محاسبة النفس بعرضها على كتاب الله (عز وجل) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1184 - عددالزوار : 133285 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-08-2020, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,887
الدولة : Egypt
افتراضي محاسبة النفس بعرضها على كتاب الله (عز وجل)

محاسبة النفس بعرضها على كتاب الله (عز وجل)

. د. توفيق علي زبادي


( عادَةُ الْقُرْآن إِذَا ذُكِرَ الْكِتَاب المشْتَمِل عَلَى عَمَل الْعَبْد حَيْثُ يُعْرَض يَوْم الْقِيَامَة ، أَرْدَفَهُ بِذِكْرِ الْكِتَاب الْمُشْتَمِل عَلَى الْأَحْكَام الدِّينِيَّة فِي الدُّنْيَا الَّتِي تَنْشَأ عَنْهَا الْمُحَاسَبَة عَمَلًا وَتَرْكاً ) [1] .
قال ابن منظور : ( الحساب والمحاسبة : عدُّك الشيءَ ، وحَسَب الشيءَ يحسُبُه ، بالضَّمِّ ، حَسْباً وحِساباً وحِسَابة : عدَّه . وحاسَبَه : من المحاسبة ) [2] .
محاسبة النفس اصطلاحاً : قال الإمام الماوردي : ( محاسبة النفس : أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدرمن أفعال نهارِه ؛ فإن كان محموداً أمضاه وأَتْبَعَه بما شاكَلَه وضاهاه ، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل ) [3] .
أدلة الجمع بين كتاب العبد ، وكتاب الرب ، جل وعلا : يقول - تعالى - : { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ( الكهف : 49 ) إلى قوله تعالى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } ( الكهف :54 ) ؛ فذكر كتاب العبد ، وذكر كتاب الرب الذي يجب علينا عَرْضُ أعمالنا عليه ،ويقول - سبحانه - : { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } ( الإسراء : 71 ) إلى قوله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا } ( الإسراء :89 ) ، ويقول - تعالى - أيضاً : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ( الانشقاق :7 ) إلى قوله - تعالى - : { وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ القُرْءَانُ لاَ يَسْجُدُونَ } ( الانشقاق : 21 ) .
منهج السلف في عرض أنفسهم على كتاب الله ، عز وجل : قال مالك بن دينار - رحمه الله - : ( رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم زمَّها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله – عز وجل - فكان لها قائداً ) [4] .
وقال الحسن البصري - رحمه الله - : ( رحم الله امرءاً عرض نفسه وعمله على كتاب الله ؛ فإن وافق كتاب الله حَمِد اللهَ وسأله المزيد ، وإن خالف أعتب نفسه ورجع من قريب ) [5] .
وقد كان السلف ينصحون الخلفاء بعرض أنفسهم على كتاب الله - تعالى - فقد روي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم سلمة بن دينار : ليت شعري ما لنا عند الله ؟ قال : اعرض عملك على كتاب الله ؛ فإنك تعلم ما لك عند الله .
قال : فأين أجد في كتاب الله ؟ قال : عند قوله : { إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } ( الانفطار : 13-14 ) .
قال سليمان : فأين رحمة الله ؟ قال : { قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ } ( الأعراف : 56 ) [6] .
من صور محاسبة النفس بهذه المنهجية : أولاً : تمثيل النفس في مكان أهل الجنة أو مكان أهل النار : قال إبراهيم التيمي - رحمه الله - : ( مثَّلت نفسي في الجنَّة آكلُ من ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، وأعانق أبكارها .
ثم مثَّلت نفسي في النار آكل من زقُّومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي : أَيْ نفسي ! أي شيء تريدين ؟ قالت : أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا فأعملَ صالحاً .
قال : قلت : فأنت في الأُمنيَّة ، فاعملي ) [7] .
ثانياً : عَرْضُ الأعمال على أعمال أهل الجنة وأهل النار : قال الأحنف بن قيس - رحمه الله - : ( عرضت عملي على أعمال أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بوناً بعيداً لا نبلغ أعمالهم : { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ( الذاريات : 17 ) .
وعرضت عملي على أعمال أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم ، يكذِّبون بكتاب الله وبرسوله وبالبعث بعد الموت ؛ فوجدنا خيرنا منزلة قوماً : { خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَءَاخَرَ سَيِّئًا } ( التوبة : 102 ) . [8]
ثالثاً : العرض باتهام النفس دون أن تصل إلى اليأس من الإصلاح : قال بعض السلف : ( والله ! ما عرضت نفسي على كتاب الله إلا اتهمتها بالنفاق ) .
وهذه العادة تَعرِض لنا منهجاً تربوياً فريداً في محاسبة النفس ؛ حيث يقوم العبد بعرض أعماله على كتاب الله - تعالى - ليرى أين هو من صفات المؤمنين ؟ وأين هو من صفات المتقين ؟ وأين هو صفات أهل الجنان ؟ وتكون نتيجة هذا العرض على كتاب الله : أولاً : توفيق الله للعبد بقيامه بأعمالٍ من أعمال أهل الجنة ؛ فيشكر الله ، ويطلب منه الثبات على ذلك والزيادة ؛ لأن الوصول إلى الله ليس له منتهى ، وهذه درجة عظيمة لا يبلغها إلا من اصطفاه الله واجتباه .
ثانياً : الوقوف على تقصير العبد في جنب الله ؛ فيتدارك العبد التقصير بطلب المغفرة وطلب العون على استدراك ما فات ، والشعور بالتقصير هو منهج الصالحين .
ثالثاً : أن يكون العبد ممن خَلَط عملاً صالحاً ، وآخر سيئاً .
وهذه الدرجة يدخل فيها كثير من المؤمنين ، نسأل الله أن يعفو عنَّا برحمته .
وميزة هذه المنهجية : أن الميزان الذي يزن به العبد نفسه عليه ميزانٌ ثابت لا يتغير .
ضوابط في تطبيق هذه المنهجية :
1 - مصاحبة القرآن : بمعنى أن يَأْلَف قراءته ، وأن يكون له مثل الصاحب الصالح الذي لا ينفك عن صاحبه ؛ بحيث يكون للعبد وِرْدٌ يوميٌّ لقراءة القرآن وتدبُّره .
2 - أن يكون للعبد دفتر لتسجيل صفات أهل الجنة ، ثم يعرض نفسه على هذه الصفات واستدراك جوانب الضعف .
3 - الصدق مع النفس حين العرض ، واتهامها ومقتها في الله .
نسأل الله - تعالى - القبول الحَسَن ، وأن يوفقنا ويسدِّدنا في تطبيق هذه المنهجية القرآنية .



(1) الإتقان : 1/ 360 ، والفتح لابن حجر : 14/ 68 .
(2) لسان العرب : مادة (حسب) .
(3) أدب الدنيا والدين : (ص342) .
(4) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا ، (ص 26) ، وإغاثة اللهفان لابن القيم ، (ص96) .
(5) أخلاق أهل القرآن للآجري : (ص39) .
(6) تفسير البغوي : 8/ 357 .
(7) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا ، (ص34) .
(8) تفسير القرطبي : 17/ 38 .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.99 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]