من يعذرني من متشبع؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057187 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325288 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52133 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45906 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64250 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155316 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي من يعذرني من متشبع؟

من يعذرني من متشبع؟


نبيل بن عبدالمجيد النشمي





إنَّ مرضًا أقل صُورِه الزُّور، وأقبَحُها النِّفاق - إذِ المنافق أصلاً يتزيَّن بِما لَم يُعطَ من الإيمان - لَحَقيق أن يقف عنده العقلاء، ويَتَّخِذوا الْحَيطة والحذر اللازمَيْن؛ لعدم الوقوع فيه، فالْحِرْص على النَّجاة منه أقَلُّ ما ينبغي فِعْله حيالَه، وقد قال فيه سيد الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الْمُتشبِّع بِما لم يُعطَ كلاَبِس ثوْبَي زُور))[1].

والتشبُّع - في زماننا - يكاد يكون هو الأصل؛ لانْتشاره وعمومه، فقديمًا كان يغلب على جانب التشبُّع العِلْمي، وهو ما يُسمَّى بالتَّعالُم، ووقَف له فرسان الحقيقة وكشَفوا زَيْفَه، أمَّا في هذا العصر وفي كلِّ مصر فقد أصبح جزءًا من الحياة، وفيروسُه أشدُّ انتشارًا من فيروس الزكام، وكأنَّه دليلُ الانتماء للقرن الحادي والعشرين، وعلامة التحضُّر، وقرين العوْلَمة، بل رُبَّما شرط في الارتقاء والتطوُّر الذَّاتِي.

وظهر بِشَكل لافت في جوانِبَ عديدةٍ غير الجانب العلمي، كالجانب الأخلاقي، فتجد مثلاً المتشبِّع بالكَرم، والبُخْلُ يسبق قولَه وفعله، وتجد المتشبِّع بالشَّجاعة، والْجُبْن بين عينَيْه ومِلْء قلبه، والمتشبِّع بسعة الصدر، والضِّيق يتحدَّر من وجهه وجَنْبَيْه، والمتشبِّع بِمهارة الحوار وقبول الرَّأي والرَّأي الآخَر، والسَّيطرةُ على المَجلس وفَرْضُ الرأي ملازِمةٌ له كاسْمِه، والمتشبِّع بترك الغيبة وحِفْظ الأعراض ويَنْصح بذلك، فإذا ما وقع في خلافٍ وخصومة ولو على أتْفَه الأشياء، كان لسانُه سُمًّا زعافًا، والغيبةُ طعامَه وشرابه، وهَلُم جرًّا من التشبُّع بسائر الأخلاق كالزُّهد والْحِلْم وغيرها، وترى السُّقوط في أضيق حفرة، ومن أصغر قِمَّة في أول موقف يَعْترض المتشبِّع.

ومثله التشبُّع في مَجال العلاقات، وخاصَّة بعدَما أصبحت علامة قوَّة في زماننا، فتَجِد من يتزيَّن بإظهار علاقته بالكبار: فرأَيْتُه، وجلسْتُ معه، وقلت له، وقال لي، وحاورته، ورددت عليه، واتفقت معه، وطلب رقمي، وأعطيته... كلُّها عباراتُ تشَبُّع، تنكشف لمن اقترب ولو مترًا من قائلها أو احتاج يومًا إلى نفع عن طريقه، ولم أَجِد في التشبُّع بالوطنيَّة أقبحَ من العلمانيِّين، فَهُم أوَّل مَن يسيء إلى قِيَم الوطن ومبادئه.

وأمَّا مَوْجة الوقت فالتشبُّع المهارِيُّ - عافانا الله وإيَّاكم - فمَن يأخذ طرفًا أو خيطًا ضعيفًا في فنٍّ، فيدَّعي فيه أو يظهر الأستاذيَّة، ورُبَّما العالِمَيَّة، وهناك مَن يعرف مقدِّماتٍ أو جزئيَّات بسيطة، فيتشبَّع بِمَعرفة المستحيل بعينه وباكتشاف السرِّ الأعظم والحلِّ المعقد!!

ودوافع التشبُّع كثيرة، يغلب عليها شهوات النَّفس، مثل حُبِّ الظُّهور، والظُّهورِ بالكمال، أو الخوف والعار من الوصف بِوَصْمة الجهل، فيكون جهلاً مركَّبًا، أو مُجاراةُ الأقران، أو الطَّمعُ، أو الشُّعور الدَّاخلي - وهو خطير - بالنَّقص والعجز، أو هوَسُ المثاليَّة، أو الطَّبع الخبيث، وعلى رأس الأسباب ضعْفُ المراقبة للَّطيف الخبير - سبحانه وتعالى - الذي لا تَخْفى عليه خافية.

ومسكينٌ أخونا المتشبِّع، كَمْ يَخْسر بسبب تشبُّعه! فالتشبُّع يَمْنع صاحِبَه من التعلُّم والتطوُّر، كما أنَّه يُظْهِر صاحبه بوصف الكذَّاب وإن لم يَشْعر، وإذا عُرف امْرُؤٌ بالتشبُّع فلا يثق به مَن يعرفه حتَّى فيما يعرف ويُجيد، وأقسى أضرارِه أنَّ صاحبه يعيش معركة نفسيَّة شديدة في كلِّ لَحْظةِ تشبُّعٍ، هذا إن كان له قلب أو حِسٌّ أو جزء من ضمير، فالمتشبِّع عدوُّ نفسه، يَسْخَر منها وإن لم يَدْرِ.


[1] البخاري (5219)، ومسلم (2130).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.70 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]