|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() إضاعة الصلاة وانحراف السلوك أ. لولوة السجا السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة على علاقة بشاب عبر الإنترنت، وعلاقتها بأهلها سيئة، تحسُّ بالذنب الشديد، وتريد التوبة والالتزام بالصلاة، ولا تريد أن تخسرَ الشابَّ؛ لأنه وَعَدَها بالزواج. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة جامعية، أعاني من مشكلات كثيرة في البيت منذ صغري، فلم أجدْ حنانًا من والديَّ، ولستُ مُداوِمَةً على صلاتي، وكثيرًا ما أتركها. تعرَّفتُ على شابٍّ عبْر الفيس بوك، وتعلَّق كلٌّ منا بالآخر، ثم تطورت العلاقة وأصبحنا نتكلم عبر الهاتف! مرَّ على علاقتنا 4 سنوات، لم ألتقِ به إلا مرةً واحدةً، كانتْ مُحادثاتنا غراميةً، ثم أصبحت أمارس العادة السيئة ظنًّا مني بأنها تفرغ ما بي من عاطفة! أحسستُ بالذنب الشديد، وكره النفس، والبُعد عن الله، وأنا أكره هذا الشعور، وأريد التوبة، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أخسرَ هذا الشخص فلقد ساعدني كثيرًا في مشاكلي. هذا الشابُّ مُداوِم على صلاته في المسجد، وقد وعَدني بالزواج حين يكون قادرًا على الزواج، أعرف أن العلاقات قبل الزواج حرام، لكني لا أريد أن أخسره. كثيرًا ما يأتيني شكٌّ وخوفٌ بأني لستُ عَذراء، وأقرِّر حينها بأني لن أتزوَّج، مع العلم بأني تعرَّضتُ في صِغَري لتحرُّش جنسي، ولم أخبرْ به أحدًا، ولم أفقدْ عذريتي. علاقتي بوالدي سيئة، وأنا أكرهه بسبب معاملته لي، وليس لديَّ ثقة في نفسي ولا في جسمي، وأحس أني مُشَوَّهة. حاولتُ التوقُّف عن العادة السرية، لكنني لم أستطعْ إذ أنا غارقة فيها؛ أريدكم أن تساعدوني في مشكلاتي، فأنا أريد أن أداوم على صلاتي، وأن أتقرب من الله، وأن يبارك الله في علاقتي بذلك الشاب. وجزاكم الله خيرًا الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن ولاه، وبعدُ: فإنَّ أشدَّ أوضاع المسلم سوءًا تكون حين يضيع صلاته، ذلك الركن العظيم الذي هو عَمود الدين وركيزته. قولي لي بربك: كيف ستكون حياته وعلاقاته بِمَن حوله إذا اهتزتْ علاقته بالله؟! عزيزتي، بادري ما دام في الوقت بقيةٌ، واحمدي الله أن بَصَّرك بذنبك، وتلك من أهم صفات المؤمن، وهي أن يُحاسِبَ نفسه باستمرارٍ، ويتفقَّد الإيمان في قلبه، بعكس المنافق، فتيقَّني بأنَّ كلَّ ما تُعانين منه إنما هو بسبب ترْك الصلاة؛ قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾[مريم: 59]. نعم تلك حقيقةٌ لا يمكن تجاهُلها؛ قال عليه الصلاة والسلام في تلك الوصية العظيمة التي أوصى بها ابن عباس رضي الله عنه وهو غلام صغير: ((يا غلامُ، احفظ الله يحفظك))، إذًا بقدر حِفْظ علاقتك بالله بقدر ما يكون الحصنُ والوقاية. ثم تأتي بعد ذلك قضية تلك العلاقة الخاطئة، والتي أعقبتْها مُمارَسة خاطئة أيضًا، وهكذا السيئة تجرُّ أختها، وهذا ما أحْدَثَ عندك شعورًا بالضيق واضطراب النفس. وليتك تقرئين وتدركين مدى ما تُوَرِّثه تلك العادة السيئة مِن آثارٍ نفسيةٍ وصحيةٍ غير حميدة. اقطعي تواصلك بذلك الشابِّ، وبإمكانه أن يتقدم لخطبتك إن كان جادًّا، رغم أني لا أنصح به؛ حيثُ إنَّ أغلب حالات الزواج بعد العلاقة المُحَرَّمة تفشل، إلا أن يشاء الله. ثم تأتي بعد ذلك مسألة إصلاح وتحسين علاقتك بوالدك، حتى وإن كنت ترين أنه رجلٌ قاسٍ، أو غير ذلك مما تستنكرين عليه، فإن ذلك أمرٌ مُعتاد، ويتكرَّر حدوثه بين أفراد الأسرة، ويجب ألا نتعامى عن مسألة مهمةٍ وهي أننا قد نكون نحن مَن أساء العلاقة مع والدينا. المهم في كل ذلك أن تُدركي أنَّ طاعة والدك واجبة، وقد حثَّ الله على الإحسان للوالدين بكلِّ وسيلةٍ. وعودًا على بدْء، أختم بالتأكيد على تدارُك أمرِ الصلاة، والمسارَعة في التغيير؛ لعله يَعْقُبه تغييرٌ يُريح قلبك، ويُهيئ لك حياةً سعيدةً - بفضل الله. وفَّقك المولى لما يُحب ويرضى، وسدَّد خُطاك وأسعدك بطاعته
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |