موقف ابن تيمية من التمييز بين لذات الدنيا ولذات الآخرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التأمل: دليل للمبتدئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130262 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370087 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-07-2020, 02:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,820
الدولة : Egypt
افتراضي موقف ابن تيمية من التمييز بين لذات الدنيا ولذات الآخرة

موقف ابن تيمية من التمييز بين لذات الدنيا ولذات الآخرة
أ. د. مصطفى حلمي






تدعونا المشكلة إلى التنقيب عن آراء الشيخ في تعريف اللذات، والتفرقة بين الخاصة بالدنيا، ولذات الآخرة.


في تعريف جامع لأنواع اللذات الثلاثة عند الفلاسفة يقول ابن تيمية أنهم حصروها في ثلاثة: "حسية، ووهمية وعقلية، والحسية في الدنيا غايتها دفع الألم، والوهمية خيالات واضحات، واللذات الحقيقية هي العلم"[1].


وله هنا ثلاثة مآخذ: أولها أنهم أخطؤوا في جعلهم جنس العلم غاية لأن العلم بحسب المعلوم، فالمعلوم المحبوب تحبه النفس، وبالعكس المكروه تحذره وتدفع ضرره ويخشى أن يؤدي الأخذ بهذه الفكرة إلى جعل غاية الأعمال كلها العلم فقط وهو عند الفلاسفة ومن سلك طريقهم يؤدي إلى علم لا حقيقة لمعلومه في الخارج، وهو ما صرح به ابن سبعين وابن عربي، فقالا: إن ما وصلا إليه هو أن الوجود واحد[2].


كذلك فإن ما يخشاه ابن تيمية من الأخذ بنظريات الفلاسفة هو تحويل العقيدة في الإسلام إلى اتجاهاتهم في العلوم والعبادات. فإن الأعمال - أو العبادات - عند الفلاسفة تهدف إلى تهذيب الأخلاق، والشريعة عندهم سياسة مدنية، بينما الأعمال في الإسلام هي عبادة الله "والمعلوم تصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم -"[3].


والخطأ الثاني في تعريف الفلاسفة للذة هو جعلهم أن غاية النفس التشبه بالله - متابعة منهم لأرسطو - ولهذا جعلوا حركة الفلك للتشبه به، بينما لا يكون التشبه إلا بين اثنين متحدين في الهدف كالإمام والمؤتم به مثلًا "وليس الأمر هنا كذلك، بل الرب هو يعرف نفسه ويحب نفسه ويثني على نفسه، والعبد نجاته وسعادته في أن يعرف ربه ويحبه ويثني عليه"[4]. ويتم صلاح نفس العبد في تمام المحبة للمعلوم المعبود "وهي عبادته لا في مجرد علم ليس فيه ذلك"[5]. أي أن اللذة ترتبط بالعمل- وهو العبادة- وليس الحس.


وينتقد - أخيرًا - لإيجاز مناهج الفلاسفة، وإن كان يحصره في نطاق الحديث عن اللذات، فيذكر أن ما عندهم ليس علمًا بالله بل هو جهل[6].


فإذا انتقل إلى الآخرة، فإن الحديث يرتبط أولًا بالمخلوقات في الجنة من المأكولات والمشروبات والملابس وهي لا تماثل ما خلقه الله في الدنيا وإن اتفقا في الاسم[7] بينما لا نعلم حقيقتها مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].


ونستطيع أن نستنتج النفي القاطع للرؤية الحسية من وصفه لموجودات الجنة بأنها لا تماثل ما نعرفه عنها في الدنيا لا في الصورة ولا في المادة، وهذا هو التأويل الذي لا نعلمه.


فإذا تحدث عن الاستواء فإننا لا نعلم الكيفية التي اختص بها الرب مع أننا نعرف أن تفسيره هو العلو والاعتدال ولكننا "لا نعرف الفارق الذي امتاز الرب به، فصرنا نعرفه من وجهه ونجهله من وجه، وذلك هو تأويله"[8].


[1] النبوات ص 84.

[2] نفس المصدر ص 87.

[3] نفس المصدر ص 86.

[4] النبوات ص 89.

[5] نفس المصدر ص 89.

[6] نفس المصدر ص 89.

[7] تفسير سورة الإخلاص ص 76.

[8] نفس المصدر ص 112.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.55 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]