اللعب في الزمن الضائع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 732 - عددالزوار : 95419 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 449 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 381 - عددالزوار : 83295 )           »          إنها صلاة الضحى… صلاة الأوّابين. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل وآداب يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عيادة المريض: عبادة ورحمة وطريق إلى الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لماذا لا نتغير بالقرآن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الغزو الفكري دسائس اليهود والنصارى ضد المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمَّتَه من الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          في ضرورة الهداية والسداد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-08-2020, 12:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,618
الدولة : Egypt
افتراضي اللعب في الزمن الضائع

اللعب في الزمن الضائع
خالد حامد عمر



في عالَم كرة القدم - تلك الكرة التي سلبتْ عقولَ وقلوبَ شبابنا - عندما ينتهي الزَّمن الأصليُّ للمباراة، يقوم الحكم باحتساب الزَّمن بدل الأصلي للمباراة، وهذا بمثابة إعطاء فرصةٍ كافية للفريقين، سواء كان أحد الفريقين غالبًا أو مغلوبًا، فإذا سجَّل أحد الفريقين هدفًا كانَ هدفًا قاتلاً في مرمى خَصمه، فإنه يُحتسب من الحَكَم؛ لأنَّه في زمنه المحدَّد.

ومقارنةً بهذا العالم، فإنَّ حياة الإنسانِ كمثل هذه المباراة، فما أن تنتهي حياة الإنسان في الدنيا، فلا مجالَ للرُّجوع والتَّوبة، أو طلب زمن إضافيٍّ كما في كرةِ القدمِ، فالأمر عظيم، ولا مجالَ للمساومة، قال - تعالى -: ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾ [القيامة: 26 - 28]، قال الشيخُ عبدالرحمن السعدي: "يعظُ - تعالى - عبادَه بذِكر حال المحتضَر عند السِّياق، وأنَّه إذا بلغت رُوحه التَّراقيَ، وهي العظامُ المكتنفة لثغرة النَّحر، فهنا يشتدُّ الكربُ، ويطلب كلَّ وسيلة وسببٍ يظنُّ أن يحصل به الشِّفاء والراحة؛ ولهذا قال: ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ [القيامة: 27]؛ أي: من يَرقيه، من الرُّقية؛ لأنهم انقطعت آمالُهم من الأسباب العادية، فلم يبقَ إلا الأسبابُ الإلهيَّة، ولكن القضاء والقدر إذا حتم وجاء فلا مردَّ له: ﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾ [القيامة: 28] للدنيا؛ اهـ.

ثم قال في موضع آخر: "فهذا الزَّجر يسوق القلوبَ إلى ما فيه نجاتُها، ويزجرُها عمَّا فيه هلاكُها، ولكنَّ المعاند الذي لا تنفع فيه الآيات لا يزال مستمرًّا على بغيِه وكفره وعناده"؛ تفسير السعدي صـ "900".

فهنا لن يأتيَ إليك الحَكَم لكي يحتسب لك زمنًا إضافيًّا؛ لكي ترجعَ وتتوب إلى الله، لا ولله المثل الأعلى، فما هي إلا لحظاتٌ إلا وقد أصبحتْ روحُك قد اكتنفتْها الملائكةُ، فحينها لن ينفعَك النَّدمُ إلا أن يتغمَّدَك اللهُ بواسع رحمته.

فهذا فرعون أعلن توبتَه حين غرغرت رُوحه عند الفراق قائلاً: ﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90].

فردَّ عليه - سبحانه -: ﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 91]؛ فلم يقبل منه - سبحانه - توبتَه؛ لأنَّه تاب في الزَّمن الضائع، فلم تُحتسب له توبتُه وإنابتُه؛ لأنَّه لم يتُبْ قبل أن تغرغرَ روحُه.

أمَّا فرعون، فقد هلك مع الهالكين، وجعل - سبحانه - قصَّة فرعون عبرةً لمن يعتبرُ ويتذكَّر ويُنيب إلى الله طائعًا تائبًا منيبًا إليه؛ فانفُضْ عنك غبارَ الغفلة، وفرَّ إلى ربِّك، وتُبْ إليه، ومرِّغْ أنفَك في التراب؛ عسى أن يتوبَ عليك، بل سيتوب عليك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 16]، وقالَ - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، فهذه الأبواب أمامك مشرَعة، فادخُلْها آمنًا مطمئنًا بإذنِ اللهِ تعالى، فإن دخلت تلك الأبواب، فإنك لن تفارقَها أبدًا بإذن الله؛ لأنَّك إن صدقت في التوبة، فإنك ستذوق حلاوةَ الإيمان، تلك الحلاوة التي لا تباع في الأسواق والملاهي، بل تباع في المساجد وحلقات الذِّكر، فهل ذقت حلاوتَها يومًا ما؟

أم ما زلتَ تسوِّف وتسوِّف إلى أن تتوبَ في الزَّمن الضائع؟

حينها فلا تلومنَّ إلا نفسَك!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.52 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]