اليأس من رحمة الله جل جلاله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2020, 10:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي اليأس من رحمة الله جل جلاله

اليأس من رحمة الله جل جلاله


عبدالحميد أحمد عبدالحميد طايل





ما كان المؤمن في يوم ما من الأيام آيسًا من رحمة الله تعالى؛ إذ اليأس من رحمته تعالى كبيرة من الكبائر، بل هي صفة من صفات أهل الكفر، ومن أسباب الكفر والعياذ بالله تعالى؛ "إذ فيه إما التكذيب بالربوبية، وإما الجهلُ بصفات الله تعالى"[1]، وما كان المؤمن آمنًا من العقوبة؛ إذ الأمنُ من العقوبة يُعدُّ من الكبائر؛ لما يترتَّب عليه من انتشارٍ للفوضى، وانعدام للأخلاق، وانتهاك للحرمات، وتعدٍّ سافر على الأنفس والأموال والثمرات، فالمؤمن يعبد ربَّه جل جلاله بين خوف ورجاء امتثالًا لقوله جل شأنه: ﴿ يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 9].

ورحم الله من قال:
لا تيئسوا من رحمتهْ
فاليائسون كفرةْ

لا تطمعوا في عفوه
فالطامعون فجرةْ

ما بين خوف ورجا
تعبد نفس حذرةْ


ولقد حذرنا القرآن الكريم من اليأس من رحمته تعالى؛ لأنها خصلة من الخصال المدمِّرة التي تُوردنا المهالك، قال الله جل جلاله حكايةً عن يعقوب عليه السلام حينما أوصى بنيه ولقَّنهم درسًا هامًّا من دروس النبوَّة في شَحْذ الهمم وتربية العزائم وتقوية الصلة بالله جل في علاه: ﴿ يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، قال ابن عباس: ﴿ لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾: "يريد من رحمة الله"، وعن قتادة: من فضل الله، وقال ابن زيد: من فرج الله، وهذه الألفاظ متقاربة، وقرأ الحسن وقتادة: " ﴿ مِنْ رُوحِ اللَّهِ ﴾ - بالضم - أي: من رحمته، ثم قال: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن المؤمن من الله على خيرٍ يرجوه في البلاء ويحمده في الرخاء، واعلم أن اليأسَ من رحمة الله تعالى لا يحصل إلا إذا اعتقد الإنسان أن الإله غيرُ قادر على الكمال، أو غير عالم بجميع المعلومات، أو ليس بكريم بل هو بخيل، وكل واحد من هذه الثلاثة يوجب الكفر"[2].

ومن ذلك أيضًا قول إبراهيم عليه السلام "متعجِّبًا من كِبَره وكِبَر زوجته ومتحقِّقًا للوعد"[3]عندما أتته الملائكة وبشَّرته بغلام عليم؛ هو إسحاق عليه السلام: ﴿ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 54 - 56]، "قال ضيف إبراهيم له: بشَّرناك بحق يقين وعلم منا بأن الله قد وهب لك غلامًا عليمًا، فلا تكن من الذين يقنطون من فضل الله فيَيْئسون منه، ولكن أبشر بما بشَّرناك به، واقبل البشرى...

قال إبراهيم للضيف: ومن ييئسُ من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطؤوا سبيل الصواب، وتركوا قصد السبيل في تركهم رجاء الله، ولا يخيب من رجاه، فضلُّوا بذلك عن دين الله؟"[4].

وقال ابن عباس: يريدُ ومن ييئس من رحمة ربه إلا المكذِّبون؟ وهذا يدلُّ على أن إبراهيم لم يكن قانطًا، ولكنه استبعد ذلك، فظنت الملائكة به قنوطًا، فنفى ذلك عن نفسه، وأخبر أن القانط من رحمة الله ضالٌّ[5].

وربنا جل في علاه ذكرنا في كتابه الكريم بعظيم عفوه، وكريم فضله، ورحمته التي وسعت كلَّ شيء، ومن الآيات التي تدل على ذلك قوله تعالى : ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

"إنها الرحمة الواسعة التي تسَعُ كلَّ معصية كائنة ما كانت، وإنها الدعوة للأَوبة دعوة العصاة المسرفين الشاردين المُبعدِين في تِيهِ الضلال، دعوتهم إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله إن الله رحيم بعباده، وهو يعلم ضعفَهم وعجزهم، ويعلم العوامل المسلَّطة عليهم من داخل كيانهم ومن خارجه، ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كلَّ مرصد ويأخذ عليهم كلَّ طريق، ويجلب عليهم بخَيْله ورَجْله، وأنه جادٌّ كل الجد في عمله الخبيث! ويعلم أن بناء هذا المخلوق الإنساني بناء واهٍ، وأنه مسكين سرعان ما يسقط إذا أفلتَ من يده الحبل الذي يربطه والعروة التي تشده، وأن ما ركب في كيانه من وظائف ومن ميول ومن شهوات سرعان ما ينحرفُ عن التوازن؛ فيشطُّ به هنا أو هناك، ويوقعه في المعصية وهو ضعيف عن الاحتفاظ بالتوازن السليم، يعلم الله سبحانه عن هذا المخلوق كلَّ هذا، فيمد له في العون، ويوسِّع له في الرحمة، ولا يأخذه بمعصيته حتى يهيِّئ له جميع الوسائل ليصلح خطأه، ويقيم خُطاه على الصراط، وبعد أن يلج في المعصية، ويسرف في الذنب، ويحسب أنه قد طرد وانتهى أمرُه، ولم يعد يقبلُ ولا يستقبل في هذه اللحظة لحظة اليأس والقنوط، يسمع نداء الرحمة الندي اللطيف: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وليس بينه - وقد أسرف في المعصية، ولجَّ في الذنب، وأَبَق عن الحمى، وشرد عن الطريق- ليس بينه وبين الرحمة النديَّة الرخية، وظلالها السمحة، ليس بينه وبين هذا كله إلا التوبة، التوبة وحدها، والأَوْبة إلى الباب المفتوح الذي ليس عليه بوَّاب يمنع، والذي لا يحتاج من يلج فيه إلى استئذان"[6].

فرحمة الله واسعة تسَع الجميع مادام المرء راجيًا عفو ربه، آملًا في محو ذنبه، يدقُّ باب الكريم بذلٍّ وانكسار، والأمر بعد ذلك لله وحده، ولا يجوز لأحد كائنًا من كان أن يقنِّط أحدًا من رحمة الله التي وسعت كل شيء؛ ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156].



[1] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: (3 /274).

[2] مفاتيح الغيب: (18 /501).

[3] تفسير القرآن العظيم: (4 /541).

[4] جامع البيان في تأويل القرآن: (17 /113) - بتصرف.

[5] الوسيط في تفسير القرآن المجيد: (3/ 47).

[6] في ظلال القرآن: (5 /3058).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-07-2021, 02:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اليأس من رحمة الله جل جلاله

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.19 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]