زيارة إلى الموتى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يوتيوب يقدم الآن رموز qr لمشاركة القنوات.. كيف تحصل عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إضافة صفحات متعددة إلى مركز التحكم بأيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف تضاعف المسافة فى صفحة Word فى 4 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          اختصار جديد بواتساب يضع علامة على الكل كـ"مقروء" لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          Google تعمل على ميزة تساعدك فى العثور بسرعة على المحادثات الجماعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-11-2020, 01:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,547
الدولة : Egypt
افتراضي زيارة إلى الموتى

زيارة إلى الموتى











فاتن فاروق






لا بد أنك مختل العقل، هل من المعقول بعد أن استرحنا من الحياة الدنيا تعود أنت إليها مرة أخرى؟!


لي حفيد يشبهني رغم أني الجد السابع، ولم يرني أحد ممن هناك، ولا يعرفونني، لكنني سعيد بهذا الحفيد، الذي يحمل اسمي "عز الدين".. أنا فخور به، يرتدي ملابس الفرنجة، ويحمل في يده كتبًا مثلهم، ويجيد قراءتها، ويقول: إنه ينتوي أن يصبح رائد فضاء، وما فهمته من هذا الذي يريده أنه يريد أن يصعد فوق القمر.





كان ينطق الجملة الأخيرة بشيء من الهيبة والفخر، عن حفيده الذي بلغ من الرقِّي مثلما كان الفرنجة، عندما احتلُّوا مصر في القرن الثامن عشر، بينما كان المصريون في فقر مدقع، ويعانون من ذلِّ وقهر المماليك ثم الفرنسيين الفرنجة، الذين حلُّوا على المصريين ليذيقوهم ويلات ذل آخر.





ها هو أمامي أراه ولا يراني، آنست في وجهه سمت الوجهاء، عمره عشرون سنة، ومازال دون زوجة، بينما أنا عندما كنت في مثل سنِّهِ، كانت لي زوجة وثلاثة أبناء.





الآن يجلس إلى مكتبه على عينيه نظارة لتحسِّن نظره، هكذا يسمُّونها، وأمامه كتب كبيرة مثل تلك التي كان يكتبها الورّاقون، ولكنها أجود حتى من كتب الفرنجة، وأمامه قطعة زجاج مثبَّتة على إطار من معدن، ومتصلة بلوحة مستطيلة سوداء عليها أزرار تشبه تلك التي يضعها الخياط على الملابس، يقوم بالضغط عليها فتظهر له الكلمات مكتوبة، أسمعه دائمًا يقول: إنه يذاكر أشياء كثيرة مختلفة لتنمية مهاراته لأنه ينوي السفر إلى ألمانيا، بعد أن ينهي دراسته بمصر، لا يوجد معاهد لتخريج روّاد فضاء في مصر؛ لذلك فهو يعقد النية على السفر لإشباع تطلعاته الشخصية.





ما أسعدني! آه لو كنتَ موجودًا في زمن المماليك والفرنسيين الفرنجة؛ إذن لأطلْتَ رقابنا جميعًا أثناء سيري، لاحظت شيئًا مهمًّا، المصريون وجوههم غريبة، غير مقبلين على الحياة، أو لعلهم لا يشعرون بهذه الحياة، ردود أفعالهم غريبة، وأحيانًا متوقفة، ساهمين، شاردين، واجمين، كأنهم فقدوا القدرة على الفعل، كنت أجوب الشوارع، فشعرت أني أسير بين أموات، وليس أشخاصًا مفعمين بالحياة، يناطحون السحاب ويتحدَّون ارتفاعه، رغم أنهم أرغد عيشًا منا، ورغم فناء المماليك، وجلاء الفرنسيين الفرنجة، فمازالوا بائسين، مثلما كنا، يتجرعون المرَّ والحنظل؛ فالصدور لم تتنفس الصعداء بعد.





عز الدين يجمع أقلامه الآن ليذهب إلى الامتحان، يخطو سريعًا، متعجلاً، يستقل حافلة كبيرة بها الركاب محشورون، تتماسُّ أجسادهم، ينفثون الإرهاق والزهق واليأس والإحباط، يطالعون من آن لآخر أساور في معاصمهم، يسمُّونها الساعات، كلٌّ له وجهته، يتدافعون في قسوة يبدو أن هذه هي جهنم، فأين الجنة إذن؟





أرى حفيدي يهرول يستقل معديَّة يعبر بها النيل، بدلاً من أن يركب حافلة أخرى تطيل الطريق وهو المتعجل.





يبدو الركاب بهيئات تشي بأنَّهم يعملون في مهن مختلفة، يتدافعون ليركبوا، كان عز الدين آخرَهم، يدير المراكبي دفّة المعدية ويتقدم في المياه قبل أن يركب عز الدين، الذي يقفز إلى المعدية فلا يتمكن، ويسقط في النيل، ويحاول الركاب استدعاء الحياة في نفوسهم لحيظات قصيرة، فيقولون للمراكبي: انتظر حتى يلحق بنا، فيقول لهم: لن أعطّل سبعين من أجل واحد، فيعودون إلى حالتهم الطبيعة من فقدان الإحساس بالحياة، ومضى قائد المعدية بقافلة الأموات بينما حفيدي يصارع من أجل البقاء، حجب الماء الهواء عن رئتيه، وكأن الماء رفق به من البقاء في عالم الموتى الذي كان يرغب في أن يغادرهم ليصبح رائد فضاء.





استسلم مذعنًا لضربات الماء الذي لا يجيد إزاحته، واستسلم جسده للرقاد، في قاع النيل ذي الفرعين، الذي كان في زماننا سبعة أفرع، مضت ثلاث ساعات حتى حضرت الشرطة واستخرجت جثَّته وسجلت له شهادة بانتقاله من عالم الأموات إلى عالم الأحياء.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.66 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]