عنك في بيتك في لقطة جنونية مني، أو في نسيان بتناسٍ مقصود مني أنك رحلتِ.





اهنئي قريرة العين؛ فأنت في قلبي ساكنة، ولست أُخمِدُ مصباح حبي لك؛ لأنك ستظلين حية ما حييتُ، واعذريني بشدة ألف مرة؛ لأني لم أودعك إلى مثواك؛ لأني لا أقدر على ترقب رحيل الجثمان من بين يديَّ إلى قبره، سأظل أحبك كثيرًا.. نوال.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.49 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]