وزر الأخرى ( قصة قصيرة ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صناعة النجاح وصناعة الفشل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل آيس كريم الفانيليا بخطوات بسيطة.. طعمه لذيذ ومنعش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 نصائح لحماية بشرتك من الجفاف خلال الطقس الحار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          يوم الابن الأوسط.. لماذا يشعر الطفل الثانى باضطهاد والديه وحل هذه المشكلة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          نقطة ومن أول السطر.. إزاى تتخلص من عاداتك السيئة وتبدأ من جديد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل مشروب الخوخ المثلج بالنعناع.. وصفة منعشة لأيام الصيف الحارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من النجف للسيراميك.. 6 خلطات لتلميع المنزل بنظافة وأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ماسك العسل والأفوكادو لترطيب البشرة.. وصفة طبيعية تمنحك النعومة والحيوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          8 أفكار متنوعة موضة ديكور 2025 لتنظيم مكتبك.. لخلق بيئة عمل سعيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لو ابنك داخل سنة أولى ابتدائى.. 4 خطوات هتساعد طفلك على الاستعداد للمدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2020, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,726
الدولة : Egypt
افتراضي وزر الأخرى ( قصة قصيرة )

وزر الأخرى ( قصة قصيرة )




السيد إبراهيم أحمد







دخل بيته وكأنه شيخ قد جاوز السبعين من عمره، لم يُلق تحية المساء على زوجته كما اعتادت من لطفه وحسن معاشرته، حتى لو كان في عمله من المشاكل ما تنوء بحَمله الجبال والجِمال معًا، إلا هذه المرة فهي تُدرك تمامًا عمق المُشكلة؛ لقد حدث مالم يكن يَتمنيانه.. لا هو ولا هي، غير أنه حدث، ولا بد أنه سيُلقي عليهما بظلال كثيفة ثقيلة، بل حُمم بركانية ملتهبة قد تحصد معها كل حب السنين، إن لم تجرف معها بيتهما بجرّافات الغضب المَحموم، والانتقام والثأر لكرامته وكرامة أخته الصغرى التي طلَّقها منذ ساعات أخوها الأكبر وصديق عمره.



تمدَّد في فراشه بملابسه وحذائه، تقترب لتُساعِدَه في خَلع ملابسه، لكنه يُشيح بوجهه رافضًا، تستأذنه في إحضار الغداء الذي أصبح عشاءً، لا يُعيرها اهتمامًا، أحسَّت ببوادر الخطر تَقترب، جرجرت أذيال المُحاولة الفاشلة لتَنسحِب من الغرفة بقدمين عسكريتَين مهزومتين ثقيلتين، تعتكف في غرفة ابنهما الذي يقترب من إتمام عامه الخامس، تكوَّمت بجانبه ريثما يتقدم إليها طالبًا منها الجلاء عن المنزل حتى تهدأ الزوابع، أو أن يردَّ اللطمة بمثلها أو أشد منها.



كلما تقلب في فراشه وجد وجه أخته المُلتاعة بعد أن هدَّها وهزمها قرار الطلاق، ووالدته وقد خنَقها البكاء المرُّ على مصير صغيرتها؛ لتُصبح مجرد امرأة مُطلَّقة بعد عام أو يزيد من زواجها الذي لم يُثمر غير صراخ وشكاوى من الطرفين ومجالس صلح؛ ليُصبح هدوءُهما أشبهَ بالتهدئة التي لا تصمد لمدة طويلة بين دول الجوار المتنازعة ليحدث خلالها التناوش والتراشُق فالتشابُك ثم الالتحام، وتنهار في أعقاب ذلك كل اتفاقيات السلام، ثم تبدأ بعدها مُحاولات التهدئة من جديد، وضبط النفس إلى أن يتقدَّم الكبار للتوسُّط بجولات من التفاهم التي تأتي فى أعقابها دعوة طرفي النزاع لعقد مؤتمر سلام آخر يَعلم كل المؤتمرين أنه إلى حين وسيعودون إلى ما بدؤوه.



وجه أمه الهادئ انقلب ثائرًا، دمويًّا، عنيفًا:

اسمع يا بني: أنت الآن كبيرنا بعد المرحوم، ما حدث إهانة لأختك ولك قبلَنا، ابنتهم لا بد أن تخرج طريدةً من بيتك إلى بيت أهلها بجوار البطل أخيها؛ ليَذوقوا مما ذُقْناه، ويعرفوا أن الله حق.



الله حق يا أمي بدون هذا أو ذاك، لكن لا تنسَي أن ابنتك هي التي طلبت الطلاق بإهانة واستفزاز.



لم تدعْه أمه يكمل حتى نزلت عليه بسياط الاتهامات بالرعونة، والمَيل عن الحق لصالح صديقه وحبيبة القلب أخته، مع إضافة وابل من الفلكلور الشعبي عن خيبة أملها فى رجلهم، والناس خيبتها السبت و... لتقف مرة واحدة متوثبة تجاهه فى إنذار عاصف:

أقسمتُ عليك، إن لم تَبت زوجتك فى بيت أهلها هذه الليلة أو صباح الغد على الأكثر، لا تمشِ فى جنازتي ولا تتقبَّل عزائي.



حاول أن يشرح لها ويطلب من أخته المسانَدة، لكنها قد أشارت لابنتها ليَنصرِفا من أمامه إيذانًا بنهاية وخلاصة الكلام الذي لا مُعقِّب بعده، وعليه الانصراف والتنفيذ وإلا...



يغادر فراشه ويتجه فورًا إلى غرفة ابنِه فيَفتح الباب ليُهلِّل الولد فرحًا بقدومه، بينما هي تثب من جواره تنظر إلى ذلك الرعب القادم بعينين مُتسائلتين وجلتين، لكنها من باب وقوع البلاء أفضل مِن انتظاره، قرَّرت أن تُنقذ بيتها وعائلتها الصغيرة في آخر محاولة منها لتتركه لضميره وقراره:

أنا لم أطلب منك الطلاق، وزواجُنا سبقه خطوبة طيبة واحترام مُتبادَل، لم أجرحْك يومًا أو أجرح أهلك، لم أتعالَ عليك أو أتدلَّل بسماجة، لم أتعاطَ حبوب منع الحمل من خلف ظهرك لكي لا أُنجب منك.



وكأنها تسرد عليه خطايا أخته دونما تَصريح، وقبل أن تكمل فرَّ من أمامها ليعود أدراجه، ويجلس على كرسي أمام المرآة، ينظر إلى وجهه جيدًا، يخاطبه:

لن أجد مثلها، وأمي تَنسى أنها حاضنة ولها البيت والولد، وأنا مَن سأُغادر لأجلس بجانب ابنتها، بينما زوجتي ستَخسرني وسأخسرها؛ لتصبح الخيبة خيبتين في عائلتنا.



يتذكر قرار أمه ووجه أخته يَستصرخانِه: أنت رجلنا.



ليَصرخ بصوتٍ يكاد يكون مسموعًا: وزوجتى وابني مَن سيكون رجلهما؟!



ليس هذا عدل الله!



وبينما هو هكذا، تدخل عليه زوجته وابنه وحقيبتهما، والولد يسأله:

ألن تأتي معنا عند بيت جدي يا أبي؟



لم يكد ينطق بالنفي.. حتى وافته مُكالمة من والدته تسأله ماذا فعل؟



فيجيبها: عدل الله يا أمي.. فعلت بما حكم الله.



تفهم أمه أنه نزل على أمرِها فطلَّق زوجته، فتتنهَّد:

أحسنتَ يا بني.



وتفهم زوجته أنه أنزل بها قصاصه العادل من وجهة نظره العين بالعين، رغم أنها كانت له نِعْمَ العينُ القريرة، ولا تدري لماذا دومًا في شَرقِنا يدفع المجني عليه فاتورة وحساب الجاني؟!



ينظر إليها طويلاً بحنان، ثم يأمرها بأن تعدَّ له حقيبته أيضًا، تستحلفه بالبقاء وأنها هي التى ستخرج ومعها صغيرهما، يستحلفها بالله أن تبقى هيَ ويبقى هو ويَبقى ابنهما وحبُّهما:

أما الحقائب فللسفر إلى حيث لا نعرف أحدًا ولا يعرفنا أحد، إجازة قصيرة ثم نعود إلى عشِّنا مرة أخرى.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.74 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]