بين الاسفنجة والزجاجة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135492 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5502 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8168 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-08-2020, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي بين الاسفنجة والزجاجة!

بين الاسفنجة والزجاجة!
حمزة بن فايع الفتحي



القلب مستودع سر الانسان، وصلاحه ونوره وهدايته! فإنْ صلح قلبه صلحت باقي الجوارح، وإن انتكس، عمت النكسة في الباقين! وحتى السعادة والحزن، والقلق والسرور، مصدر يقظتها، أول ما تنطلق وتبرز، تنطلق وتبرز من القلب والوجدان، ثم تسري في باقي الأعضاء!
يجمل القلب ويطيب فتطيب سائر الأعضاء!
وكما قيل:
والذي نفسه بغير جمالٍ***لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً!
وفي الصحيحين: ((ألا وإن في الجسد مضغة، اذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
حينما يتعبأ القلب بالإيمان، وخصال الخير والحب، يشرق على الحياة مطمئناً هادئاً، ولا تعصف به الشبهات، أو تناله الشهوات، بشرط أن لا يشغل نفسه بها أو تأملها، كما قال الامام الحكيم ابن تيمية -رحمه الله-، ناصحاً تلميذه الفذ شمس الدين ابن القيم -رحمه الله- بعد أن أورد إيرادات أكثر منها...."لا تجعل قلبَك للايرادات والشبهات مثلَ الاسفنجة، فيتشرّبها فلا ينضح الا بها! ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربتَ قلبك كل شبهة، تمر عليها صار مقراً للشبهات" نقل ذلك ابن القيم في (مفتاح دار السعادة ج1ص140)
وأفاد أنه انتفع بها انتفاعاً عظيماً!
لا سيما في فحص الأفكار، والشبهات العارضة، وذلك كان في زمن مصادر المعرفة عندهم، متصلة بالكتب والمساجد والأسفار! فكيف الآن، والمعلومات ثائرة، والفضائيات غازية، والشبه مروجة، والتعاسات ملمعة، وباتت الأفكار الدخيلة، والمشبهات العليلة، محمولة في جوالك، وتسامرك اكثر الأوقات، فالواجب أخذ الحيطة والحذر، والتعامل معها (بالقلوب الزجاجية) كما يقول شيخ الاسلام، بحيث يعريها الصفاء، وتدفعها الصلابة، فتذهب ذهاباً لا يبقي أثراً، ولا يترك همسا، مع ما هنالك من حسن تدين، وصدق وإخبات!
بخلاف القلب الإسفنجي، الذي يتشرب الشبهات، كتشرب الإسفنج للماء، فلا يضخ الا بها، ولا يتكلم، الا والشر معه، والتلبيس حداؤه ورنينه!
فلا ينفعه كثرة اطلاع، ولا سعة محفوظات، لأن الشبه خطافة، والأفكار مغرية، وكم من شخص أُخذ من هذا الجانب، حيث أوغلوا في الشبهات تحليلاً وتعليلاً، ولم يتعاملوا معها بصفاء، كبعض أرباب الكلام، وفلاسفة التعليل والمجادلات، وعقلانيين، طغوا في قداسة العقول، الى أن باتوا حيرى، من جراء ما تورطوا فيه، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ولذا ننصح أبناءنا الصغار، ومن لديهم النبوغ العلمي، والنهم المعرفي، أن لا يفتحوا للنفس عليهم مداخل، ولا يجعلوا للشيطان عليهم حبائل، وأن يتعاملوا بالقلب الزجاجي، الذي يفحص ويصد بقوة وصفاء، ويمرر تلك الشبه الى الخارج!
لا سيما وقد اضحينا في عصر تفسير الشبهات، وخداع الفتيان والفتيات بها! وأن ذلك من أسباب الوعي وبلوغ اليقين، فيتلقفها الشباب مع هشاشة في العقيدة، وضعف في السلوك، فيقع في الحرج، ويبتلى بالتشويش!
ومن المؤسف أن بعض الشرعيين يزين لأولئك الفتية مطالعة كتب الفكر والفلسفة، بدعوى تحقيق الايمان ونيل الجادة في المنهج! وقد خشي -صلى الله عليه وسلم- على عمر -رضي الله عنه- لما رأى في يديه قطعة من التوراة، وقال له: ((أمتهوكون يا بن الخطاب؟! والله لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)) والتهوك: التشكك! ولا نوصي بذلك، لافضائه الى الشك والتشكك، ومن ثم الحيرة! بل ندعو الى ترسيخ الاعتقاد، وحفظ النصوص، والتباعد عن تلكم الكتب والتيارات، حتى يستقيم النهج، ويصح التدين، وتحاز الثقافة الأصيلة!
وعندئذٍ لا بأس من الاطلاع، للكشف والنقد! لأنه لا يصلح لها كل احد، وقد اصطلى بحرها أقوام، وضجّوا من بلوائها، ولا زالت محفوظة تلك التراجعات والله الموفق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.57 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]